أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - العروبة و الإسلام














المزيد.....

العروبة و الإسلام


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 578 - 2003 / 9 / 1 - 04:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



تواجه الأمة العربية حاليا أعنف و أخطر مرحلة من مراحل تاريخها الحديث, و هي مرحلة الصراع المستميت من أجل البقاء و الوجود في مواجهة حملة مسعورة تستهدف قيم العروبة و الإسلام و مبادئهما و تراثهما.

إن صيرورة الإنسان على الأرض ألزمته بالانتماء الاجتماعي إلى أن تطورت الحياة البشرية إلى العشيرة و القبيلة ثم إلى القومية المرتبطة بأرض واحدة. و بذلك تمكنت البشرية من صنع التاريخ و اغناء الثقافات. و حتى يكون الانتماء قوميا و انسانيا كان لابد من إدراك المرء للماضي و الحاضر و استشراف المستقبل. و هذا الإدراك يدفعه إلى تثمين ما قدمته الأمة الإسلامية للبشرية في وقت مبكر من قيم إنسانية و مفاهيم العدل و الحقوق و المثل العليا و مكارم الأخلاق سبقت فيها الثورة الفرنسية و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. و على درب هذه الصيرورة و عبر هذا السياق برزت بوادر الوعي العربي على مختلف النواحي السياسية و الاجتماعية و الثقافية لتشكل الانتماء العربي ارتكازا على جملة من العوامل, من بينها اللغة العربية كوسيلة تفاهم وحدت الأفكار و نقلت تاريخ السلف إلى الخلف و الكفاح المشترك لصد الغزو الخارجي. و بذلك يكون العربي هو ذلك الإنسان التي تعتبر العربية لغته الأولى و الذي ساهم في صنع التاريخ العربي و الذي عاش على الأرض العربية. و العروبة في الواقع هي فكر و شعور و وجدان و صفة الذين صنعوا الحضارة و التاريخ العربيين.

و في هذا الصدد لامناص من الإشارة إلى أن أقدم أبجدية تم العثور عليها إلى حد الآن هي التي تم اكتشافها برأس شمرا في الساحل السوري و هذا من شأنه إبراز فضل العرب على اللغات العالمية.
كما أنه من أرض العروبة انبثقت الديانات السماوية و بعث الأنبياء و الرسل لاسيما الإسلام الذي كان و لازال حدثا إنسانيا.

فالعروبة إذن مهد الإسلام و لغتها لغة الإسلام و نبيها هو نبي الإسلام و خاتم الرسل و الأنبياء و رجالها هم الذين حملوا لواء الإسلام. و يقول الله تعالى "" كنتم خير أمة أخرجت للناس "  و قال الرسول(ص) " أنا عربي و القرآن عربي و لسان أهل الجنة عربي".

و بذلك يكون الارتباط و وثيقا و العلاقة تكاملية بين العروبة و الإسلام, و تزداد هذه العلاقة العضوية قوة و متانة اعتبارا لكون الإسلام دعوة عامة لتحرير الإنسانية جمعاء. و الإسلام طبع الحضارة العربية على الدوام و بشكل لا نظير له بين الإسلام و بين أي شعب مسلم آخر إذ ظل يشكل محورا أساسيا و مصدرا هاما و محركا حيويا للأمة العربية. و الآن أضحى من الواضح أن الحرب الموجهة ضد العروبة هي ذات الحرب الموجهة ضد الإسلام لأن الإنسان العربي حافظ على انتمائه كوجود قومي و إنساني و كترات حضاري رغم ما تعرض إليه الوطن العربي عموما من غزوات مند صدر الإسلام إلى عصرنا هذا. و خير دليل على هذا ما نشاهده حاليا من صراعات و تطاحنات مختلفة في أغلب جهات و بقاع الوطن العربي, و التي تدخل كلها في إطار الاستراتيجية الغربية المرتكزة بالأساس على "الحذر من خطر العروبة و الإسلام على أهداف ومصالح الحضارة النصرانية-اليهودية". و بذلك سيظل الغرب بكل ما أوتي من قوة يزرع الفتن و إثارة النعرات العرقية سعيا وراء القضاء على بنية الحضارة
 العربية و الإسلامية.

 


و لبلوغ هذا الهدف القديم-الجديد يسعى الغرب حاليا لقطع الروابط بين العرب فيما بينهم و بين العرب و المسلمين في العالم, كما يسعى إلى إضعاف صلتهم بالقرآن الكريم و باللغة العربية. بكل الوسائل مهما كان الثمن حتى و لو دعاه ذلك إلى خوض حروب حضارية طويلة الأمد. و لن يهدأ له بال إلا بتفتيت ما يجمع بين العروبة و الإسلام.

و في هذا الإطار يستعمل الغرب كل الأسلحة الممكنة و من ضمنها الغزو الثقافي و الاختراق الثقافي على مختلف المستويات و الأصعدة, سواء على الصعيد الإيديولوجي أو على صعيد التربية و التعليم أو على صعيد التاريخ و القيم الروحية و الأخلاقية أو على صعيد الأعلام و السينما و المسرح أو على صعيد التقاليد و العادات و الشكل الأسري. و كل ذلك يصب في منحى واحد لا ثاني له : تكريس الرؤية القائلة أن النظر إلى الماضي و إلى الجذور هو تخلف و رجعية و رجوع إلى الزمن المظلم". هذه هي خطة الغرب في محاولته لتيئيس الإنسان العربي و إعداده لاحتضان النموذج الغربي للحياة و نمطه في التفكير و العيش و ذلك لشيء واحد و هو ضمان عدم التفكير في التصدي للحضارة الغربية و مقاومتها و مناهضتها, لاسيما و أن الغرب يعلم علم اليقين أن الصراع الحقيقي ليس هو الصراع بالأسلحة و الدبابات و الصواريخ مهما تقدمت فعاليتها و قوة و سرعة دمارها و إنما الصراع الذي يخيفه هو الصراع بالثقافة و الاقتصاد المستندين على التراث الإسلامي العربي دون انحراف عن الدين الحق, الإسلام كدعوة للحرية و المساواة و العدل و كنهج للتعامل في الحياة و كرؤية للعالم.  هذا ما يخيف الغرب و هذا ما يدفعه إلى عدم الاطمئنان للعرب و المسلمين مهما كان الأمر.


 



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الإرهاب ضد الصحافة المغربية
- الثورة المعلوماتية و الاتصالية : تعميق الهوة بين التقدم و ال ...
- الجنس....المال ....العاطفة أساليب الموساد في تجنيد عملائها
- المقاطعة ….والمصالح الإسرائيلية ببلادنا
- منظومة الرواتب والأجور إلى متى هذا الحيف ؟
- العلاقات الإنسانية
- الإصـلاح الاقـتـصـادي ومـدلـولـه
- أضرار النشاط الريوعي على البلاد و الاقتصاد و العباد
- تعليم حقوق الإنسان والتربية عليها
- مقاهي الانترنيت استطلاع للرأي
- موقع السوسيين في الركح السياسي بالمغرب
- استراتيجية الهيمنة الأمريكية
- حـــق تـقـريــــر الـمـصـيــــــر فـي نظر الجـمعية المغربية ...
- لحظات مع أبراهام السرفاتي
- الحـق فـي الإعـلام والـحـق فـي الاتـصال
- الفساد و الشفافية
- الأحزاب والتواصل السياسي
- هل الكرامة ممكنة في ظل الهيمنة الصهيوامبريالية؟؟
- الايياك- وجه من وجوه اللوبي الإسرائيلي بأمريكا
- المسلسل الديموقراطي ببلادنا...من أين....وإلى أين ؟


المزيد.....




- شاهد.. مسعف يكشف لـCNN تفاصيل جديدة حول مقتل 15 من زملائه به ...
- وزير خارجية إيران: سنبدأ مفاوضات غير مباشرة مع أمريكا في عُم ...
- جنود إسرائيليون يكشفون عن تدمير ممنهج لممتلكات فلسطينيين بهد ...
- أسير أوكراني: قيادة قواتنا تترك جرحاها للموت في ساحة القتال ...
- نتنياهو: هناك دول أخرى تريد استقبال سكان غزة
- لماذا يتقاعس الشباب عن الادخار من أجل تأمين -خريف العمر-؟
- إعلام إيراني يكشف عن وفود المفاوضات الإيرانية الأمريكية في ع ...
- صحيفة: الإكوادور تلغي الرسوم الجمركية على الواردات المكسيكية ...
- تقرير: ماسك يوجه نداء مباشرا إلى ترامب بشأن الرسوم الجمركية ...
- جامعة هارفارد? ?تحاول اقتراض 750 مليون دولار بعد تهديدات بقط ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - العروبة و الإسلام