أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - تجاوزات‮ ‬الحرس‮ ‬الخاص‮ ‬للملك















المزيد.....



تجاوزات‮ ‬الحرس‮ ‬الخاص‮ ‬للملك


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



توطئة

تعتبر‮ ‬الحراسة‮ ‬الخاصة‮ ‬للملك‮ ‬وتدبير‮ ‬أمن‮ ‬القصور‮ ‬والإقامات‮ ‬الملكية‮ ‬والأميرية‮ ‬من‮ ‬المناصب‮ ‬الأكثر‮ ‬حساسية‮ ‬اعتبارا‮ ‬لارتباطهما‮ ‬بسيادة‮ ‬الدولة‮ ‬وهيبتها‮.‬
ففي كل تحرك ملكي يرافق الملك محمد السادس 25 حارسا خاصا، ويعتبر الحراس الخاصون للملك أقرب مقربيه، إنهم بمثابة الظل الذي لا يفارقه إلا عندما يخلو إلى حياته الخاصة، علما أن هؤلاء يقومون بمهام الحراسة والسهر على الأمن الخاص لمكان الإقامة التي يتواجد بها الملك وأسرته‮.‬
إن‮ ‬الحراس‮ ‬الخاصين‮ ‬للملك‮ ‬لا‮ ‬يفارقونه‮ ‬حيثما‮ ‬حل‮ ‬وارتحل،‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬يجعل‮ ‬موقعهم‮ ‬بالغ‮ ‬الحساسية،‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬أي‮ ‬منصب‮ ‬آخر‮.‬

على‮ ‬سبيل‮ ‬البدء

منذ سنة 2002، أضحى الملك محمد السادس يسير حرسه الخاص بنفسه، ومنذ ذلك الحين تقوت ثقته بالثنائي عزيز الجعايدي وخالد فكري، وبذلك انفصلت مهمة الحراسة الخاصة للملك عن مديرية أمن القصور التي أضحت تسهر على حراسة القصور والإقامات الملكية والأميرية.
ومنذ بداية عهده عمل الملك تدريجيا، وبتأن مدروس بحكمة، على التخلص من الرواسب "البصروية"، اعتبارا أن إدريس البصري كان قد تمكن من إحكام قبضته على المغرب بتعيين رجالاته و"خدامه الأوفياء" في مختلف المناصب الحساسة، المدنية والعسكرية والمخابراتية، بما في ذلك طاقم الحراس الخاصين للملك، حيث كانت له عيون وآذان بين صفوفهم، علما أن الملك محمد السادس يعرف حق المعرفة أسلوب البصري، وخبر عقليته في التعامل والعمل، والتي وصفها البعض بـ "الدنيئة" أحيانا، وقد اعتمد الملك محمد السادس للتخلص من تركة البصري على قاعدة ثابتة مفادها‮ ‬تنصيب‮ ‬المؤهلين‮ ‬وذوي‮ ‬الكفاءة‮ ‬في‮ ‬المناصب‮ ‬العليا‮ ‬وعدم‮ ‬التساهل‮ ‬بخصوص‮ ‬من‮ ‬فرط‮ ‬منهم‮ ‬في‮ ‬القيام‮ ‬بالمهام‮ ‬الموكولة‮ ‬لهم،‮ ‬وهذا‮ ‬أمر‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬سائدا‮ ‬في‮ ‬عهد‮ ‬والده،‮ ‬الملك‮ ‬الراحل‮ ‬الحسن‮ ‬الثاني‮.‬
كما أحدث الملك تغييرا بخصوص أمنه الخاص وأمن القصور، إذا أبعد الدرك الملكي من مرافقته في تحركاته، لاسيما بالعاصمة الاقتصادية، وكانت هي المرة الأولى التي يبعد فيها رجالات حسني بنسليمان من محيطه المباشر.
في‮ ‬الآونة‮ ‬الأخيرة‮ ‬تناسلت‮ ‬الأقاويل‮ ‬حول‮ ‬تجاوزات‮ ‬بعض‮ ‬الحراس‮ ‬الخاصين‮ ‬للملك،‮ ‬سواء‮ ‬إبان‮ ‬مزاولتهم‮ ‬لمهامهم‮ ‬أو‮ ‬بخصوص‮ ‬تصرفات‮ ‬وسلوكيات‮ ‬خارج‮ ‬نطاق‮ ‬العمل‮.‬
يبدو أن الحراس الخاصين للملك، في عيون المواطن البسيط، كأنهم فوق كل المسؤولين ويتحكمون في كل شيء وأيديهم طويلة بخصوص إصدار الأوامر وكلمتهم مسموعة، مهما كان فحواها ومضمونها، سواء تعلق الأمر بإجراء أو بعقاب، إلى درجة أن المسؤولين، مهما كان موقعهم يظهرون كأنهم‮ ‬تحت‮ ‬رحمة‮ ‬هؤلاء‮ ‬الحراس‮ ‬الخاصين‮ ‬للملك،‮ ‬فهل‮ ‬طبيعة‮ ‬مهامهم‮ ‬وقربهم‮ ‬اللصيق‮ ‬بالملك‮ ‬يشفع‮ ‬لهم‮ ‬بالتجاوزات‮ ‬التي‮ ‬يقترفونها؟
‭‬
بعض‮ ‬تمظهرات‮ ‬الأخطاء‮ ‬والتجاوزات


ظل معروفا، لدى العام والخاص، أن الحراس الخاصين للملك محمد السادس يتعاملون بغلظة شديدة وبقسوة، خاصة مع المواطنين والمواطنات الذين يتمكنون من الإفلات من الحزام الأمني للوصول إلى الموكب الملكي لتسيلم رسائل للملك، وغالبا ما يكون التدخل شديدا لمنعهم من الاقتراب‮ ‬منه‮ ‬بأي‮ ‬وسيلة‮ ‬حفاظا‮ ‬على‮ ‬سلامته،‮ ‬وما‮ ‬هذا‮ ‬إلا‮ ‬مظهر‮ ‬من‮ ‬مظاهر‮ ‬سلوكات‮ ‬قد‮ ‬يتفهمها‮ ‬المرء،‮ ‬لكن‮ ‬هناك‮ ‬أخطاء‮ ‬وتجاوزات‮ ‬سافرة،‮ ‬لا‮ ‬تتماشى‮ ‬مع‮ ‬روح‮ ‬العصر‮ ‬وصورة‮ ‬المغرب‮ ‬التي‮ ‬يحلم‮ ‬بها‮ ‬الملك‮ ‬والمغاربة‮.‬
لم يعد يخفى الآن أن جملة من المقربين للملك يستغلون وضعهم الاعتباري وتكليفهم بمهام جسيمة، للوساطة أو التدخل لتعيين دويهم وأصحاب القربى في شغل بعض المناصب أو تمكينهم من الاستفادة من ترقيات أو امتيازات، ومن ضمن هؤلاء بعض الحراس الخاصين للملك، وفي هذا الصدد تناسلت الكثير من الأقاويل بخصوص الاستفادة من "لاكريمات" أو التوسط للحصول عليها مقابل أتاوة مهمة ونسبة مستدامة من مدخولها، كما تسربت أخبار عن أخطاء جسيمة ارتكبها حراس خاصين للملك كانت سببا في غضب الملك عليهم.
يظل أكبر منغص في نظر الحراس الخاصين للملك، كثرة المغاربة الذين أصبحوا يتربصون للانقضاض على الموكب الملكي بأية وسيلة، لتسليمه رسائل أو لالتماس مطالب أو لرفع تظلمات، علما أن العديد من المغاربة لازالت تسكنهم نية تصيد الفرصة للاقتراب من الملك لطلب شيء ما، وذلك لأنها الوسيلة الأكثر جدوى وفعالية لتحقيق ما يطمحون إليه، وزاد هذا الاعتقاد ترسيخا بفعل سيادة عدم الثقة في الإدارة المغربية والقائمين عليها، خصوصا أن هناك شبه قناعة بأن كتابات المواطنين الموجهة للملك عن طريق القائمين على الأمور والمسؤولين لا تصل إلى مرماها‮.‬
ويبقى تنظيم أجواء الخرجات الملكية وإجراءاتها الأمنية خاضعا لرئيس الحراس الخاصين للملك، عزيز الجعايدي الآمر والناهي بخصوصها، وفي هذا المضمار حدثت جملة من التجاوزات والانزلاقات استأسد فيها بعض الحراس الخاصين للملك وتنمروا، وصدرت عنهم تصرفات وسلوكيات، منها ما يمس بالكرامة والصفة الإنسانية، سواء في حق المواطنين العاديين، أو في حق رجال الأمن أنفسهم، بل منها ما يلحق الضرر البليغ (كسر أحد الأعضاء، لكمات، صد بقوة تتجاوز الحدود..) أحيانا بالمواطنين الراغبين في تسليم رسائل خاصة للملك بعد أن يتحينوا الفرصة لاختراق الحواجز‮ ‬الأمنية‮ ‬المتشددة‮ ‬والانقضاض‮ ‬على‮ ‬الموكب‮ ‬الملكي‮.‬
فغالبا ما تصدر عن الحراس الخاصين للملك تصرفات وسلوكيات لا يقبلها المواطنون، كما ان بعض الحراس الخاصين يبدون وكأنهم فوق القانون أحيانا في ممارسة حياتهم خارج مهامهم، كأن القانون لا يسري عليهم، وبالتالي يمكنهم التصرف كما يحلو لهم.
علما أنهم غير مسؤولين مباشرة على كل هذه التصرفات، إذ أن بعض المواطنين يتصرفون معهم بطريقة تجعلهم كأنهم فوق غيرهم ولا يسري عليهم ما يسري على العموم، وذلك رغبة في التودد إليهم بحكم قربهم اللصيق بالملك، وبهذا الخصوص هناك حكايات كثيرة كان مسرحها فنادق مصنفة راقية وعلب ليلية، لا يلجها إلا علية القوم، تصرف فيها بعض المحسوبين على الحراس الخاصين للملك تصرفات غريبة، لو قام بها غيرهم لقامت الدنيا ولم تقعد، كما أن علاقات بعض الحراس الخاصين للملك بالإدارات العمومية تتخذ أشكالا ومظاهر مختلفة تماما، إذ نادرا جدا ما تُردُّ‮ ‬طلباتهم‮ ‬مهما‮ ‬كانت،‮ ‬وهناك‮ ‬نوازل‮ ‬كثيرة‮ ‬مع‮ ‬إدارة‮ ‬الجمارك‮ ‬وإدارة‮ ‬الضرائب‮ ‬وإدارة‮ ‬الأمن‮ ‬الوطني‮ ‬والدرك‮ ‬الملكي‮ ‬وجملة‮ ‬من‮ ‬المصالح‮ ‬التي‮ ‬تسلم‮ ‬تصريحات‮ ‬أو‮ ‬رخص‮ ‬أو‮ ‬امتيازات‮.‬
ومن التصرفات التي أثارت انتباه المواطنين حالة الحارس الخاص للملك الذي يقطن بحي شعبي بالدار البيضاء، كانت داره هي أول دار ارتفع بنياتها على هامش القانون، مما دفع السكان إلى تقليده، إلى أن عمت الفوضى والتلاعب بجملة من القواعد المعمارية والإجراءات القانونية الجاري‮ ‬بها‮ ‬العمل،‮ ‬وهذا‮ ‬مظهر‮ ‬من‮ ‬مظاهر‮ ‬استغلال‮ ‬الوضع‮ ‬الاعتباري‮ ‬للوظيفة‮.‬
ومن المظاهر الدالة على وجود تجاوزات، ما صدر عن عزيز الجعايدي من أوامر وتوصيات بخصوص معاقبة جملة من رجال الأمن الذين تسرب من جهتهم مواطنون تمكنوا من الوصول إلى الملك بعد تحين الفرصة للانقضاض على الموكب الملكي، إذ سبق له أن كان وراء عقوبات متفاوتة وتأنيبات ومحاسبات لا يمكن حصرها، علما أنه من المستحيل أن يتسنى لرجل الأمن مراقبة مئات المواطنين المتكدسين في مجال مكاني محدود ويقوم بحراستهم دفعة واحدة ويمنع تسلل بعضهم نحو الموكب المكي. وحسب مصدر جيد الاطلاع، غالبا ما تكون تلك العقوبات جائرة وظالمة ومرتبطة بمزاج من يصدرها، إذ كل ما يقوله عزيز الجعايدي لا يمكن أن يرده أو يتجاوزه أي مسؤول أمني، ويظل الشرطي العادي هو الضحية بامتياز، وهناك رجال أمن لحقت بهم عقوبات قاسية جدا لأنهم لم يولوا ظهورهم للموكب الملكي.
ومن مظاهر هذه التجاوزات، أنه في إحدى المناسبات الرسمية، قبل أن يدخل الملك، جاء أحد الحراس الخاصين وقال للوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي آنذاك، بطريقة شديدة اللهجة، لا تنم عن أي احترام ""نوض دَغْيا راه الملك جاي.."، وقام الوزير وانحنى وظل على ذلك الوضع برهة من الزمن، وهذا مظهر يبين أن الحراس الخاصين للملك يمكنهم التحكم حتى في الوزير الأول، ناهيك عن باقي الوزراء وغيرهم من المسؤولين، وهذا أمر غير مقبول ولا يستسيغه عقل سليم، لأنه لا يتماشى مع روح العصر، كما أن مثل هذه السلوكيات قد تتخذ شكلا مشينا أحيانا.
ومن النوازل كذلك ما حدث مع فتاة تمكنت من الانسلال إلى أن وصلت إلى سيارة الملك، لكن عزيز الجعايدي انقض عليها بمعية أحد معاونيه بقوة أدهشت الملك ورفعوها بسرعة فائقة وأبعدوها بخشونة ظاهرة معالمها للعيان ثم سلموها لرجال الأمن والقوات المساعدة بجانب الطريق، قبل متابعة سيرهم مع الموكب الملكي راكدين بجانب السيارة الملكية، لقد تم كل شيء بسرعة البرق لم يكن لدى الملك الوقت لمطالبة حراسه بتركها تصل إليه، كما فعل في حالات مشابهة سابقة، وقد علق شاهد عيان على هذه النازلة قائلا :" اليأس والإحباط راه يخليك ماشي غير تلاح في‮ ‬الموكب‮ ‬الملكي،‮ ‬راك‮ ‬تلاح‮ ‬من‮ ‬فوق‮ ‬جبل‮ ‬عالي‮.. ‬الله‮ ‬يسترنا‮ ‬وصافي‮..". ‬وقد‮ ‬قيل‮ ‬بعد‮ ‬حين‮ ‬إن‮ ‬الملك‮ ‬استفسر‮ ‬بخصوص‮ ‬المعنية‮ ‬بالأمر‮ ‬وأمر‮ ‬بإحضارها‮ ‬وتمكنت‮ ‬من‮ ‬إبلاغه‮ ‬مطالبها‮ ‬ونالت‮ ‬ما‮ ‬أرادت‮.‬
وبخصوص الرسائل المسلمة للملك، حسب أحد العالمين بخبايا الأمور، أنه عندما يتسلم الملك رسالة من أحد المواطنين نجح في اختراق الحواجز الأمنية وفي الوصول إلى الموكب الملكي، يسلمها (الملك) بدوره وتوا إلى أقرب حراسه الخاصين للاحتفاظ بها، وهناك حيلة غالبا ما يستعملها بعض الحراس الخاصين، إذ تكون بحوزتهم رسائل أخرى لأشخاص آخرين يعرفونهم، مودعة مسبقا في جيوبهم، وعوض إرجاع الرسالة التي تسلموها إلى الملك يمنحونه رسالة شخص آخر، وما هذا إلا الجزء الظاهر من الجبل الجليدي العائم، إذ ما خفي منه أدهى وأكبر.
وقد‮ ‬راجت‮ ‬بض‮ ‬الأخبار‮ ‬التي‮ ‬تفيد‮ ‬بأن‮ ‬من‮ ‬الممكن‮ ‬أن‮ ‬يقوم‮ ‬الملك‮ ‬باستبدال‮ ‬بعض‮ ‬حراسه‮ ‬الخاصين،‮ ‬كما‮ ‬أنه‮ ‬ليس‮ ‬من‮ ‬المستبعد‮ ‬أن‮ ‬يصدر‮ ‬أمره‮ ‬بإيقاف‮ ‬بعضهم‮.‬
‭‬
لم‮ ‬يعد‮ ‬هناك‮ ‬رجل‮ ‬قوي‮ ‬أو‮ ‬مسؤول‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬الاستغناء‮ ‬عنه‮ ‬في‮ ‬عهد‮ ‬محمد‮ ‬السادس

