|
القضية القبطية (5) : كيف سقط الجبابرة ؟
ابراهيم القبطي
الحوار المتمدن-العدد: 1915 - 2007 / 5 / 14 - 09:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أنهم يريدونها علمانية .. ونحن أيضا . يريدونها عصرية حرة ، ونحن أيضا . ولكنني لا اعني الكنيسة المصرية بل الدولة المصرية ... فلا يوجد ما يسمى بكنيسة علمانية ...ولكنها الدولة العلمانية هي التي نسعى إليها
مؤتمر العلمانيين الأقباط الأخير كان من الممكن أن يكون خطوة جيدة لإصلاح سياسي نرتقبه للدولة المصرية ، ، ولكنه ومع الأسف قد اختزل العلمانية في فئة الأقباط ، فلماذا هي للأقباط فقط !!!؟ ولماذا هرب المؤتمر من مواجهة مع الدين الحاكم ، والحكومة الفاسدة ، ليعلن بشجاعة اساسيات العلمانية الحقة ، وتعمد القفز في صدر الكنيسة القبطية في مصر
ربما لأنهم يعلمون أن الكنيسة لن تستحل دمائهم ، ولن تصنفهم بالذميين ، ولا تملك أمن دولة قمعي يضعهم في السجون السياسية ، بل وقفت معهم قبلا في خندق العلمانية مطالبة بالمواطنة الكاملة للجميع ... أم أنهم يرونها علمانية قبطية لا تشمل مسلمين ... ربما لأنهم يعلمون حدود قدراتهم وطبيعة الثقافة الدينية وطغيان الأغلبية .
ولكن مهلا ... أنا لا أهاجم العلمانيين ، بل أنني من مؤيدي العلمانية حتى النخاع !!! ولكنني أتحسر على فرصة ضائعة ، كانت من الممكن أن تخلق بذور علمانية شعبية لا تسكن ابراج العاج الثقافية ، بل تلامس العامة وتدافع عنهم ضد تيارت الإسلام السياسي والفساد الحكومي .
ولكنني وقفت حائرا أمام هذا المؤتمر ، فقد تعلمت أن أساس العلمانية هو الفصل بين الدين والدولة وبتفصيل أكثر ، العلمانية هي الفصل بين تدخل الدين في المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية للدولة ، وفي أمور سياسيتها الخارجية
************* وعلى أساس هذه العلمانية وهذا الفصل بين الدين والدولة في أمور السلطة والحكم تعلمت :
* أنه لا يحق للكنيسة أو الجامع أو المعبد أن يتدخل في السياسة أو التشريع ، فالدين ، أي دين ، حتى وإن كان عرباني الأصل ، دموي النزعة ، لا يملك صلاحيات إدارة الدولة ، لأن الدين في جوهره مصدر اساسي للأخلاق ، أما السياسة فيحكمها المصالح والنفعية Pragmatism ، ولهذا كان على الإسلام ليحكم الدولة أن يتبني الكذب والتقية ويشرع الرق ، ملوثا مفهوم الدين النقي . وهذا هو ما نرفضه كعلمانيين سواء للدين أو للدولة .
وعلى هذا الاساس العلماني لم يجرؤ علمانيو الأقباط على نقد شريعة دين الأغلبية مثلما فعلوا في اعتراضهم على شرائع الكنيسة .
* وعلى أساس هذا الفصل وهذه العلمانية أيضا ، مازالنا ننادي - بروح المسيح - لقيادات الكنيسة أن تمتنع عن التصريحات السياسية ، لأنها تلطخ جمال الكنيسة وقوة الحياة المسيحية الناصعة البياض بألوان السياسة . (1) وعلى الرغم من اعتراضي هذا ، إلا أنني لا أستطيع أنكر أن هذا الدور السياسي قد فُرض علي الكنيسة القبطية منذ احتلال العربان لمصرنا الحبيبة . بعدها تحول البابا القبطي قهرا إلى جامع للجزية وتعّين ممثلا سياسيا لطائفة الأقباط ، بحكم الشرع الإسلامي .
فهذا الدور السياسي المحدود والذي لا يقارن بدور الكنيسة الغربية السياسي أثناء العصور الوسطى ، لا يشمل أمتلاكا لسلطة تشريعية ، ولا تأثيرا على صناعة قرار ، ولا حتى تأثيرا في الرأي العام ... فقيادات كنيستنا لا يملكون إلا التصريحات السياسية ... والتي تخرج في أغلبها ملتحفة برداء الخوف ، مؤيدة للواقع القبطي المرير .
* وعلى نفس الأساس العلماني أيضا تعلمت بالمثل أنه لا يحق -ومن الزاوية العلمانية - أن يتدخل العلمانيون ، وفي مؤتمر للعلمانية ، في أمور الكنيسة الإيمانية والعقيدية ، إلا إذا تعارضت هذه العقائد والإيمانيات ، في جوهرها ، مع الدولة المدنية وعلمانياتها . فيحق لهم وقف تدخل الكنيسة في السياسة ، أو الدفاع عن حقوق مدنية وانسانية يرون أن الكنيسة كمؤسسة تمتهنها .. .
ولهذا لم أر لهجومهم على الكنيسة القبطية مبررا من الزاوية العلمانية ، فحتى هذه اللحظة لم نشهد الكنيسة القبطية الارثوذكسية حاملة لراية الجهاد ، مطالبة بفرض الشريعة المسيحية كمصدر رئيسي للتشريع على دستور الدولة ... أو ناقضة لعلمانية التشريع المدني في الدولة . ولم نر من الأقباط من يكون المليشيات ويستعرضهم داخل الحرم الجامعي للكلية الإكليريكية (كما حدث مع مليشيات طلاب الأزهر) ... أو ناقضين لعلمانية السلطة التنفيذية ولم نر الكنيسة القبطية بقياداتها داعية إلى إقامة الخلافة المسيحية في الأرض المصرية ، أو مطالبة بتكفير المجتمع المدني رافضة السلطة المدنية ...
* وعلى أساس العلمانية أيضا أدركت أنه قد يُعني العلمانيون بما يخص بإصلاح الدولة ، وتنقية الحكم السياسي من آثار الدين والثيوقراطية ، ولهذا كان من خصوصيات عملهم محاولات الغاء أو تعديل البند الثاني من الدستور المصري ، والذي يحدد شريعة البدو كمصدر أساسي للتشريع ، لأن هذا يخص صميم قانون الدولة العلمانية وحياديتها المفترضة في التعامل مع مواطنيها دون تمييز لّلون أو العرق او الدين .
* أما أن يتحول المؤتمر العلماني تحت الراية القبطية إلى دعوة دينية تدعي محاولة لإصلاح كنيسة تئن تحت حصار الإسلام السياسي ، فهذا ما لا يمكن تبريره علمانيا !!!
************* فهل هم علمانيون أم لوثريون أم ذميون؟
لو كانوا علمانيين ----------------- لكان هدفهم الأول فصل الدولة المصرية عن دين الدولة الرسمى وهو الإسلام!! وهذا هو ما لا يقدرون عليه لظروف قهر الأغلبية المسلمة والتي تستعمل الدين لقمع الأقليات القبطية والشيعية والبهائية وغيرها. أما أن ينقلوا ثورة علمانية الغرب على الكنيسة الغربية إلى تربة الشرق ، متجاهلين أن كنيسة الشرق لا تحكم ولا تملك سلطان على الدولة ، بل على العكس ، هي كنائس اعتادت لفترات طويلة أن تكون مؤسسات لأهل الذمة يحكمها الإسلام بقبضة حديدية واذلال . فهذا نوع من الحول الفكري ...
لقد كان هجوم بعض العلمانيين في عصر النهضة الأوربية على سلطات الكنيسة الغربية مبررا ، لأن الكنيسة وقتها كانت قوة سياسية فاعلة ، فكانت ثورتهم تجاه اختلاط الدين بالسياسة وتدخل الكنيسة في أمور الدولة والحكم ، أما قيادات كنائس الشرق فلم تعان من هذا المرض ولم تمر بهذه الاعراض السياسية ، لأنها كانت تعاني من مرض أقسى وطأة ، " الذمية" ، الذي رسم دورهم السياسي الوحيد في أن يأمِّنوا تسليم الجزية عن يد وهم صاغرون إلى الخلفاء المسلمين ...
ولو كانوا لوثريين (2) يريدون إصلاح ما يرونه خطأ في الكنيسة -------------------------------------------------------- فقد أخطأوا في تلقيب المؤتمر بالعلمانية ، والدعوة له على أنه من أجل العلمانية ، فما أعلمه أن مارتن لوثر لم يكن علمانيا بل كاثوليكيا متدينا لا يهتم بالسياسة ولا أصول الحكم ... أراد إصلاح الكنيسة بمعاول وأدوات لاهوتية لا علمانية سياسية. وكان يمتلك إلى حد كبير أدوات النقد الديني واللاهوتي ... وهذا ما لا يملكه الكثير منهم .
ولهذا اتقفت تماما مع ما أكده الاستاذ / كمال غبريال - نائبا عن العلمانيين- من اعتراضه على كون هدف مؤتمر العلمانيين هو الإصلاح الكنسي (3) ، وإن كنت لا اعترض على حقهم في إصلاح الجانب المتسيس من الكنيسة ، بل وتنقية الخطاب الديني القبطي المسيحي من الأثار الثقافية الإسلامية ، بل وكتبت فيما يخص هذا الموضوع في أحد المقالات ، معلنا الحرب الروحية على الإسلام (4) ، ولكن ليس بروح العلمانية أو الثورة على الكنيسة بل بروح المسيح والدعوة إلى ثورة الكنيسة الروحية ضد الطغيان الإسلامي.
إلا أن بعض العلمانيين وعلى ما يبدو لم يستطيعوا تلجيم ميلوهم الثورية ضد الكنيسة ، فتخطوا حدود العلمانية إلى محاولة إصلاح أساسات الكنيسة الايمانية بهدمها أولا ، بل وتعدوها إلى محاولة إصلاح الكتاب المقدس نفسه .
فقد صرح "نبيل حبيب" أحد اعضاء المؤتمر بأن الأناجيل الأربعة ليست "كلاما منزلا من السماء" ، وطالب بإعادة صياغة "العهد الجديد" صياغة تحديثية ، لأنه مصاغ بطريقة تنحاز إلي الذكر علي حساب الأنثى حسب قوله ، كما وصف أيضا الأناجيل بأنها ما هي إلا مجرد مذكرات كتبها أشخاص عاشوا مع السيد المسيح .
وبهذا نجح حبيب في الخروج بأهداف المؤتمر عن العلمانية ، بل وحتى عن اللوثرية البروتستانتية ، التي التزمت بالانجيل كنقطة ومحور إنطلاق إيماني .
فلو كان ما يعنيه "حبيب" بمصطلح "كلام منزل من السماء" بأن الوحي في المسيحية ليس حرفيا إملائيا ، بل تتعدد وتتمايز طرقه وتشترك جميعها في المصدر الإلهي للفكرة سواء إلهاما أو رؤيا أو حتى نصا أو حوارا بين الإله والإنسان (5) ، فنحن نتفق معه ، لأن الوحي المسيحي في جوهره يصور التفاعل بين الله والإنسان في مسار التاريخ بصدق ودقة ليكشف عن خطة الإله للتواصل مع الإنسان ، وهو ليس إملاءا حرفيا وفرضا .
أما أن يحاول نبيل حبيب أن يعيد صياغة العهد الجديد فكريا ليلائم ما يراه واهما هجوما على الأنثوية ، أو أن يحول الأناجيل إلى مجرد مذكرات شخصية وكفى ، دون التأكيد على مصدرها الإلهي الذي حرك كتّابها لرصد وقائع أمينة عن حياة الإله المتجسد ، فهذا تخطِي لجدلية الحرف/ المعنى إلى هجوم صارخ وواضح على الفكرة الإنجيلية ذاتها ، و يتعدى النقاش في كيفية الوحي إلى إنكار الوحي من أساسه وبكامله .
فكان الأشرف ل"حبيب" العلماني أن يعلن صراحة رفضه للأناجيل بتمامها والوحي المسيحي بكامله ، ويظهر إلحاده أو إسلامه وهو ما يحق له إنسانيا وعلمانيا ، ولا يمكن أن نعترض عليه ، ووقتها لما جاز له الشكوى –ومعه المدافعون عنه - من رفض الكنيسة لهم كخارجين عن المسيحية .
أما أن يفرض رؤيته الغير مسيحية على الأناجيل طالبا تغيرها لتوافقه مفاهيمه ، فهذا ما لا يمكن فهمه إلا في سياق الهلامية لا العلمانية .
والأنكى أن ينزلق الاستاذ كمال غبريال – و الذي مازالت أحترمه كثيرا واقدر جهوده- إلى الدفاع عن هذه التصريحات ، ناقضا ما أكده من قبل على ابتعاد المؤتمر لمناقشة أمور العقيدة و الإيمان ، صابغا المؤتمر كله بصبغة منكرة للوحي من أساسه ، وملقيا في الوقت نفسه باللوم على الكنيسة القبطية لصمتها عن حقائق اللاهوت فيما يخص طبيعة الوحي المسيحي المعنوي والفكري لا الحرفي (6) ...
فكانت محاولة لستر سقطة حبيب اللاهوتية ، وللحفاظ على المؤتمر من السقوط الشعبي أمام الأقباط ، بتحويل وتأويل ما قصده "حبيب" وأمثاله إلى إنكار حرفية الوحي لا كل الوحي ، ثم التصريح بأن هذا الفكر هو ما تخفيه الكنيسة القبطية عن العامة ... وتعلنه للخاصة في دهاليز الكلية الاكليريكية .
عزيزي الاستاذ كمال –ومع كامل احترامي- فالوحي الفكري وجوهره المعنى لا الحرف هو ما تعلمناه في كنائسنا القبطية ، واغلب كتبنا القبطية ، ومعظم تفسيراتنا القبطية ، بأن الحرف يقتل وأن الروح يحيي ...
" الذي جعلنا كفاة لان نكون خدام عهد جديد.لا الحرف بل الروح.لان الحرف يقتل ولكن الروح يحيي." (2 كورونثوس 3: 6)
بل وهو ما يكتبه أباء الكنيسة المعاصرون في كتبهم التي يشتريها العامة من الأقباط من المكتبات المسيحية ، ومنها كتاب للأب "عبد المسيح البسيط" وعنوانه "الكتابُ المقدّس يتحدّي نُقّاده والقائلين بتحريفه !!" (7)
فهل تصيدت فعلا قيادات الكنيسة كلمات حق قيلت عرضاً في مؤتمر العلمانيين ...؟ (3)
لا اعتقد ، بل أن المؤتمر بنفسه أخرج نفسه خارج حدود العلمانية ، وحتى خارج حدود الإصلاح الكنسي بهجومه الغير مسئول على وحي الكتاب المقدس . وبدلا من أن يثّور الكنيسة روحيا بنزعة نهضوية وروحية ، تحول إلى ثورة ضد الكنيسة واساسيات الايمان.
وعلى الرغم أن المؤتمر كان من الممكن أن يكون نواة للمطالبة بمطالب الأقباط الشرعية السياسية ، إلا أنه وبتخبط القائمين عليه بين السياسة العلمانية والاصلاح الديني ، وبين الدعوة للأصولية الأبائية مرة وإلى النبرة الحداثية المنكرة لكل ما هو أصولي مرة أخرى ، وإلى محاولة هدم وحي الكتاب المقدس مرة ثالثة تحول المؤتمر إلى " ملهاة" لموليير .
وعلى الرغم من أنهم يعترضون على تصريحات قيادات الكنيسة السياسية ، إلا أنهم فشلوا في أن يخلقوا البديل السياسي للأقباط خارج رحم الكنيسة ، و أكتفوا بمحاولة تقويم الكنيسة والنص الإنجيلي ، الذي لا يتعارض في جوهره مع فصل الدين عن الدولة بل يتفاعل معه ويؤيده .
وفي نفس الوقت لم يجرؤ أحدهم كعلمانيين "أقباط" أن ينادوا بالمثل بالنسبة للقرآن ، على الرغم من أن نصوص القرآن تشرع الجهاد ضد الآخر المغاير ، وتفرض شريعة دينية أول مبادئها ان الحاكمية لله لا الشعب ، متحدية كل ما تقوم من أجله العلمانية أو الديمقراطية أو حقوق الإنسان .
فلو كانت الكنيسة القبطية تستحل دماء الآخر بتفسيراتها الإنجيلية أوتقنن الرق والعبودية للآخر تحت بند ملكات اليمين . أوتنادي بنصيب للدين المسيحي في حكم الدولة ، أوتريد فرض شريعتها المسيحية على الآخرين أوتطالب بفرض الجزية على المخالف في الدين لحقّ لهم أن يدافعوا عن الإنسان والآخر ضد طغيان الكنيسة القبطية باسم العلمانية والحرية ، وأن يقفوا أمام هذا الدين الطاغية الذي يقهر الإنسان ...
