|
البصره والموقف السلبي للحكومه المركزيه
سنان البصري
الحوار المتمدن-العدد: 1912 - 2007 / 5 / 11 - 06:39
المحور:
حقوق الانسان
لم يشهد تاريخ العراق الحديث حكومة ضعيفه واهنة مترنحه مترهله كما يراه العراقيون في حكومتهم الحاليه والتي يطلق عليها جزافا بحكومة الوحده الوطنيه وهي ابعد ماتكون عن مفهوم الوطنيه ووحدتها.فالتمزق والشرذمه والتشظيه سمات طاغيه تغلف الحكومه وتؤطرها دون ان يحول التزويق والرتوش عن جوهرها ومعدنها .يتذكر اغلب العراقين الذي عاصرو الستينات من القرن الماضي حكومة المرحوم طاهر يحيى فثمة وجه شبه بين حكومتنا الحاليه وحكومة المرحوم فالخمول والتكاسل والتهاون وتفشي الظواهر السيئه والمخله كالفساد والسرقه وتبديد المال العام وضعف الخدمات والرعايه المقدمه للمواطن في مقابل الترف وملئ الكروش وسرقة الاموال وانماء الارصده وان تضاعفت وتنوعت اشكالها في واقع حكومتنا الحاليه .و هذا السياق يجرني لذكرى لازال اهالي الناصريه يتندرون بها دليلا ومثالا على ضعف الحكومات ورؤسائها ففي احد الايام زار الناصريه المرحوم طاهر يحيى رئيس الوزراء في زمن عارف وفي احدى المرافق الخدميه وهو مستشفى الناصريه الجمهوري الذي كان يشكو من الاهمال وانعدام الرعايه الطبيه وقلة الادويه وعلى ما اظن انها كانت افضل حالا مما نحن عليه الان تجمع اهالي الناصريه ووجهائهم وقدمو مضبطه بمطالبهم للزائر الكريم نظر اليها بتمعن فجحظت عيناه وارتعدت فرائصه واستشاط غضبا وصارخا ومولولا موجها كلامه بعنت الى الحاضرين اين كنتم يااهل الناصريه بهذه المطالب عندما كان رئيس الوزراء ناجي طالب وهو من مدينتكم فلماذا لاتقدموها له ام تراكم تريدون احراجي و تعجيزي بها فرمى المضبطه في وجوههم وخرج منتفشا وهو كظيم لا يلوي على شيئ عائدا الى بغداد. تلاحقه تندرات وسخريات ونكات اهل المدينه مستهزئة بهزالة وركاكة الدوله وردائتها اذا كان يمثلها هكذا رئيس وزراء خائب ضعيف الاراده فاقد للشجاعه واتخاذ القرار يعلق تبعات انهزامه وهزالته وتهاونه على غيره .
يوما بعد اخر تؤكد لنا حكومتنا الوطنيه انها عاجزه ومشلوله تماما عن حل ابسط الازمات التي يواجهها العراقيون في حياتهم اليوميه وهي بعيدة كل البعد عما يجري في المحافظات والمدن العراقيه وكانها تعيش في معزل تماما متقوقعه في اسوارها وملاجئها في المنطقه الخضراء دون ان يخالجها شعور انها للعراق جميعا وليس لبحبوحة مسوره امنه بهاله من القطع الكونكريتيه تحجبها وتقيها شر المخاطر والضربات وتترك مواطنيها تحت وقع التفخيخ والتفجير والقصف الوحشي ما دامت هي في منأى لايطالها سوء او يدانيها شرر. منذ مده ومدينة البصره الوادعه واهلها النجباء يعيشون في حاله من الارباك والفوضى واللامبالاة من قبل المسؤلين والموظفين الحكومين لان الصراعات الحزبيه والفئويه على النفوذ والمال بلغت حدا لايطاق حتى اضحى كل طرف يتربص بالاخر الفرصه السانحه للانقضاض عليه والكل مشدود ومترقب لليوم الذي تبداء به المنازله الحاسمه بين هذه الشخوص والرموز الكارتونيه المهلهله والتي لاتكترث لشعبها واهلها في البصره بقدر اهتمامها بالمناصب والمراكز الاداريه التي سوف تجلب الخير والمال الوفير لتملئ بطونها وترتب به حالها وتدخر ما تبقى الى يوم العوز حيث لا مال ولا جاه ولا ظل تتفيئ به يحميها من لعنات الشعب وغضبه ويقتص منها وياخذ الحيف وليس ذلك على الله ببعيد. فالسؤال الذي يطرحه البصريون باءلم ومراره هل ان الحكومه الرشيده متواطئه ومتضامنه مع المافيات والاحزاب العامله في الساحه البصريه؟؟؟و لهذا تمعن بالسكوت وتاخذ جانب المتفرج منتظرة لمن لهم الغلبه والنصر في ذروة الصراع والمماحكه ولتقتسم معه الغنيمه والكعكه الذي تدر لها الربح الوفير فالبصره بقرة حلوب عامره ومزهوه ومنتفخه بخيراتها يسيل لها اللعاب وتستحق التضحيه بالغالي والنفيس من اجل السيطره وبسط النفوذ ما دامت تملئ الجيوب وتنفخ البطون. والا هل يعقل ان ممثلي الحكومه من امن وشرطه محليه ومن لجنة طوارئ ولجان امنيه مشكله من رئاسة الحكومه انيط بها واجب الحفاظ على الامن والاستقرار وانسياب الثروه الوطنيه دون يباطئ او معرقلات نجدهم متواطئين ومنغمرين الى اذانهم مع طرف على حساب الطرف الاخر فجعلو من انفسهم اطراف نزاع وليسو محايدين يعملون للصالح العام الذي يضمن الهدوء والاستقرار في المدينه . من المعلوم ان اللجنه الامنيه شكلها السيد رئيس الوزراء بعد تفشي ظاهرة الاغتيالات والاحتقان الامني التي سادت واستفحلت في العام الماضي بغية مراقبة ومتابعة الوضع العام في اتلمدينه والعمل على التهدئه وتسوية الخلافات على ان يكون ارتباطها برئاسة الوزراء وبالتعاون مع السلطه المحليه . ولو استبطنت الامور ونخرطت للسؤال لاءي انسان بصري عادي غير منتمي لحزب ممالئ لهذه اللجنه وعما ادته وقدمته من خدمات لقال لك وبفم مليان دون تردد ان البصره بغير اللجنه افضل حالا بلجنتها الامنيه والتي ازدهرت وزخرت الاغتيالات والسطو والتسليب ونمت عصابات الجريمه وسرقة المحال والبيوت في زمنها . فوضع البصره قلق مشوب بالتوتر وربما الانزلاق القريب الى الهاويه لكن يحجم عن وسائل الاعلام ويبعد الوضع عن الاضواء بفعل التهديد والوعيد الذي يتلقاه النشطاء والمعنين بالاعلام من قبل المافيات والمتسلطين . بالامس نهض قسم من اهالي الاحياء المسالمه والهادئه في البصره بمظاهرة سلميه مطالبين الحكومه المحليه ان يصونو عوائلهم واطفالهم وبيوتهم من القصف الذي تتعرض له احيائهم وبشكل يومي وعلى مدار الساعه والذي يقع اغلبه على رؤسهم ويدمر بيوتهم ويقتل الابرياء منهم بحجة الجهاد ومقاومة المحتل لان القتصليه البريطانيه ومقر القوات البريطانيه قريبه من سكناهم .واي اعتراض او تذمر واحتجاج يبدوه الاهالي والمتضررون من جراء هذا القصف خيث راحت بفضله ارواح المئات من الابرياء يقابل بقصف اعنف ومباشر .لانهمو حسب رؤية ونظر القائمين بالتنفيذ معترضين وممانعين للجهاد.الذي هو فريضه وطقس ديني ووطني واجب على كل مسلم ومن يخالفه فيلقى الجزاء المبين .لاضير ولا اعتراض مبدئا على ما تقدم الا انهم يشتركون بالعمليه السياسيه وبثقلهم الكبير والتي تدار وتوجه وتبرمج من قبل الاحتلال وهم مطمئنين ومندفعين وبكل قناعه ورضى دون أي ضغوط او تدخلات لكنهم بالمقابل يعلنون الجهاد ومحاربة المحتل فلا ندري لم هذا التناقض والاختلال الصارخ بالمواقف والسلوكيات فاما ان تعلن الجهاد وتقاوم المحتل بشكل واضح وصريح و على ان تضع اصبعك وتنخرط من قمة راءسك الى قدميك بعملية سياسيه محورها وركيزتها ومبرمجها وموجهها المحتل نفسه الذي تقاتله فانت شئت ام ابيت محسوب عليه وتابع ذيلي لهذا المحتل وتاتمر باوامره وتتبع اجنداته فكبف يتسق ويستقيم مفهومان وتصرفان احدهما نقيض ومناؤ للاخر بنفس الزمان والمكان هذا تناقض فضح وبائن لايقبله العقل والمنطق ولا ينسجم مع مفهوم الوطنيه والاستقلال والسياده التي يدعونها .فالجهاد ومقاومة المحتل امر طبيعي لاريب ولا اعتراض عليهما اقرته الشرائع والاعراف في مختلف الاوطان على ان لايصاحبه التناقض والاختلاف في الفكر والسلوك والذي يؤدي الى الريبه والشك في مصداقية الطروحات والتوجهات
واهالي البصره ياملون ان تتفضل عليهم حكومتهم العتيده بحسن رعايتها وتلطفها وتنظر الى شكواهم المتواضعه ان تتدخل وباسرع وقت لفض هذه الاشكالات العالقه بين الاحزاب والتيارات المتصارعه وان تحمي العوائل والاهالي من الترويع والقتل والتدمير اليومي الذي يتساقط على رؤسهم بفعل القذائف الحمقاء فاقدة البصيره والتبصر و التي لاتفرق بين مواطن واجنبي محتل . والا ستتحمل الحكومه المركزيه نتيجة اهمالها وابتعادها وسطحيتها كل التداعيات والاثار السلبيه لما يحدث في مدينة البصره مستقبلا وهو ات لاريب فيه.
#سنان_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انقذوا البصره من حيتانها
المزيد.....
-
-قيصر الحدود- الأمريكي يتحدث عما سيفعله ترامب مع عائلات المه
...
-
عاجل | أسوشيتد برس: منظمة عالمية سحبت تقريرا يحذر من المجاعة
...
-
وزيرالخارجية اليمني:ندعو الأمم المتحدة وكل المنظمات لتجريم م
...
-
قطف مطار صنعاء استخفاف إسرائيلي بالأمم المتحدة
-
الاحتلال يُمعن في ارتكاب جريمة إبادة جماعية بزيادة وتيرة تدم
...
-
مراسل RT: ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم توا
...
-
في جريمة هي الأكبر ضد الصحفيين في قطاع غزة خلال حرب الإبادة
...
-
من لبنان وتركيا والأردن.. ضوابط لعودة اللاجئين السوريين إلى
...
-
اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا
-
اعتقال -سفاح صيدنايا- في طرطوس وحراك دبلوماسي سوري مع دول ال
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|