أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عايد سعيد السراج - سيدة الجلالة تغرق بالدماء 0















المزيد.....

سيدة الجلالة تغرق بالدماء 0


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1915 - 2007 / 5 / 14 - 09:30
المحور: الصحافة والاعلام
    


عندما تتذكر الصحفيين الذين قتلوا في العراق , وفلسطين , ولبنان , وفي كل مكان من أصقاع العالم تنتابك القشعريرة , أي حقد جهنمي يجعل هؤلاء الأشرار , يقتلون الصحفيين , وأية عظمة وكبرياء وشموخ تجعل هؤلاء الصحفيين , أعزّة الأمم0 تتذكر – أطوار بهجت – العراقية – هرانت دينك – الأرمني – سمير القصير – اللبناني – وكذلك الشهداء الأحياء , مي شدياق – جواد كاظم – جونسن الانكليزي– المخطوف – ديك الصحافة – المرحوم 0جبران تويني – ويمر شريط قتل الصحفيين في ذاكرتك مئات الصحفيين , البعض منهم قُتل وحيداً , والبعض قُتلوا بالجملة , وآخرهم / أربعة الموصل / تصوّروا الدم وهو يراق من مئات الصحفيين , على وجه هذا العالم الذي فقد الحياء , فقط أحمِلْ قلماً جريئاً , أو كاميرا لتلتقط الأحداث بآن اللحظة , فأنت حتماً سَتُسجّل في قائمة الأموات , يقتلونهم بدم بارد وبحقد أعمى , لماذا ؟ لأنهم يخافون الكلمة , كم أنت مخضّبة بالدم , وكم طُبعت حروفك بمرارة الإنسان , وحرارة دمه أيتها الصحافة !! كم أنت عنيدة ومتسامية وشامخة لكي تُسقى جذورك بدماء البشر الشرفاء , وكم هم روادك أفذاذ وحقيقيون , صادقون ومتشبثون بقول الحقيقة , المجد لك ولعشاقك الأبرار , المجد لهم رُسُل السلام والحق , كم حاربك – الطغاة وكُرّاه الحياة , إذ أنت تخرجين لهم من كلِّ مكان ٍ ومن أي ِّ مكان ٍ رافعة لواء الشمس , وموقنة أن ّ فضح الطغيان والإرهاب , وكلّ الذين يعيشون في الظلام , ولا يرون إلا الجانب الأسود الأكثر ظلاماً , كيف يَقتل البشر بعضهم بعضاً ؟ من أين يأتون بكل هذا الحقد الأعمى ؟ بل كيف يبررون القتل ويتفاخرون وكأنه شيئا عظيما ؟ لماذا الدماء بدأت منذ بداية الحياة ولن تنتهي إلى نهاية الحياة ؟ هل هذا الإنسان مجبول على الإلغاء ؟ كل هذا الكم الهائل عبر مسيرة الحياة , من الأنبياء والرسل , والفلاسفة ورجال العلم والمنطق والحق , ودعاة الإصلاح والسلام – لماذا لم يستطيعوا أن يحدّوا ولو بالشكل المعقول من وحشية وشراسة البشر !! وهل البشر فعلاً لايستطيعون أن يخلقوا نظاماً متوازناً يقيهم كل هذا البؤس الذي هم فيه , رغم كل القدرات التي توصلوا إليها , بل ربما بسبب ذلك سيزدادون كرهاً وحقداً , لأنهم لا ينظرون إلى الحياة إلا من خلال أنانيتهم وكراهيتهم للآخر المختلف , الآخر الذي ينافس على الجاه والمال والسلطان , هي حتماً كذبة كبرى تلك التي يتقولونها الساسة حول الوطن والوطنية , والأديان , لأنها كذبة سياسية جذرها المال والمآ ل , ويظل السؤال ما هو دور البشر في ذلك ؟ البشر البسطاء العامة الذين هم وقود هكذا أزمات وهكذا ظروف اجتماعية وأخلاقية , وتستغرب وكأن من كان وقود الأزمات والحروب في قرون ما قبل الميلاد , هو ذاته الذي يحترق الآن بويلات الحروب والشرور التي يصنعها له( أخيه) الإنسان , أسئلة كثيرة ليس لها جواب , كدنا أن ننسى أننا نتحدث عن قتل الصحفيين , زملاءنا الذين يموتون في كل مكان من العالم , ولكنهم يموتون في العراق الآن , وبشكل مأساوي وأحياناً يموتون بالجملة , إن الذي يستهدف الصحفي إنما يستهدف الحق والحقيقة , يستهدف نقل الحدث بشكله الحي , يستهدف الصدق الذي ينقله هذا الصحفي عبر الصحافة المرئية والمكتوبة إلى جميع الناس دون النظر إلى لونهم أو دينهم أو انتمائهم , فالصحفيون جلهم يتعاملون مع الأحداث بأخلاق عالية , وإن كانت الندرة منهم ارتضت لنفسها أن تكون مع تجار الموت والظلام كما هو الحال – مع بعض الصحفيين العرب والأجانب ولكن هذا لا يعني أن أغلب الصحفيين