أما أن يغضون الطرف عن فساد الدولة ، وديكتاتورية الحكم ، ولاعلمانية اصول الدين العرباني الذي يتغلغل في جذور الثقافة المصرية ويتعارض مع صميم العلمانية .
فهذا لم يترك لهم – في مؤتمرهم- إلا الاختيارالثالث والأخير ... وهو الذمية
وبهذا أًعلن بعض العلمانيين في المؤتمر سواء بقصد أو بغير قصد ، أنهم علمانيون على الأقلية ، ذميون للأغلبية ... أبطال على أقلية مضطهدة ، مرتعدون أمام طغيان الأكثرية ...
واصطبغ المؤتمر بالذمية ... علمانيون يرتعشون من تغيير الدولة ، مجترئين على الهجوم على أحد أهم اعمدة الكنيسة الإيمانية .... الكتاب المقدس
وبدل من أن يكونوا جبابرة بأس لينهضوا بالكنيسة القبطية ويواجهوا مشاكل الأقباط السياسية ، سقطوا في ساحة المعركة السياسية بخلطهم للدين بالسياسة مما يجعلنا نتسائل مع داود الملك
" كيف سقط الجبابرة وبادت آلات الحرب "؟ (2 صموئيل 1: 27)
دعنى أقولها صريحة ...لتختاروا أحد الطريقين - إما العلمانية والاصلاح السياسي الموجه لاصلاح الدولة وفصلها عن الدين الرسمى وهو الإسلام وهذا طريق المؤتمرات العلمانية . - أو طريق النهوض الديني والروحي بالكنيسة وهذا طريق يحتاج إلى العمل في صمت وبروح المسيح ومن داخل الكنيسة لا بالصياح من خارج أسوارها . فلو كانت ثورتكم ضد الكنيسة ، فقد سقطت الآت حروبكم بالفعل ، لأن أبواب الجحيم لن تقوى عليها (8). وإن كانت ثورتكم مع الكنيسة قيادات وشعب ضد طغيان الدولة وروح الإسلام السياسي ، فقد سقطت أمامكم أسوار أريحا (9).
---------------------------------------
الهوامش والمراجع :
1) وبروح المسيحية (لا العلمانية) أسجل اعتراضاتي أيضا على مبالغات سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية "الأنبا بيشوي" في أمور الشلح والتكفير ، والتي تعدت روح المسيحية إلى روح التكفير ... فهو يبالغ بنصب المشانق للطوائف الأخرى ، بدلا من فتح قنوات حوار حقيقية ، متجاهلا الحصار الإسلامي على الكنيسة ، والذي يزداد بعزل الكنيسة عن الطوائف الأخرى ، وقد طالت سياسته التكفيرية داخل الكنيسة أيضا ، عامة الأقباط والكهنة على السواء ... ولم يسلم من تكفيراته الدينية مشاعل تنورية في الكنيسة القبطية ، ومنهم المتنيح الأب متى المسكين ، والأب مكاري يونان ، والأب زكريا بطرس ، والأب بولس باسيلي
2) اللوثرية هنا مجرد مصطلح يعني الإصلاح ، ولا يعني تفضيل طائفة على أخرى ، أو تصوير لأي صراع طائفي أو مذهبي
3) إطلالة على مؤتمر العلمانيين الأقباط - كمال غبريال http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2007/4/230283.htm وفيه يؤكد قائلا: "لا تهدف جماعة العلمانيين إلى ما يطلق عليه الإصلاح الديني، أي الذي يتطرق إلى العقائد الإيمانية والطقسية، فهذا الأمر رغم أهميته يخرج عن نطاق رسالتهم العلمانية"
4) في مقال: القضية القبطية (3) : اعلان الحرب الروحية على الاسلام http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=51556
5) الأب زكريا بطرس يوضح المفهوم الفكري للوحي المسيحي وعلى الملأ في قناة الحياة الحلقة مفرغة في ملف نصي http://www.islam-christianity.net/islamchristianity/video/qaf/02/book/27.doc الحلقة مسموعة http://www.islameyat.net/as2ela_fel_iman/as2ela_fel_iman27.rm
6) الكنيسة والمسكوت عنه : http://www.metransparent.com/texts/kamal_ghobrial_text/kamal_ghobrial_church_unsaid_things.htm
وفيها تطرق كمال غبريال إلى شواهد في كتاب للكلية الكليريكية نرد على بعض منها * عن سفر التكوين يقول في ص 30: "التفسير الأول: ينسب أصحابه ترتيب أيام الخليقة بالكيفية الواردة بسفر التكوين إلى موسى النبي، أما الله تعالى فقد أصدر أمره بكلمة واحدة، فتكونت الخليقة بكل عناصرها . . . . في لحظة واحدة وطرفة عين . . . . . وأهم القائلين بهذا الرأي هم: أوريجانوس – إكليمنضس السكندري – أثناسيوس الرسولي – إغريغوريوس النيسي – يعقوب الرهاوي – ثم جاء أغسطينوس من بعد مؤيداً لهم".
