أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن حاتم المذكور - الشيعة يدفعون ضريبة قياداتهم















المزيد.....

الشيعة يدفعون ضريبة قياداتهم


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1915 - 2007 / 5 / 14 - 05:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قضيتان كسرتا جليد مفاهيمـي وقناعاتـي ومواقفـي وجعلتني ارتجف امام الأصالـة المــرة للـواقـع الجنوبـي الـذي انتمي اليـه .
اولهمـا : عندما علمت ان التلال الواقعـة على اليابسـة فـي الجانب الآخـر مـن الأهوار هـي تاريخ اجدادنـا بحضاراتهـم ومعارفهـم واكتشافاتهـم وانجازاتهـم ’ وهـي القاعـدة والأرضيـة التي ابتداءت فيهـا ومنهـا جميع الأنجازات والحضارات اللأحقـة فـي العالم ’ وكذلك الأرض التـي نقف عليهـا عـرات جيـاع جهلـة مخدوعين حـد الأذلال والعبوديـة ’ نتبول عليهـا جراثيم البلهارزيا ونتقيء قيــح السـل الرئوي وديدان الأفراز العوي ’ نولـد عليهـا وندفن فبهـا بعمـر انخفض معدلـه بشكل مخيف محاصـر بالأوجاع والألام والحزن وموت الأرادة وفقـدان الأمـل ومجهوليـة المصيـر تماماً كما عبر عنهـا ( سيــد جبــر ) على تلك الأرض’ موطن اجدادنا الذي تركوه لنـا بنخيلـه وقمحـه وبساتينـه واهواره بثرواتها النباتيـة والحيوانيـة ’ تلك الجغرافيـة الفريدة تطفو علـى ثروات الذهب الأسود ’ تعيش عليها مئآت الملايين من سكان الكـرة الأرضيـة بعد سرقتهـا وفرهدتها وتهريبهـا ’ وتحتوي ايضاً على اكثـر من نصـف احتياطي نفـط العالـم ’ ان الأمر مخيف ومثير للحزن والأنكسار الروحـي ... كيف كنـا وكيف انتهى بنـا الأمـر هكـذا ومن المسؤول .. ؟ .
ثانيهمــا : ويتعلق بمعتقداتنا ومقدساتنا وقناعاتنا وصميم ايماننـا وعقيدتنـا التـي ترسخت عبـر مئآت السنين فـي ضمائرنـا ووجداننـا وارتهن عليهـا حراكنـا الفكري والأبداعـي ’ وحتـى النظـر الى بؤس واقعنـا واسباب هزائمنـا او محاولـة الأقتراب مـن الحقائق التـي تتشكـل منهـا اسباب مصائبنـا وكوارثنـا وازماتنـا ونزيفنـا التاريخي يجب ان ننظـر اليهـا بعيون قياداتنـا ومراجعنـا ورموزنـا مصدقيـن نتجنب رؤيـة خـدوش الحقائق على وجـه قضيتنـا والصورة المشوهـة لمنظـر حياتنـا ’ ننظـر بعيونهـم ونتبـع خطواتهـم ’ وذهبنـا بعيـداً خلفهـم حتـى انقطع حبل سـرة التاريخ بيننـا وبين تـراث اجدادنـا وارصدتنـا الفكريـة والمعرفيـة الموروثـة ’ واصبحنـا قطيعاً مغيباً مهمشـاً خارج اسوار ما يطلق عليـة البيــت الشيعــي للنخـب والرموز والعوائـل والأسـر وبطانة الحبـربشيـــة ’ واذا ما توخينـا الدقـة ’ انهـم بالذات ببحبوحتهـم الدنيويـة اصبحوا خارج البيت الشيعـي للملايين البائســة .
البيت ( العائلـة ) خارج اطار السخريـة ’ يتكون عادة مـن الجـد والجـدة والأب والأم والبنات والأولاد والأحفاد تحت خيمـة واحـدة ’على اكتافهم مسؤوليـة واحـدة ’ يتقاسمون الأقراح والبهجـة والحنيـة ويتبادلون عطر المودة والتآخي ويشتركون في الأوجاع والأحزان موحدون في السراء والضراء ’ هـذا هو البيت في اعرافنـا السويـة ’ فهل هذا التقليد المثالي الأنساني ينطبق على واقـع ما يسمى بالبيت الشيعـي المفترض ... ؟
هـل يمكن ان نجمع الرفاه والبؤس’ التخـمـة والكسـل والكدح المضنـي ’ الأميـة المزمنـة ومن يبعث ابناءه لطلب العلم حتى من خلف الصين ’ المحجبات والمحجبين حول الموائـد العامـرة وبناتنا القاصرات واطفالنـا في مواخيـر العهـر في دمشق وعمان والخليـج ’ البيوتات والقصور المؤثثـة بالرفاهيـة داخل الوطن وخارجـه واكواخ الطين والصفيح التي يرتزق سكانهـا على مقتنيات المزابـل ’ هـل يمكـن ان نجمـع كـل تلك التناقضات تحت سخريــة البيت الشيعــي ... ؟ .
هـل مـن المنطق والأنسانيـة ان نخلط الأوراق ونجمـع تلك التناقضات في بيت واحد ’ ومـن المستفيـد مـن تلك اللعبـة المخادعـة .