هم ليسوا مع الحق وشرف الكلمة , ولو كُنْتَ أحياناً تستغرب أنّ أغلب مراسلي قناة الجزيرة يدسون السم في الدسم , ويشجعون على الفتنة , وكأن المطلوب منهم إثارة أكبر قدر ممكن من المشاكل والنعرات القومية والطائفية , وكأنهم قبلاً وغالباً يتبنون نظرية الفوضى الأمريكية نظرية (بوش), على الرغم من أنهم في الشكل الخارجي يظهرون وكأنهم يعادون الاستعمار – أمريكا – سيأتي زمن تعرف شعوب المنطقة أي بلاء وجهل وتخلف وفتنة – قامت به قناة الجزيرة – التي استطاعت الدخول وبخبث عجيب إلى جميع البيوت , موظفة هذا الرأسمال الهائل الذي تملك لصالح الفتنة والشر والعودة خلفاً إلى القرون الوسطى – فمن وراءها يا ترى ؟ إن الإعلام مهنة إنسانية وأخلاقية , مهمته الدفاع عن المظلومين وإيصال الحقيقة , والوقوف بوجه الظلم في كل مكان وزمان وأهم مزاياه , الأمانة والصدق والحيادية , وإلا تحول إلى عمل دعائي – سياسي أو ديني – وبذا يقع في فخ العداء لمسيرة الإنسانية العادلة , ويخرج عن الموضوعية والصدق , ويدخل في عالم ( البزنس ) وهذا يُوَجّهَه من أجل خدمات دنيئة , وبدلاً من أن يلعب دوراً وطنياً تحررياً وتقدمياً , يناصر أعداء الإنسان يلعب دور المخبر والجاسوس , وبذا يفقد أهم صفاته وهي شرف المهنة السامي , فمن هنا نرى العداء والحقد الجهنمي الذي يصيب الصحفيين الشرفاء في كل مكان من العالم , ليس بالتضييق عليهم , ومنع الكلمة الحرة , بل أيضاً لاستعمال كل الوسائل الرخيصة لاتهامهم بالخيانة أو العمالة , مما يبرر سجنهم أو قتلهم جسدياً , فمن هنا تأتي أهمية المنظمات الإنسانية والاجتماعية والحقوقية والصحفية في الدفاع عن الصحفيين والكتاب , والعمل مع الدول من أجل سلامتهم والحفاظ على حياتهم 0
* عندما قتل المفكر ورجل السياسة ( كمال جنبلاط ) في لبنان قال فيه الشاعر الكبير ( سعيد عقل ) قصيدة أظنها تنطبق على جميع الصحفيين الذين يموتون برصاص الغدر , منها :
كأنّما جبل الباروك أذهلـــــــــه 000 أن تنحني فمشى في يومك الشجر ُ
والأرز أُفلت من حرّاسه ومشى 000 وفي ثناياه من عطر الردى خَدَرُ
أظنها طلقات الغدر حين هوت 000 تكاد لو أبصرتْ عينيك تعتــــــذرُ
كأنما أمةٌ في شخصك اجتمعت 000 وأنت وحدك في صحرائها المطرُ
أرض الخسارة يا لبنان هل رجلٌ 000 يُعيد للناس بعد اليوم ما خسروا
على المناديل من أوجاعه عبـــقٌ 000 وفي المواويل من أحلامه قمر ُ
طال ارتحالك ما عودتـــنا ســفراً 000 أبا المساكين فارجع نحن ننتظرُ
• هذا هو أصدق تعبير عن موت الفجاءة الغادرة للأدباء والمفكرين والصحفيين 0 أي لجميع أصحاب القلم , الذي لا ينطق إلا بالحقِّ , وكان الجمال- ثلاثي – عندما غنى ولحن هذه القصيدة – الثائر – مارسيل خليفة , ( الشيوعي ) وكتب كلماتها الشاعر الكبير – سعيد عقل – ( الماروني ) وكانت للكبير الشهيد ( كمال جنبلاط ) ( الدرزي ) عذراً فأنا لا أومن بهذا التقسيم ولكنني أردت أن أضرب مثلاً 0
• حقاً إن رصاصات الغدر لو تعرف نبل الصحافة والصحفيين لاعتذرت 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعدي يوسف – وفاضل العزاوي
- عبد الوهاب المسيري – ربع علماني
- لماذا تُخرِّب الأحزاب السياسية العمال ؟
- لو كان الفقر رجلاً لقتلته
- شارع المتنبي
- النوروز , وقانون الإحصاء الجائر
- المهدي المنتظر -3-
- رؤيا – مصطفى أحمد النجار
- المهدي المنتظر-2-
- المهدي المنتظر -1-
- المفكر هادي العلوي, عن الحجاب
- الإسلام يتنافى مع إنسانية المرأة0
- يوم كان الرب أنثى
- حدود الوطن
- يوسف
- هل أدمنت الشعوب العربية حكم الطغاة ؟
- الإعلام العربي وثقافة الكره
- سأقتل أبناء بلدي
- احمد عبد الكريم ونّوس – شاعر الفراشات الحزين
- سامي حمزة – وعوالم النص 0


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عايد سعيد السراج - سيدة الجلالة تغرق بالدماء 0