تحديد النسل 2

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1910 - 2007 / 5 / 9 - 02:35
المحور: الطب , والعلوم
    

دخل الأنسان العصر الزراعي سنة 9000 قبل الميلاد وذلك حين لاحظ أن الحبوب التي يدفنها مع الموتى تنبت على أسمدة الجثث الميتة , ومنذ تلك اللحظة بدأ يحفر ألأرض من أجل الزراعة وكانت الشعوب السومرية هم أول من أٍستخدم ألألفاظ الزراعية , علما أن ألأنسان لم يعرف أصطلاحات أسرية مدنية مثل ألأسرة وتحديد ألنسل ولم تكن تلك المرحلة التاريخية ثورة زراعية بألمعنى الحقيقي لها.
وقد دخل ألأنسان بعد 12000سنة الثورة الزراعية الحقيقية ولكنه أيضا وقع في أخطاء العصر الحجري ألأعلى والنتيجة أنه أستمر بألتكاثر بنفس طريق العصور القديمة .
وكانت الطبيعة تقوم بتحديد النسل بسبب كوارثها المدمرة عن طريق الفيضانات غير المنظمة وأنتشار ألأمراض المعدية ولم يكن ألأنسان يعرف كيف يواجه تحدي الطبيعة على ألأطلاق .
وحين بدأت الثورة الزراعية والصناعية كانت قد رافقتها المصانع الغذائية وتحسين ألأنتاج وصناعة ألأدوية والعقاقير ولكن لسوء الحظ نقلت الدول النامية هذه التكنولوجيا ولم تنقل معها تكنولوجيا اجتماعية تساعد على تحديد النسل .
وكانت نساء الدول العربية تنجب في كل عام ولكن بلا فائدة لأن الطبيعة كانت تتكفل بقتل الأطفال بسبب سوء التغذية للأمهات وألأطفال معا .
وكان عدم وجود آلات زراعية تساعد الفلاح بحرث ألأرض يتطلب من الفلاحين التكاثر وأيضا الموت السريع للأطفال كان أيضا يتطلب من ألفلاحين وغيرهم التكاثر السريع أيضا.
ومع تطور الطب السريري والوقائي ودخول عصر الآلة الصناعية كان مع هذه الظاهرة أن ارتفع عدد سكان العالم مثل القنبلة الموقوتة ,وتراجع عدد وفيات ألأطفال بشكل كبير جدا وتراجعت أسطورة ألأمراض المعدية وغير المعدية وتحسنت صحة الأنسان بشكل كبير وملحوظ .
ومع هذا التقدم بدأت كثير من شعوب العالم المتقدمة تنظر الى فكرة تحديد النسل كأمر واجب أتباعه أما أصحاب العقول العسكرية فأنهم آخرمن يفكر بفكرة تحديد النسل .
ومثال على ذلك هتلر الذي كان يشجع على ولادة الذكور من أجل قتلهم في الحروب وألويلات العسكرية .
وكان الجنرال نيو ون يتطلع الى الهند التي يبلغ عدد سكانها أضعاف بورما فمنع الأجهاض وأرتفع عدد سكان بورما بعد تسلمه السلطة 1962م الى 60 مليون نسمة وكانت بورما قبل تسلمه السلطة تؤمن أحتياطي دول أسيا من ألأرز ولكن عدم ألأجهاض التهم فائض ألأنتاج من ألأرز .
وهذا المثال يوضح لنا كيف تصبح بلدان العالم التي يحكمها العسكريون الذين يسعون الى زيادة عدد الجيوش ومن الطبيعي جدا أن الجيش هو : أول من يشبع وآخر من يجوع .
وهنالك صيحات أنسانية تناشد دول العالم المتقدم بضرورة أطعام ألأفواه الجائعة والذين يتزايدون عمدا متحدين بجهلهم وعنجهيتهم كارثة الأزدياد السكاني وتعمل تلك الدول عمدا على مكافحة النمو السكاني وتريد أزدياد عدد سكانها ألأمر الذي سيؤدي الى طغيان العالم الثالث على العالم المتقدم علميا وأجتماعيا وصناعيا .
وأن الدول العربية ما زالت مع أنتشار بعض المؤسسات الأجتماعية التوعوية تواجه أزدياد سكاني ملحوظ وهذا الأزدياد لا يمكن مواجهته فقط من خلال المؤسسات الأجتماعية وأنما بألطرق التالية :
- أولا يجب على الدول العربية ان تدخل نظام تعليمي جديد على المناهج التربوية وتلم ألطفال على التفكير وألأستنتاج بدلا من الحفظ وتحفيظ الأفكار الجاهزة .
-يجب على الدول العربية أن تقبل بتحسين العلاقات الأسرية الجديدة وتبحث عن أسلوب جديد للتربية بدلا من أسلوب الحرام والتحريم وأن يستمتع الشباب والبنات جنسيا قبل الزوج كي لا تنطلق أفكارهم الى الزواج من أجل ألنجاب فقط لا غير .
ويجب أدخال الآلات الصناعية الى ميادين العمل لأن أغلبية المهنيين ما زالوا يتأملون مواليد جديدة وأبناء جدد كي يساعدوهم في ألعمال الشاقة فما زال البعامل العربي المسكين في تعب وشقاء القرون الوسطى وما زال ينتج غذاءه بأسلوب وأساليب قديمة جدا .
ويجب تحسين اساليب التدريس لأن الذين يتعلمون على الأساليب القديمة يقومون هم أصلا بقمع مؤسسات المجتمع المدني الحديث والخاصة بالتنظيم والتخطيط الأسري .
لأن ألأسلوب القديم للتعليم ما زال يحرم المتعة الجنسية وألأجهاظ وتحديد النسل .
وهدف الزواج في الدول المتأخرة قائم أصلا على فكرة ألأنجاب .
وكذلك العشائرية والجهوية التي تهدف الى زيادة أفراد العشيرة وما زالت تنج غذاءها بطرق تقليدية .
والمواضيع هنا مختلطة ببعضها البعض فألعشائرية تزداد في المواقع الغير مؤهلة علميا لتحسين انتاجها وأسر تلك العائلات تتجه الى زيادة عدد المواليد كي يساعدوا اباأهم في عمليات الأنتاج المهني .
وما زالت النظرة العلمية في بعض بلدان الشرق ألأوسط لأرتفاع عدد السكان في العالم لا ترجع الى أسباب علمية بقدر ما ترجع الى أسباب دينية فما زالت الناس تؤمن بألحديث القائل : أعمار أمتي بين الخمسين والستين ,علما أن متوسط عمر الفرد في تلك الفترة كان من 30-35 سنة على أبلغ تقدير .
ولوكانت أعمار ألأمة في تلك الفترة من 50-60 لكان في الدول العربية أنفجار سكاني قبل أن ينفجر هذا ألنفجار السكاني في مدينتين صناعيتين في انكلترا وفرنسا أبان عصر النهظة والذي توضح فيه عملية التطور رواية قصة مدينتين ل ديكنز .
أن مؤسسات المجتمع المدني العربي لا تعمل بشكل طبيعي بين السكان وذلك بسبب بقاء أساليب التعليم على حالها .
أن الجيش هو أول من يأكل وآخر من يجوع .
واذا ما سعت الدول العربية الى تخفيض عدد افراد الجيوش في بلدانها فأن مساعي تحقيق التنمية سوف تفشل على الأطلاق لأن حجم ألأنفاق العسكري كبير جدا

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات