أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فدوى أحمد التكموتي - قراءة في كتاب * لاتطرف ولا إرهاب في الإسلام * للدكتور عباس الجراري















المزيد.....



قراءة في كتاب * لاتطرف ولا إرهاب في الإسلام * للدكتور عباس الجراري


فدوى أحمد التكموتي
شاعرة و كاتبة


الحوار المتمدن-العدد: 1912 - 2007 / 5 / 11 - 06:34
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كلمة شكر
أناملي ارتعشت بين يدي عندما دق جرس هاتفي المحمول, وكان مخاطبي مكتب الدكتور عباس الجراري, الذي حدد لي موعدا للقائه , لم أكن أتصور أني سيكون لي هذا الرجاء الذي كنت آملة في تحقيقه سيتحقق بعد ساعات قليلة , رغم تم اللقاء بيني وبين سعادته في إحدى الندوات التي كنت أقوم بتغطية صحفية فيها , وجرى الحديث معه , وكان طموحي يسبقني كعادتي , تجرأت و الخوف خلفي لا أعرف له بابا , وطلبت من سعادته أن أجري معه حوارا حول مسيرته المملوءة بنجاحات باهرة في العلم والعلوم , وكان بالنسبة لي لكي يتحقق هذا الطموح لا الحلم أكبر من أي شيء في حياتي , لأول مرة شعرت بالخوف عندما تلقيت هذا الخبر وتحدد أخيرا الموعد, صارت أفكاري مشتة لا تعرف أي مرسى سترسو , لكني تجرعت كأس الشجاعة و شربته , أحسست حينها أني لست أنا , شخصا آخر دخلني وسكن روحي , سقط الخوف من جعبتي , و حملت معي قرطاسي و أوراقي ولم أنس قط آلة التسجيل لإجراء الحوار مع سيادته, فدخلت أحسست بارتباك في الوهلة الأولى وكان الدكتور قد أحس بذلك وتفحصنا الحديث في مجالات العلوم والثقافة والاجتماع , بعد أن شربت القهوة السوداء المفضلة لدي بدون سكر و أخذتني جرأتي باسترسال الحديث معه وطلبت من سيادته أن نبدأ الحوار حول مسيرته الحافلة بالمنجزات , فابتسم وقدم لي ثلاثة كتب من إنجازه : * حياة بطل التحرير محمد الخامس* من تأليف والده العلامة المرحوم ) عبد الله الجراري ( , ثم كتاب* الإصلاح المنشود *من تأليفه , أخيرا وليس آخرا كتاب * لاتطرف ولا إرهاب في الإسلام* وهو من إنجازه أيضا , استهواني عنوان الكتاب الأخير وطلبت من سيادته أن أقوم بدراسة علمية عليه و أقوم بنشره , ابتسم ووافقني الرأي , كان الحديث معه راق جدا و أخذت من جعبة العلم الذي يحمله الشيء الكثير رغم أن اللقاء معه كان لوقت ليس بالقصير لكني أحسست أن اختياري كان على صواب , لأن من يحمل قنطارا من العلم ليس كمن يحمل بذرة واحدة , فخرجت من عند سيادته وأنا حاملة أفكارا كثيرة رسخت لي أن العلم ليس محظورا على شخص واحد وإنما هو ملك للجميع , وهذا طبعا من شيم كرمه وأخلاقه ونبله , بعدها لما خلوت مع نفسي قررت أن أبدأ بدراسة هذا الكتاب * لا تطرف ولا إرهاب في الإسلام * , ولأول مرة في حياتي أقوم بهذه الدراسة العلمية و كنت أظن أني لن أستغرق فيها أكثر من أسبوعين لكن ظني هذه المرة خانني , فقد استمرت فيها ثلاثة أشهر ونصف , لم أكن أتوقع أن هذه الدراسة ستأخذ مني كل وقتي , خاصة وأن الكتاب طبع في يوليو 2004 و لكن الموضوع حساس وشائك كثيرا وهو موضوع الساعة , فالأحداث الموجودة في الكتاب لفترة عام 2004, لكن مجريات الأحداث تتوالى بشكل سريع جدا في كل دقيقة وثانية ,لذا قمت وهذا من اجتهاد خاص بي بإعطاء المستجدات من الأحداث التي توافق هذه اللحظة التي أكتب فيها , و تجاوزت بعض الأحداث الموجودة في الكتاب وهذا ليس قصدا مني بل الضرورة التي حتمت لي أن أتتجاوزها لأن أحداثا كثيرة جدا استجدت في العالم بأسره , ومثال ذلك ماذكره الدكتور عباس الجراري حول موضوع المبادرة العربية في قمة بيروت لعام 2002 , كذلك فيما يخص قضية العراق , فالأحداث تطورت بشكل سريع , لذا فالضرورة حتمت علي أن أدخل أشياءا على هذه القراءة المتواضعة التي أتشرف وتشرفت لنيلها من قبل سيادة الدكتور عباس الجراري , والتي أتمنى أن أكون قد وفقت فيها, وأقف احتراما و تقديرا له لمنحي هذه الفرصة الثمينة , لذا فإن كنت في دراستي هاته قد أوردت شيئا خاطئا فهو سهوا من غير قصد , وهذه من سمات البشر , وكلنا خطائين ولسنا أنبياء أو مرسلين .

