ابو فادي
الحوار المتمدن-العدد: 65 - 2002 / 2 / 15 - 14:48
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
نقل هذا المقال ( بتصـرف ) عن خبر نشرته صحيفة الديار العربية اليومية في سدني يوم الجمعة المصادف 15 فبراير الجاري حول الضجة التي احدثها انكشاف اضاليل حكومةالسيد جون هاورد ووزير الدفاع بيتر ريـث ووزير الهجرة فيليب رادوك حول ماادعوه يوم السابع من تشرين الاول الماضي من ان اللاجئين العراقيين على المركب قاموا بألقاء اولادهم في المحيط الهائج في ذلك اليوم من اجل الضغط بطريقة غير مباشرة على السلطات الأسترالية كي تستقبلهم وتسمح للمركب بدخول المياه الأسترالية , حيث فرص اعتبارهم كلاجئين في عهدة استراليا ستكون افضل بكثير لهم مما لو ا حالتهم السلطات الى واحدة من جزر او بلدان الباسفيك . ففي التقريرين الرسميين اللذين طرحا في البرلمان الفيدرالي يوم امس , واللذان تضمنا تحقيقات واسعة النطاق شملت هيئات من البحرية الأسترالية ووزارتي الخارجية والهجرة , في التقريرين تبين بجلاء ان اللاجئين لم يقدموا على القاء اولادهم في المحيط لابل ان الصور التي التقطت ونشرت في جميع انحاء القارة والعالم والتي اظهرت فعلا ان اطفالا كانوا يتأرجحون وسط امواج المحيط , تلك الصور اخذت كدليل للبحرية الأسترالية وعلى ان رجالها قاموا بعملية انقاذ انسانية وجريئة , وهذا هو مااظهرته التحقيقات بشأن ملابسات موضوع لاجئ الباخرة ( تامبا ) وان الاولاد القوا بأنفسهم في مياه المحيط بناء على اوامر وارشادات من قيادة قوات البحرية الاسترالية نفسها ( كانوا ينزلون الى المياه تلقائيا حتى تتوفر امكانية انقاذهم خاصة وان السفينة العسكرية لم تكن بوضع يسمح لها بالاقتراب من المركب الذي بحد ذاته كان يغرق تدريجيا ) .
اعلاه ملخص للحقيقة والتي تم تحريفها من قبل رئيس الحكومة الفدرالية السيد جون هاورد ووزير الدفاع السابق في حكومته بيتر ريث ووزير الهجرة الحالي فيليب رادوك واستغلت بشكل اعلامي واسع من قبل الأئتلاف الحاكم ( حزب الاحرار والوطني ) في حماته الانتخابية لاثارة عواطف بعض المواطنين الأسترالين ضد المهاجرين بشكل عام ولاجئ القوارب بشكل خاص , عندما قال السيد جون هاورد يومها كيف نقبل ناس يتعمدون برمي اطفالهم في امواج المحيط كلاجئين في استراليا , وردد وزير الهجرة شيئا بهذا المعنى ايضا , وقد نجح الائتلاف فعلا من هذا التكتيك وكسب عواطف الناس وفاز فعلا في الانتخابات الفدرالية الاخيرة واستلم دفة الحكم لاربعة سنوات قادمة . هذه القضية هي مدار بحث على مستوى القارة لأن التحقيقات اظهرت انه وبعد يومين بالتحديد من بدء الأئتلاف حملته لاستغلال هذه القضية وصور الاولاد بين الامواج وعرضها على شاشات التلفزيون ووكالات الانباء العالمية , وتفعيل القضية لمصلحة الأئتلاف السياسي اثناء الحملة الأنتخابية , اظهرت التحقيقات الان ان قيادة البحرية الأسترالية ابلغت وزارة الدفاع ان اللاجئين لم يلقوا بأولادهم في المحيط وان الصور التي التقطتها البحرية الاسترالية , التقطت للحفظ في مافات عملية انقاذ ركاب المركب الذي كان موشكا على الغرق فعلا , وبين التقرير ايضا ان سلطات البحرية المعنية اجرت الأتصالات اللازمة بمكاتب وزيري الدفاع والهجرة ( ريـث ... ورادوك ) وبمكتب رئيس الحكومة جون هاورد واطلعت المسؤولين فيها على حقيقة الأمر خاصة بعد ماتبين للقيادة البحرية ان رئيس الحكومة ووزرائه مازالوا يستغلون الحدث ويجندون من خلاله الرأى العام الاسترالي للوقوف بوجه المطالبة بقبول الركاب كلاجئين ودعم اجراءات فيليب رادوك وحكومة جون هاورد لرفض قبول لاجئ المراكب .
