أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد سعيد بلو ريكاني - نظرة في الإدارة














المزيد.....


نظرة في الإدارة


محمد سعيد بلو ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 1911 - 2007 / 5 / 10 - 11:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل ثلاث سنوات وفي مثل هذه الأيام كان شعبنا في كردستان العراق يستعد لخوض أضخم تجربة ديمقراطية لإختيار ممثليهم ضمن برلمان يمثل هذا الشعب العظيم الذي خلق الانتفاضة العظيمة وسار في الماراثون العجيب عام 1991م , وعاد إلى الوطن آمناً بفضل التحالف الغربي , و صار يحلم أحلاماً جميلةً وسعيدةً تبعث على الأمل في مستقبل زاهر يزهو بالراحة و الاطمئنان .
وأجريت الانتخابات , وبقي الشعب السعيد ينتظر بفارغ الصبر نتائج هذا المخاض الأليم , ولكنها وإنْ أعلنت حتى كانت مخيّبة للآمال , إذ أعلنت انتصاف السلطة و تقسيمها .. و أدركنا و أدرك معنا كل أبناء الشعب منذ ذلك اليوم إن الولادة كانت عسيرة وأنها جاءت نتيجة عملية قيصرية , وأنّ طفلنا البِكر قد فارق الحياة بعد ولادته مباشرةً .
ولكن هذا الشعب المسكين أبى أن يقتل تفاؤله و يهدم آماله و يلغي أحلامه الجميلة , بل حتى وجوده . ورضي بهذه القسمة الضيزى التي اعتبرها قدره , آملاً الخير لمصلحته حينه ، وعلى أمل أن تكون الخطوة الأولى نحو ديمقراطية حقيقية مزدهرة في المستقبل المنظور .
ولكن هذا الشعب قرر قتل هذا التفاؤل وإلغاء تلك الآمال وإنهاء الأحلام السعيدة عندما رأى أنّ هذه المناصفة قد أصبحت دستوراً راسخاً , وأنّ الوضع لم يتغير نحو الأحسن بل ظل جامداً إن لم نقلْ إنه تغيّر نحو الأسوأ .
لقد ساد مجتمعنا حالة عدم تطبيق القانون , بل الاستهانة به في أكثر الأحيان , والتي نجمَت عنها حالةً مِن الفوضى التي قهرت شعبنا وخلقت حالة الاستياء بين جماهيرنا .
وإن أي قهر للشعب يعني إذلاله , و أنّ التأريخ طالما حذر من قهر الشعوب وإذلالها .
نحن لا ننكر أنّ الإدارة (إدارة الدولة) قد تكون مِن أعقد المشكلات التي تواجه القوى الثورية التي تصل إلى الحكم في كافة أنحاء العالم , و لا ننكر أنها سبّبت في مقتل العديد مِن الثورات في العالم , ولكنها في الوقت نفسه عملت على إدامة الكثير مِن الثورات التي نجح قادتها في إحتواء هذه المشكلة و التغلب عليها .
إن الثوار الحقيقيين عندما يستلمون السلطة في بلدٍ ما , ينبغي أن لا يتحولوا إلى حكام , لأن مجرد التفكير في ذلك يعني إلغاء معاناتهم و التقليل من تضحياتهم ولأن الإدارة ليست أمراً يتلخص بإصدار الأوامر و إجبار الناس على تنفيذها , بل هي مجموعة من المفاهيم و المدلولات التي تتلخص في توعية الجماهير و حملهم على إطاعة الأنظمة و القوانين و تلكم الأوامر قد جاءت منهم وإليهم .
ولعل من أهم مقومات النجاح في الإدارة و خاصة للقادة الإداريين يمكن أن نلخصها بما يلي (الكفاءة , الإخلاص) لأن فقدان أي عنصر من هذين العنصرين يعني حدوث شلل في الجهاز الإداري الذي يعتبر من أهم مقومات تسيير المجتمع والدولة .
أما فشل الإدارة فلعل في مقدمة أسبابه ظهور الكفاءات الكاذبة والإخلاص المُزَيَف المرتبط بالمصالح الشخصية الضيْقة .. وكذلك عدم جدية أساليب التقويم التي كثيراً ما تقوم على أسس المحسوبية وغيرها من الأساليب غير المرغوبة فيها .
إن تقبل الإدارة (الحكام) لمبدأ جدية التقويم و ديمقراطية الإدارة وحرية التعبير والنقد والنقد الذاتي بروح رياضية ، إضافةً إلى تطبيق مبدأ الثواب و العقاب يعني نجاح الجهاز الإداري في المهمة الملقاة على عاتقه نجاحاً ملموساً ولايمكن أن ننكر دور الحوافز المادية والمعنوية في تطوير الإدارة .
وهنا لابدّ مِن الإشارة إلى أننا ككُرد و كأحزاب قومية تقدمية لابدّّ أنْ نواجه أنفسنا و نقرّ بأخطاءنا في إدارة جماهيرنا حتى و إنْ أدّى ذلك إلى أن نتعرى أمام جماهيرنا لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة و لا جدوى من عدم المواجهة (مواجهة الحقيقة) حيث أنّ جميع الأقنعة قد سقطت .
علينا كأحزاب أن نبحث عن الخيط الذي يشدّنا إلى شعبنا بعد أن تهدّمت جميع الأسس التي كنا نستند إليها في تفاعلنا معه . فهذا الشعب المسكين لم يعد يحلم حلماً جميلاً وتحوّلت أحلامه إلى كوابيس تنذره بنهاية مجهولة . ولم يعد أحدنا يطمح إلاّ إلى الأمن و الاستقرار ورغيف الخبز حيث أصبح السواد الأعظم مِن هذا الشعب فقيراً والفقير يحلم بالخبز ولا يفكّر بالكيفية التي يعجن بها هذا الخبز .



#محمد_سعيد_بلو_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رجل يُترك ملطخًا بالدماء بعد اعتقاله بعنف.. شاهد ما اقترفه و ...
- وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده و ...
- مايوت: ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار شيدو إلى 39 شخصا وعمليات ا ...
- 2024.. عام دام على الصحافيين وعام التحديات الإعلامية
- رصد ظاهرة غريبة في السحب والعلماء يشرحون سبب حدوثها
- -القمر الأسود- يظهر في السماء قريبا!
- لافروف: منفتحون على الحوار مع واشنطن ولا نعول كثيرا على الإ ...
- زيلينسكي يدين ضربات روسية -لاإنسانية- يوم عيد الميلاد
- بالأرقام.. في تركيا 7 ملايين طفل يعانون من الفقر وأجيال كامل ...
- استطلاع: قلق ومخاوف يطغى على مزاج الألمان قبيل العام الجديد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد سعيد بلو ريكاني - نظرة في الإدارة