|
هل تستحق قناة الجزيرة ذلك الاهتمام؟
ابتسام يوسف الطاهر
الحوار المتمدن-العدد: 1912 - 2007 / 5 / 11 - 06:44
المحور:
الصحافة والاعلام
حين ظهرت قناة الجزيرة استبشر البعض خيرا، حيث قيل انها منبرا لمن لامنبر له! وقيل انها السي ان ان العربية بقدراتها الهائلة، وانها المنبر العربي الحر لتوصيل صورةالعرب الحقيقية وليس المشوهة التي تتناقلها وسائل الاعلام الغربية الحاقدة على الجنس العربي او الاسلامي. وانها النموذج الامثل للاعلام الحر!! فهل انشأت بناءا على دراسة معمقة لمتخصصين من رجال الإعلام والسياسيين، الذين اكتشفوا عمق التخلف الإعلامي العربي بالرغم من ملايينهم وملياراتهم؟ ام ان وحيا نزل على امير قطر فاراد ان يتحدى نفسه بذلك الصرح الاعلامي الذي تتسابق الاصوات للجلوس امام كامراته؟. اذا كانت كذلك، كيف نفسر تزامن ظهورها مع هبوط نجم القاعدة بعد إن افتضح أمرها وبانت بشاعة مافعلوه ازلامها بافغانستان والجزائر؟ ولماذا ازدادت صورة المسلم والعربي بشاعة حتى بعين العربي نفسه؟ فلو اجرينا احصائية نزيهة وغير منحازة لعرفنا عمق الهوة التي ازدادت بين الشباب الواعي وبين الاسلام، عمق الهوة بين الانسان العربي النزيه وبين العروبة. منذ ان تصدرت الجزيرة قطار السبق لتنشر كل ماينطق به ازلام القاعدة، والرسائل الصورية الحقيقية والمفبركة عن زعيمها ربيب السي آي أي. التي يفاخر بها بقتل الابرياء "المتعاونين مع الاحتلال" ولم يتسائل أي من الفطاحل الذين تستقبلهم تلك القناة ليحللوا تلك الرسائل، لماذا لم يستهدفوا قوات الاحتلال الامريكية او الاسرائيلية ذاتها، التي تقود ذلك الاحتلال؟ لماذا التركيز على الابرياء؟ لقد كُشف النقاب عنها منذ صارت الناطق باسم القاعدة والمدافع الاول عن تلك العصابات التي شوهت الاسلام والمعنى الحقيقي للجهاد، وحين تبارى مفكروها الاعلاميون للتبرير اوللدفاع عن كل ماقام به او تقترفه تلك العصابات من افعال ضد الانسانية كما حصل في اسبانيا والجزائر وغيرها من الدول. ثم الطامة الكبرى مايفعلوه ويرتكبوه من جرائم يندى لها جبين السماء قبل الارض ضد الشعب العراقي وارض العراق. فهم بكل صلف يبررون ولا يستنكرون مايقترفه هؤلاء في الأسواق الشعبية المكتظة بالناس المتعبين او الجامعات أو المآتم وغيرها من الاماكن البعيدة كل البعد عن قوات الاحتلال. بل يلبسون تلك الجرائم لباس الجهاد! لاستغفال بعض المغفلين مستغلة العوز والتخلف الفكري الذي يعاني منه اغلبية الشعوب الاسلامية والعربية، ومستغلة ثورة الانترنت لتمرير كل مايشتت الفكر العربي ويشوه الانسان العربي الذي صار يبدو من تلك الشاشات المرئية اكثر بربرية وتخلفا وبشاعة بفضل ذلك "الصرح الاعلامي". اذن لاداعي للبحث في القنوات الغربية او الامريكية العنصرية لنعرف كيف يظهر الانسان العربي من خلالها! فالعراق على سبيل المثال بفضل الجزيرة صرنا لانرى منه غير تلك الشوارع التي يغسل وحلها دماء الابرياء، وشعبه اناس متخلفين او موتورين، لانهم فرحوا لسقوط اصنام الخونة المجرمين. اما المفكرين الذين تستقبلهم فليس غير بعض الوصوليين والانتهازيين من الباحثين عن الشهرة (ولو في الطين) سواء كانوا معممين او غيرهم. لذا صار البعض يهمس، لابد ان وراء ذلك البوق اياد خفية اياد يهمها تشويش وتشويه الانسان العربي ، وتجهيل الشعوب العربية واستغلال عاطفتها الدينية. فمن حقنا ان نتسائل، لماذ لم تفتح الجزيرة فمها يوما من خلال ابواقها المنصورية او الفيصلية لادانة الوجود الامريكي في قطر؟ وقاعدتهم على مرمى حجر من مبناها؟ وماإدعائها يوما بان الساسة الامريكان خططوا لقصفها الا مسرحية هزيلة للدعاية اولا ، ولتغفيل ماتبقى من المتغافلين!. ولماذا لم تتطرق لعلاقة قطر الرسمية والاقتصادية باسرائيل؟ بالوقت الذي اقامت الدنيا ولم تقعدها على بلد مسكين مثل موريتانيا، او على تونس لان رجلا دبلوماسيا تونسيا صافح نظيره الاسرائيلي في بلد يستضيفهم في احد المؤتمرات. بالرغم ان قادة الاردن وقطر وحتى فلسطين صافح بعضهم من هم اكبر من الدبلوماسي، واخر يتوسل تلك المصافحة. من كل ماقلناه يتضح ان الجزيرة هي بديل امثل لبعض وسائل الاعلام الغربية التي مهمتها توصيل صورة مشوههة عن الانسان العربي، بطريقة ذكية مستفيدة من الثورات التكنولوجية الاعلامية مغلفة بوجوه حسناوات لبنان والمغرب العربي الذي اكتشف ان هناك مصدر اقتصادي اخر له هو تصدير المذيعات الجميلات. وانها لاعلاقة لها بحرية التعبير فهي لاتستقبل الا من يوالي وجهات نظرها، ومن لايتفق معها يتعرض للسخرية او لبتر الجمل التي يقولها. بعد كل ذلك هل تستحق قناة كهذه ان ينتج بسببها برنامج من حلقات لمناقشة (تجاوزات الجزيرة) على احد الرموز الاسلامية العراقية؟ كما فعلت قناة العراقية؟. فقناة الجزيرة وغيرها من الابواق الاعلامية ، ومنذ سقوط النظام السابق وهي تتجاوز على الشعب العراقي والقضية العراقية والطفل العراقي والسياسي العراقي والمواطن العراقي وعلى كل من يسعى جاهدا للتخفيف عن العراقيين محنتهم ومساعدة ابنائه لالتقاط انفاسهم. فهم يدينون الشعب الجريح ويطالبوه بمقاومة المحتل، وبنفس الوقت يطبلون لاسيادهم وهم يفجرون المدارس والجامعات والمستشفيات والاسواق، ولم نسمع أي ادانة لتلك الافعال التي يستقوي بها المحتل ولا تطرده. يتهمون العراق بالتعاون مع الاحتلال، وامريكا تحتلهم منذ سنوات ولم يحرك أي منهم قلما ولا لسانا، ليدين السكوت على احتلالها لقطر ولا على تعاونها مع اسرائيل!. فالجزيرة تجاوزت على الشعب العراقي وهي تطبل للفتن وتستعدي طائفة على اخرى وبشكل استنساخي للتعنصر الطائفي والحقد الاعمى الذي يلعبه الاستعمار بالامس واليوم. كان اولى بكل القنوات العراقية ولاسيما قناة (العراقية)، ان تدين كل الافعال والجرائم التي ترتكب بحق الشعب العراقي. ان لاتكن بوقا مكملا لما تتقوله الجزيرة وغيرها من القنوات العربية. وادانة كل الاصوات العربية وبشكل خاص العراقية، التي تعتمدها تلك القنوات التي تسعى لتخريب وتشويش العراق والتشفي بضحاياه او زرع بذور الفتنة بين ابنائه. وان تسعى لتوعية الشعب بضرورة عدم استغلال الدين لتمرير مخططات البعض الذاتية، وبضرورة عدم تدخل الدين ورجاله بالامور السياسية خاصة واغلب رجال الدين لايفقهوا شيئا من الوضع السياسي، او انهم مستغلين دون علمهم بتمرير بعض الامور التي تضر بالشعب والوطن. فمن اجل العراق وشعبه لابد من تكاتف الجميع لتضميد جراح العراق وللرد على كل اعدائنا بشكل موضوعي ومنطقي مدروس بعيدا عن الطائفية والتعصب القومي، وبالفعل لابالقول فقط.
7-5-2007
#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بقادة مثل هؤلاء، لاعتب على الاعداء
-
افشال الحكومة العراقية يعني بقاء الاحتلال
-
أما لهذا الليل ان ينجلي
-
عن الشاعر طه الطاهر ومسعود العمارتلي
-
الحب مش حرفين, بل اكبر
-
الارهاب يختطف مبدعا اخر, الكاتب د.عصام البغدادي
-
بهائم مفخخة, ام الات مبرمجة للقتل
-
العصر الصهيوني وسياسة التجويع
-
ارض الضوء
-
..يا أمة ضحكت من جهلها الامم
-
الحجاب بين السياسة والتقاليد
-
لابد من التخلص من الافعى, لطرد الحاوي
-
المكالمة السرية، بين العراب والقائد الشِفيّة
-
البعث الصدامي: راس صدام لو راس الوطن
-
الحزب الجمهوراطي والدكتاتورية الامريكية
-
.... شر البلية
-
ما الفرق بين شارون وصدام حسين؟
-
هنيئا لاسرائيل بالقاعدة
-
الحاضر غرس الماضي
-
احلام مشاكسة
المزيد.....
-
المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل
...
-
مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت
...
-
إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس
...
-
-فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
-
موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق
...
-
وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
-
مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في
...
-
كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا
...
-
مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية
...
-
انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|