غضب‮ ‬الملك‮ ‬محمد‮ ‬السادس‮ ‬غضبا‮ ‬شديدا‮ ‬على‮ ‬ثلاثة‮ ‬من‮ ‬حراسه‮ ‬الخاصين،‮ ‬ويتعلق‮ ‬الأمر‮ ‬بعزيز‮ ‬الجعايدي‮ ‬وخالد‮ ‬فكري،‮ ‬عميدين‮ ‬إقليميين‮ ‬للأمن،‮ ‬ومصطفى‮ ‬حومري،،‮ ‬مفتش‮ ‬ممتاز‮.‬
ورغم أن أخبار هذا الغضب الشديد تسربت مباشرة بعد المشاداة القوية بين كبير الحراس الخاصين للملك ومدير إدارة مراقبة التراب الوطني بمدينة الصويرة، إلا أنه حسب أحد العالمين بخبايا الأمور، لم تكن هذه النازلة السبب الرئيسي وإنما أخطاء أخرى وصفت بالجسيمة، منها التستر‮ ‬على‮ ‬أخطاء‮ ‬وتجاوزات‮ ‬أحد‮ ‬المرؤوسين،‮ ‬وقد‮ ‬يكون‮ ‬منها‮ ‬كذلك‮ ‬منع‮ ‬إحدى‮ ‬الأميرات‮ ‬من‮ ‬ولوج‮ ‬القصر‮ ‬الملكي‮.‬
ويشكل الحراس الخاصون الثلاثة الموقوفين النواة الرئيسية الصلبة للأمن الملكي الخاص، وهو الثلاثي الذي بدأ مشواره الوظيفي تحت كنف محمد المديوري، فعزيز الجعايدي وخالد فكري استلما عملهما بالحرس الخاص للملك دون المرور من ممارسة العمل في الدوائر الأمنية أو مفوضيات الأمن، الشيء الذي جعلهما لم يكتسبا خبرة ميدانية بخصوص التعامل اليومي مع المواطنين، وتؤاخذ عليهما الأوساط التي دأبا على الظهور بها خارج أوقات العمل، أنهما يتصرفان بنوع من العجرفة والثقة المفرطة في النفس والزائدة عن الحد، علما أنهما صفتان لا يستحسنهما الملك محمد السادس، إذ بينّ عبر أكثر من إشارة أن في عهده لم يعد هناك رجل قوي أو مسؤول لا يمكن الاستغناء عنه أو زحزحته من مكانه. وقد تألق نجم عزيز الجعايدي منذ أربع سنوات عندما أضحى الملك محمد السادس يسير بنفسه حرسه الشخصي بوساطة العميدين المركزيين، الجعايدي من أبناء‮ ‬فاس‮ ‬وفكري‮ ‬من‮ ‬الرباط‮.‬
التحق الأول بالحرس الخاص للملك بفضل ولي نعمته، محمد المديوري، الذي وظفه في الأمن كمفتش، وبعد مدة قصيرة ألحقه بالأمن الملكي الخاص بعد استفادته من عدة تداريب خاصة، داخل المغرب وخارجه، وفي بداية مشواره بالبلاط كان حارسا خاصا لإحدى الأميرات قبل أن يصبح حارسا خاصا‮ ‬للملك‮ ‬محمد‮ ‬السادس‮ ‬عندما‮ ‬كان‮ ‬وليا‮ ‬للعهد،‮ ‬ومنذئذ‮ ‬لم‮ ‬يفارقه‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬تم‮ ‬توقيفه‮ ‬وإبعاده‮ ‬من‮ ‬البلاط‮ ‬في‮ ‬غضون‮ ‬شهر‮ ‬أبريل‮.‬
ويعتبر الثنائي، الجعايدي وفكري من بين قلّة من رجال الأمن الذين قدر لهم بلوغ مراتب عليا عبر مسار غير مثقل بالخبرة الطويلة، إذ مرّا من التكوين والتدريب المكثف إلى الأمن الخاص للملك تحت إمرة محمد المديوري، وظل هذا الثنائي غامضا مثل المؤسسة التي عين الأول على رأسها،‮ ‬لا‮ ‬يعرف‮ ‬عنها‮ ‬المغاربة‮ ‬إلا‮ ‬النزر‮ ‬القليل‮.‬
فمنذ تعيينه على رأس الحرس الخاص للملك، بدا عزيز الجعايدي أنه الرجل القوي ضمن الطاقم الأمني بالبلاط، وارتبط اسمه برفيق دربه، فكري، بالشدة والجفاء في التعامل مع كل من سولت له نفسه الاقتراب من الملك خلال خرجاته للشعب، وبغلظتهما في التعامل مع الناس في الفضاءات‮ ‬التي‮ ‬دأبا‮ ‬على‮ ‬الظهور‮ ‬بها‮ ‬خارج‮ ‬أوقات‮ ‬عملهما‮.‬
وتناسلت أكثر من مرة بعض الأخبار المتعلقة بإبعاد بعض الحراس الخاصين للملك محمد السادس، اعتبارا لبعض التقصير في مهامهم أحيانا أو لأخطاء مرتبطة بتصرفات أو سلوكات من غير المقبول أن تصدر عن أناس يعتبرون أقرب الأقربين للملك، ولا يفارقونه أينما وجد، فهل هؤلاء يستغلون قربهم للملك للقيام بما يحلو لهم دون رادع؟ وهل موقعهم وصفتهم كحراس خاصين للملك يشجعهم على تجاوز القانون وعدم اعتباره، أم أن خشية المواطنين منهم تجعلهم فوق أي قانون؟ وحسب أكثر من مصدر مطلع، ظل عزيز الجعايدي يتمتع بسلطة واسعة ونفوذ قوي وتأثير كبير داخل البلاط؛ وحسب بعض المسؤولين وجملة من المواطنين، اشتهر الجعايدي بتصرفات غالبا ما تتخذ طابع التعسف، لاسيما في علاقاته برجال السلطة، إذ حسب بعض هؤلاء، تسبب في معاقبة وتنقيل العديد منهم لأسباب بسيطة لا تستوجب ذلك، لكنها أخذت ذاك المسار لأن الجعايدي كان وراءها، وفي جعبته الكثير من النوازل من هذا القبيل، منها على سبيل المثال توقيف عدد من رجال الأمن بسبب إغفالهم تحية الملك، وهو أمر أشاع موجة من الغضب داخل أسرة الأمن على امتداد المملكة واعتبره الكثيرون بمثابة شطط في استعمال السلطة اعتبارا للموقع الحساس للآمر باتخاذ القرار‮ ‬أو‮ ‬الموصي‮ ‬به‮.‬
ويقول أحد المقربين، كان الجعايدي وفكري محط اهتمام، إلا أنه نظرا لتجاوزاتهما وهفواتهما، كان من المنتظر أن تجهز على مشوارهما الوظيفي، لاسيما وأن سلوكهما أزعج الكثيرين، سواء في صفوف رجال الأمن أو خارجه، ومنذ انفصال الحراس الخاصين عن مديرية أمن القصور الملكية، وهما يقترفان الهفوة تلو الهفوة عبر جملة من السلوكات اتجاه الإدارات والمواطنين ورجال الأمن، وهو أمر لم يرق الملك عندما اكتشف تواطؤهما بخصوص تسترهما على تورط أحد معاونيهما في نازلة نصب واحتيال.
وبخصوص تصرفات بعض الحراس الخاصين للملك حدثنا أحد قاطني درب السلطان، الحي الذي يقيم به محمد مارس، أحد الحراس الخاصين للملك، إذ أن هذا الأخير يسكن حيا شعبيا ويزاول حياة عادية ويتحرك على دراجة نارية من نوع 103 عادية جدا، وكلما ارتكب خطأ أو هفوة يأتون به إلى الدار‮ ‬البيضاء‮ ‬لتكليفه‮ ‬بقيادة‮ ‬سيارة‮ ‬دوريات‮ ‬الشرطة‮ ‬بالمدينة‮ ‬لمعاقبته‮ ‬حتى‮ ‬ولو‮ ‬كان‮ ‬الخطأ‮ ‬صادرا‮ ‬عن‮ ‬أحد‮ ‬مرؤوسيه،‮ ‬علما‮ ‬أنه‮ ‬من‮ ‬مرافقي‮ ‬الملك‮ ‬منذ‮ ‬كان‮ ‬وليا‮ ‬للعهد‮.‬