أوريجانوس و أغسطينوس في تفسيرهما للوحي لا يتكلمان عن طبيعة الوحي إن كان حرفيا أم لا ، بل يتبعان مدرسة مشهورة هي المدرسة الرمزية والتي تفسر الوحي أيا كان بالرمز وليس المعنى المباشر ... فهذا خلط للأوراق لا يليق ويخرج تماما عن تصريح "نبيل حبيب" وأمثاله ...
* في ص 67 تساؤل عن كيف استطاع موسى النبي معرفة الأحداث وسلسلة الأنساب السابقة على تاريخ حياته . . . . ، وجاء الرد ص 68 في ثلاثة أجزاء، يقول في "ثانياً: لعب التلقين الشفهي والتقليد المتوارث دوراً خطيراً في توصيل المعلومات الأولى الواردة بسفر التكوين إلى عصر موسى النبي".
- أما سلسلة الأنساب فيمكن أن يعرفها موسى ممن سبقوه مع الوضع في الاعتبار عصمة الروح القدس له من الخطأ في هذه الأنساب ، وأما ترتيب الحقب الزمنية لمراحل ظهور الحياة على الأرض في تتابع يتوافق والعلم الحديث ، فهذا يتخطى قدرات موسى ومن قبله ولم تأت قط بهذا الترتيب في أي اسطورة أو ملحمة شرق-أوسطية مما يتعارض بكل تأكيد على فكرة أسطورية العهد القديم والتي أوحى بها بعض أعضاء المؤتمر .
- التفصيل: في تكوين 1: 1: في البدء خلق الله السموات والارض. ... بمعنى كل ما فيها وتشمل النور وبالتالي الشمس ونورها المنعكس على القمر ... ولكنه ما يزال لا يصل إلى السطح المائي للأرض
في تكوين 1: 2-3: وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه. وقال الله ليكن نور فكان نور. كان الله بالفعل قد خلق النور ، ولكنه بروحه كان يرف على وجه المياة ، ومن هذه البقعة المكانية يسمح الله بالنور الشمسي بكميئة ضئيلة أن يصل إلى الأرض المظلمة (يتخلل طبقات الغبار وغلاف الجوي الذي كان معتما قبلا)
في تكوين 1: 4-5: وراى الله النور انه حسن.وفصل الله بين النور والظلمة. ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا روح الله الراف على وجه المياة يخصص النور الشمسي المتسرب بين طبقات الغلاف الجوي بفترة معينة وهي النهار وإنعدام النور (الظلمة) بفترة الليل
في تكوين 1: 6-12: قال الله ليكن جلد في وسط المياه.وليكن فاصلا بين مياه ومياه. فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد.وكان كذلك. ودعا الله الجلد سماء.وكان مساء وكان صباح يوما ثانيا. وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء الى مكان واحد ولتظهر اليابسة.وكان كذلك. ودعا الله اليابسة ارضا.ومجتمع المياه دعاه بحارا.ورأى الله ذلك انه حسن. وقال الله لتنبت الارض عشبا وبقلا يبزر بزرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الارض.وكان كذلك. فاخرجت الارض عشبا وبقلا يبزر بزرا كجنسه وشجرا يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه.ورأى الله ذلك انه حسن
يفصل روح الله الراف على وجه المياة بين المياة المتبخرة في الغلاف الجوي وبين المياة التي تغطي الأرض اليابسة ، ثم يعود ليجعل المياة تنحسر عن اليابسة وفي وجود الضوء الشمسي الضئيل النافذ من الغلاف الجوي مع اليابسة التي ظهرت من تحت المياة يمكن للعشب أن يبدأ في الظهور على اليابسة
