أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين عبدالله نورالدين - المسيحيون في العراق والصمت الاسلامي المريب














المزيد.....

المسيحيون في العراق والصمت الاسلامي المريب


حسين عبدالله نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1913 - 2007 / 5 / 12 - 04:13
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


النداء الذي وجهه بطاركة العراق لإنقاذ المسيحيين العراقيين قد يكون الاخير فعلا لإنقاذ هؤلاء المسيحيين الذين تشبثوا بأرضهم ووطنهم رغم كل ما يجري في بلادهم.

منذ اكثر من اسبوع والمسيحيون في منطقة بغداد مطاردين من قبل ارهابيين ينتمون الى تنظيم القاعدة بعد ان اقاموا ما يسمونه دولة العراق الاسلامية.

الملفت في نداء البطاركة هو اشارتهم الى سلبية الحكومة وعدم اتخاذها أي اجراء لحماية جزء من الشعب العراقي.

لكن الملفت اكثر في بيانهم هو ما لم يتم الاشارة اليه وهو سكوت قادة وشيوخ الاسلام في العراق وغير العراق. اولئك الذين ثاروا وانتفضوا لمجرد ملاحظة قالها البابا نقلا عن نص قديم بشان انتشار الاسلام بقوة السيف. كلهم بلا استثناء رفضوا الاقتباس وفندوه وأكدوا ما يسمونه تسامح الاسلام ومحبته للغير واحترامه لغير المسلمين.

الان الاسلام في محنة والمسلمون في اختبار. فئة من الشعب العراقي اصيلة ووطنية تحارب في دينها وعقيدتها بطريقة همجية واستفزازية ولا احد يتحرك لحمايتهم او على الاقل لرد الظلم عنهم وبيان ان ما يجري على ايدي ارهابيي القاعدة في بغداد لا يمثل الاسلام.

مطلوب من شيوخ الاسلام وقادته الذين يدعون انهم يمثلون دين التسامح ان يتحركوا ويشجبوا ويستنكروا ما تقوم به فئة ضالة تمكنت في غفلة من الحضارة ان تحمل السلاح وتهدد فيه مواطنين ابرياء كل ذنبهم انهم غير مسلمين .

لحماية انفسهم يقوم هؤلاء المسيحيون الان بالهروب الجماعي من احيائهم ودورهم تاركين كل شيء وراءهم للنجاة بإيمانهم بينما العالم الاسلامي يتفرج صامتا. والصمت علامة الرضى والقبول.

لو حصل شيء مشابه لهذا وكانت الصورة معكوسة لراينا من المسلمين العجب العجاب. انهم ينتفضون ويثورون لمجرد ملاحظة في مجلة او اقتباس في محاضرة. ولكن عندما يقع الاضطهاد على غير المسلمين في ديار المسلمين يصمتون صمت القبور.

في الولايات المتحدة قام بعض المسيحيين بإخلاء كنائسهم لكي يتمكن مسلمون يسكنون في مناطق قريبة من اقامة الصلاة يوم الجمعة الماضي. اخلوا كنائسهم عن طيب خاطر وأريحية. اين امة الاسلام من هذا التسامح الكريم. اين امة تدعي التسامح من مثل هذا الاخاء والمحبة والإنسانية. في كثير من البلاد العربية والإسلامية فانه بمجرد ان يعلن المرء انه مسيحي يكون عرضة للاضطهاد. في السعودية مثلا لمجرد ان يجلب معه شخص مسيحي نسخة من الكتاب المقدس فانه يصبح مبشرا متهما يستحق التسفير والعقوبة.

يمارس المسلمون دوما استراتيجية ضربني وبكى وسبقني واشتكى وتكتيك ان خير وسائل الدفاع الهجوم. فتراهم ليل نهار يتباكون على حريتهم المهدورة في الغرب ويدعون ان الغرب المسيحي يحاربهم ويعاديهم وينتقم منهم ويحتقر ديانتهم ويسعى لإبادتهم ونهب خيرات بلادهم.