‭‬
غضب‮ ‬الملك‮ ‬محمد‮ ‬السادس

منذ‮ ‬صيف‮ ‬1999‮ ‬بدا‮ ‬أن‮ ‬الملك‮ ‬محمد‮ ‬السادس‮ ‬شرع‮ ‬في‮ ‬رسم‮ ‬مجال‮ ‬نفوذه‮ ‬ووضع‮ ‬رجاله‮ ‬المقربين‮ ‬في‮ ‬المناصب‮ ‬الحساسة‮.‬
وكان السائد هو أن الملك لا يغضب على المقربين منه ولا يعاقبهم، لكن جملة من الوقائع كذبت، بشكل لا يخامر فيه المرء أدنى شك، هذا الاعتقاد، وظهر بجلاء أن الملك محمد السادس، على العكس من ذلك، متشدد بهذا الخصوص.
وأضحى الآن من المعروف عن الملك أنه شديد الغضب على المقربين منه أكثر من غيرهم، بالنسبة للذين يقترفون أخطاء أو يستغلون مواقعهم أو تصدر عنهم سلوكات وتصرفات موصومة بالتجاوزات حتى ولو كانت جد بسيطة.
وقد أكدت مصادر متطابقة، جيدة الإطلاع، أن الملك محمد السادس متشدد بهذا الخصوص ولا يقبل بتاتا أن يكون أقرب المقربين إليه فوق القانون، وهو حريص أشد الحرص على ذلك ولا يقبل أي تبرير مهما كان الشخص ومهما كانت درجة التجاوزات، حتى ولو كانت جد البسيطة.
ويحرص الملك محمد السادس على معرفة الشاذة والفاذة والشاردة والواردة بخصوص كل ما يتعلق بحرسه الخاص، ويسأل ويستفسر عن كل شيء بهذا الخصوص، ولا يستسيغ التستر على أي شيء مهما صغر شأنه، ولعل من بين الأسباب الكامنة وراء غضبة الملك على عزيز الجعايدي وخالد فكري تسترهما على تورط زوجة أحد مرؤوسهما في قضية نصب واحتيال بخصوص العفو الملكي، وهي الآن في حالة اعتقال، وكذلك محاولة تدخل عزيز الجعايدي للتأثير على بعض رجال الأمن لتوقيف المتابعة وطمس معالم الجرم لإنقاذ تورط الجانية وتخليصها من المتابعة في النازلة.
وهذا‮ ‬أمر‮ ‬أجج‮ ‬غضب‮ ‬الملك‮ ‬محمد‮ ‬السادس‮ ‬لأنه‮ ‬صادر‮ ‬عن‮ ‬رجل‮ ‬يضع‮ ‬فيه‮ ‬ثقته‮ ‬ومسؤول‮ ‬مباشر‮ ‬عن‮ ‬أمنه‮ ‬الخاص،‮ ‬وزاد‮ ‬غضب‮ ‬الملك‮ ‬بفعل‮ ‬تجاوزات‮ ‬أخرى‮ ‬ضبطها‮ ‬عن‮ ‬المعني‮ ‬بالأمر‮.‬
‭‬
النقطة‮ ‬التي‮ ‬أفاضت‮ ‬الكأس

