أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد حسنين الحسنية - للأجنة الحق في أن تحيا أيضاً














المزيد.....

للأجنة الحق في أن تحيا أيضاً


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1913 - 2007 / 5 / 12 - 13:48
المحور: حقوق الانسان
    


شحذ الكثيرون ممن يعدون أنفسهم ليبراليين، على مستوى العالم، شفراتهم، لينهالوا على بابا الفاتيكان الحالي، بعد مواقفه الحازمة الشجاعة، الرافضة رفضاً قاطعاً للإجهاض بكافة صوره و أسبابه، معتبرين – أي دعاة الليبرالية –أن الإجهاض حق للمرأة، و أن منع الإجهاض، أو تقييده، إنما هو تقييد لإرادتها، و إعتداء على حريتها، متناسين - و هم من يعدون أنفسهم ليبراليين - حق الجنين في أن يحيا.

لهذا فإن كان كاتب هذا المقال، قد وقف مرة ضد بابا الفاتيكان الحالي، حين صرح بتصريحاته المسيئة للإسلام و رسوله، صلى الله عليه و سلم، فإنه يقف في صفه اليوم وقفة صلبة، بقلمه المتواضع هذا، فلكل قضية موقف منفصل، فالتعميم الأعمى يقود للمواقف الخاطئة غير المنصفة، و ها أنا ذا اليوم أقول بملء في: إنني أؤيد نيافته فيما ذهب إليه في قضية الإجهاض، بناء على قناعتي الإسلامية.

قناعتي الإسلامية، تقول لي بأن الإجهاض محرم على الإطلاق، منذ لحظة تكون الجنين الأولى، أي منذ إندماج الحيوان المنوي الذكري بالبويضة الأنثوية، لأنه كائن حي، و هذا عين ما تأخذ به الظاهرية الميزانية، أحد المذاهب الإسلامية، و أحد فروع المذهب الظاهري.

فالظاهرية الميزانية تحرم الإجهاض على الإطلاق، فهي تنظر للجنين على انه شخص حي بمجرد إندماج الحيوان المنوي الذكري بالبويضة الإنثوية، فتأخر التصوير، أي تمايز الأعضاء، و إتخاذ الشكل البشري المألوف، الأعراف 11، لا ينفي الحياة، و الحياة تعني وجود الروح، أي أن الجنين كائن حي حتى قبل تمايز أعضاءه. بهذه الأدلة لا قبول إطلاقاً – لدى الظاهرية الميزانية – للأخذ بالقول بأن الجنين تبث فيه الروح بعد أربعة أشهر من تلقيح البويضة الأنثوية بالحيوان المنوي الذكري، فلا وسطية في هذا الأمر، فإما حي، و بالتالي به روح، و إما ميت أو جماد، بلا روح.

و بما أنه لا يجوز قتل أي شخص في الإسلام إلا بالحق، الإسراء 33، و الفرقان 68، و بما إنه أيضا يستحيل أن يرتكب الجنين أي ذنب يجيز قتله، فإنه لا يجوز إجهاضه خاصة مع الأمر الإلهي الصريح الذي يحرم على الأمهات قتل أولادهن، التحريم 12، و الأمر الأخر بعدم قتل الأولاد خشية الفقر، الإسراء 31، و الأنعام 151، و هذا يشمل تحريم الإجهاض لأسباب إقتصادية، كما ان الإسلام لا يجيز قتل شخص لإنقاذ حياة أخر، فالفردية و المسئولية الشخصية المنفردة من خصائص الإسلام، و الآيات الدالة على ذلك كثيرة منها، المدثر 38، و فاطر 18، و بناء على هذه الثوابت القرآنية فإن الظاهرية الميزانية تحرم الإجهاض على الإطلاق، و لا تقبل أية تبريرات في هذا، حتى لو كان هذا التبرير هو الإدعاء بإن في الإجهاض إنقاذ لحياة الأم، مثلما أيضاً لا تقبل بناء على نفس المبدأ - مبدأ المسئولية الشخصية المنفصلة - قتل الأجنة، أي الإجهاض، في أي مرحلة، لو كان الجنين هو ثمرة جريمة إغتصاب ثابتة الأركان، لأن الجنين كائن بشري منفصل عن أبيه، مرتكب الجريمة النكراء، و ليس من الحق محاسبة الجنين على جريمة إرتكبها أبوه.

كما أن الإحتجاج بجواز قتل الجنين، أي إجهاضه، لمجرد ثبوت تشوهه أو مرضه، أو أي شيء من هذا القبيل، هو إحتجاج واه، لأن من يقبل بذلك، فعليه القبول بقتل المشوهين، و الغاطين في سبات الغيبوبة، و المرضى العقليين، من الأطفال و البالغين، كما كانت تفعل النازية، فالجنين - كما أوضحت هو كائن حي - و لا فارق بين أن يكون داخل رحم الأم، أو بين ذراعيها، و على الأباء و الأمهات، القبول بقضاء الله و قدره.

على إن من الضروري في موقف كهذا، أن أوضح هذا التأييد لموقف بابا الفاتيكان في مسألة الإجهاض، لا ينسحب، على موقف الفاتيكان الرافض لإستعمال وسائل منع الحمل، و التي تحرم إستعمالها، فمن الجائز في الإسلام إستعمال أي وسيلة تمنع الحمل، شرط ألا يكون في ذلك قتل لبويضة أنثوية تم إخصابها بالفعل بالحيوان المنوي الذكري، أي قتل لجنين، و لو كان حجمه لا يزيد عن خلية واحدة، و إلا عد ذلك إجهاض، و هو محرم.

إنني أتمنى أن تضع الدول الإسلامية، يدها في يد كافة المؤسسات الدينية و الإجتماعية، من كافة الأديان و العقائد و التوجهات الثقافية و الإجتماعية و السياسية، و التي ترفض الإجهاض بشكل مطلق، و تقف ضد تقنينه، من أجل مكافحة موجة إباحة الإجهاض التي تلف الكثير من المناطق في العالم بإسم الحرية الشخصية، حماية لحق الأجنة في الحياة.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إتحاد المتوسط، حلم يكمن أن نبدأ فيه
- مؤتمر شرم شيخ المنصر، و الضحك على الذقون
- العدالة ليست فقط للأكثر عدداً أو الأعز نفراً
- عودة الوعي الباكستاني، هل بداية لإنحسار الوهابية؟
- الخلافة السعودية
- حتى لا يكون هناك زيورخ 2007، إنسوا إنكم أقليات
- شم النسيم و عيد المائدة، من وجهة نظر إسلامية
- مع حماية الملكية الخاصة بشرط
- مفهوم الإستقلال بين الماضي و الحاضر
- وداعاً سيادة المستشار المحافظ
- الإقطاعيون الجدد
- إنه إسفين بين الشعب و جيشه
- العنصرية الخليجية الإعلامية ضد المصريين
- عدالة طالبان المبصرة
- دعوا الجيش في ثكناته، و اخرجوا الشعب من لامبالاته
- مزيد من الجبروت يا آل مبارك
- مارية المغربية رأيتها، فأين المصرية؟
- زغلول شيعي، و كيرلس سني، هذا ما يحتاجه العراق
- لا لمكافأة الطغاة، و نعم للتحدي
- الخطوات اللازمة قبل إلغاء معاهدة 1979


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد حسنين الحسنية - للأجنة الحق في أن تحيا أيضاً