أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - للحرية مهر وللمقاومة النصر ..















المزيد.....

للحرية مهر وللمقاومة النصر ..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 579 - 2003 / 9 / 2 - 05:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

" ومتى كانَ عِزّ يُعَادُ على نفقة الغاصبين ؟
ومتى كان حُرّ يعود على ظهر دبّابة المعتدين ؟
ومتى كان عبد يُحرَّر بالرّدم !
يا عالمين ؟" ..

 

هذه الكلمات العذبة كتبها الشاعر التونسي الطاهر  الهمامي في قصيدة جميلة بعنوان "لوعة الغريب البغدادي ليلة دخول المغول" أي  يوم سقوط بلد الرشيد،وليلة دخول المغول الجدد من عبيد العجول والعلوج، من ورثة الدماء الهندية الحمراء، ومن مبتدعي سفك الدماء، ومن مخترعي الفناء بالضربة النووية القاضية،كما فعلوا في اليابان قبل أكثر من خمسين سنة مضت،وكما فعلوا في العراق أولا وثانيا وخلال حصار ظالم وفاشي استمر لتسع سنوات،وكما فعلوا في أفغانستان سابقا ولاحقا والآن..

 تسقط بغداد بالضربة الزائفة، تنهار باللطمة الخائفة، يهرب الرجال بشنباتهم السوداء العريضة،الكثيفة الشعر وبأوسمتهم العسكرية الثقيلة،يتركون الجهاد للمجاهدين من خارج البلاد،تهرب الجحافل التي قاتلت في غابر الأيام نفسها وجيرانها ولم تقاتل الأعداء،يتخاذل الحراس ويلتزمون بأوامر قادتهم الذين تآمروا بدورهم على قيادتهم. يسلمون مفاتيح المدينة بعد ليلة عاصفة في مطار بغداد،يقال أن الأمريكان استعملوا فيها الضربة النووية الوقائية بعدما أشعلت النار العراقية والجهادية العربية في أجسادهم وهياكلهم المعدنية ودباباتهم الهجومية نار جهنم العربية. في تلك الليلة كانت بغداد بلا قمر،وكان ليلها دامس،وصوت مقاومتها مدوي،وهناك البعض الذي ردد و قال، أن الأمريكان خسروا المئات من الجنود بين قتلى وجرحى،ويقول بعض المقاومين العرب الذين عادوا من العراق أحياء،أنهم كانوا يسيرون فوق الجثث الأمريكية،ثم في الليلة نفسها، فجأة تبدلت الأمور وتغير الحال وطار ما طار ولم يعد هناك مطار ولا تذكار. هل كانت الضربة النووية الأحدث في عالم البشرية الحديث ؟

حيث استعمل الأمريكان أحدث ما لديهم من سلاح محظور وفتاك،المهم أن سقوط بغداد كان إما بفعل الخيانة أو بفعل السلاح المحرم دوليا، وسقوط بغداد يومها كان يعني الكثير،كان بمثابة سقوط رمز عربي وإسلامي وشرقي كبير،يعني سقوط عاصمة الخلافة الإسلامية الثانية،عاصمة المنصو ومدينة هارون،وسقوطها كان ولازال يعني عودة المغول إلى أرض الرافدين،ولا يعني هزيمة صدام حسين ومن كان يحكم معه بالحديد والنار.

نعم سقطت عاصمة السلام المفقود ولم تنم أعين العرب منذ أن تخطاهم زمن أمريكا التي تشق عباب البحر على ظهورهم، وتقطع الصحراء  الحارقة على جمالهم،فاحتلال الكويت أمريكيا بعد تحريرها من جيوش صدام حسين،كان المقدمة لاحتلال باقي الدول الخليجية بهدوء،ثم استسلام معظم الدول العربية المتبقية بعد الثلاثاء العصيبة في عاصفة الطائرات المختطفة في أمريكا،ثم جاء احتلال العراق وفرض مجلس انتقالي عراقي تابع كليا للاحتلال الأمريكي،حيث دخلت في عضويته تيارات كثيرة منها الوطني والإسلامي خاصة بشقه الشيعي المعروف بعدائه للنظام السابق،لكن هذا الطرف الشيعي كان كذلك معاديا لأمريكا،إلا أنه تحالف معها بطريقة عجيبة غريبة عبر مجلس الحكم الانتقالي الحالي،ولا يمكن للمرء أن يفهم هذا التحالف بين القاتل والضحية،بين المؤمن والشيطان الأكبر،وبين الجهاد الحسيني والاحتلال اليانكي. فأمريكا ليست المحرر ولا يمكنها أن تكون صاحبة إرادة خيرة وتوجهات سلمية،فتجاربها كثيرة ووفيرة  من فيتنام وكوريا حتى غرينادا وأفغانستان و تشيلي وكافة الطغم الفاشية والعسكرية التي حكمت في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية. وأمريكا لا يمكنها أن تقبل بوجود هدوء واتفاق بين الطوائف والفئات العراقية المجتمعة،خاصة أن للشيعية في العراق موقف من أمريكا،هذا بالرغم مت تحالف بعضهم معها،وموقف المرحوم أية الله الحكيم كان مع المجلس الانتقالي لكنه بنفس الوقت ضد البقاء الأمريكي في العراق،وقد تكون أمريكا توصلت إلى قناعة تقتضي بشطبه وتصفيته ،فتخلق بهذا إسفين بين الشيعة والسنة وبين الشيعة أنفسهم،فقضية اغتيال الحكيم أكبر من مجرد عملية عابرة،أنها عملية معقدة لها حسابات دقيقة،ومداها بعيد ولا يشمل المنطقة فقط.

