|
وما أخطأ ماركس ..وما ...انهار ...لكن ..هيء لهم
ليث الجادر
الحوار المتمدن-العدد: 1911 - 2007 / 5 / 10 - 11:47
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في بحثنا هذا والذي سيتشعب في اكثر من اتجاه نجد من الضروري الاشاره الى ان هذا الجهد المتواضع انما يسعى الى عدة اهداف واستخلاص عدة نتائج ..ومــن اولى دوافعه هي التعرف بصوره واقعيه وحقيقيه عن مفهوم الاشتراكيه .. ما هـــــــــي ؟ .. متى ظهرت كمفهوم فلسفي ومعرفي .. ذلك لان خصوصية تجربتنا أومشروعنا في العراق يصطدم بجدار هائل اشبه مـــــا يكون في بعض المناحي من صلابة وعراقة سور الصين وهو مليئه جدرانه بصور مشوه تارة وخاطئه تارة اخرى وسابقه ومتعاليه عن وقتها ... ومثل كل مره نردد ان علـــــى امثالنا اللذين يدعون بأنهم ذوي ارادات وتوجهات تحرريه اجتماعيه تقدميه ..عليهم ان لا يتعالوا على الواقع بشكل مثالي ..وفي الوقت ذاته فأن من المحرمات التي تحكمهم هي عدم الرضوخ والمهادنـــــه الرخيصه لكل ما يمت بصله للعداء والخصومه بين ما يوؤمنون به وما يناقضـــــــه ..متسلحين بمبدئهم الجدلي التطبيقي ..ان اسنئصال ورم خبيث من جسد المجتمع وبتر احدى مفاصلــــــــه الفوقيه التالفه والفاسده لايمكن ان يتم بصوره راديكاليه مفاجئه وقسريه ... والا كانت النتيجه على عكس ما يراد منها ... ونحن في سعينا الى اشاعة روح الاشتراكيه وبناء ركائز متينه لها نواجه الحاله بهيئتها الانموذجيه .. فما ان تروج لذلك ..حتى تكتشف انك انما تواجه ميراثا او تصورات اقل ما يقال عنها انها مشوهه وظالمه قد ترسخت في عقول ابناء مجتمعنا .. وهذا لم يكن نتيجه اعتباطيه واقعيه وأحادية العله .. بل جاءت بفعل تراكم عدة جهود وعوامل وقراءات لظواهر عديده .. منها ما هو سياسي يعود في اصله الى نشاطات اعلاميه معاديه ومـــــن كافة الاتجاهات ومنها ما يعود الى ضعف قدرات مروجي الفكر الاشتراكي .. ومنها ما يعود الــــــــى الانعكاس المشوه لمجمل تطبيقات الفكر الاشتراكي ...ومن الاسباب الاخرى هي حالــــة الجمود الفكري الذي اصاب هذا الفكر لعوامل معروفه .. ان الشبيبه وقطاع واسع مــــــــن الجماهير قد تكونت في ذهنيتهم صوره للاشتراكي وبالذات للشيوعي تنحصر بوصفه ((الحادي دكتاتوري )) ..هكذا وبكل بساطه باتت قطاعات مهمه من الجماهير ترسم في ذهنيتها صورة النظام السياسي الذي تكافح الاشتراكيه من اجل اقامته على انه (( دكتاتوري الحادي )) وهذه الصوره لا يكمــن خطرها او لنقل خطاؤها في ما تعنيه بجوهرها فقط .. بل تكمن فــــــي هيئتها وبنيتها التجريديه التي من المعقول جدا ان تقارن وتلصق بممارسات فاشيه دمويه ... وهنا ياتي دورنا لكـــــــــي نوضح المعالم ونجعل الخيار اكثر حريه واقرب الى الاراده الانسانيه لمن نتوجه لــــــه بخطابنا السياسي والفكري ...وهنا ايضا لابد وان نلفت الانتباه الى ان الكثير منا يذهب فـــــي تقييم هذا التصور على العكس من ذلك منطلقا من قرائته لاحكام يرددها الكثير فـــــي مجتمعنا مفادها بان الاشتراكيون بل بالتحديد الشيوعيون هم اناس طيبوا القلب ومثقفين ...