النصب والاحتيال، والتبزنيس في العفو الملكي هي النقطة التي أفاضت الكأس وأطلقت زوبعة غضب على أقرب المقربين إليه، ثلاثة عناصر من النواة المركزية لحراسه الخاصين، رئيسهم، عزيز الجعايدي ونائبه خالد فكري وأحد أبرز معاونيهما، مصطفى حومري.
وتعود النازلة إلى تورط زوجة مفتش ممتاز محسوب على النواة المركزية للحراس الخاصين للملك في قضية نصب واحتيال بخصوص العفو الملكي واستغلال مناسبة ولادة الأميرة لالة خديجة، وقد تم كشف تورط أكثر من شخص، إضافة لزوجة أحد الحراس الخاصين للملك، لاسيما أحد العاملين السابقين‮ ‬بإحدى‮ ‬المحاكم‮ ‬الذي‮ ‬انتحل‮ ‬صفة‮ ‬قاض‮ ‬بدعم‮ ‬وتزكية‮ ‬من‮ ‬طرف‮ ‬الزوجة‮ ‬المذكورة‮ ‬لاستكمال‮ ‬أجواء‮ ‬النصب‮ ‬والاحتيال‮ ‬المواتية‮.‬
عندما علم عزيز الجعايدي بالأمر تستر عن مرؤوسه ولم يبلغ الملك بذلك، وتناسل عن هذا الخطأ أخطاء أدهى منه، وهي محاولة التدخل لدى مصالح الأمن المعنية لطمس معالم الفعل الجرمي، إلا أن محاولة تأثيره لم تكن مجدية باعتبار أن ملف النازلة أضحى آنذاك بين يَدَيْ النيابة‮ ‬العامة،‮ ‬وبذلك‮ ‬انفضح‮ ‬أمره،‮ ‬وتأكد‮ ‬خطأه‮ ‬الجسيم‮ ‬كرئيس‮ ‬للحراس‮ ‬الخاصين‮ ‬للملك‮ ‬وبمشاركة‮ ‬نائبه‮ ‬خالد‮ ‬فكري‮.‬
‭‬
المشاداة‮ ‬مع‮ ‬مدير‮ ‬الديسطي‮ ‬بالصويرة

من آخر النوازل، مشاداة عزيز الجعايدي وخالد فكري مع مدير إدارة مراقبة التراب الوطني بالصويرة، والتي وصفها الكثيرون بالتجاوز الخطير والخطأ الجسيم، كما اعتبرته جهات كثيرة اعتداءا، ولد استياءا كبيرا في صفوف رجال الأمن، إلى حد إبرازه كخطأ كان سببا في غضبة الملك‮ ‬على‮ ‬بعض‮ ‬حراسه‮ ‬الخاصين،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬اعتبره‮ ‬البعض‮ ‬مجرد‮ ‬مشاداة‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬هي‮ ‬السبب‮ ‬الرئيسي‮ ‬في‮ ‬انزعاج‮ ‬الملك‮ ‬الشديد‮ ‬باعتبار‮ ‬وجود‮ ‬أخطاء‮ ‬وتجاوزات‮ ‬أخرى‮ ‬أكثر‮ ‬فداحة‮.‬
ومهما يكن من أمر، اعتبر الكثيرون أن هذا التصرف الصادر عن أقرب الحراس الخاصين للملك مرفوضا، جملة وتفصيلا، إذ أن صفة وموقع المتعديان لا يخولان لهما القيام بهذه السلوكات حتى ولو كان المعتدى عليه مواطنا عاديا بسيطا، لأننا في مغرب اليوم نعيش في دولة الحق والقانون، والجميع ينادي بترسيخ احترام حقوق الإنسان كتصرف يومي، ولا وجود لوظيفة أو تكليف، مهما كان، يخول الاعتداء على الكرامة أو الدوس عليها، لأن كل موظف مسؤول عن تصرفاته في نطاق القانون، وأياًّ كان من المسؤولين، مهما كان موقعه وكيف ما كانت درجة حساسية المهمة الموكولة إليه، فهو ملزم باحترام القانون واحترام حقوق الإنسان مهما كانت الظروف، فليس هناك وضعية أو ظرف يسمح بانتهاك الحقوق، لاسيما حق الكرامة أو يبرر هذا الانتهاك، وبالأحرى المس بكرامة موظف وهو يزاول مهنته، كما حدث بمدينة الصويرة في غضون شهر أبريل.
‭‬
الحراس‮ ‬الخاصون‮ ‬للملك‮ ‬وأمن‮ ‬القصور

