أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رشا أرنست - غزة تُزهر وسط النار














المزيد.....

غزة تُزهر وسط النار


رشا أرنست
(Rasha Ernest)


الحوار المتمدن-العدد: 1915 - 2007 / 5 / 14 - 09:33
المحور: المجتمع المدني
    


تدل الوثائق التاريخية على استمرار الناس بالعيش في مدينة غزة على مدار أكثر من 3000 عام، حسب موسوعة ويكيبيديا، كانت أول مرة ذُكر فيها اسم غزة في مخطوطة للفرعون تحتمس الثالث (القرن 15 ق.م)، وكذلك ورد اسمها في ألواح تل العمارنة. بعد 300 سنة من الاحتلال الفرعوني للمدينة نزلت قبيلة من الفلسطينيين وسكنت المدينة والمنطقة المجاورة لها
تعتبر مدينة غزة من أقدم مدن العالم، اكتسبت أهميتها البالغة نتيجة لموقعها الجغرافي الحساس عند التقاء قارتي آسيا وإفريقيا، مما منحها مكانة إستراتيجية وعسكرية فائقة، فهي الخط الأمامي للدفاع عن فلسطين. موقعها الاستراتيجي كنقطة التقاء بين قارتي آسيا و أفريقيا و وقوعها على شاطئ البحر المتوسط جعل منها ميناء هام للتجارة و أعمال الصيد بين القارتين. و رغم ما تعانيه غزة عشرات السنين وحتى الآن من آهات الاحتلال و العدو، إلا أنها مازالت تـُزهر كشجرة صالحها لا يستطيع أي شيء أن يأكل جذورها. ربما تتساقط أوراقها حيناً أو تموت ثمارها حيناً أخرى و إنما هي دائما شامخة ناظرة للسماء بكبرياء الأميرات اللواتي لا تستطيع الحرب كسر نفوسهن مهما حدث .
قرأت منذ يومين على موقع إيلاف "غزة تـُصدر 40 مليون زهرة إلى أوروبا"، يقول الخبر: ارتفعت صادرات الزهور من قطاع غزة إلى أوروبا بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال موسم تصدير الزهور هذا العام حيث تم تصدير أربعين مليون زهرة مقابل اثني عشر مليون زهرة في موسم التصدير من العام الماضي.
تأملت قليلاً خلال قراءتي للخبر، كيف تـُزهر الأرض التي تـُسقى دمً كل يوم بملايين الورود التي تعتبر الأجمل حيث قابلة للتصدير إلى دول أوروبا. دول السحر و الجمال و الأناقة. تدور بذهني عاصفة من الأسئلة، أحقاً الأرض تغيرت و أصبحت تشرب الدماء؟ أم أنها قبلت الدماء كشراب حب من أبناء غزة لها و أزهرت بحمرة الدم حمرة لأزهارها و ورودها ؟؟؟
كل شيء من حولنا تغير، فالطبيعة الإنسانية التي ميزنا الله بها عن سائر المخلوقات كبشر من عقل و إرادة و عاطفة تغيرت و تبدلت على أيدي الإنسان. فأصبح يشبه الوحوش، و يستعذب آلام غيره من البشر، و يـَملك كأنه سيد الغابة، حتى انه أخذ مكان الله في تحديد مصائر الناس سواء مصيرهم على الأرض أو مصيرهم بعد الموت. أصبح الإنسان يتطور بمرور الزمن مثله مثل الآلات والماكينات و أجهزة الكمبيوتر التي نحدثها بالجديد كل فترة. كل الأشياء بيد الإنسان الذي جعله الله سيد هذا الكون تتطور و تنمو، منها ما يتطور للأفضل و منها ما يتطور للأسوأ و لكل منها نتائجه النافعة و الضارة في حياة البشر، و في غفلة من الإنسان ظن انه قطعة من هذه القطع التي تصلح دائماً للتطور و التحديث ، فأخذ يحدث من إنسانيته حتى أصبح يشبه الحيوانات في شراستهم و شهواتهم و تعاملاتهم بعضهم مع بعض، فأخذ البقاء للأقوى شعار الغابة شعاراً له في الحياة .
لكن ليست اللوحة كلها سوداء و ليسوا البشر كلهم أسوياء، مازال هناك بشراً حقيقيون يتطورون من إنسانيتهم و كفاحهم و أرضهم لتُزهر ورد و تنشره في بلدان أخرى . الورد الذي كان و مازال رمزاً للعشق و الحب بين الحبيبين، ينمو و يُزهر بين أهل غزة و أرضهم الحنونة التي لم تصرخ و لم تجف و إنما أزهرت رغماً عن الجميع ، أزهرت حباً، أثمرت ورد بأشكال و ألوان أجمل و أزهى من كل الأشياء. و كأنها توجه رسالة إلى العالم، تنادي في كل أنحاءه أنا هنا مازلت أحيا و مازلت أنبض بحياة ملايين الأزهار، يولد منى كل يوم جديد في هذه الحياة. لن تهزمنا الحرب ، ولن تجف أرضي أبدا .



#رشا_أرنست (هاشتاغ)       Rasha_Ernest#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الآخر هي رسالة حياة
- بشراً متساوون
- قتل و اختطاف الصحافيين وسيلة إنذار لا أكثر
- نظرة في واقع مجروح
- رسالة إلى ........
- أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية و هاوية التكفير
- أحبُكَ و أنتظر
- همس الليل
- أفكَاري
- النظري و العملي لاحتياجات ذوو الاحتياجات الخاصة
- أرفض
- شهداء لبنان يصرخون لا تستسلموا يا أبناء الأرز
- شباب يطلب فرصة
- عائداً إليكِ
- الاعدام رفض لرحمة الله
- أحببت
- العشرة الطيبة
- موعد
- عيناه
- المشهد الأخير من حياة رئيس


المزيد.....




- منظمة حقوقية تشيد بمذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائي ...
- بايدن يعلق على إصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتني ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رشا أرنست - غزة تُزهر وسط النار