أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عائشة التاج - بطالة الشباب الجامعي ،إلى أين














المزيد.....

بطالة الشباب الجامعي ،إلى أين


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 1914 - 2007 / 5 / 13 - 14:58
المحور: حقوق الانسان
    


يعيش سكان العاصمة الرباط على إيقاع الاحتجاج المتواتر لجحافل المعطلين الذي أبى إلا أن يخترق بصخبه المدوي بهاء الشارع الرئيسي للملكة المغربية .
شارع حرس مخططو التهيئة الحضرية أن يعكس عظمة العاصمة السياسية والإدارية معماريا وجماليا ، ببناياته و أشجاره ونخلاته السامقة ... ....و كذا بنافوراته و بوروده المتنوعة ونجيله الأخضر البراق المستورد من الخارج حتى يزين جوانب أرضية مرصصة برخام شفاف من النوع الرفيع .
ذلك أن مجلس المدينة أصر على تغيير ملامح الشارع الرئيسي بالعاصمة مقابل ميزانية ضخمة حتى يكون في مستوى الصورة التي يراد تصديرها للمغرب من خلال جمالية شوارعه الرئيسية و وسائط أخرى ذات طابع رمزي .
يتصدر هذا الشارع الجميل مجلس للنواب يعكس بدوره صورة لديموقراطية من نوع خاص تتماشى ومكونات بلد يعج بالمتناقضات الصارخة .
ولقد أضحت هذه البناية الشامخة /مجلس النواب والنائبات ،محجا للعديد من أشكال الاحتجاج التي لم تجد معبرا لها غير هذه القبلة ذات الرمزية السياسية الكبرى .
كيف لا وهي تحتوي من يفترض أنهم /أنهن ممثلو الأمة و ضامن حقوقها و صوتها المبحوح أو المصادر جملة وتفصيلا مثل صوت /المعطلين والمعطلات ؟

إلا أن الغريب في الأمر أن آذان هؤلاء أصيبت بالصمم أمام هذا النوع من المشاكل
وكأنهم لا يشكلون أحد مشاكل المغرب الأكثر أهمية في الأجندة المغربية .على الأقل بالنسبة
لمن يحسن الإنصات لنبض شارع يجثم على ألغام اجتماعية متعددة وتشكل البطالة أحدها.
ذلك أن نوابنا المحترمين يحرصون على الدخول أو الخروج من الأبواب الخلفية للبناية حتى يتفادون الاحتكاك بالمحتجين والمحتجات ويوفرون عن نفسهم صداع رأس لا شك أن ترف الأجر عودها على أولويات من نوع جديد ! كيف لا والراحل الحسن الثاني أصر على أن يكون أجر برلمانييه المبجلين أكثر من أجر نظرائهم في الدول المتقدمة علاوة على باقي الامتيازات المادية والمعنوية المباشرة وغير المباشرة .؟!

فمن هم هؤلاء المعطلون الذين يتواترون على كعبة مجلس النواب النائمين على الدوام ؟؟
إنهم زمرة من خيرة الشباب المغربي ، حيث تمكنوا من اجتياز مختلف عراقيل التحصيل المعرفي في بلد مثل المغرب يعرف بالتفاوت الواضح في تراتبيات نظامه الاجتماعي ذات الانعكاسات الواضحة على شروط العيش والترقي الاجتماعي .
وتمكنوا من الحصول على دكتوراة أو ديزا أي ما يعادل الماجستر . لئلا نتكلم عن جحافل المجازين الذين لو قرروا الاعتصام لما استطاعت شوارع العاصمة بأكملها أن تحتويهم !
يصل عددهم - خريجو الدراسات العليا المعتصمون - إلى حوالي 2217 من ضمنهم مهندسون ويتوزعون على 4 مجموعات:
الحوار ،النصر،الاستحقاق ،المبادرة . أثتت استعرضات فاتح ماي العمالية بحضور حماسي
تؤججه شعارات مميزة تعبر عن شرطهم الاجتماعي الخاص .

في بلد لا زالت أحزابه تتناسل بدون توقف ...ويزداد تناسلها هذا مع كل استحقاق انتخابي ،
و تتجاوز تنظيماته المدنية بضعة الآلاف ، يظل المعطلون أيتاما من الناحية السياسية
اللهم إلا من مبادرات باهتة ومتقطعة لا تصل مستوى الاحتضان السياسي برغم كل البرامج البراقة والشعارات المتنوعة بتنوع المشارب والعقائد والاتجاهات .

أمام هكذا عجز أو لامبالاة ، لم يجد هؤلاء الشباب إلا ركب موجة الاحتجاج بكل أخطارها وتصادماتها مع أجهزة أمن لم تتخلص بعد من لازمة استعمال الهراوة ضدا على كل شعارات حرية التعبير و التنظيم كما تنص عليها أبجديات الديموقراطية التي تتبجح بها مختلف الأبواق الرسمية وربيباتها شبه الرسمية .
ولعل ذلك قمة المفارقات !!!! .
لا زال التنكيل والضرب والحصار بكل أنواع أجهزة الأمن المدججة بهراواتها هي أسلوب الحوار الأكثر تداولا ما بين الحكومة ومجموعات المعتصمين بما فيهم المكفوفون
حيث أن إعاقتهم لم تشفع لهم بنوع من التمييز الإيجابي الذي قد يعفيهم من تهاطل العنف على أجسادهم المنهوكة أصلا ...
و في نفس الاتجاه ،تتساوى الإناث مع الذكور في هكذا حوار ....؟!
حيث تحرص دولتنا الديموقراطية على تطبيق مبدإ عدم التمييز في ممارسة العنف أو الزجر تجاه شبابها المحتج من أجل الحق في الشغل أو بالأحرى في التشغيل كما تلح على ذلك شعاراتهم .
يحدث كل هذا وسط ضجة إعلامية موجهة خصيصا للشباب ، تريد الدولة من خلالها
تقريب السياسة من اليافعين والشباب عبر تحريض محموم على المشاركة
في الانتخابات القادمة ،عفوا المشاركة في التصويت؟! وشتان ما بين الاثنين !!!!!!!!
لنتأمل جميعنا خطاب الصورة ، . ......لعله أبلغ الخطابات .



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول آفة الخيانة الزوجية
- لنحصن ثقافة الحياة ضد ثقافة الموت والدمار
- سيدي مومن والوصم الإعلامي
- قراءة في رواية: حب في زمن الشظايا
- إلى روح المناضلة المغربية الأصيلة : حبيبة الزاهي
- الرعونة الملتبسة لشهريار عصري
- رعونة شهريار عصري
- .قراءة في الدلالات الاجتماعية و الثقافية لظاهرة الحجاب
- كذب الصغار،كذب الكبار
- التعهير النسوي : امتداداته الداخلية والخارجية
- لنحمي شمعة الأمل من رياح اليأس .
- رفيق الزمان الهارب
- ثقافة الاستعراض و التفاخر عبر حياتنا
- أحلام نازفة.
- ضحايا الهجرة السرية بالمغرب
- أالمرأة الحديدية ،أي وصف لأية امراة ؟
- الحداثة المؤسساتية ما بين الجوهر والصورة .
- أكبر الخسارات : خسارة النفس
- تضامنا مع جريدة نيشان .الحكومة المغربية تسقط في شرك -الغوغائ ...
- تخمة العنف اللامتناهي : عنف السياسة وسياسة العنف


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عائشة التاج - بطالة الشباب الجامعي ،إلى أين