كان أول مدير لأمن القصور في عهد الملك محمد السادس، محمد المديوري ثم المختار البقالي ثم عبد العزيز إيزو ثم إدريس مهراد ثم إبراهيم أو سيرو لمدة أسبوع، ثم عاد مهراد إلى منصبه، وبذلك يكون الملك محمد السادس قد عين 5 مدراء لأمن القصور الملكية منذ اعتلائه العرش في‮ ‬صيف‮ ‬1999‮.‬
ومنذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني تعاقب على الحراسة الخاصة للملك الكثير من الأشخاص لم يكن المغاربة يعرفون عنهم إلا اللمم، إلا أنه بعد السبعينيات، ولاسيما بعد الانقلابين العسكريين الفاشلين، بدأت تبرز بعض الأسماء، مثل بندريس الذي عينه الملك الراحل الحسن الثاني رئيسا للأمن الملكي في غضون سنة 1971، وخلفه زكري رفقة نائبه حسن حرمة الله ثم الزبدي الذي عوضه ساجير، وبعد إحالته على التقاعد احتل مكانه المختار البقالي قبل إبعاده بفعل توصية الجنرال حميدو لعنيكري الذي ساند وزكى عبد العزيز إيزو لاحتلال مكانه.
فحراس‮ ‬الملك‮ ‬الخاصون‮ ‬هم‮ ‬حراس‮ ‬القرب،‮ ‬خضعوا‮ ‬لتداريب‮ ‬خاصة‮ ‬لاسيما‮ ‬فيما‮ ‬يتعلق‮ ‬بالحراسة‮ ‬عن‮ ‬بعد‮ ‬ومنهجيات‮ ‬تمثل‮ ‬السيناريوهات‮ ‬المحتملة‮ ‬للأخطار‮ ‬المتوقعة‮ ‬لمواجهتها‮ ‬وآليات‮ ‬وتقنيات‮ ‬تقسيم‮ ‬الأدوار‮.‬
إن الحراس الخاصين للملك يظلون قريبين منه، وغالبا ما كان يظهر في الصورة، على امتداد السنوات الأخيرة، كل من عزيز الجعايدي وخالد فكري ومحمد مارس ومقتبل وهم متموقعون بالقرب من الملك محمد السادس للتمكن من التدخل بسرعة ونجاعة، كلما دعت الضرورة أو الظروف لذلك، وإضافة للنواة المركزية التي تعد ظل الملك، هناك حراس خاصين يتموقعون في مقدمة الموكب الملكي وفي مؤخرته، وهم رجال أمن أقوياء وخبراء في الرماية ومتمرسون بشكل جيد على مختلف أنواع الأسلحة وفنون الحرب.
ويبلغ فريق الحراس الخاصين في كل خرجة ملكية 25 حارسا، أغلبهم خضعوا لتداريب بفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، ويتم انتقاؤهم من رجال الأمن المتفوقين والمتميزين ليتلقوا تداريب خاصة في جملة من الميادين والمجالات، بما في ذلك الإحراز على دبلوم المظليين، إنهم عموما‮ ‬من‮ ‬أحسن‮ ‬رجال‮ ‬الأمن‮ ‬في‮ ‬المملكة‮.‬
إضافة لرجال الأمن، هناك فرقة أمنية (تابعة لدائرة 2 مارس بالدار البيضاء) تقوم بزيارات دورية ومنتظمة لنوادي فنون الحرب بالعاصمة الاقتصادية وتعد تقارير بخصوص العناصر المتميزة التي من شأنها أن تتوفر على المؤهلات الضرورية للاضطلاع بمهمة الحراسة الخاصة لأحد أعضاء‮ ‬الأسرة‮ ‬الملكية‮.‬
ويترأس الأمن الخاص للملك كل الجلسات الخاصة، بتحضير وتدبير الزيارات والخرجات الملكية، وغالبا ما يقود هذه الاجتماعات ممثل الأمن الملكي، وتبقى القاعدة المعمول بها هي خضوع مختلف المصالح الأمنية والإدارية، خلال الخرجة الملكية، للحرس الخاص للملك، لاسيما رئيسهم، عزيز الجعايدي قبل إبعاده، ويظل هذا الأخير هو صاحب الكلمة الأخيرة، وتعليماته، مهما كان شأنها، تطبق بحذافيرها ويمتثل الجميع لكل ما يصدر عنه، حتى ولو تعلق الأمر بمعاقبة رجال الأمن أو توقيف موظفين أو استنطاق مواطنين واحتجازهم مؤقتا أو مساءلة أشخاص سولت لهم أنفسهم‮ ‬الاقتراب‮ ‬من‮ ‬الملك‮ ‬لتسليمه‮ ‬رسائل‮ ‬أو‮ ‬طلب‮ ‬رفع‮ ‬تظلم‮.‬

نازلة‮ ‬إبعاد‮ ‬إدريس‮ ‬مهراد

إن‮ ‬إبعاد‮ ‬إدريس‮ ‬مهراد،‮ ‬مدير‮ ‬أمن‮ ‬القصور‮ ‬الملكية‮ ‬وتعويضه‮ ‬بإبراهيم‮ ‬أوسيرو‮ ‬لبضعة‮ ‬أيام،‮ ‬ثم‮ ‬إرجاعه،‮ ‬يعتبر‮ ‬القرار‮ ‬المزدوج‮ ‬الأكثر‮ ‬إثارة‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬الإعفاءات‮ ‬والتعيينات‮.‬
علما أنه سبق أن تم إبعاده قبل إرجاعه بعد قضاء مدة بـ "الثلاجة" كما يقال؛ ومحمد مهراد، مراقب عام في الأمن الوطني، خلف عبد العزيز إيزو على رأس مديرية أمن القصور الملكية قبل إبعاده في غضون سنة 2002، وكان رئيسا للحارسين الشخصيين للملك، عبد العزيز الجعايدي وخالد فكري، قبل إعفائه ونقله إلى الإدارة العامة للأمن الوطني، ثم رئيسا لمفوضية أمن المشور بالرباط، غير بعيد عن المكتب الذي كان يحتله بالبلاط، ومن الأمور التي ساعدت على عودة مهراد إلى أمن القصور حرصه الشديد على البقاء بعيدا عن الجنرال حميدو لعنيكري، وهذا البعد قوى‮ ‬حظوظ‮ ‬رجوعه،‮ ‬وبذلك‮ ‬تم‮ ‬تعيينه‮ ‬كمدير‮ ‬للأمن‮ ‬الملكي‮ ‬بسرعة‮ ‬لتعويض‮ ‬عبد‮ ‬العزيز‮ ‬إيزو‮ ‬المتورط‮ ‬في‮ ‬ملف‮ ‬بارونات‮ ‬المخدرات‮ "‬بين‮ ‬الويدان‮" ‬والتواطؤ‮ ‬معه‮.‬
وقد استغرب البعض عندما أقدم الملك محمد السادس على تعيين مدير أمن قصوره بنفسه، لاسيما وأن العرف استقر على اقتصار تدخل الملك في التعيين في المناصب السامية الكبرى، لكن هذا الأمر يتماشى كليا مع مقتضيات الدستور، هذا علاوة على أن الملك محمد السادس، خلافا لوالده الملك الراحل الحسن الثاني يضطلع شخصيا وعن قرب بتدبير أمنه الخاص، وهذا ما لم يألفه المغاربة من قبل، علما أن القاعدة القائمة هي أن السلطة الملكية سلطة مطلقة في التعيين، وهي كذلك مشخصنة في شخص الملك، وبالتالي لا مجال، بتاتا وقطعا، لمجرد التفكير في أي نوع من أنواع‮ ‬المساءلة‮ ‬أو‮ ‬المحاسبة‮ ‬نظرا‮ ‬لأن‮ ‬شخص‮ ‬الملك‮ ‬مقدس‮ ‬دستوريا‮ ‬وعرفيا‮.‬
ومن المعلوم أنه تأكد أكثر من مرة أن التعيينات في عهد الملك محمد السادس ظلت، ولازالت، تخضع أولا للأهلية والكفاءة قبل القرب والعلاقات والارتباطات العائلية، خلافا لما كان عليه الأمر في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
وفي‮ ‬نظر‮ ‬البعض،‮ ‬ترجع‮ ‬التغييرات‮ ‬الحاصلة‮ ‬في‮ ‬المناصب‮ ‬الأمنية‮ ‬والحساسة‮ ‬عموما‮ ‬إلى‮ ‬مخاوف‮ ‬تكرار‮ ‬تجربة‮ "‬البصري‮"‬،‮ ‬والتي‮ ‬قد‮ ‬تنجم‮ ‬عن‮ ‬الاستمرار‮ ‬الطويل‮ ‬في‮ ‬تولي‮ ‬مسؤوليات‮ ‬حساسة‮.‬
وحسب‮ ‬مصدر‮ ‬مطلع،‮ ‬دخل‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬عزيز‮ ‬الجعايدي‮ ‬وخالد‮ ‬فكري‮ ‬في‮ ‬صراع‮ ‬حاد‮ ‬مع‮ ‬إدريس‮ ‬مهراد‮ ‬بخصوص‮ ‬من‮ ‬له‮ ‬الكلمة‮ ‬الأخيرة،‮ ‬وهو‮ ‬الصراع‮ ‬الذي‮ ‬فاحت‮ ‬رائحته‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬وصلت‮ ‬إلى‮ ‬الملك‮.‬
‭‬
مهراد‮ ‬وأوسيرو