لكن بنظره واقعيه ذات أطار سياسي اجتماعي تجعل من هذا الوصف الذي يردده البعض لا يعدو ان يكون مــــن وجهة نظرهم هم حكما غير ملزم وعام وقشري .. ان مسؤولية تجديد وتوضيح حقيقــــــــــــــــة الفكر الاشتراكي والشيوعي اكبر بكثير من ان ينبري لها شخص فرد .. ولكن وكما يقولون (محاربة التصحر يبداء بزراعة شتله ) ومن جهتنا فأننا سنقوم بزرع هذه الشتله بانتظار من يقوم باكثر من ذلك ...وبالتاكيد ان الكثير مما سنتطرق اليه لا يخفى بصوره كامله عن بال النخــبه المثقفه .. والبعض الاخر سيدخل في مجال ((النقد )) والتجديد بمعناه الجدلي ... لكن جل الخطاب الذي نود ان نوجهه هو الى الشبيبه والاخرين اللذين اهتز لديهم الايمان الواعي بالفكر الاشتراكــــي سواء كانوا افرادا او حتى عصب متحزبه ... لكننا ضمن هذا السياق لا يمكننا ان نتوقف في كل مره لنشيربان هذا موجه الى هذا الجانب من المخاطبين وان هذه الفقره موجه الــى ذلك الجانب .. ولذلك فنحن ندعو اصحاب الثروه الفكريه بان يتحلوا بشيء مـــــــــــــــن التواضع ليستمعوا لوجهـــــة نظرنا الى النهايه ... ونخص بذلك اصحاب الالقاب الاكاديميــــــــــــه اللذين يتصدون وتصدوا بمؤلفاتهم المطبوعه بشكل انيق وفاخر والمروج لها في وسائل الاعلام والتي يدعون فيها الى افكار تجديد وتطوير النظريه الاشتراكيــــــــه والماركسيه ..امثال الدكتور رفعت سعيد والذي يتسائل بايحائيه سلبيه (( ماركسية ماركس هل نجددها ام نبددها )) وغيره ممن يحمل قبل ذكر اسمه ماركه اكاديميه او اعلاميه ((كالدكتور ) أو (المفكر )) ..وما الى ذلك ... وفــــي البدايه نود ان نوضح ان التفريق بين ( الفكر الاشتراكي ) وبين (الماركسيه ) تمثل فـــي نظرنا لبنه بناء بحث جاد ورصين لا يمكن دونها فك ذلك التشابك والتشويه والتحريفيــــه الذي اصاب حركة التطبيق للفكر التحرري الاجتماعي المساواتي .. واغفال ضار بمسيرته التطوريــــــــــــه التاريخيه التي تمثل عملية هضمها بصوره موضوعيه اساسا ومرتكزا وحيدا لحل الاشكاليــــــه التي تعاني منها حركة الفكر الاشتراكي الذي ولد قبل ماركس وانجلز بقرون .. وما قام به هذان العبقريان ما هو الا جهد فكري جبار تمثلت فيه صورة الاشتراكيه في عصرهما تماما كما يحدث في عملية (التمثل الغذائي ) البايلوجيه ... لقد كانت الاشتراكيـــــــه خلال العصور التي سبقتهما حركه واقعيه تدرجيه تمثل هدفا ملحا يجيب على مطالب الواقع الاجتماعي الانساني وبالذات في اوربا .. لكنه كان يفتقر الى السلاح الفكري الفعال الذي يبررها ويكشف امامها قوانين تحقيقها فجاءت الماركسيه كدستور نضالي وموسوعه شامله دقيقه سلحت الاشتراكـــــيه بادوات بنائها ..والى هذا الحد الى هذه المرحله توقف دور رائديها على المستوى الخاص وتوقف بعده صحة الحكم على النتائج الخاصه التي توصلا اليها ..اما الجهد الفكري الذي بذلاه كدراسه ومنهج في التفكير فانها تمثل وبحق روحيهما الخالدتين والتي تمثل المرجع الاساسي ليس فقط للمناضلين والباحثين عن منقذ بل تمثل خلاصــــــه باهره اوجزت فيها شتى ينابيع وموارد وتفرعات الفكر الانساني ... فالماركسيه ليست مدرسه فلسفيه فقط .. وهي ليست نظريه اجتماعيه فقط .. وهي ليست كليهما فحسب .. وهي كذلك ليست نظريه اقتصاديه مجرده فحسب ... بل هــــــي كل ذلك مجتمعة ..