أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الحسيني - كيمياء المهزلة















المزيد.....

كيمياء المهزلة


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 1911 - 2007 / 5 / 10 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرة هي المهازل التي ابتلى بها شعبنا العراقي من قبل ساسته الذين تعاقبوا على حكمه منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ، وبخاصة عندما تسلم البعث الدموي السلطة في العراق بداية شباط الاسود من عام 1963 وحتى السقوط المروع المخزي في التاسع من نيسان عام 2003 على يد قوات التحالف والتي تقودها الولايات المتحدة الامريكية ، فكنا حينها نشاهد يومياً الكثير من المهازل التي يقذفنا بها نظام صدام المقبور عبر شاشات التلفزة العراقية انذاك ونقرأها عبر الصحافة مرارا وتكرارا وكأن ذلك النظام كان متعمدا ان يضعنا في مواقف محرجة كي نضحك على تصرفاته وتخبطاته الغير مبررة وغير منطقية ، فمن مهزلة اعدام رفاقه عام 1979 الى مهزلة اعدام مناضلي حزب الدعوة والحزب الشيوعي والعديد ممن كانوا يعارضون السلطة الفاشية المتمثلة بنظام صدام من دون رحمة ، مرورا بمهازل عدي وقصي وساجدة ورغد وحلا وحسين كامل والقائمة تطول لتلك الاسماء التي ضحكت على شعب يعتبر من اعرق شعوب الارض على مّر التاريخ !

وكان شعبنا العراقي ينظر بفارغ الصبر الى المنقذ من هذا الوباء البعثي بعد ان ضحى بمئات الالاف من ابنائه بحروب النظام وبسجونه واحواض تيزابه واعدامات الشوارع وغيرها الكثير التي ملأ بها مقابرنا الجماعية من دون معرفة اسماء الضحايا والابرياء الذين لم يقترفوا ذنبا يؤهلهم الى القتل !!

ففي كل بيت من العوائل العراقية وجد لها نظام العفالقة نائحة ومصيبة لا بل نوائح ومصائب لا تعد ولا تحصى طوال فترات حكمهم المريرة والقاسية التي اودت بالعراق ارضا وشعبا الى خسارات بشرية تكاد تكون اشبه بخسائر الحرب العالمية الاولى اذا لم تكن قد تجاوزتها ، وما ان جاءنا المنقذ الامريكي لانقاذنا من هذه العصابة المجرمة المتمثلة بصدام وبحزب البعث ، وبسرعة مذهلة هوى نظام المهازل ونظام المقابر الجماعية والحروب ، نظام الموت اليومي الذي مكث طويلا على رقابنا ، وبعد سقوطه فاحت روائحه الكريهة المتعفنة النتنة القذرة من الجرائم التي اقترفها ومازالت آثارها شاخصة وستستمر لسنوات اخرى لحجم كارثتها الكبير وعظمة فعلتها وقوة اجرامها ، لكن شعب العراق حمد الرب على خلاصه من هذه الزمر ومهازلها ، على الرغم من هروب العديد من ازلام النظام الى دول عربية ومازالوا ينعمون بما سرقوه من المليارات من افواه ابناء العراق على مدى العقود المنصرمة !!!

امور كثيرة انشغل عنها سياسيونا بعد سقوط الصنم ولديهم العديد من الملفات الواجب تحقيقها لثبات وجودهم كسياسيين حريصين على ارض وشعب العراق وبخاصة ملفات الامن وهي من الاولويات ، فليس بوسعهم على سبيل المثال ملاحقة فلول او رموز النظام المنتشرين في سوريا والاردن والامارات وغيرها من الدول لارجاع على اقل تقدير اموال الشعب العراقي التي سرقت ، والتي يستخدمها الصداميون لتغذية عملياتهم الارهابية داخل العراق !!!!

مهازل في تصرفاتهم ، ومهازل في تقييمهم لاوضاع المغتربين ، ومهازل في طلب المبالغ العالية لتمشية امور الناس وهلم جرا والقائمة تطول ، وما اكثر مهازلنا وما اكثر قوائمنا وما اكثر ملفاتنا وما اكثر اعدائنا وما اكثر سراقنا وما اكثر حكامنا وما اكثر اقاليمنا وما اكثر نفطنا وما اكثر انهارنا وما اكثر نخيلنا وما اكثر مصائبنا ، لله درك يا عراق !...

فلا من النفط مكتفين ولا من الماء شاربين ولا من النخل مظللين ولا من السفارات محترمين ولا من القوائم والملفات منتهين ولا ولا ولا والقائمة تطول ايضا ، فقط من المصائب مكتفين حد التخمة والاشباع هائمين !!!