في تكوين 1: 14-15: قال الله لتكن انوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل.وتكون لآيات واوقات وايام وسنين. وتكون انوارا في جلد السماء لتنير على الارض.وكان كذلك. فعمل الله النورين العظيمين.النور الاكبر لحكم النهار والنور الاصغر لحكم الليل.والنجوم. وجعلها الله في جلد السماء لتنير على الارض. ولتحكم على النهار والليل ولتفصل بين النور والظلمة.ورأى الله ذلك انه حسن. وكان مساء وكان صباح يوما رابعا
روح الله الراف على وجه المياة يسمح بمزيد من النقاء للغلاف الجوي فتظهر الشمس واضحة (وليس ضوئها فقط) والقمر ، وكذا النجوم ، من أجل أن ترشد الإنسان جغرافيا ، ومن أجل الأوقات وحسابات الفلك
وبعد توفر اليابسة والشمس والعشب ... صار من الممكن أن تظهر الحيوانات والزواحف ودبيب الأرض
إذا فخلق السموات والأرض بكل ما فيها قد تم منذ الفقرة الأولى في تكوين ... أما ما يُشرح بعد ذلك فهو كيف خلق روح الله الراف على وجه المياة (التي تغطي الأرض الخربة) ، بدايات الحياة على هذه الأرض الخربة من أول السماح للضوء الشمسي الضئيل بالتخلل عبر الغلاف الجوي ، ثم فصل مياة السحاب عن مياة اليابسة ، ونجميع مياة اليابسة ، ثم خلق العشب ، ثم مزيد من النقاء وبداية ظهور الشمس والنجوم لسطح الأرض (بعد أن كانت مخفية خلف طبقات الغبار الكثيف) حتى تسمح بظهور الحيوان ... وفي كل هذا يتفق الكتاب المقدس تماما مع العلم ... مع الوضع في الاعتبار أن الكتاب المقدس ليس كتابا علميا (لا نأخذ منه العلوم) ، ولكنه لا يتعارض مع العلم
* في ص 222 يقول: "لم يعترف أثناسيوس الرسولي وإغريغوريوس النزيانزي وغيرهما بقانونية سفر أستير لخلوه من اسم الله"
- ألا يعلم استاذ كمال أن الذي حدد قانونية الأسفار لم يكن شخصا واحدا مهما كانت قداسته ، بل مجامع كنسية كاملة أهمها مجمع هيبو – في القانون 36- 393 م
7) الأب "عبد المسيح البسيط" ومفهوم الوحي في المسيحية: هو تأثير روح الله الفائق للطبيعة على الفكر البشرى ، به تأهل الأنبياء والرسل والكتبة المقدسون لأن يقدموا الحق الإلهي بدون أي مزيج من الخطأ http://fatherbassit.net/shobohat/3abd_almasi7/book_16.htm
8) متى 16: 18
9) سفر يشوع : ص6
#ابراهيم_القبطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التلاعب بالعقول على هدي الرسول (*)
-
المسيح ... نغم في مسار الزمن
-
الإرهاب الإسلامي في التاريخ [3-5] ... غزو شمال إفريقيا والأن
...
-
الإرهاب الإسلامي في التاريخ [3-4] ... غزو مصر
-
الإرهاب الإسلامي في التاريخ [3-3] ... غزو الشام
-
الإرهاب الإسلامي في التاريخ [3-2]... غزو العراق وفارس
-
الإرهاب الإسلامي في التاريخ [3-1] ...حروب الردة
-
قصص من التاريخ : المسيح من أجل الحرية
-
الارهاب الإسلامي [2] ... وشهد شاهد من أهلها
-
القضية القبطية (4): الحقوقيون وحرية الاستعباد
-
العلمانية أم الحرية ؟
-
أساطير قرآنية [3]: الوسيط والوحي والنبوة
-
شفرة دافنشي –الهراء الخلاّب
-
بين الأب متى المسكين وأبي مصعب الزرقاوي (*)
-
محاولات لتجميل قبيح الإسلام
-
أساطير قرآنية [2]: مصدر أسطورة الإعجاز
-
أساطير قرآنية : الاعجاز اللغوي
-
البهائية تحت سيف الإسلام ... فهل من منقذ؟
-
حوار مع جبريل [9] ... عن محمد وقريش ونهاية الإسلام
-
حوار مع جبريل [8] ... عن محمد ومسيحيي جزيرة العرب
المزيد.....
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|