انها اضافه الى ذلك تراثا فكريا انسانيا اختصر التاريخ فكـــــــان هو الصوره المعبره بالفعل عن حركته وهو جزءا منها لا يمكن في كل الاحوال التغاضي عنـــــها ... ان اكثر ما يثير حنق اعداء الماركسيه واللذين هم بالاخص الطبقات الحاكمه والقوى الرأسماليـــــه هو ماديتها التاريخيه وجدليتها الماديه (الدياليكتيكيه ) وكثيرا ما يصورونها على انها بدعه ذكيه وخبيثــــه من بدعات ماركس وانجلز وانها مجرد محض هرطقه ويوتيبيا مضلله وهدامه ..وفي حقيقـــــة الامر ان الاشتراكيه العلميه التي تختص بها الماركسيه والتي ترتكز بصوره اساسيه علـــى تلك النظريتين لم يبتدع ماركس دواعي نضوجها على ذلك الشكل على هيئة معرفه وادراك ايحائـــي مستقل عن مجمل حركة المعرفه الانسانيه ..فالاشتراكـــــــــــــــيه (حتى كمصطلح ) لم تبتدعها الماركسيه .. ولا الصراع الطبقي ولا نظرية التطور الاجتماعي الحتمي ...لم يكن كــل هذا رغبه او قدره ذهنيه خارقه اعترت في لحظة ما ذهنية ماركس ...ولهذا ولان بحثنا كما قلنا موجه الى اكثر واكبر قدر ممكن من الفئات الاجتماعيه العراقيه التي ابتعدت كثيرا بسبب ظروف معروفــه عن خط مواصله المعرفه والثقافه ونتاجات الفكر الانساني فاننا سنركز على هذه الجوانب ..اما الامر الوحيد الذي نحاول ان نستعرضــــه هنا ويقع ضمن اطار فلسفي فهو عرض مختصر لنقد كتاب اقام الدنيا ولم يقعدوها له الاسلاميون السياسيون ومن طائفه محدده ..الا وهو كتاب ( فلسفتنا ) الذي الفه محمد باقر الصدر والذي حاول فيه وكما تصور نقد وتفنيد المادـــــــــــــــيه الماركسيه ودياليكتكها ..ولقد نسجت حول هذا الكتاب اساطير وبثت دعايات وادعى مريدوه بان هذا الكتاب انما يدرس الان في جامعات عالميه من ضمنها جامعة السوربون ..الخ ... وفــــــــي الحقيق نحن لم نجد في هذا الكتاب الا استعراضا لمفاهيم مدرسيه فلسفيـــــه ومقارنات مبتسره وغير موفقه وسفططه كلاميه وفي احسن الاحوال نجد انفسنا حينما نقراْ هذا الكتاب اننا امــــام اسلوب فلسفي يذكرنا باسلوب الفلسفه الغابره
مؤلف (فلسفتنا ) أم مؤلف ( حقدنا )
يبدأ كاتب ( فلسفتنا ) بالتعريف بمهمته وغايته من البحث والتي لخصها بمحاولة اثبات صحة المدرسه (العقليه ) بأطارها الديني .. وانتقاد وتفنيد النظريه الماركسيه التي نسبها هو الــــــى المدرسه ( التجريبيه ) بشكلها المتعارف عليه ...مع ان نظره متأنيه من قبل طالب في اولـــــى مراحل دراسته الفلسفيه تجعله يدرك بأن الماركسيه مدرسه مستقله بحد ذاتها وان فلسفتها اذا ما اريد ان يقحم مسمى مدرستها في الاطار الفلسفي التظيري فانها فلسفه تجريبيه عقليــه نفت في كليهما مثاليتهما واكدت في كليهما على ماديتهما مع التذكير ان الماركسيه انتقدت المادـــيه المبتذله ....ثم يذهب الكاتب في محل اخر ليقسم النظريات الاجتماعيه المتداوله لكــــنه يقسمها على ضوء وجود عدة انظمه سياسيه فيقسمها الى ديمقراطيه رأسماليه _اشتراكيه _ شيوعيه _ نظام اسلامي ...ثم يقفز لشرح مزايا الديمقراطيه البرجوازيه ابان الثوره الفرنسيـــــــــــه ثم يتعرض للنظام الراسمالي وهنا بالتاكيد لا يستطيع انكار مآسيها التي جلبتها للانسانبه ولكن كل هذا يحدث وهو يتبع اسلوبا نقديا سياسيا بعيدا كل البعد عن الفلسفـــــــــه ....