ايها السادة مهازل كثيرة يقترفها وزرائنا وحكامنا الجدد بطرق جديدة ، طرق اكثر حداثوية من تلك التي كان يفتعلها نظام العفالقة الذي تلطخت يداه بدماء ابنائنا ، طرق استفحلت بها البشاعة بكسب المال وكسب الجاه وكسب الكراسي المدورة داخل الجمعية الوطنية التي ( لا تحل ولا تربط ) اطلاقاً ، قد تكون جمعية تعاونية لمقاسمة الحصص التموينية التي ايضا سُرقت في شهورها الاخيرة من ابناء العراق ، جمعية لتبادل التهاني في المناسبات الدينة ، جمعية للم شمل العراق والعراقيين على تقاسم الحصص وتقاسم الغنائم ، جمعية لتحجب السيدات اللاتي دخلن لتمثيل شرائح كبيرة من المجتمع العراقي ، حجاب على الطريقة الحداثوية ايضا ، حيث جسد المرأة لا يدخله ضوء الشمس لا من بعيد ولا من قريب ، وحتى الاكف المغطاة بالقفازات تظل بعيدة عن ضوء الشمس الامر الذين سيجعل من هذه الاكف الناعمة اكثر نعومة وانصع بياضا !!!!!

مهازل في الزمن الاغبر امام انظار الجميع ، مهازل حمراء ومهازل خضراء ومهازل صفراء ومهازل بيضاء ومهازل زرقاء ومهازل سوداء ، وتلك لعمري اكثر ما تخيفني من مهازلنا الملونة تحت شمس العراق البنفسجية !!!!!!

مهازل في رئاسة جمهوريتنا ، حيث مستشارها جلاد من اصحاب السوابق ، ومهازل في جمعيتنا الوطنية المغطاة بحجابها الاسود وعمائمها البيضاء والسوداء ، ومهازل في رئاسة وزرائنا المعبئة بوزراء مفروضين وغير منتخبين ، ومهازل في اجهزة الجيش والشرطة يتعقبها اصحاب النظام المقبور ويخططون لقتل الابرياء من المنتسبين بعد وشايات من رتب عالية داخل تلك الاجهزة ..

مهازل ايها السادة في كل شارع عراقي تجدونها ، حيث السيارات المفخخة المنتشرة على طول الطريق ، وحيث العبوات الناسفة المزروعة في كل الامكنة ، وحيث الاحزمة الناسفة ، وحيث وحيث والقائمة تطول ايضا ..

مهازل في البصرة والموصل والنجف وكربلاء وبابل وميسان وصلاح الدين وبغداد والكوت والناصرية والانبار وبعقوبة وكركوك ، حيث الاغتيالات على قدم وساق والقاتل مجهول !!!!!!


مهازل ايها السادة في مشارق ومغارب العراق وشبح الموت مخيم على العراقيين في كل يوم وفي كل ساعة مثل أمرة ثكلى لا احد يستطيع التقرب منها ..

مهازل كثيرة وكثيرة جدا ، مازالت مختبئة في اروقة الدولة واروقة الاحزاب العراقية التي تقود العملية السياسية المنهارة منذ اربعة سنوات وما يزيد ..

مهازل تصطاد في المياه الآسنة علها تجد مخرجا لها بعد ان اكتفت ماديا ومعنويا في المناصب التي شغلتها ...

مهازلنا ومهازلهم ومهازل الجيران ومهازل الاعداء والاصدقاء كلها أرتمت على مفترقات طرقنا داخل العراق ولا من سامع لنا ولا من مجيب ،

والمهزلة الكبرى ان ورق التواليت الرديء اصبح مقاوماً !!! وكتب وساخاته واعلن عن نفسه وعن انتمائه في هذا الزمن الاغبر ، بعد ان كان مختبئاً خلف شاشة الانترنيت !!!!!!!

انها كيمياء المهزلة



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألج يوم وتفشين يمدكسنة
- فيزياء الشجاعة
- كيمياء اسبوع المدى الثقافي
- فيزياء سفر الحكومة
- كيمياء الجوازات
- سور الاعظمية
- كيمياء المسبحة
- الى كمال سبتي في ذكرى رحيله
- فيزياء شذى حسون
- فيزياء الكروش ومؤتمر القمة
- في الذكرى ال 73 للحزب الشيوعي العراقي
- حلبجة : سلاما على اهلكِ الفقراء
- فيزياء الاتجاه المعاكس
- رثاء الى شارع المتنبي
- المعلم
- فيزياء الطنطل
- العراق الى الهاوية
- هوفارد ريم / صوت النرويج الهامس
- مسكين يا وطني الجريح
- قلبي معكِ يا بغداد الحبيبة


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الحسيني - كيمياء المهزلة