وفي الحقيقة فإن بعض المسلمين هم الذين يمارسون اضطهاد غيرهم سواء بان يضطهدوهم فعلا كما يحدث في العراق والسعودية وبعض الدول الاسلامية او كما يحصل في باقي البلدان من صمت مرعب من قبل المسلمين بصورة عامة ازاء ما يحدث لأبناء وطنهم من غير المسلمين.


قبل فترة وجيز قابلت إمرأة عراقية في احد المستشفيات تسعى للعلاج على حساب الكاريتاس. رايتها متلبكة ومحتارة فإذا نظرت الي كأنها توسمت بي اريحية فطلبت هاتفي لتهاتف احدى المسؤولات في الكاريتاس لكي تحظى بمزيد من الحسومات في اجرة المستشفى. ففهمت من حديثها انها عراقية مسيحية. سألتها عن احوال العراقيين بشكل عام والمسيحيين منهم بوجه خاص. فسبقت دموعها كلماتها ففهمت مدى المعاناة التي تعانيها والتي اضطرتها لترك وطنها. حدثتني كيف جاء الارهابيون الى منزلهم في الدورة وتحدثوا اليهم من وراء الباب عن الخيارات المستحيلة بالقتل او الهروب او اعتناق الاسلام. لقد قتل الارهابيون ابنتيها قبل ذلك. ولم يكن امامها سوى الهروب بإيمانها مع ما تبقى من اسرتها واللجوء الى الاردن حافية مجردة من كل شيء.

حتى في الاردن حيث نتباهى بالعيش المشترك والأخوة الاسلامية المسيحية لم نسمع اي كلمة من أي جهة اسلامية ولا غير اسلامية تدين وتشجب وتستنكر ما يجري للمسيحيين في العراق.

في الاردن الذي نتباهى فيه بما اطلقنا عليه اسم رسالة عمان، التي تظهر الوجه الابيض الناصع للاسلام كما نقول، لم يتحرك أي انسان ليدعو الحكومة العراقية كي تنهض بمسؤولياتها في حماية جزء من شعبها حتى وان كان صاحب ايمان مختلف.

لا معنى لرسالة عمان اذا كنا قد اطلقناها ونسيناها. لا معنى لأي شيء يتعلق بما نسميه تسامح الاسلام والرسالة السمحاء ودين الانسانية ما لم نكون على قدر الحمل والمسؤولية فنقول كلمتنا بصدق وجرأة وصوت عال ليسمعنا العالم.

صحيح ان رسالة عمان لم تتحدث عن علاقة الاسلام والمسلمين بغير المسلمين وخاصة المسيحيين الذين يشاركون المسلمين في الوطن، ولهذا حديث اخر، ولكنها رسالة مهمة توضح الوجه الانساني للاسلام كما يقول اصحابها، فأين هم اصحابها مما يصيب الاسلام من طعن وإهانة وتشويه واحتقار من خلال تصرفات فئة ضالة احترفت الارهاب وغلفته بلبوس الدين والدين منهم براء.

اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ . ويُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ (صدق الله العظيم)



#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم اكتب منذ زمن
- إعلان مكة مرهون بنتائجه
- هل يقدر السنيورة على ما عجز عنه سابقوه؟
- سبعة و سبعون
- وقل جاء الحق وزهق الباطل
- موت رئيس والضلال الذي كنا فيه
- حزب الله في الشارع
- الديمقراطية الأردنية ثغرات وأمنيات
- ويفعلون ما يؤمرون
- السباق نحو الهاوية: لبنان، ماا شبه الليلة بالبارحة
- في يوم الذكرى: لن يخفنا الارهاب ولن يوقف حياتنا
- هل اقتربت النار من دمشق
- غزوة منهاتن في الذكرى الخامسة
- انه الإرهاب من جديد
- بعد أن صمتت المدافع: أي نصر وأي هزيمة
- النفق المظلم ومغامرة حزب الله
- أين الله
- مهرجان التحريض والتطاول
- هل وقعت حماس في فخ القاعدة
- الاخوان المسلمون وشعرة معاوية: حانت ساعة الحقيقة


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين عبدالله نورالدين - المسيحيون في العراق والصمت الاسلامي المريب