مقدمة

صار إثبات الوجود شيئا مصيريا لدى كل نفس بشرية,برغم اختلاف الثقافات والملل,فليس بإثبات الحدود , لأنها ممكن أن تتغير في أي ظرف من الزمن, وحسب تبادل نقاط القوة والضعف في العالم,في مقابلها يبقى إثبات الوجود أكثر شيء وأخطره يراود كل ذات بشرية, مهما كانت قوية أم ضعيفة,منتجة أو مستهلكة,فإيمانها بوجودها يتأرجح بين المطلق والنسبي,فهل الموجودات بهذا المعنى المخلوقات هي جزء من الوجود أم أنها الوجود نفسه,أهي حقيقة أم زوال؟وأفكارها أهي مبدأ أم مسلمة أم إيمان؟هذه الأفكار لم تجد جوابا لها عبر سلسلة متراكمة من الدراسات الأكاديمية سواء كانت منها فلسفية وجودية, أو حتى سياسية دينية.
فالعالم الآن والظروف التي يمر بها, جعلت ضعفاء هذا العالم يبحثون عن كيانهم فيه,كما أن الأقوياء دائما هم في صراع على تثبيت وجودهم, والكل يبحث وينحت في الصخر على هذا الإثبات,لكن تختلف الطريقة باختلاف مواقعهم, فمن توجد لديه القوة والاقتصاد والسياسة يسارع في تثبيت وجوده,ومن لا يحمل سوى نقطة من ماء الديناميت فإنه يتسابق على البحث عن وجوده, في عالم تتسارع فيه الأفكار والإيديولوجيات, وكان نتاج ذلك ظهور فكرة يسودها الضباب بين إثبات الوجود مع التمسك بقيم سلوكيات الحياة,حتى يكون هناك أمان وطمأنينة وسلام, وبين إثبات الوجود في صيغة التمرد والطغيان والتعصب والتطرف,مما ولد عالما آخر يسود فيه القلق الدائم وعدم الاستقرار داخل منظومة موحدة,فكان من الطبيعي على المفكرين والأكاديميين والباحثين والسياسيين البحث عن جوهر علاج هذا الخلل الذي حل بالعالم,خلل التطرف والإرهاب, وهذا ما سنعالجه من خلال قراءتنا المتواضعة لكتاب الدكتور عباس الجراري مستشار جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب * لا تطرف ولا إرهاب في الإسلام* , فقد عا لج في كتابه موضوعات عدة , ناقشها من خلال رؤى متعددة, في مجال اللغة والاصطلاح والسياسة والدين , لمفاهيم :
التطرف , الإرهاب, سماحة الإسلام ووسطيته, معادلة السلم والحرب,أسباب التطرف.
وسيرا على خطى هذه الدراسة العلمية ,فقد افتتح الدكتور عباس الجراري كتابه السالف الذكر بمقدمة عرض فيها أن العالم الآن في ظل هذه الأجواء الساخنة فيه,وانعكاسات وقائع التي أثرت بشكل مباشر في مجريات التاريخ وتغيير الخريطة السياسية بعد أحداث 11 من أيلول )شتنبر( بالولايات المتحدة, والتي أدخلت العالم العـربي والإسلامي خاصة قفص الاتهام, فليس الإسلام هو المقصود, فقد ورد في هكذا منحى قول جورج بوش في خطابه : * إنني أريد اليوم أن أتحدث مباشرة إلى شعوب الشرق الأوسط الكبير, بلدي يرغب في السلام, إن المتطرفين ينشرون دعاية تدعي أن الغرب منغمس في الحرب ضد الإسلام, هذه الدعاية كاذبة وغايتها أن تربككم وتبرر الأعمال العدوانية, إننا نحترم الإسلام, لكننا سنحمي شعبنا من أولئك الذين يحرفون الإسلام لكي يبذروا بذور الموت والدمار*.فالإسلام دين منزه عن أية شائبة بإثارة العنف والتطرف والإرهاب, بل المسلمين هم المقصودين الذين يشكلون خمس سكان العالم يقفون شبه مستسلمين ضعفاء, عاجزين عن رفع التحديات الكثيرة والكبيرة التي تواجههم وتهدد وجودهم,في هذا الإطار نشرت عدة كتب تروج الاستفزاز وإثارة غضب المسلمين وجدت سوقا رائجا لدى المتحاملين عليهم, وكذلك حب الاضطلاع للذين يريدون معرفة الدين الإسلامي من خلال الشعوب المنتمية إليه, وما لهم من رؤى ومواقف من الديانات الأخرى, في مقابل ذلك نشرت كتابات أخرى تبين للعالم سماحة الدين الإسلامي وموقفه من السلم والحرب,خاصة بعد أحداث 11 من أيلول2001,وما أعقبها من أحداث أخرى يوم الجمعة الأسود 16 ماي 2003 بالدار البيضاء,والخميس 11 مارس 2004 بمدريد, ناهيك عن حدث في الخبر بالمملكة العربية السعودية 29 ماي 2004, لذا فالاستغراب لا يمكن أن يثور إذا ما أقيمت ندوات ومؤتمرات على ضوء هذه الأحداث الأليمة والتي راح ضحيتها الأبرياء, سواء على المستوى الإقليمي العربي والإسلامي أو المستوى العالمي للتعريف بالإسلام و وسطيته كدين سمح , وإبراز موقفه الرافض للتطرف والإرهاب .