 أن اغتيال السيد الحكيم يعتبر لعبة مزدوجة قد تؤدي لانعكاسات مزدوجة أيضا،وقد تؤدي لعداء شديد للأمريكان ووجودهم في العراق، ثم  وعجزهم عن حماية حتى الزعامات التي تشاركهم في تسيير وحكم البلاد عبر المجلس الانتقالي،وقد تؤدي لنعرات طائفية شيعية سنية،إذا ما حصلت هذه المشاكل ستقود العراق إلى كارثة أكبر من كارثة الاحتلال الأمريكي الحالي.ثم أن اغتيال الحكيم جاء بعد تفجير مقر السفارة الأردنية ومقر الأمم المتحدة في بغداد،برأينا أن الجاني واحد والأهداف واحدة،إثارة البلبلة وتصفية الحسابات وفتح ثغرة في البيت العراقي الواحد،تكون بوابة العبور لحرب طائفية تريدها إسرائيل أولا وعملاءها في العراق والمنطقة ثانيا.

 نأمل أن يكون الشعب العراقي بقيادته السياسية المتنوعة والمتنورة بالمرصاد لمثل تلك الأمور، وأن يجهز الشعب العراقي نفسه لملاقاة الذين لا يريدون الخير للعراق،فهؤلاء ليسوا العرب ولا الفلسطينيين ولا المقاومين العراقيين،بل هم الاحتلال الأمريكي والصهاينة الذي استفادوا من سقوط العراق ورحيل نظام صدام حسين،وهؤلاء الصهاينة يجنون الآن فوائد وثمار الاحتلال الأمريكي سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا وإعلاميا. فإلى متى يبقى العراق في ظل الحكم الانتقالي ومجلس بريمر، وفي ظل الاحتلال العسكري والهيمنة الغربية،صامتا عن حقه وحقوقه،والى متى يبقى المواطن العراقي ضحية الدبابات والطائرات والجنود القتلة الذين لا يفرقون بين المدني والعسكري،لا وقت للبكاء ولا  وقت للنحيب،فالوقت من ذهب وهناك من العرب من باعوا التراب بالبصل، ومن باع القضايا المصيرية بأبخس الأثمان.

ما يجري في العراق تكملة لما يتم في فلسطين،وبين مجلس الحكم الانتقالي في العراق وحكومة أبو مازن في فلسطين قواسم مشتركة ورأس واحد يُسَيّر كلاهما حسب مشيئة أمريكا وإسرائيل. فالمطلوب عراقيا رأس العراق كوطن حر وسعيد ومستقل،وفلسطينيا رأس القضية الفلسطينية ومقاومتها التي لا تكل ولا تتعب ولا تلين،وكذلك رأس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي فهم اللعبة الأمريكية والصهيونية جيدا،فكان عقابه العزل والحبس والحصار،مع تهديد يومي بالقتل أو النفي والأبعاد. على كل حال فكل المطالب من أولويات السياسة الخارجية الأمريكية ومن مقدسات السياسة الإسرائيلية.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل تفتح أبواب جهنم السبعة
- الحاكم الظالم أخطر من النمر المفترس
- سيرجيو دي ميلو ضحية السلام المفقود
- شهداء الصحافة بين نارين
- صبيان الفلوجة وعجز أعداء العوجة
- الضحك على الذقون
- فتاوى نبيل شعت الجديدة
- أرقام ونسب توضح حجم المعاناة
- أولاد الحارة والطائرة
- مجنون يحكي وعاقل يسمع
- فيلم طويل من التنازلات التاريخية
- يجب إسقاط حكومة أبو مازن
- الأسرى أولا ..
- العراق يفخر بكم.. - إلى سعدي يوسف، علاء اللامي،سليم مطر وحمز ...
- الهدنة بين الموت والفناء
- تبكي يا أبن الأربعة !
- من قلةِ الرجال سموا الديك أبو علي..
- كيف نعمل لأجل السلام ؟
- العراق المحتل و الدول اللقيطة..
- مصر قلعة العرب


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - للحرية مهر وللمقاومة النصر ..