أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رحيم العراقي - حياة رجل المصارف ستيرن















المزيد.....

حياة رجل المصارف ستيرن


رحيم العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1910 - 2007 / 5 / 9 - 04:23
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


مؤلف كتاب:ابن الثعبان: حياة رجل المصارف ستيرن هو آري روتييه الصحافي في مجلة اندبند اوبسرفاتور ورئيس قسم تحريري فيها. وكان قد نشر سابقاً كتبا عدة لفتت الانتباه، نذكر من بينها: المقامر برنار تابي (وهو رجل أعمال كبير ووزير سابق)، ثم: النصب والاحتيال: كيف تسطو أميركا على ثروات فرنسا. وفي هذا الكتاب الجديد الذي يشبه قصة بوليسية يروي المؤلف سيرة حياة واحد من أشهر رجال المصارف في العصر الحديث: ادوار ستيرن، ومعروف أن قصته ملأت وسائل الإعلام في الماضي، بعد أن وجدوه مقتولاً في شقته الفاخرة في جنيف.فما هي قصة هذا الرجل يا ترى؟
من المعلوم أنه ينتمي إلى عائلة يهودية مشهورة، ولكن تخلت عن يهوديتها واعتنقت المسيحية في أواخر القرن الماضي، لكي تستطيع أن تندمج في مجتمع أوروبي ذي أغلبية مسيحية. ثم اغتنت جداً وأصبح لها مصرف خاص بها يدعى باسم العائلة: بنك ستيرن، ولم تكن تقل غنى وشهرة في فترة من الفترات عن العائلات اليهودية الأخرى ذات البنوك: كعائلة روتشيلد، وعائلة ماير، وعائلة غولد شميدت .
ويبدو أن ابن العائلة ادوار ستيرن كان جشعاً محباً للمال وشديد الطموح. فكلما كسب ملايين عدة راح يحلم بالزيادة حتى أصبح واحداً من أغنى أغنياء فرنسا وعمره لا يتجاوز الثلاثين أو الأربعين عاماً، على أكثر تقدير، ثم زادت ثروته أكثر بعد أن تزوج ابنة صاحب بنك «لازار» الشهير الذي يعتبر من أعظم البنوك في العالم. وهكذا ابتسم له الحظ من كل الجهات وجمع «المجد» من أطرافه كما يقال.
ثم يردف المؤلف قائلاً: ولكن على الرغم من ذلك فإن نفسيته ظلت جشعة للمال. وكان فظاً غليظ القلب ومستعدا لسحق كل من يعترض طريقه. ويبدو أنه أساء إلى الكثيرين من أصحاب البنوك والنفوذ، فحقدوا عليه. ولذلك كان يردد في أواخر أيامه قائلاً: متى سينتقمون مني؟ متى سيدبرون لي حادث سيارة لكي يتخلصوا من هيمنتي وسطوتي عليهم؟
ولكنه ما كان يعلم أن عشيقته وحبيبة قلبه هي التي ستقلته وتريح الناس من شره. كيف حصل ذلك؟
من المعلوم أن ادوار ستيرن كان قد أصبح في الخمسين من عمره عندما قتل. وكان يسكن جنيف في شقة فاخرة بالقرب من مركز عمله. وبما انه كان مهدداً، فقد اتخذ كل التدابير الاحتياطية لكيلا يصلوا إليه ويغتالوه. فالبناية التي يسكنها كانت تحتوي على مركز للبوليس السويسري في الطابق الأرضي. وبالتالي فأي داخل أو خارج مرصود ومراقب.
يضاف إلى ذلك أن البناية، وهي ملكه كلها، كانت مزودة بكاميرات التصوير من كل الجهات، بما فيها جهة كراج السيارات الواقع تحت الأرض. ولكي ينتقل ستيرن هذا من شقته في الطابق الخامس إلى مكتبه في الجناح الآخر من البناية في الجهة الأخرى، كان يكفيه أن يمشي بضع خطوات لكي يصل إلى مكتبه.
باختصار فإن الرجل كان محروساً بشكل جيد كما يفعل كبار رجال الأعمال والمصرفيين الكبار. ولم يكن أحد يمتلك مفاتيح شقته اللهم إلا عشيقته سيسيل بروسار والخادمة التي تجيء كل يوم لتنظيفها، ولكنه كان قد أمرها بألا تعطي المفتاح لأي شخص كائناً من كان،
ولكن لماذا قتلته: لسبب بسيط: هو أنه غدر بها، فبعد أن وهبها مبلغ مليون دولار، وهو شيء زهيد بالنسبة له، اتصل بالبنك واعترض على الهبة وأوقف العملية، فجن جنونها، وكانت من بيئة متواضعة وتبحث عن تأمين لحياتها ومستقبلها بأي شكل.ولذلك قررت التخلص منه. ففي الأول من مارس من العام الماضي 2005 كان لها موعد غرامي معه في الشقة، وبما أنها كانت مهيمنة عليه من الناحية الجنسية وتمارس معه كل أنواع الممارسات السادية، فإنها ربطته من كل النواحي، كما تفعل عادة، لم يشتبه بالأمر عندما ربطته، لأنها فعلت ذلك معه مرات ومرات.
ولكنها هذه المرة كانت قد نوت شيئاً آخر. فالواقع أنها أخرجت مسدسها من جيبها وأطلقت عليه رصاصات عدة في رأسه وعنقه وقلبه، وقتلته على الفور، ثم هربت من الشقة تحت جنح الظلام، أي في الثانية ليلاً أو أكثر، وبعد أن عرف الخبر انفجر في الأوساط المصرفية والسياسية السويسرية والفرنسية كالقنبلة الموقوته، فالواقع انه كانت للرجل صداقات كبيرة في عالم السياسة، ليس أقلها: نقولا ساركوزي من جهة اليمين، ولوران فابيوس ودومينيك ستروس فان بل وحتى جاك لانغ من جهة اليسار.
وقد شعر ساركوزي بالحرج الشديد عندما سمع بخبر مقتله، وخاف أن تنعكس هذه الفضيحة عليه، ولكنه لم ينكر الحقيقة، فقد اعترف بأنه يعرف المغدور منذ زمن طويل وانه صديقه ومتألم لما حصل له.ولكنه لم يذكر أنه كان يمضي العطلة الصيفية معه بشكل عائلي حميم.
أما الانتهازي الكبير لوران فابيوس فلم يعترف بأي علاقة مع الرجل وتنكر له ولعائلته جملة وتفصيلاً لكيلا تسيء هذه القصة له. وكذلك فعل دومينيك ستروس فان، ومعلوم أن كليهما من أعمدة الحزب الاشتراكي، بل ومرشح لرئاسة الجمهورية، وبالتالي فلا ينبغي أن يقول أحد بأن لهما صداقات مشبوهة مع عالم المال والأعمال، لا، معاذ الله. من هذه الناحية كان ساركوزي أشرف منهما وأكثر رجولة واعترافاً بالحقيقة، ولكن المسألة، على أهميتها ليست هنا، المسألة، كما يطرحها المؤلف تكمن في السؤال التالي: لماذا يعيش معظم أبناء الطبقة العليا حياة انحلالية من الناحية السلوكية أو الأخلاقية أو الجنسية؟
فادوار ستيرن هذا كان يستطيع أن يفعل ما يشاء، وكان بإمكانه أن يعيش حياة سعيدة بكل ما للكلمة من معنى، فهو الرجل الثامن والثلاثون في فرنسا من حيث الثروة والغنى، وكان متزوجاً من امرأة تحبه وتنتمي إلى عائلة غنية مثل عائلته وربما أكثر.
وكان له منها ولدان جميلان يدرسان في أفضل مدارس الولايات المتحدة وجامعاتها، ومع ذلك فقد طلق زوجته واختلف مع عائلتها وراح يبحث عن بنات الهوى في كل مكان، وهكذا وقع بالصدفة على هذه العاهرة المحترفة التي قتلته في نهاية المطاف: سيسيل بروسار، ومعلوم أنها كانت من وسط متدن ومبتذل.
