أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم هداد - الثقافة الطائفية














المزيد.....

الثقافة الطائفية


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 1912 - 2007 / 5 / 11 - 10:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في امسية ثقافية نوعية نظمها اتحاد الكتاب العراقيين في السويد ،مساء السبت الموافق 5/5/2007 في العاصمة ستوكهولم ،تحدث الكاتب والصحفي الصديق فرات المحسن عن ( احداثيات الثقافة العراقية بالأمس واليوم ) ،وفي محاضرته القيمة فتح جرحا من جراحنا الكثيرة المتعددة ،وبالرغم من كون الموضوع واسعا ومتشعبا، اعتقد من المفيد تسليط الضوء على إحدى هذه الأحداثيات واعني بها الثقافة الطائفية ، وكما هو معروف فأن لمفهوم الثقافة مئالت التعريفات، ويعرفها المعجم الوسيط بأنها ( العلوم والمعارف والفنون التي يطلب فيها الحذق ) .
حيث يمكن ملاحظة تسيدها أي الثقافة الطائفية على المشهد الثقافي والذي هو بالتأكيد له ارتباط بالمشاهد الأخرى السياسي / الأمني / الأجتماعي ، يؤثر فيها ويتأثر بها ، وبالتأكيد فأن تأثير الثقافة الطائفية على المشهد الثقافي العراقي سلبيا ، ومع الأسف يمكن ملاحظة دور وسائل الأعلام المختلفة السلبي في ذلك ، من فضائيات / صحف / اذاعات / مواقع انترنيت / غرف بالتاك.
الثقافة الطائفية ليست نتاج اليوم او نتاج الأحتلال ، بل هي من تركة النظام البعثي الفاشي الثقيلة وليس خفي على احد ما الحقه نظام الأجرام والقتل من خراب وتشويه بالثقافة ، ولقد تجسدت اكثر خلال قمع النظام الفاشي لأنتفاضة آذار 1991 . وساهمت في تجذيرها ايضا بعض الأحزاب والقوى السياسية العراقية التي كانت معارضة لنظام البعث الفاشي وقتذاك بدءا من مؤتمر صلاح الدين الى مؤتمر لندن والذي لعب السفير زلماي خليل زادة دورا كبيرا في تجذيرها خلال مؤتمر لندن ، ولعب بريمر دورا في تكريسها في مجلس الحكم .
الثقافة الطائفية الرائجة الآن في المجتمع العراقي يساعد على شيوعها قوى واحزاب سياسية لا تستطيع تنفيذ برامجها السياسية الا بالأرتكاز على الطائفية مستخدمة الدين لتحقيق مصالحها السياسية ، وكذلك قوى الأحتلال لها مصلحة ايضا في شيوع الثقافة الطائفية ولقد جنت ثمار ذلك بأن قوى واحزاب اسلاموية ذات نفس طائفي ، متباينة الأهداف ولكنها اتفقت على بقاء قوات الأحتلال والأحتماء بها .
الثقافة الطائفية تسهم في شيوع العنف والقتل والتخريب ، فهي ثقافة التخلف والأنتقام الأعمى ، ثقافة الجهل وشريعة الغاب واللاقانون ، ثقافة التزوير والتضليل ، وهي الثقافة التي لا ترى الا وجها واحدا من العملة ، ثقافة تكره الحياة وتدعو الى الموت وتمجيده .
الثقافة الطائفية تسهم في ضعف الولاء للوطن وتضعف شعور المواطنة وتدعو الى الولاء المذهبي ، والطائفيون أبعد الناس عن القيم الأنسانية والأسلامية الحقيقية ، ولنا في قراءة التاريخ عبرة وعظة ،فكما سجل التاريخ لعنته على الشاه اسماعيل الصفوي والسلطان العثماني سليم ياوز لما ارتكباه من مجازر طائفية في بغداد عام 1508م بالنسبة للأول ، وعام 1512م بالنسبة للثاني ، فكذلك يسجل لعنته على كل من يروج للطائفية ويرتكب المجازر تحت غطائها ، وللغرابة فأن من يقوم بحرق المساجد والحسينيات يرفع الصوت عاليا بـ " الله أكبر " اثناء ارتكابه جريمته ، متناسين ان هذه المساجد والحسينيات هي بيوت الله الذي يكبرون له .
ولايمكن التغاضي عن الدور الذي تقوم به دول الجوار وللأسف في تأجيج الفتن الطائفية ، ولشيوع الجهل وهبوط مستوى الوعي الثقافي دورا كبيرا في سهولة وسرعة قبول الثقافة الطائفية ، حيث دقت الطائفية اوتادها في ارض المجتمع العراقي .
واعتقد ان الأرتقاء بالوعي الثقافي او رفع مستوى الوعي الثقافي يحتاج الى جهد كبير وفترة زمنية قد تطول ومرتبطة بتحسن الوضع الأمني وخروج قوات الأحتلال ، ورغم قتامة المشهد الثقافي في الوقت الحاضر ، ولكن دوام الحال محال كما قيل قديما ، فسوف تتخلخل اوتاد الطائفية ويتم خلعها ، ولنا في ما حدث في المانيا وايطاليا إبان الحكم النازي والفاشي لهما ، وشيوع الثقافة النازية والثقافية الفاشية خير مثال ، فلقد ولتا الى الأبد ، وحلت محلهما ثقافة العقلانية والتسامح والتنوير.
9/5/2007





#جاسم_هداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيوعيون
- هل هناك فرق بين هولاكو وبينهم ؟
- الحق والباطل لدى يوسف القرضاوي
- للمتباكين على اعدام صدام
- ستلقى ذكراك عطرة
- عام 2007 بدون صدام حسين
- أما آن الأوان ؟
- قرارالحكم بإعدام صدام وردود الأفعال
- جزاء الطغاة
- قراءة في وثائق المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي / ...
- أغلق القاضي كل اللاقطات
- قراءة في وثائق المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي / ...
- قراءة في وثائق المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي / ...
- زلة لسان أم الأناء ينضح بما فيه ؟
- علم العراق والضجة المفتعلة
- أمنية يتمناها العراقيون
- دمج الميليشيات بقوات الجيش والشرطة جريمة لا تغتفر
- رئيس مجلس نواب أم رئيس مجلس مقاومة
- لابد من كلمة الحق دون خشية أي لائم
- فهد ... الأنسان


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم هداد - الثقافة الطائفية