فالموضوع شائك وحساس لدرجة لا يمكن أن تغفو علينا نحن- العرب المسلمين-, وقبل أن نكون كذلك نحن ننتمي إلى عالم الإنسانية,فأي فعل هو خارج عن إطار غير إنساني وغير عقلي فهو عمل إجرامي في حق الإنسانية جمعاء, فما هو الخلل الكامن من وراء نزعة التطرف؟ أهو مقصور فقط على ملة معينة أم أنه عبارة عن *إيديولوجية تهدف إلى نشر ثقافتها بالقوة *الإسلام السياسي

التطرف

إن لفظ التطرف كما أورده الدكتور عباس الجراري في كتابه لغة : تجاوز الاعتدال في الأمر وعدم التوسط فيه, واصطلاحا كما عرفه الفقهاء: هو الدلالة على كل قول أو فعل مخالف للشرع , وفي تفسير قوله تعالى آمرا بأداء الصلوات الخمس :)و أقم الصلاة طرفي النهار و زلفا الليل (, الطرف الأول صلاة الصبح, الثاني هو الظهر والعصر و الزلف يعني المغرب والعشاء .
فلفظ التطرف كما يترجم حرفيا في اللغة الإنجليزية : Extremismوالذي يعبر أيضا على هذه المفاهيم التي تستعمل اليوم وهي :
Intergrism – Radicalism –Fundamentalism -Fanatism
بحيث أن هذه الظاهرة كانت موجودة في الغرب منذ وقت مبكر, قبل أن تلصق التهمة بالعرب و المسلمين كالغلو والتشدد والتنطع والتعصب, فما الغلو إلا إذا أفرط الشخص في الدين وتشدد وجاوز الحد والقدر اللازم فيه , وما التشدد إلا صلابة وصعوبة وكله مرتبط بمعنى التكلف وإجهاد النفس , والتنطع هو كل تعمق قولا وفعلا, ويطلق على المتشدق في الكلام والمتعمق فيه, والتعصب هو ما ضم الشيء إذا ما تفرق منه .
فهو كان نتيجة ولادة مفهوم العصبية القبلية التي كانت معروفة في المجتمع العربي في فترة ا لجاهلية, وما تولد عنها من تطاحنات وصلت إلى حد الاقتتال و ومع مجيء الإسلام الذي سوى بين جميع ا لناس)لافرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى( ,في إطار كل وما فعلت يداه وكل وتقواه,لذا ينبغي كما يذكر الدكتور التفريق بين التطرف وبين مجرد اتباع مقتضيات مذاهب أخرى السائدة في بلد معين, وقد أعطى مثالا للمذهب الحنبلي الذي يعرف أنه مذهب متشدد وأكثر انتشارا في أواسط الناس لأسباب كثيرة, منها تأخره الزمني عن المذاهب السابقة, وعدم مساندة السلطة له مما جعل القضاة لا يعينون في غالب من الحنابلة, وكانت الانطلاقة الجديدة لهذا المذهب على يد تقي الدين أحمد بن تيمية, وقد اعتمده زعيم الإصلاح في المملكة العربية السعودية محمد بن عبد الوهاب, وهو ما يستند إليه بعض الخطباء والوعاظ,في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمبالغة في معاملة العامة إلى حد الزجر الذي قد يصل مع السلف إلى التكفير ومن هكذا مثال فقد قال محمد بن عبد الوهاب :* من استغاث بالنبي *ص*أو بغيره من الأنبياء والأولياء والصاحين أو ناداه أو سأله الشفاعة فإنه مثل هؤلاء المشركين الذين قال فيهم تعالى : * ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون* , وقد وصل حد هذا الزجر إلى القتل حيث قال الشيخ أحمد زيني دحلان :* يمنع مشايخ محمد بن عبد الوهاب الصلاة على النب*ص* على المنائر بعد الآذان حتى أن رجلا صالحا أعمى كان مؤذنا وصلى على النبي بعد الآذان,فأتوا إلى محمد بن عبد الوهاب فأمر به أن يقتل فقتل*, لهذا كان من الضروري والواجب التمييز بين التطرف والتوجهات الإصلاحية التي تهدف إلى تصحيح الأفكار وتقويم السلوك, انطلاقا من الدعوة إلى حقائق الدين الإسلامي ومبادئه الأساسية وقيمه المثلى,ونبذ كل تخلف من شعوذة وطرقية وخرافات وانحراف,في نشر الوعي بين أفراد المجتمع لكن ليس عن طريق التشدد الذي لا يقبل الاختلاف المذهبي ويكفر صاحبه, بأسلوب لا يتناقض ولا يتعارض مع ما يدعو إليه الإسلام من السماحة والرفق في التعامل والمجادلة التي هي أحسن فأضحت لنا الضرورة إلى التفرقة بين الممارسة الشخصية للتطرف وبين الدعوة إليه و مهما يكن من التشدد المختار عن طواعية ذاتية مادام لم يتجاوز سلوكه الفردي إلى الدعوة لاتباع طريقه.