بدأ إدريس مهراد مشواره كعميد أمن بمدينة سلا، ثم التحق بأمن القصور الملكية بعد الانقلاب العسكري الفاشل الثاني سنة 1972، في عهد رئاسة بندريس الذي كلفه الملك الراحل الحسن الثاني بتحديث وإعادة هيكلة هذا المرفق الحساس، لكن سرعان ما خلفه محمد المديوري، ورافق مهراد الملك محمد السادس منذ 1981 عندما كان وليا للعهد إلى أن صار ملكا، ولم يفارقه، إذ كان يسافر معه إلى الخارج وظل إلى جانبه خلال التداريب هناك وإعداد أطروحة الدكتوراه، وقد عرف على مهراد انضباطه الشديد، مهنيا وأخلاقيا، علاوة على أهليته العالية وكفاءته المشهود‮ ‬له‮ ‬بها‮ ‬من‮ ‬طرف‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬عايشوه،‮ ‬وبسبب‮ ‬انضباطه‮ ‬المهني‮ ‬المتشدد‮ ‬دخل‮ ‬في‮ ‬صراع‮ ‬مع‮ ‬جملة‮ ‬من‮ ‬الأمنيين‮.‬
أما إبراهيم أوسيرو، فهو أحد الأطر الأمنية المشهود لها بكفاءتها وقدرتها على الحظوة بثقة المرؤوسين بفعل اهتمامه الخاص بالعلاقات الإنسانية، تدرج من مسؤول أمني بتزنيت ثم رئيسا للأمن ثم والي أمن ثم مديرا للأمن العمومي ثم مدير أمن القصور الملكية لمدة ستة أيام ليعود‮ ‬إلى‮ ‬مهمته‮ ‬السابقة‮ ‬بالإدارة‮ ‬العامة‮ ‬للأمن‮ ‬الوطني‮ ‬لرئاسة‮ ‬الأمن‮ ‬العمومي‮.‬
‭‬
اختراق‮ ‬إقامة‮ ‬مولاي‮ ‬رشيد

من النوازل التي كشفت إحدى جوانب إهمال الحرس الخاص للملك محمد السادس والأمير مولاي رشيد، تسلل شخصين إلى الإقامة الخاصة بالأمير بمدينة مراكش، بمناسبة استقبال ضيوف وفعاليات مهرجان مراكش الدولي، وخلف هذا الحادث بلبلة كبيرة في صفوف الحرس الخاص للملك وأمن القصور الملكية والإقامات الأميرية، الشيء الذي أدى إلى طرح عدة تساؤلات بخصوص ضبط الأمن في الفضاءات التي يتحرك فيها الملك والأمراء والأميرات، لاسيما وأن تسلل الشخصين تمّ تحت أعين الحراس الخاصين والقائمين على أمن القصور، وهو ما اعتبر تقصيرا، وصفه أحد المصادر المقربة‮ ‬من‮ ‬القصر‮ ‬الملكي‮ ‬بخطأ‮ ‬كبير‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يغتفر‮.‬
‭‬
نازلة‮ ‬غرناطي‮ ‬والعزوزي

من النوازل التي أثارت الكثير من الاستغراب منذ 3 سنوات خلت، نازلة اعتقال كل من عبد المالك غرناطي وزكرياء العزوزي، وهما من الحراس الخاصين للملك محمد السادس منذ كان وليا للعهد، وقد قضيا أكثر من 15 سنة في وظيفتهما، وذلك على خلفية الاتجار في الخمر المهرب من الشمال‮.‬
وخلال التحقيق معهما واجههما وكيل الملك بقوله: "شوهتوا وجه سيدنا.."، إذ اتهمهما بالمتاجرة في الخمر المهرب ودخولهما إلى المنطقة الحرة بطنجة بدون ترخيص، وقد اعتبر هذا الفعل استغلالا للنفوذ، علما أن الحادث له علاقة بوجود عبد العزيز كمسؤول أمني بمدينة طنجة.
في‮ ‬حين‮ ‬يعتبر‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬عبد‮ ‬المالك‮ ‬غرناطي‮ ‬وزكرياء‮ ‬العزوزي‮ ‬أنهما‮ ‬كانا‮ ‬ضحية‮ ‬مقلب‮ ‬كادته‮ ‬جهة‮ ‬ما‮ ‬لهما،‮ ‬لتأليب‮ ‬الملك‮ ‬محمد‮ ‬السادس‮ ‬عليهما‮ ‬و‮"‬قالوا‮ ‬لسيدنا‮ ‬كلاما‮ ‬لتقتيم‮ ‬صورتنا‮ ‬في‮ ‬عيونه‮..."‬
ظاهر‮ ‬القضية‮:‬
‭- ‬التهمة‮: ‬ضبط‮ ‬5‮ ‬قنينات‮ ‬خمر‮ ‬مهرب‮ ‬من‮ ‬نوع‮ "‬فودكا‮" ‬و5‮ ‬قنينات‮ ‬من‮ ‬نوع‮ "‬ويسكي‮" ‬مهرب،‮ ‬والاتجار‮ ‬في‮ ‬المشروبات‮ ‬الكحولية‮ ‬المهربة‮.‬
‭- ‬الحكم‮: ‬3‮ ‬سنوات‮ ‬سجنا‮ ‬نافذا‮ ‬وغرامة‮ ‬مالية‮ ‬تفوق‮ ‬10‮ ‬ملايين‮ ‬سنتيما‮.‬
‭- ‬رد‮ ‬الضنينين‮: "‬لقد‮ ‬طولب‮ ‬منا،‮ ‬عبر‮ ‬الهاتف‮ ‬إحضار‮ ‬تلك‮ ‬القنينات‮ ‬إلى‮ ‬العاصمة‮ ‬الإدارية،‮ ‬الرباط،‮ ‬وإن‮ ‬طالبها‮ ‬أطلق‮ ‬سراحه‮ ‬بدون‮ ‬متابعة‮".‬
المستور‮:‬
الجانب المستور في هذه النازلة هو ما ارتبط بملف عبد العزيز إيزو، المدير السابق لأمن القصور الملكية والمتورط في قضية "بين الويدان"، إذ قيل إنه كان يسهل تلبية طلبات أشخاص بخصوص المشروبات الكحولية المهربة، كما كان يساعد الحارسين الخاصين للملك من ولوج المنطقة الحرة‮ ‬بطنجة‮ ‬وإخراج‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬يحلو‮ ‬لهما‮.‬
‭‬
تازة‮ ‬تموت‮ ‬يا‮ ‬مولاي