وكانت تحاول أن تحصل بأي شكل على الشهرة والفلوس، وكادت أن تصل لولا أن عشيقها سحب منها المليون دولار الذي كان قد أعطاها اياه.
ثم يردف الصحافي آري روتييه قائلاً: ولكن يبدو أن هناك متهمين آخرين غيرها، وربما لم تكن هي إلا زبداً يرغو على السطح: أي واجهة للقتلة الحقيقيين بكل بساطة. فادوار ستيرن كانت له علاقات مع الأثرياء الجدد في روسيا وربما مع المافيا الروسية.
والبعض يتهمها بتصفيته، ويبدو أنه كان يخشاها، وكانت له صداقة غريبة مع الجنرال الروسي الشهير «ليبيد» والذي كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية، ولكنه قتل فجأة في حادثة هليوكوبتر غامضة، يضاف إلى ذلك أن بعض الشركات الفرنسية كانت حاقدة على «ستيرن» ومن بينها شركة كان يديرها تييري بريتون وزير اقتصاد فرنسا ، فقبل أن يصبح وزيراً كان من كبار أرباب العمل الفرنسيين، وكان راتبه الشهري لا يقل عن مئتي ألف يورو، ولذلك تردد في قبول المنصب الوزاري عندما عرض عليه، لأن راتب الوزير في فرنسا لا يتجاوز الأربعة عشر ألف دولار.
ثم يردف المؤلف قائلاً:في أحد الأيام كان تييري بريتون يمضي فترة استراحة في إحدى العيادات الطبية والترفيهية الراقية لتخفيض الوزن في ايطاليا، وفجأة يجيئه تليفون من الأليزيه وكان على الخط شيراك شخصياً، وقال له:صباح الخير تييري، أرجو ألا أكون قد أزعجتك، هل تستطيع أن تكون عندي الساعة السادسة مساء، فرد عليه: ولكن يا فخامة الرئيس أنا في ايطاليا ولا أعرف فيما إذا كانت هناك طائرة في الوقت المناسب، فرد شيراك: اني بحاجة لك وأنتظرك الساعة السادسة. دبّر نفسك.
وبما أن أوامر الرئيس لا ترد فإن الرجل اتصل بسرعة بشركة الطيران بعد أن خرج من الحمام لكي يكون في قصر الأليزيه في الوقت المحدد له.
وعلى ما يبدو فإن «سيترن» كان يكرهه، لأنه خسر في شركته عدة عشرات من ملايين اليورو، وكان يتصل يومياً لكي يعيدوها إليه، وبالتالي فقصته معقدة ولا أحد يعرف بالضبط من الذي صفاه، وإن كان المافيا الروسية هي المرجحة أكثر من غيرها، بل ويبدو أنها مؤكدة.



#رحيم_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوض البحر المتوسط و المستقبل
- السياسة والحرب والإرهاب
- فلسطين..السلام والتمييز العنصري
- كامو في كومبا
- عن التجليبة والسوفيت والحزب
- .!!....إرفع راسك إنتَ سعودي
- بلير والنغمات النشاز
- فكرة التآمر في معرض المُلهِمين
- ناصر ووهم العروبة
- نخبة القادة الإداريين
- اللطخة
- إبن عربي
- الى عشرينية
- كيف يمكن أن تكون وزيرا في بلد ديمقراطي..؟
- عندما غنينا الشهيد بشار رشيد
- الفاشية الأوربية
- ماوتسي تونغ
- الليبرالية والديمقراطية
- فن الحياة
- عالم المافيات


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رحيم العراقي - حياة رجل المصارف ستيرن