الى ان يصب جام غضبه ونقده ليس على الراسماليه كنظام اقتصادي والمدارس الفكريه التي تؤسس له وللملكيه الخاصه ..بل على الماركسيه التي انتقدت الملكيه الخاصه واعتبرتها( بيت الداء) ..الى ان يصل به هذا الاسلوب المتشنج المعلق في الهواء بالمعكوس في ان يذكر (( ان الملكيه الخاصه ليس هو المصدر الذي نشأت عنه آثام الراسماليه المطلقه التي زعزعت سعادة العالم وهناه .فلا هو الذي يفرض تعطيل الملايين من العمال في سبيل استثمار آله جديده تقضي على صناعاتهم كما حدث في فجر الانقلاب الصناعي .....وبعد لن يعدد مآسي الملكيه الراسماليـــــه (ص31) يكمل تحفته الفلسفيه هذه ليقول ((كل هذه الماسي المروعه لم تنشأ من الملكيه الخاصه وانما هــــي وليدة المصلحه الماديه الشخصــــــــــــــــيه التي جعلت مقياسا للحياة في النظام الراسمالي ))) ؟؟؟؟؟وحتى نناقش هذه الاطروحه العبقريه التي لا يستسيغها اي منطق ...نختصر نقاشنا لها وعلى قدر عبقريتها لنقول بأن هذا الكلام يعني بالضبط (السفططه بلحمها وشحمها ) ويشابـــه موقف الكاتب فيها مرافعة محامي من الدرجه الرابعه يرافع فيها عن مجرم قتل ضحيتــــــــــــه بالسكين وهذا المحامي يقر بان موكله المجرم تسبب في قتل المجني عليه وبابشع طريقــــه ... لكن هذا لا يعودالى امكانيات المجرم بل الى امكانية السكين المجرمه وبالتالــــــــي فان المجرم والذي هو موكله ليس هو القاتل الحقيقي بل القاتل هو (السكين ) ؟؟؟؟؟؟علي هنا من ان اشدد مرة اخرى ولغرض في نفسي بأن مؤلف (فلسفتنا) يروج له من قبل قوى سياسيه دينيه معينه على انه المؤلف الذي اطاح والى الابد بالنظريه الماركسيه وان الاوربيون يدرسونه الان فـــي جامعاتهم العتيده !!! ثم نصل (ص37) ليذكر المؤلف ( والواقع ان هذا المفهوم الماركســــــي لحب الذات يقدر العلاقه بين الواقع الذاتي ((غريزة حب الذات )) وبين الاوضاع الاجتماعيـــــه بشكل مقلوب ..والا فكيف نستطيع ان نؤمن بأن الدافع الذاتي وليد الملكيه الخاصه والتناقضات الداخليه التي تنجم عنها ؟)) من الواضح ان المؤلف بدأ وبوتيره تصاعديه بمحاولات التجنــــي على الفكر الماركسي ..هذا ان لم نصف هذه المحاوله بصفتين متلازمتين همــــــــا الجهل الغير مبرر للاطروحات والمفاهيم الفلسفــــيه بشكل عام وتجاهل الاطروحات الماركسيه بشكل خاص ..والصفه الثانيه هي الغائيه المقصوده المخطط لهذا الجهل والافتراء ...فالماركسيه ومنهجها الجدلي لم يفعل ذلك لقد قال ماركس ان وعي الفرد محدد من واقعه الاجتماعي ومن موقفه من عملية الانتاج الاجتماعي ولم يذكر الغريزه او حب الذات بهذه الصوره وبشكلها المثالــــــــــــي ..فالغريزه في الفكر الماركسي ما هي الا متطلبات بايلوجيــــــــــه (ذاتيه ) للكائن البشري وهذه المتطلبات الذاتيه الطبيعيه في حالة تطور مستمر ومتراكم ليس في جوهرها العام وانمــــــا في صورة تشكيل انعكاسها في الوعي وبذلك فان كل ما هو ذاتي يخضع بالمنطق العقلي التجريبي المنظور والمستنتج من التجربه التاريخيه السحيقة البعد فـــــــــــــي ما هو موضوعي فاغريزه الجنسيه مثلا انما تصاغ اشكالها وفق الواقع الموضوعي وليس الذاتي ...