في غضون سنة 2006 كان الملك محمد السادس يقوم بجولة مشيا على الأقدام رفقة بعض المقربين إليه في غابة بإفران، في طريقه التقى الملك بنفر من المغاربة يتجولون، تحدث إليهم ردحا من الوقت وتابعت المجموعتان طريقهما كل واحدة في اتجاه، وعلى حين غرة رجعت فتاة تجري بسرعة فائقة متجهة نحو الملك محمد السادس، فهمّ أحد حراس الملك باعتراض سبيلها بطريقة كانت ستسقطها أرضا، إلا أن الملك أمر بصوت مرتفع بتركها وحالها، وعندما وصلت إليه قالت: "مولاي ليس لدي أي مطلب يخصني ولكن مدينتي تازة تحتضر من جراء التهميش وتردي الحال"، لم تقو على اتمام كلامها وهي تلهت من المجهود الذي بذلته... ثم أردفت قائلة والملك ينصت إليها باهتمام كبير: ".. ألتمس من جلالتكم القيام بزيارة مدينتنا لتتغير أشياء كثيرة..."، وهذا ما كان، إذ ألغى الملك جملة من الأنشطة لبرمجة زيارة إلى تازة.
‭‬
الملك‮ ‬يربك‮ ‬حراسه‮ ‬الخاصين

لن‮ ‬نضيف‮ ‬جديدا‮ ‬إذا‮ ‬قلنا‮ ‬إن‮ ‬مهمة‮ ‬الحراس‮ ‬الخاصين‮ ‬للملك‮ ‬مهمة‮ ‬صعبة‮ ‬ومتعبة،‮ ‬تستوجب‮ ‬أعصابا‮ ‬من‮ ‬حديد،‮ ‬لاسيما‮ ‬فيما‮ ‬يخص‮ ‬الاستعداد‮ ‬القبلي‮ ‬والمستدام‮ ‬لمواجهة‮ ‬ما‮ ‬ليس‮ ‬من‮ ‬المنتظر‮ ‬حدوثه‮.‬
وفي هذا الصدد هناك جملة من النوازل التي أربك فيها الملك محمد السادس حراسه الخاصين، ومنها ما حدث في غضون خريف 2005 بمناسبة تدشين مركز اجتماعي بضواحي العاصمة الاقتصادية، على بعد 15 كيلومتر من مدينة الدار البيضاء، إذ في طريقه لاحظ الملك محمد السادس براريك وسط ثلة من أشجار الكاليبتوس على مقربة من الشاطئ، وهو دوار سكوم الذي يقطنه ضحايا التوسع المعماري للمدينة الكبرى، وعلى حين غرة وبدون سابق إنذار أمر الملك سائقه بالتوجه إلى الدوار دون أن يعلم بذلك حراسه الخاصون، وبعد أمتار قليلة ضاق المسلك الرملي ولم تتمكن السيارة‮ ‬من‮ ‬متابعة‮ ‬سيرها،‮ ‬فنزل‮ ‬الملك‮ ‬من‮ ‬السيارة‮ ‬وتابع‮ ‬المسار‮ ‬مشيا‮ ‬على‮ ‬الأقدام،‮ ‬تفاجأ‮ ‬السكان‮ ‬وتعالت‮ ‬الهتافات،‮ ‬فتبعه‮ ‬الحراس‮ ‬يركضون‮ ‬لإبعاد‮ ‬الناس،‮ ‬ولم‮ ‬يتمكنوا‮ ‬من‮ ‬ضبط‮ ‬الأمور‮ ‬إلا‮ ‬بصعوبة‮.‬
‭‬
إدريس ولد القابلة
رئيس تحرير أسبوعية المشعل



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومتنا وثقافة النفي والتبرير
- -طز- ياديمقراطية و-طز- يا حقوق الإنسان و-طز- يا حرية الاحتجا ...
- هل يطيح الانتحاريون برأس فؤاد عالي الهمة الحلقة الأولى
- هل يطيح الانتحاريون برأس فؤاد عالي الهمة الحلقة الثالثة
- على عالي الهمة أن يستعد للمستقبل.. فإن التاريخ يعيد نفسه
- قانون الإرهاب السيئ الصيت مهندسه ومدبره فؤاد عالي الهمة
- منير محمد رشيد / التقدم والاشتراكية
- كيف قمع الحسن الثاني الاحتجاجات؟ الحلقة الثانية
- الشعب المغربي لا يملك القدرة على تغيير حكومته
- كيف قمع الحسن الثاني الاحتجاجات؟ الحلقة الأولى
- حسن أبوعقيل – صحفي
- أحمد رامي / معارض مقيم بالسويد
- كم يكلف البرلمان المغربة؟ الحلقة الرابعة
- كم يكلف البرلمان المغربة؟ الحلقة الأخيرة
- ماذا ينتظر المغاربيون من أوروبا؟
- بن لادن يهدد المغرب بالبوليساريو
- قمة عربية وقمة تردي الأوضاع
- كم يكلف البرلمان المغربة؟ الحلقة الأولى
- كم يكلف البرلمان المغربة؟ الحلقة الثانية
- كم يكلف البرلمان المغربة؟ الحلقة الثالثة


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - تجاوزات‮ ‬الحرس‮ ‬الخاص‮ ‬للملك