عندما تبلغ وقاحـة الضحك على ذقون الملايين من بؤسـاء الطائفـة قـوة العـادة العاريـة من الحياء ’ اين نبحث عـن البيت الشيعـي ... ؟ عند المنتصـر في المعارك الداميـة في البصرة والديوانيـة والعمارة بين جيش المهدي وقوات المجلس الأعلى او بين جيش المهدي ومليشيات حزب الفضيلـة ’ مـن اين ندخلـه ...؟ مـن ابواب الأحزاب الشيعيـة الكبيـرة او من شبابيك الصغيـرة ’ اي بيت هـذا الذي تصرخ زواياه من اوجاع الجوع والفقـر والجهـل وتخضيب واجهاتـه بدمـاء الشيعـة ’ وفيـه يتقاتـل الحسين والعباس وعلي وعبد الزهـرة وكاظم وجعفـر وتترمـل النساء ويتيتـم الأطفال .. و يعاد بمآساتهم قتل الأمام الحسين ( ع ) وتجدد مصائب كربلاء .؟
لا اجابـة اطلاقاً على تلك الأسئلـة التافهـة في زمـن يصبـح فيـه لـدعا ة الأمـر بالمعروف والنهي عن المنكـر انياب ومخالب تخـدش وجـه العادات والتقاليد الحميدة والسكينـة الأجتماعيـة وتفرض على حياة الناس حجاب جهل بلون الموت وهـم العرات من حجاب الأخلاق والذوق والقيم الأنسانيـة الا جلـد الفساد والأنانيـة والغش والمحسوبيـة والمنسوبيـة .
في عمليتين انتخابيتين ذهب الملايين من ابناء الجنوب والوسط ( الشيعـة ) موحدون وانتخبوا قياداتهم ورموزهم ’ فكان الفوز خسارة اجتماعيـة ماحقـة كرست هزيمتهم وانتكاستهـم مضافاً اليهـا تمزيق صفوفهـم وتشويـه بقايا وعيهـم وثقتهـم كأن قـدر الشيعـة تماماً كما كتب الأستاذ نبيل الموسوي " شيعـة العـراق يموتون مرتين ’ مـرة فـي نجاح سياسييهـم وآخـرى فـي خسارتهـم " .. نعم فهم ان خسروا صمتوا متفرجين على دورة الموت الشيعي ’ وان انتصـروا نطقوا موتهـم من خارج سـرب قضيتهــم .
يطالبنـا المكابرون وبعض الشفاطـة ان ندفـن رؤسنـا في رمال التدليس والأنتهازيـة حتـى لا يشمت بنا الطرف الآخـر مـن مشروع المصالحـة اللاوطنيـة او التشويش على مسلسل الموت الشيعــي ’ وحتى لا نصرخ استغاثـة بوجـه اهلنـا ــ لا تدفعوا دمائكـم وارواحكم ضريبـة لمن لا يستحقونهـا ــ ان الأيمان بلا وعــي مدمــر والطاعــة المنفلتـة خارج حـدود البصيرة مدمرة ايضاً ومنهكـة ’ والقيادات والرموز التي تستثمر جهلنـا وفقدان رشدنا مكسباً دنيوياً ذاتيـاً وتمارس تضليلنـا وتجهيلنـا والمتاجرة بحاضرنا ومستقبل اجيالنـا ليس منـا مهما ادعوا ’ وعلينا ان ننزعهم ونحرر جلدنـا الشيعـي من وخزاتهـم المؤذيـة قبل ان يغضب علينـا ويعاتبنا امير المؤمنين علي ( ع ) او ينصب أأمتنـا خيمــة عـزاء مصاب نهايتنــا .
هـل هناك ثمـة امل في ان توقف البيوتات والعوائل والرموز والقيادات خلافاتهـا وصراعاتهـا حول مـن سيمتلك الهواء ’ وتتصالح وتتصافـح وتقترب موحـدة الكلمـة والرؤيا الى المصيـر الشيعـي ’ وتكون طرفاً ايجابياً فعالاً لسـد الثغرات التي ابتداءت تتدفق عبرها طلائع جمهوريـة الموت الثالثـة للبعث العروبــي ’ وتحصـن البيت الشيعي وتحافظ على سلامتـه وامنـه ليكون اساساً وضمانـة لسلامـة وأمـن الوطـن بكاملــه ... ؟
لا اعتقــد ... كما انـي لا الغـي المعجزات .. وان خليت قلبت .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر ازمة الوعي الشيعي
- ثلاثية المأزق الشيعي
- الشيعة : واقع وقيادات ... رموزهم الوجه الآخر لمآزقهم ...
- الفيحاء : لأنك منا
- چني اعرفچ ... ؟
- الهور مزروع بمهجتي
- ! فدراليات الزمن الأهوج ...
- وأخيراً اختلطت علينا الأمور
- علينا اللطّم والتطبير ... ولكم ما تبتغون
- الشهيد الكردي الفيلي : تحيتي
- العار في قمة العار ...
- المذاهب ... واشكالية الأنتماء الوطني
- الكلمة الأخيرة لمن ...؟
- دولتنا : فيها دول !!! .
- . العراق في المزاد العلني
- الطنطل ... في ايضاح
- لا تحزني ميسان
- نساء العراق ... تحيتي
- الجرح العراقي
- العراق مملكة الرموز المبجلة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن حاتم المذكور - الشيعة يدفعون ضريبة قياداتهم