ان هذه الغرائز التي تتوافر في الكائنات الحيه العليا انما تطورت عند الانسان بتطور واقعـــــه الاجتماعي الذي يقوم على قاعدته (البنيه الاقتصاديه ) التي تشكلها نوع الملكيه لوسائل الانتاج والعلاقات التي تصوغها ومنها (الملكيه الخاصه ) التي تستولد كل معالم الصراعات الطبقيه ..اذن هذه الملكيه وفق الفكر الماركسي تصوغ وتساهم فــي صياغة الوعي الذي يقوم بطرح شكل اشباع الغريزه ومطالبها وليس العكس كما يفهمها فيلسوف (فلسفتنا) ...هذا من جهه ومن جهه ثانيه اوضح فان الماركسيه تطرح مفهومها المادي (مفهوم الماده ) كمصطلح فلسفـــي مغاير تماما لمفهوم الماديه التي تعرفها الفلسفه الماديـــه المبتذله ... والتي تفسر مثلا الوعي على انه ماده مجرده وانه ينتج في العقل كما ينتج البنكرياس الماده الصفراء ...لقد انتقدت الماركسيــــــه وبشده هذا المفهوم المادي الميكانيكي الجامد بل وحاربته بشده فــــــــــي مواضع اكثر تعقيدا واكثر تشابك ..وبالتالي فان الماركسيه بمنهجها الدياليكتيكي لم يدعيا وبتلك الصوره التبسيطيه المجه كيفـية انبثاق النظام الراسمالي مــــن قبل انسان ..زان النظام الاقتصادي عندنا هو وجود مادي متطور لكنه متداخل مع كل متطلبات الوجود الاجتماعي الانساني في حركته التطوريه وبصوره علاقات تبادليه تنفي احدهما الاخر وتولد كل منها مــن رحم سابقتها وبسياق تصاعدي... ان الكاتب يقر بمادية الغريزه (حب الذات ) والشهوانيه الانسانيه بصوره خالده جامده وذاتيه بحته فالانسان لديه يحب ذاته ويتمتع بلذات جسده ..وهذا صائب لو لم يكن مبتسرا ومنفصما عن دراســـــــــة مسيرة هذا الكائن التطوريه الفريده التي لم تنكرها حتى التعاليم والافكار الدينيه ولو في جانبها الاجتماعي على الاقل ..حتى وان لم يكن ذلك بصوره مباشره بل برضوخ هذه التعاليم والافكار لمنطق التاريخيه ... وبالمناسبه هنا نجد انفسنا ملزمين بتذكير المتهافتين على عشق وتقديس مؤلف (فلسفتنا) والذي ينتقد فيه الاسلوب التجريبي والمدرسه التجريبيه بشكلها الفلسفـــــــــي ويلصقها لصقا بالماركسيه ...على ان هذا الاسلوب لعتمده (القرآن) واوصى وامر به ..فهناك عشرات الايات التي تحث على اسلوب المعرفه التجريبيه واستحصالها خصوصا من خلال ذكر القصص التاريخيه والحث على تذكر تجارب ومعارف ومصائر الامم التي خلت ..وهنا اجد من النافع ان اذكر لهؤلاء مقاله لانجلز تعتمد على دليل واقعي لا يمكن انكاره والتغاضي عن معانيه وهو يفسر ان الانسان الجديد ........ الانسان الشيوعي ... الذي لم ولن يستطيع امثال فيلسوف (فلسفتنا) من تصور حقيقــــــــــــــة ظهوره حيث يقول انجلزفي سياق دراسته لمجتمع عشيرة ((الايروكوا )) الهنديه الحمراء والتي تمثل صوره حيه واقعيه ملموسه ((((وليست مكثل عشيره لوط او عاد او ثمود التي سبقت امة القران بعصور وهم لم يلمحوا من اثارها حتى ولو اثر واحد واقعي ملموس يعبر بذاته عن ذاته )) يقول انجلز (( جميـــــــع اعضائها اناس احرار ملزمون بحماية بعضهم البعض ومتساون في الحقوق الشخصيه ...فلا الساخامات اي الزعماء في فترات السلم ولا القاده العسكريون يدعون بأية افضليه وهم يشكلون اخويه تشد لحمــــــتها روابط الدم ...