كما نجد مصطلح Intergrism, الذي كان يطلق على حزب كاثوليكي متطرف إسباني لمؤسسه Candido Nocedal سنة 1872 أن تكون الحكومة تابعة لسلطة الكنيسة, ويعني هذا المصطلح Intergrism اتجاه فكري ديني يتمسك بالتقاليد ويرفض كل تطوير وقد انتشر في أوربا خلال القرنين 19و20,ولم ينحصر في هذا المصطلح بل تعداه إلى Fanatism ,وهو شعورا ذاتيا مبالغ فيه نحو ديانة أو مذهب أو حزب أو شخص, يدفع إلى استعمال العنف ولو بالتضحية بالنفس.
وقد عرف هذا المصطلح تداولا كبيرا وسط رهبان بلون Belloneوهي آلهة الحرب عند الرمان وأخت مارس أو زوجته الذين تظاهروا في روما وهم يرتدون السواد ومسلحين بشواقيرو يضربون الطبول وينفخون المزامير, مندمجين في حالهم إلى حد رقص بعضهم عراة ومن شدة التأثر,وهذا ما تأثرت به بعض المذاهب المسيحية الصوفية في كل من ألمانيا وبريطانيا والأراضي المنخفضة.
أما مصطلح Radicalism فهو مفهوم معروف جدا وشائع في الفلسفة والسياسة والاقتصاد,انتشر عند الجمهوريين الليبراليين و اللائكين الذين لهم دور كبير في عهد الجمهورية الثالثة في فرنسا عام 1899, وينسب كل من Bentham و,Stuart Mill , أهم ملامحه في الليبرالية الاقتصادية النفعية والفردية والعقلانية, وفي المرحلة المعاصرة أقرب منها إلى الماركسية بحيث تدعو إلى قراءة جديدة للاقتصاد, فأول بوادر ظهور هذا المصطلح Radicalism كان أواخر القرن 18 في بريطانيا, ثم فرنسا بعد الثورة الفرنسية, ثم الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب الأهلية في منتصف القرن 19,وهو توجه متطرف يدعو إلى البحث في أصول الأخطاء والانحرافات السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى معالجتها بالتغيير انطلاقا من Radicalis وهو الأصل والجذر.
وفي نفس الفترة أي خلال القرنيين 18و19 ظهر مصطلح Fundamentalism في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أضحى بارزا في أواخر القرن19, حيث رفض التيار المحافظ في بعض أواسط البروتيستانية بتاتا أية قراءة نقدية, تاريخية, أدبية للكتاب المقدس خاصة بعد ظهور نظرية داروين حول التطور ووصل الأمر إلى حد اتخاذ أسلوب الطرد من الكنيسة الذين اعتبروا متحررين*ليبراليين*,وإبعاد المسؤولين عن سلطة القرار في مراكز الدولة بسبب ذلك,وبلغ الأمر ذروته سنة 1909,على نشر مجموعة كتب بعنوان الأصول و الأسس The Fondamentsوهي اثنا عشر سفرا كان لها انتشار كبير في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة في البيئة القروية لأمريكا الجنوبية وبالضبط في كاليفورنيا, حيث كانت أكثر استعدادا لتقبل الأفكار الأصولية إلى حد تقنين عدم درس النظرية الداروينية في المؤسسات التعليمية و كذا منع كلما يعارض النصوص الدينية, مع محاكمة المدرسين الذين لا يمتثلون لذلك, ولم يتم إلغاء هذا القانون إلا سنة 1968 باعتباره يتعارض والدستور الأمريكي.
فهذه التعدديات في الاصطلاحات لا تخرج من كون أن مصطلح الأصولية والذي يختلف جذريا في مدلوله العربي الإسلامي عن باقي الاصطلاحات السابقة, فهو مرتبط بالتشريع بما يقاس عليه الفرع في الأحكام وما يعرف به الحكم غيره ويقاس عليه, فعلم * أصول الفقه * المنصب على أدلة الأحكام الشرعية والقائم على الكتاب والسنة والإجماع والاجتهاد, وهو مجموع القواعد التي يتوصل بها إلى استنباط الأحكام مما يشكل فلسفة الفقه الإسلامي, كذلك علم * أصول الدين * الذي يبحث في أصول *العقيدة لإثباتها والدفاع عنها بالحجج العقلية وهو ما يطلق عليه كذلك ب* علم الكلام
ومهما تعددت مصطلحات التطرف سواء من حيث اللغة أو الاصطلاح , فإن اليمين المتطرف آخذا في النمو بروسيا وكثير من الدول الأوربية و تأييدا لمثيله في الولايات المتحدة الأمريكية, وهذا ما يظهر جليا بعد انعكاسات 11 من أيلول والتي نبهت الأوربيين الحفاظ على أمنهم ومراجعة موقفهم من العرب والمسلمين والمهاجرين والزائرين, والأحداث التي توالت بعد ذلك من تفاقم ظاهرة الإرهاب و فما هو مفهومه؟وهل له انتماء إلى دين معين أم أنه عبارة عن شطحات مجنونة لفاعل لا يستحق أن ينتمي إلى الأسرة الإنسانية.

