ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1910 - 2007 / 5 / 9 - 11:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المتاجرة بالرب كانت و ما زالت و ستظل من انجح المشاريع الأستثمارية المربحة دون حساب.. و لا تحتاج من رأس مال سوى خيال خصب في الترغيب و الترهيب..و سيف.. و أتباع سذّج و شعوب مسحوقة مستضعفة يملأ قلوبها الرعب من غد قد يحمل لهم عقاب رباني ناري ..أو سيف مسلول يطارد رقابهم .. تتجلى اليوم هذه الحقيقة بعد سيطرة أصحاب هذه التجارة بشتى انواعهم و أطيافهم و أختلاف بضاعتهم ..على حكم العراق و بعد ان صار العراقيون رهائن لدى هؤلاء ..فأبناء و أحفاد السيد يعوضون اليوم ما فاتهم من سنين حرموا فيها من استلاب خمسهم ..علانية و بكل حرية و على المكشوف ..و اليوم يمتصون دماء البسطاء و المعدمين بحجة الشفاعة لهؤلاء يوم القيامة ..و الأمراء المبجلون في دولة العراق الأسلامية يفرضون الجزية و يمارسون حقهم في سلب اموال العراقيين الأصلاء كضريبة لوجودهم على ارض وطنهم ..و تخييرهم بديمقراطية تامة بين تغيير دينهم او دفع الضريبة المسماة بالجزية او ترك بيوتهم و الرحيل الى منافيهم ..و حينها يتقاسم الأمراء المعضمون تلك البيوت و ما تحتويه كغنائم ...وحتى الأديان الربانية الأخرى تمارس التجارة و تجمع اموال مقابل شفاعة و مسح للخطايا و كأن الرب يبيع للمخطيء براءته من ذنوب أثقلت كفة سيئاته..لذا فأن رجال الرب هؤلاء مستعدون للأستماتة من اجل ديمومة تجارتهم و توسعها و كل منهم يحاول التنافس مع غيره منافسة غير شريفة للسيطرة على سوق الأيمان ..من المحزن ان يسقط مجتمع كالمجتمع العراقي و الذي عرف بالثقافة و حب الحياة و الأستمتاع بالفنون و التميز بالعلوم كالطب و الهندسة ..في هاوية الدين و الخنوع لرجالات الرب ..فلم يبق من كل ذلك سوى تبع مستسلمين لمصائر تأخذهم اليها أهواء أهل العبادات ..يدفعون كل يوم من كدحهم و تعبهم ثمن وجودهم و يشترون ديمومة حياتهم البائسة الخالية من كل معنى ..لليل و نهار آخر...
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