ان الحريه والمساواة والاخوه كانت المبادىء الاساسيه في العشيره رغم انها لم تتبلور يوما في صيغـــــــــه معينه وكانت العشيره بدورها نظام اجتماعي كامل واساس مجتمع الهنود الحمر المنظم وهذا ما يفسر الشعور الذي يعترف به كل امرء للهنود الحمر))..ان هذا العرض والاستنتاج يمكن ان ينفع ويفيد من يقرأ كتاب (فلسفتنا) والذي يذكر فيه مؤلفه ((لا نعرف استقراء في ميدان تجريبي اوضح من استقراء الانسانيه فـــــــــي تاريخها الطويل الذي يبرهن على ذاتية حب الذات.....)).. ان هذيين النصين المذكوريين يعبران الكثير عـــــــن مدى التفاوتات والتناقضات التي يحكم المنطق العقلي على مدى دقة وصحـــــــة كليهما واحدى تلك الاختلافات يكمن في جوهر الموقف اتجاه الانسان ودوره فأحدهما تحاول ان تصوغه على انه كائن مجبول على حب الذات والانانيه ولا تعطي اي مبرر لذلك واخرى تصوغه وتصوره على انه ذلك الكائن الذي يمكن بل لابد وان يتجاوز كل ذلك وتهديه الى السبيل الذي يجعله يتسامى فوق ذلك الوصف ... وهنا ايضا لابد والاشاره الــــــــى فيلسوف (فلسفتنا) قد تأثر بشكل كبير بالمدرسه الفلسفيه (الهيدونيه ) وهي التي تتمحور حول مذهب اللذه والمتعه .. وهـــــي مذهب اخلاقي يرى انصاره ان تحصيل اللذه والمتعه متاصلان في الانسان وهما القوه الدافعــــــــــــــه لتصرفاته وغاياته وان اللذه هي اساس السعاده ومبدؤها ..لكن اللذه التي تجلب السعاده هـــــي فقط التي لا يعقبها عذاب او الم ... ... ونحن مــــــن جهتنا وفي نهاية تطوافنا بين هذه الشذرات النقديه الفسيفسائيه ...من ان ننبه الــــــــــى مدى خطورة الاعلام البرحوازي بكل تفرعاتـــــــــــه والذي يجند كل ما لديه من اجل تقويض او تقديم صوره مشوهه عن عدوته اللدوده (الماركســيه ) ..وان علينا ان لا نكتفي بدور المدافع ..
#ليث_الجادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حميد تقوائي ..وحكماء القمر
-
لماذا هرب ((الثائر)) مقتدى ..وكيف اختفى
-
المالكي يأمر بضرب اعناق العمال
-
العلمانيه الشامله والديمقراطيه ...وترابط الضروره
-
هكذا نفهم الاشتراكيه ...ج2
-
هكذا نفهم الاشتراكيه .ج1
-
جدلية التحرر ..ج2
-
جدلية التحرر ....ج1
-
سماسرة الاسلام السلطوي ..وتجارة اللحم الطري
-
من امسك بالجمر ..منصور حكمت ..ام ...رفعت سعيد ؟
-
اعدام (((القتيل ))) ...يفضح وحشية البرجوازيه
-
هل تمرد الامام المهدي ((عج )) على الله ؟كيف ومتى ...ج4
-
هل تمرد الامام المهدي ((عج)) على الله ؟كيف ومتى ...ج3
-
هل تمرد الامام المهدي (((عج))) على الله ؟ متى وكيف ...ج2
-
هل تمرد الامام المهدي ((((عج ))) على الله ؟متى وكيف ...ج1
-
أذا كذبنا الهولوكوست...فمن سيصدق ((بيعة الغدير ))...وماساة ك
...
-
أمريكا ..بين تكتيك الفشل ...وستراتيجة النصر
-
طريقنا ...تنظيم الانتفاضه من اجل الثوره ...ج5
-
طريقنا ...تنظيم الانتفاضه من اجل الثوره ...ج4
-
طريقنا ....تنظيم الانتفاضه من اجل الثوره ...ج3
المزيد.....
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
-
عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط
...
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|