الإرهاب

قبل أن نخوض في بحر تعاريف مصطلح الإرهاب , يمكن أن نبين لكل متتبع لأحداث العالم وتطوراته السريعة اليومية , أن ظاهرة الإرهاب انتشرت بصورة كثيفة ولم تقتصر على بؤرة معينة سواء منها المحلية أو الإقليمية بل تجاوزت حتى أصبحت عالمية,واكتسب هذا المفهوم مصطلحا جديدا وهو* الإرهاب الدولي*, مما ولد مشاعر القلق لدى قادة الدول وشعوبها الراغبة في حياة آمنة يسودها الحق والعدل والسلام .
فمثلما وجد الشر وجد معه الخير,وجد العدل الملازم للظلم , وجد التشدد والعنف في مقابله يوجد اليسر والسماحة, فظاهرة الإرهاب ليست وليدة هذا العصر وإنما وجدت بوجود الخليقة وعلى امتداد عصورها, ولا سيما من اتخذ الدين الذي هو أقدس شيء عند الإنسان, والذي يستتر خلفه, لما للدين من أثر وقوة عميقين في تكييف وجود الإنسان على البسيطة وتحديد أسلوب حياته وتنظيمها وفق طقوس دينية وثقافية معينة .
فظاهرة الإرهاب وما يكتسيها من غموض باعتبارها فعلا إجراميا, كيفما كانت أشكالها وتنظيماتها, ومهما كانت دوافعها وأهدافها, فالإرهاب كما ذكر الدكتور عباس الجراري : * هو سلاح للذي يعجز عن إثبات ذاته وتحقيق أهدافه بهدوء واتزان وعقل, فيلجأ للتوسل بالأساليب التي تستجيب لها شهوته ويمليها عليه هواه, بعيدا عن السلوك المنضبط الذي تقتضيه العلاقات الإنسانية القائمة على التفاهم والتسامح والتساكن وتبادل الرأي والمصالح والمنافع *.
فقد دعت جميع الرسالات السماوية أسلوب الحوار وتبادل الرأي والاعتراف بالآخر ووجوده والاختلاف معه, تفاديا للوقوع في التعنت والتشدد جلبا للمصالح ودرءا للمفاسد, لقوله تعالى : * ولقد كرمنا بني أدام *, لذلك فأي فعل يمس بالإنسان هو عمل إرهابي سواء أقام به أفراد أم دولة أم منظمات أم جماعات فوضوية كما ذكرها الدكتور عباس الجراري .
فمبدأ العنف لا يستند على أساس منطقي رغم أنه يتخذ طريقا لنيل حق مشروع دفاعي, وهذا الأخير لا ينطبق و فكر الإرهاب, بحيث أن المقاومة تختلف جذريا عن الفعل الإرهابي فهي دفاع عن النفس وعن الوطن والتحرر من الاحتلال واسترجاع الأرض , وفي هذا السياق ذكر الرئيس الأمريكي جورج وولكر بوش في حديث مجلة ) (Paris Match أول يونيو 2004, صرح بأن العراقيين الذين يقاومون الاحتلال الأمريكي ليسوا كلهم إرهابيين, وأكد قوله أنه هو نفسه لن يتحمل أن تحتل بلاده .
فبهذا التعريف البسيط جدا نرى الفرق شاسع بين مفهومين المقاومة والإرهاب , فماذا تعني هذه الظاهرة؟ وهل هي مقصورة فقط على فئة أو ملة معينة أم أنها تجاوزت ذلك ؟
لقد عرف مصطلح الإرهاب في لسان العرب وهو من فعل رهب بمعنى خاف, ومنه ترهب إذا توعد, وأرهب إذا خاف, وفزع ومنه الرهبة اشتقت الرهبانية والرهبنة,وهي كلها دالة على الانعزال للتعبد.
وقد وردت هذه الكلمة بمختلف صياغتها في اثنا عشر آية :
*أ-رهبة : * لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله
ب- رهبا : *إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين *.
ت- رهبا : * اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء,واضمم إليك جناحك من الرهب * .
ث- ترهبون : *وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم * .
ج- يرهبون : * ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون * .
ح- فارهبون : * يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون * .
خ- فارهبون : * وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو غله واحد فإياي فارهبون * .
د- استرهبوهم : * قال ألقوا فلما القوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم * .
ذ- رهبانية : * وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها* .
ر- رهبان : * ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون * .
ز- رهبان : * اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله * .
س- رهبان : * يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله * .
والمتتبع لهذه الآيات الكريمات من القرآن الكريم يلاحظ أنها كلها تدور حول ثلاث نقاط أساسية :
1- خشية الله وتقواه .
2- الرعب والخوف .
3- الردع .
وهذا تماشيا مع السنة النبوية الشريفة التي تفسر القرآن , لقوله )ص( : * رب اجعلني لك ... رهابا...* وكذلك عندما سئل )ص( عن إطالته للصلاة ذات يوم فقال : إني صليت صلاة رغبة و رهبة ...* .
ومهما وردت من المعاني الكثيرة في القرآن الكريم من ألفاظ مشتقة من الإرهاب فإنه لا يعني بحال من الأحوال عن الذي يقصد به حاليا هذا المصطلح. في هذا السياق أورد مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي تعريفا للإرهاب بأنه : * العدوان أو التخويف أو التهديد, ماديا أو معنويا, الصادر من الدول أو الجماعات أو الأفراد على الإنسان , دينه أو نفسه أو عرضه أو عقله أو ماله بغير حق, بشتى صنوفه وصور الإفساد في الأرض*.كما فرق المجمع نفسه بين الإرهاب والجهاد مؤكدا أن : * الجهاد والاستشهاد لنشر العقيدة الإسلامية والدفاع عنها, وعن حرمة الأوطان ليس إرهابا, وإنما هو دفاع عن حقوق أساسية, لذلك كان من حق الشعوب المغلوبة على أمرها والخاضعة للاحتلال أن تسعى للحصول على حريتها بكل الوسائل التي تتاح لها *. وهذا ما ينص عليه القانون الدولي الإنساني أو قانون الحرب, خاصة منه معاهدة جنيف الأربعة, التي ألزمت العديد من الدول بتطبيقها, وهي حاولت أن تقيم توازنا بين فكرة الضرورة العسكرية والتي تحتم على الإنسان استعمال القوة ضد أعدائه وبين فكرة الإنسانية التي تردع الإنسان على عدم استعملها إلا للضرورة القصوى, وقد ورد في هكذا منحى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة المادة 39 : * يقرر مجلس الأمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخلال به أو كان ما وقع عملا من أعمال العدوان, ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقا لأحكام المادتين 41 و 42 لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه *. والمتتبع للأحداث الحالية التي يعيشها العالم يرى أن هذه الظاهرة تفاقمت بشكل كبير جدا فيه لدرجة لم يحدد لحد الآن تعريفا دقيقا للإرهاب لدى معظم دول العالم , فقد ذهب المختصون في السياسة والإعلام والقانون للتعريف بهذا المصطلح وتحديد مجال استخدامه بشكل واضح ودقيق، وذهب بعضهم بالقول إلى أن:* أي استخدام لمصطلح الإرهاب من قبل القيمين على مجالات السياسة والإعلام والقانون يعني إعطاءه صفة وظيفية تلزم الآخرين بالقياس عليها فيما يستجد من حالات لبروزه، أو ما يدعو إلى استخدامه*. و هذا ما جعل مصطلح الإرهاب عائما على بحر من التفاسير والاحتمالات لتسهيل توظيفه حيث أن هذا الغياب حول عدم إيجاد اتفاق دولي على تعريف محدد يعني عجز هؤلاء القيمين على القانون الدولي عن وضع تعريف للإرهاب. وربما وجدت تعاريف ذات أبعاد أكاديمية غير ملزمة إلا إنها تبقى مهمة في مجال العرض للأفكار المختلفة التي قد تفضي إلى أساس يمكن اعتماده والبناء عليه في إيجاد حل لتلك الإشكالية، ومنها ما استحضره الدكتورمتعب مناف من تعريف قاموسي والذي ينص على انه *وسيلة تحاول عن طريقها الجماعات المعزولة اجتماعيا البحث عن قوتها والدفاع عن محاولتها التسلط*,فهو تعريف ذو منحى اجتماعي وان كان مستترا في معطياته ونتائجه. كما أن عصبة الأمم في إحدى وثائقها الملغاة تؤكد على أن اتفاقا لمنع الإرهاب والمعاقبة عليه كان قد اعد من قبل العصبة منذ العام1937، وانه عد الإرهاب في (الأفعال الجنائية الموجهة ضد دولة ما ويكون غرضها أو نتيجتها إشاعة الرعب والذعر لدى شخصيات أو جماعات معينة، أو لدى عموم الجمهور) . ولعل الدافع إلى ذلك الجهد الدولي المبكر في تعريف الإرهاب هو اغتيال ملك الصرب على الأراضي الفرنسية عام 1934 مما دفع فرنسا للتشبث من أجل إقرار ميثاق دولي لمكافحة