تقرير
عقد التحالف من أجل سورية ديموقراطية اجتماعه الثاني في مدينة بون الألمانية بتاريخ 30/8/2003 بحضور ممثلين عن كل من حزب الحداثة والديموقراطية لسورية وبارتي ديموقراطي كوردستاني سوريا وميديكو انترناسيونال ومركز الدراسات الكردية في ألمانيا (ناوه ند)، إضافة إلى الشخصية الألمانية العلمية الهامة البروفيسور دكتور كونراد مونش الذي تم قبوله عضوا في هيئة التحالف للاستفادة من خبرته، وبغياب ممثلي حزب يكيتي الكردي في سورية الذي كان قد حضر الاجتماع الأول بعضوين. هذا وقد تمت الموافقة على انضمام كل من حزب الحداثة والديموقراطية لسورية ومركز الدراسات الكردية إلى التحالف بعد مناقشة طويلة حول أهداف التحالف والخطوات التي من شأنه اتخاذها في مجال العمل الجاد والمتزن لدفع النضال الاجتماعي – السياسي والثقافي لمختلف القوى الوطنية السورية صوب التحديث وديمقراطية المجتمع السوري على كافة الأصعدة من خلال توفير الأجواء المناسبة لحراك هذه القوى بالاعتماد على قواها الذاتية السورية الهائلة التي لاتحتاج إلا إلى فتح مجالات الإعلام والحوار أمامها، سواء في الداخل أو خارج البلاد. وتركز النقاش في الاجتماع على جملة من النقاط أهمها:
- نظرة حزب الحداثة والديموقراطية لسورية إلى مجمل الوضع السوري ووضع والشعب الكردي والأقليات القومية والدينية وآفاق العمل الديموقراطي وإمكانية تطويره من خلال تفعيل القوى الاجتماعية والثقافية وتطوير العمل المشترك بينها.
– الاستفسار عن مصطلح "الحكم الذاتي" المطروح من قبل بارتي ديموقراطي كوردستاني سوريا من وجهة نظر الحزب والاستفسار عن آراء القوى العربية تجاه القضية القومية للشعب الكردي في سوريا وموقف حزب الحداثة والديموقراطية لسورية تجاه النقاش في هذا الاتجاه.
- ضرورة الاتفاق على المصطلحات المطروحة داخل التحالف سياسية كانت أو فكرية لتوحيد وجهات النظر المختلفة وإدراك المقصود منها بين مختلف تيارات الشعب السوري التي يمكن كسبها للتحالف من خلال الحوار الطويل والنشاطات المشتركة..
- العمل على إصدار منشور يبّين ضرورة وجود مثل هذا التحالف والتأكيد فيه على أن أصحاب القرار فيما يتعلق بالنضال الديموقراطي السوري هم السوريون أنفسهم تنظيمات وأفراداً وأن دورالمثقفين الأوربيين يكمن في إسداء النصيحة وتقديم خبراتهم العلمية والسياسية في مختلف المجالات التي تستدعيها النضالات من أجل الديموقراطية وصون حقوق الإنسان وحقوق الأقليات الاثنية والدينية وما إلى هنالك من إمكانات يمكن الاستفادة منها على طريق العمل البنيوي الاجتماعي الثقافي وأن الأحزاب والقوى السياسية السورية هي التي تتحمل مسؤولية ما تطرحه على الساحة من أفكار ومشاريع وأن كل شيء قابل للحوار والنقاش بين الأطراف المختلفة التي يجب دعوتها للانضمام إلى التحالف بغض النظر عن اتجاهاتها الفكرية ومناهجها السياسية، مع التركيز على جذب الكفاءات العلمية وأصحاب الخبرة في مجالات العمل الديموقراطي والاجتماعي الثقافي والاقتصادي .
- وضع اللمسات الأولى لاحداث "ورشة عمل" يتم التخطيط لها بشكل علمي والتنفيذ حسب الامكانات المادية المتوافرة بهدف فتح حوار واسع بين مختلف المثقفين العرب والكرد السوريين ومن أبناء الفئات والطوائف السورية الأخرى حول "الديموقراطية وحقوق الإنسان والحريات السياسية في البلاد" دون استثناء أي طرف. وبالتالي بحث موضوع كيفية تأمين هذه الامكانات المالية مع الاحتفاظ باستقلالية القوى المشاركة في التحالف وباستقلالية التحالف ذاته..وتمت المناقشة حول إمكانية فتح صفحة انترنتية خاصة بالتحالف.
- العمل على عقد مؤتمر حول سوريا والاتصال بأهل الخبرة والكوادر العلمية من السوريين المهتمين بموضوع الديموقراطية وحقوق الإنسان والحريات السياسية بالاستفادة من طاقات المثقفين الأوربيين بهدف إقامة جسر صوب الديموقراطية والتحديث والعمل على مساعدة السوريين لاجتياز هذا الجسر دون تعقيدات سياسية لاضرورة لها ودون تشنج أو احتقان، وإنما من خلال التعاون الجمعي والتضافر فيما بين القوى الوطنية السورية العاملة في هذا الاتجاه مع ترك الباب مفتوحاً باستمرار لسائر القوى التي وقفت حتى اليوم في وجه التحوّل صوب الديموقراطية ومساعدتها على اجتياز العوائق النفسية والذاتية التي اختلقتها لنفسها وللمجتمع السوري خلال سنين طويلة من التسلط التوتاليتاري (الشمولي) وغير الحضاري وكسر الجليد الذي غطّى المسافة بينها وبين القوى الاجتماعية والديموقراطية في صفوف الشعب السوري..
هذا وإن التحالف الذي يؤكّد على أنه ليس بديلاً للقوى الديموقراطية السورية وليس منظمة فوقية وإنما مجرد "مبادرة" داعمة للسوريين صوب تحالف شامل وأصيل لمختلف التيارات المؤمنة بالتعددية الصادقة وبأن سوريا بحاجة إلى نظام ديموقراطي، يناشد مختلف القوى السورية الديموقراطية والمثقفين السوريين ومن بينهم أبناء وبنات الأقليات القومية والدينية جميعاً الالتفاف حول هذه المبادرة بهدف تقويتها وتثبيت موقعها كنقطة التقاء مع المثقفين الأوربيين الذين لهم خبرات عظيمة في هذا المجال.. حيث أن الأوربيين يشعرون حقاً بأنهم مقصرون في مجال التواصل والدعم للحركات الديموقراطية الشرق أوسطية عموماً والسورية منها خصوصاً، وهناك نقاش واسع بينهم بد بشكل حاد بعد التطورات الهائلة التي حدثت في العراق منذ حرب الخليج الثالثة..
30/8/2003