أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - العبث بالدستور في الاسلام 2/2















المزيد.....

العبث بالدستور في الاسلام 2/2


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1915 - 2007 / 5 / 14 - 06:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنويه : بالأمس جاءني تليفون من هولندا ، من قاريء عزيز ، يقول أن مقالا غريبا منشور لي علي الحوار المتمدن ، وأنه يعرف أسلوبي تماما ومتأكد من أن هذا المقال لا يمكن أن يكون لي .. وبمجرد من تأكدي من عنوان غريب لمقال منسوب الي ، سارعت بارسال طلب بحذف هذا المقال المدسوس بهدف الاساءة لشخصي ، وكذلك أرسلت لمواقع أخري تنشر مقالاتي ، وللقراء الأعزاء أيضا ..
المقال يهاجم المسيحية ! وأنا لا يعنيني انتقاد أي دين سوي الدين الداعي للارهاب والمزعزع لأمن وأمان بلدي والعالم كله .. أما أي دين آخر ولو كان الدين الهندوسي الذي يقدس البقرة ، فهذا شأنه ، وما دام لا يريد اجباري علي الايمان ببقرته أو معزته ، ولا يقول لأتباعه " وقاتلوا الذين كفروا حتي يؤمنوا او يدفعوا الجزية ..! طالما أنه لا يتعامل مع الناس بهذا المنطق الارهابي ، فهو والبقرة علي عيني وعلي رأسي ، وليس لي سوي أن أحترمه وأحترم حقه في أن يعبد ما يشاء ....
وهذا ما قلناه كثيرا في مقالات سابقة .. ومثل تلك المكيدة الخسيسة هي أمر وارد ويحدث مثله من الأخساء ، العاجزين عن الفهم بالعقل والعاجزين عن الرد علينا بالعقل والمنطق مثلما نكتب بالعقل والمنطق ، ولن ينطلي هذا العمل الدنيء علي قرائنا المحبين ..
======
نعود لموضوعنا " العبث في الدستور في الاسلام " 2/2
عندما نقرأ قصة زيد بن حارثة في كتب السيرة الاسلامية سنعرف بأنه تم خطفه وهو طفل صغير في غارة من غارات القبائل العربية علي بعضها البعض – عند الجوع والجدب – وسلب ونهب الممتلكات والأعراض والأطفال ..
خطف زيد في غارة من تلك الغارات وصار عبدا عند خديجة زوجة محمد ، وطلب محمد من زوجته أن تهب له هذا العبد الصغير فوهبته له .. وعندما عرف أهله أن ولدهم عند محمد ذهبوا اليه طالبين اكرامهم بقبول دفع فدية و اعادة ولدهم .. ولكن محمد لم يكن يرغب في اعادة الطفل لأهله .. فتحايل بأن أعلن لهم بأنه قد تبناه وأن الولد لا يرغب أبا بديلا غير محمد.. ( والقصة بكتب السيرة تحكي لك كلاما مدهونا بالقشدة والمربة ! كعادة كتب السيرة التي تبرر الظلم وتجمل القبيح ، ولكن القاريء لو فتح عينيه ومخه بمعني أصح .. فسوف يفهم الحقيقة ..
المهم أن محمد قد خرج وأعلن للناس في الكعبة أن الطفل زيد قد صار ابنا له يرث كل منهما الآخر .. وصار اسمه زيد بن محمد بدلا من زيد بن حارثة !
هكذا يكون الاعلان هو بمثابة ما يعرف في وفقتنا هذا تسجيل وثيقة – اقرار – بالشهر العقاري – كما نقول بمصر علي مصلحة التوثيق ، أو كاتب العدل – كما يقال بدول أخري ..
فعل محمد ذلك لأنه في حقيقة الأمر لا يريد اعادة الولد لأهله وانما تمسك به ! ( وسنعود لتلك المأساة في مقال آخر ربما يكون هو المقال القادم –
انتهي الأمر .. بموجب القانون – العرف السائد بين أهل مكة ، صار زيد هو ابن لمحمد ، يرث محمد ومحمد يرثه ، حسبما أعلن محمد علي الملأ ..
أي أن التبني كان مشروعا في عهد محمد – عرفا ... أي قانونا عند أهل مكة - تماما مثلما جائز قانونا في أيامنا هذه ..
والكن دارت الأيام ، وكبر زيد بن محمد ( الذي كان اسمه زيد بن حارثة ) وتزوج من زينب بنت جحش ، التي هي ابنة عمة محمد .. ، وذات يوم مر محمد علي دار زيد فلم يجده واستقبلته زينب زوجة زيد فوجدها في طلعة جعلتها تستقر في قلبه – وكما تقول كتب السيرة – راح محمد يردد : سبحان مقلب القلوب ..
أي أن قلبه لم يميل تجاه زينب من قبل ، ولكن ها هو قد مال نحوها ..
فما العمل ، وزينب هي زوجة لابنه زيد ؟!
هنا رأي محمد أن يعبث بالوثائق التي قدمها بنفسه ، أن يعبث بالقانون – بالعرف – ، بالدستور.. الذي بموجبه جعل من زيد ابنا له ، ليتهرب أو ليسوغ لنفسه عدم اعادة الطفل لأهله وقبول الفدية .. ( وربما اشتم أن أهل زيد وقتها لن يقدروا علي دفع الفدية التي يتطلع اليها ، وربما اشتم أنهم يطمعون في اعفائهم من دفع فدية لا يقدرون عليها ويريدها محمد كضرورة لاطلاق صراح الطفل الأسير واعادته لأهله ، ورأي أن يتذرع برغبة مزعومة للطفل ، في التمسك بمحمد ، وتفضيل البقاء معه علي العودة لحضن أمه وأبيه !
ما العمل الآن أمام محمد بعد أن وقعت زينب في قلبه فجأة وصار يشتهيها ، بينما هي زوجة ابنه زيد – بالتبني –؟!
بيننا في المقال السابق كيف كان محمد يعبث بالدستور الذي وضعه – قرآنه وأحاديثه – ويعدل ويبدل فيهما لتحقيق أغراضه وأغراض أصحابه.. أي ما يعرف الآن بالعبث في الدستور الذي صار سنة محمدية وتراثا اسلاميا ، وعلي طريقه جري ما حدث بسوريا وفي مصر من عبث بالدساتير ، خدمة للرؤساء وأبنائهم .. !
قام محمد بالغاء التبني الذي منحه لزيد .. !
وذلك بأن خرج عليهم في الصباح بالقول أن أخيه جبريل قد نزل عليه بآية قرآنية – شريفة – من السماء .. تحرم التبني . ..
1 الأحزاب 33 40 مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ

وبعد ذلك أوعز لزيد - بأن يقوم بنفسه (ومن نفسه ..! ) بتطليق امرأته ليتزوجها محمد ! الذي لم يعد أبا لزيد بعد تغير القانون .. بقانون جديد !!!!!!! ولكنه يظهر الأمر كما لو كان زيد هو الراغب في تطليق زوجته ومحمد يطالبه بألا يفعل ! يوحي له بتطليقها وفي نفس الوقت يتظاهر بالالحاح عليه بالتمسك بزوجته ! ( كلاوجي .. كما يقول العراقيون ! ) !

(( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ - سورة الأحزاب 33- أية 37 ))-
فقام " زيد " الذي هو عبد - مأمور - عند محمد .. وحكاية عتقه هذه ، انما هي حكي وكلام .. .. ! – بتطليق امرأته لكي يتزوجها محمد ..
وهنا رأي محمد أن يضع في الدستور – القرآن – ما يبرر زواجه من زوجة ابنه الذي ألغي تبنيه له – عبثا بالدستور ! – فخرج علي الناس في الصباح ليقول ان اخيه جبريل قد جاءه بأية من السماء تحمل أمرا من الله بتزويج محمد من امرأة زيد – ابنه الذي تم الغاء بنوته من بعد اشهارها !!! –
فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا سورة الأحزاب 33 - آية 37
وهكذا نجد في قصة زواج وطلاق زيد وزينب بنت جحش لأجل زواج محمد بها 3 عمليات لعب وتلاعب وعبث بالدستور والعرف – كقانون غير مكتوب عند العرب وقتذاك – بالاقرار ، والغاء ، والاضافة والحذف والابدال .. قام بها محمد لتحقيق أغراضه وأغراض واحد من أصحابه ..!
1 – توثيق التبني منه لزيد بالاعلان والاشهارعلي كافة المجتمعين في الكعبة .. 2 – الغاء الاشهار ببند في دستوره – القرآن - 3 – التظاهر بمطالبة زيد بالتمسك بزوجته وعدم تطليقها !
بند4 - ( قانون قرآني ) بتطليق زينب من زيد وتزويجها لمحمد بأمر مزعوم من رب السماوات والأرض الذي يبدو أنه بالاضافة لهيمنته علي شئوون سماواته وأراضيه والكون لم يجد حرجا من الاهتمام بالتدخل في موضوع بالغ الصغر وشديد الضآلة : تطليق امرأة من رجل ليتزوجها من بعده نبي .. هو أشرف الأنبياء وسيد المرسلين (!!) ! (!!) !
هكذا كان اللعب بالدستور وبالقانون السائدين في صدر الاسلام علي يد محمد نفسه ..! وهكذا صار تراثا ونبراسا دينيا للأجيال وتعمل به من زمن ، لزمن ومنذ أكثر من 1400 سنة حتي وصل الينا في عصر طيار سوريا العسكري وطيار مصر العسكري – حافظ الأسد ، وحسني ومبارك - .. اللذان عبثا وبطانتهما بالدستور في سوريا ومصر .
-----
المقال القادم : مأساة زيد بن حارثة مع نبي الرحمة !



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبث بالدستور في الاسلام 1/2
- اهداء الي : أسامة أنور عكاشة
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ – الحلقة الأخيرة /12
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ - 11
- الاسلام هو الحل
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ - 10
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ – 9
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ / 8
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ 7
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ 6
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ 5
- علي هامش مؤتمرالأقليات والمرأة في زيوريخ 4
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة في زيوريخ 3
- علي هامش : مؤتمر الأقليات وحقوق المرأة في زيوريخ 2
- علي هامش مؤتمر الأقليات وحقوق المرأة في زيوريخ 1
- أهل الأقلام وأهل الأموال
- من أوجد مؤتمرا لكل أقليات الشرق الأوسط وشمال افريقيا ؟
- -تحية لوزير الثقافة المغربي - المغرب و .. مصر
- مطربة الأغاني الصبوحة : أميرة سالم
- كلمتي في مؤتمر حقوق الأقليات بالشرق الأوسط


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - العبث بالدستور في الاسلام 2/2