الإرهاب، ولكن طالما جرى تشخيص الإرهاب وتنظيم الاتفاقات الضامنة لمنعه ومعاقبة فاعليه، فهل إن تعريفا دقيقا لما هو إرهاب ولمن هو إرهابي قد أقر واتفق عليه عالميا؟. كما أن الأمم المتحدة واضبت على تضمين جدول أعمال دورات جمعيتها العامة بندا دائم الحضور في كل سنة بعنوان مطول هو *التدابير الهادفة إلى منع الإرهاب الدولي مما يعرض أرواحا بشرية إلى الخطر أو يقتلها أو يهدد الحريات الأساسية، ودراسة الأسباب الكامنة وراء صوره، وأعمال العنف الناشئة عن حالات خيبة الأمل والشقاء والشعور بالغبن وبلوغ حد اليأس والتي تدفع أناسا للتضحية بأرواح بشرية، من بينها أرواحهم، في محاولة لإحداث تغييرات أساسية* ، وإنها أفلحت في التوصل إلى اتفاقية دولية لمنع الاستيلاء الغير القانوني على الطائرات عام 1971 واتفاقية حماية المبعوثين الدبلوماسيين سنة 1973 واتفاقية منع أخذ الرهائن لسنة 1979، وأخيرا فان اللجنة القانونية الدولية وضمن هذا المسعى الدولي عرفت الإرهاب سنة 1988:*كافة الأفعال ذات الطبيعة الإجرامية المرتكبة ضد دولة أخرى أو سكانها بهدف إثارة الرعب لدى الأشخاص أو الجماعات أو الشعب* , وهو مشابه للتعريف الذي أقرته اتفاقية عصبة الأمم لعام 1937. فإذا ما تمعنا مليا في هذا البند، نجد انه يحوي خلطا غريبا ومتنافرا يحاول التعميم في تعريف الإرهاب، وتحديد ما هو محرم وما هو مشروع في جانب العنف الذي يقتل المدنيين و هو إرهابا، في مقابله الدفاع عن الوطن وتحريره وهو ما يسمى بالمقاومة، الأمر الذي دعا كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة لأن يطالب في مارس 2005 بوضع تعريف دولي للإرهاب يأخذ بنظر الاعتبار كون : "أي عمل يشكل إرهابا إذا ما استهدف التسبب في وفاة أو إحداث إيذاء جسدي خطير لمدنيين وغير مقاتلين بهدف ترهيب سكان أو إجبار حكومة أو منظمة دولية على أي عمل أو الامتناع عنه". وقد أثار مقترح عنان هياجا عربيا رسميا داخل الأمم المتحدة، وهذا ما دعا إلى جو تحاوري و تفاوضي بين المندوبين العرب في المنظمة الدولية لمقاومة المقترح الذي يلغي حقوق الشعوب المضطهدة في مقاومة الاحتلال الأجنبي، وهو الأمر الذي كان عمرو موسى قد أقره عندما قال : * إن مقاومة الاحتلال مختلفة كليا عن الإرهاب*. وأعاد عنان تأكيده على ضرورة الاهتمام بوضع تعريف دولي الإرهاب عقب تفجيرات لندن وشرم الشيخ في يوليو 2005 معبرا عن اعتقاده في إن تلك التفجيرات *تضفي سببا إضافيا للمضي قدما والاتفاق على تحديد سليم للإرهاب مقبول من قبل الجميع *. ومن سياق هذا التصريح نجد أن مسألة الاختلاف في تعريف الإرهاب أمر له مبرراته المعقولة لذا يجب أن يكون التعريف المقترح مقبولا من قبل الجميع. فالأمم المتحدة هي الجهة المخولة قانونا بإعداد القوانين والنصوص والاتفاقات الدولية التي تحقق أمن وسلامة العالم، فإنها كانت منهمكة في هذا الأمر منذ أكثر من سبعين سنة، و هناك لجنة مشكلة من 191 دولة يرأسها محمد بنونة تعكف منذ العام 1996 على صياغة تعريف للإرهاب ملزم ومتفق عليه من قبل الجميع.لذلك فقد وقع خلط بين المقاومة المشروعة وبين الإرهاب,بحيث يوجد بينهما خيط رفيع جدا يفصل بين الحياة والموت,بين المقاومة المشروعة وبين الإرهاب,بحيث يوجد بينهما خيط رفيع جدا يفصل بين الحياة والموت,بين الدفاع عن الوطن وبين تدمير الوطن,فالمقاومة نتاجها هو التخليص من الاستعمار, أما الإرهاب فهو قتل المدنيين العزل, وهذا ما نصت عليه معاهدة جنيف في المادة العامة الثالثة ومواد فهو قتل المدنيين العزل, وهذا ما نصت عليه معاهدة جنيف في المادة العامة الثالثة ومواد البروتوكول لعام 1977 والتي حظرت من ممارسة أي عنف في أي زمان ومكان سواء ارتكبها معتمدون مدنيون أم عسكريون : (أ) ممارسة العنف إزاء حياة الأشخاص أو صحتهم أو سلامتهم البدنية أو العقلية وبوجه خاص: أولا: القتل،
ثانيا: التعذيب بشتى صوره بدنيا كان أم عقليا،
ثالثا: العقوبات البدنية،
رابعا: التشويه،
(ب) انتهاك الكرامة الشخصية وبوجه خاص المعاملة المهينة للإنسان والمحطة من قدره والإكراه على الدعارة وأية صورة من صور خدش الحياء.
لكن هذه المادة ضربت خلف ستائر بسط النفوذ بواسطة القوة والتهديد المباشر والغير مباشر وقتل الأبرياء في هكذا منحى عبر الدكتور نصر عارف أن الفرق بين المقاومة والإرهاب : * تم خلط في فترة حركات التحرر الوطني بين الإسلام كدين والإسلام كإيديولوجية قومية للتحرر والتي أضحت متساوية مع القومية والاشتراكية, فأصبح يتم تبرير وتسويغ أشياء معينة انتقاءا من الإسلام لتبرير فعل ولكنها ليست ملتزمة بالقواعد الثابتة لقوانين الحرب في الإسلام*.وهذا يعني حشد الطاقات وتحفيزها للقيام بعمل ينافي تعاليم الدين السمح, فلفظة الإرهاب كما ذكرها الدكتور عباس الجراري ترجمت إلى اللغة الإنجليزية Terrorismوالذي يعني حلحلة استقرار بلد أو نظام معين باللجوء إلى العنف والتخريب وإشاعة الفوضى بين أفراد المجتمع , ويبدأ أولا بالترهيب النفسي والفكري ثم يتحول إلى فعل قائم على العنف والتقتيل و التدمير على جميع المستويات, فاصل الكلمة Terrorism آتيا من مصطلح Terror والذي يعني الشعور العنيف للخوف, كما يعني مصطلح La terreur باللغة الفرنسية خاصة في عهد الثورة الفرنسية ومحكمتها, والتي كانتا تتسمان بالتسلط والقهر والاحتكام , وقد ورد كذلك اسم La terreur blanche على المجازر التي عرفته فرنسا سنة 1815 بسبب إدانة ملكين لجنرالات كانوا متهمين بثوريتهم, وانتمائهم لبونابرت Bonaparte, حيث نفذت في بعضهم حكم الإعدام, كما عرفت أوربا أعمالا إرهابية عديدة طوال القرنين 19 و20, حيث قامت بعض الجماعات الفوضوية المناهضة للأنظمة القائمة والتي اغتيل فيها ملوك وأمراء وقادة سياسيين, أما فيما يخص الولايات المتحدة الأمريكية فلا مجال لحصر الأعمال الإرهابية, حيث قامت بعض المنظمات والهيئات KU-KLUS-KLAN والتي تشتهر ب KKK , من مبدئها العنصرية, فالجنس الأبيض والمسيحية تفوقان أي الأجناس والأديان وقد تم تأسيسها سنة 1865 ومازالت قائمة لحد الآن,وترتكز أعمالها الإرهابية على كنائس السود ومدارسهم ومتاجرهم,آخذة إلى الإحراق والتدمير ويمتد إلى قتل الرجال واغتصاب النساء واختطاف الأطفال بل ويتعدى هذا كله ليشمل سائر الأقليات الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية . وقد عقدت الأقليات والجمعيات المتضامنة مع kkk , ندوة صحافية في 17من شتنبر2002 بأطلنطا في ولاية جو رجيا,حيث تم تقديم في هذا اللقاء إلى الأحداث التي تعرضت لها الكنائس مابين 1999و2002,بلغت 125 في تكساس, 52 في فلوريداو28 في جو رجيا,36 في كلورينا الجنوبية,33 في كاليفورنيا, 32 في الميسيسيبي,24 في لويزينيا,23 في كلورينا الشمالية,21 في إيلينوى أوهايو.
فالملاحظ لهذه الأحداث الإرهابية التي لم تقتصر على بؤرة معينة في العالم بل شملته بأسره : مسيحية-لائكية-إسلامية,فالنهج هو ذاته,والوسيلة والهدف واحد,فلا فرق بين يمين أو يسار متطرف,ولا فرق فيما يصدر عن توجه إيديولوجي ديني أو سياسي أو غيره,فضلا أنه لاينحصر عن ما هو محلي بل هو كذلك على هذا النحو دولي,فالإرهاب ليس خاصا بالعرب والمسلمين وليس مرتبطا بالدين- أي دين -مهما كان ,وبالإسلام على الخصوص مما يراد به الترسيخ لفكرة صراع الإسلام وغيره من الديانات الأخرى, لذلك نرى أن الإسلام جاء بسماحة ووسطية وعفو وتسامح مع باقي الديانات الأخرى و بين الثقافات المختلفة في العالم , فكيف ينظر الإسلام سماحته مع باقي الثقافات والملل الأخرى ؟ وكيف أن المسلمين مسيرين ومجبرين غير مخيرين باتباع سماحته وتسامحه ؟
يتبع



#فدوى_أحمد_التكموتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إ مراة لها كبرياء
- الرسم على الشفاه
- مـنـا جـا ة
- حـرية الـفـكر


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فدوى أحمد التكموتي - قراءة في كتاب * لاتطرف ولا إرهاب في الإسلام * للدكتور عباس الجراري