وامس ومن خلال الاعلام المرئي رفض رئيس الوزراء تحميل حكومته مسؤولية خداع المواطنين والقى باللوم على وزير دفاعه السابق بيتر ريث الذي لم يبلغه في ذلك الحين ان ادعاء القاء الاباء والامهات لاولادهم وسط امواج المحيط كانت خاطئة , وعبر اثير اذاعة ( 2 يو اي )وحول سؤاله بمدى المامه حول تلك الكذبة التي استغلت من قبل حكومته قال " في تلك الاونة لم يبلغني احد في مكتبي من المستشارين ولم اسمع من اي وزير اية معلومات او تأكيدات تبلغني بخطأ الأدعاءات. ونحن نتساءل اليوم ونطالب رئيس الوزراء جون هاورد بالتأكد من ادعاء وزير الهجرة فيليب رادوك ومستشارى مكتبه عما قاله وزير الهجرة حول اضراب اللاجئين في معسكر ووميرا عن الطعام ..... نقول للسيد جون هاورد , كيف تصدق ادعاء وزيرك الحالي المسؤول عن شؤون الهجرة فيليب رادوك عندما يدعي حاليا ان الأباء والأمهات بمعسكر ووميرا اجبروا اولادهم على خياطة شفاههم استكارا لما يذوقونه من مرارة الحياة في معتقلات اللجوء خاصة ســـجن ووميرا ان جاز التعبير, ونتمنى ان لاتعود غدا لتكرر ان لااحدا من وزراءك او مستشاري مكتبك قد ابلغوك ان درجة الحرارة في المنطقة التي يقع فيها معسكر ووميرا تتجاوز الاربعين , وان المضربين تحدوا وزير ك للهجرة فيليب رادوك ان كان بأمكانه الحياة ليوم واحد فقط في الظروف التي يعيشونها في المعسكر المذكور , وكل مطالبهم تتلخص في الاسراع بالنظر في طلبات لجوؤهم وتحسين شروط معاملتهم من قبل المسؤولين عن هذا المعسكر. واخيرا رغم كل الحقائق التي طرحت امام البرلمان الفدرالي امس لم نسمع من جون هاورد ..ألا تأتأته المعهودة وحركة كتفيه الغريبةوالقاء اللوم على وزير سابق....... اقول للسيد جون هاورد انا مقتنع انك سوف لن تتخذ اي اجراء لاحول اللاجئين الذين اتهمتهم بالقاء فلذات اكبادهم بين امواج المحيط الهائج , لا ولا ستتحقق من ان حتى اطفال اللاجئين خاطوا شفاههم بأيديهم احتجاجا على المعاملة اللاانسانية التي اتبعتها حكومتك السابقة والحالية معهم وتناسي مسألة مهمة , الا وهي مسؤولية الحكومة الأسترالية الاخلاقية بأطار طلبات اللجوء للعراقيين خاصة لاجئ القوارب , اليست حكومتك ومازالت تؤيد بقاء الحصار رغم الأعتراف الدولي بحقيقة انه بعد 11 عاما تبين ان الحصار فتك بشعب العراق واطفال العراق وليس الطاغية صدام , نعم اطفال العراق الهاربين من جحيم الدكتاتورية ومن ربيب المخابرات الأمريكية المجرم صدام حسين .. ليصل بهم الامر عبور المحيط في قارب غير صالح للملاحة في اية ظروف جوية املا في الوصول الى استراليا والتي سمعوا انها بلد ديمقراطي ذات تقاليد راسخةفي حماية حقوق الانسان....اتدري ياسيادة رئيس حكومتنا الفدرالية لماذا قام اطفالنا العراقيين بخياطة شفاههم بأيديهم .... لأنهم وبعد وصولهم الى وطننا الأسترالي والمعاملة اللاانسانية التي لاقوها من حكومتك الموقرة ارادوا ان يقولوا لوزير الهجرة مثل نتداوله نحن العراقيين ... المثل يقول ( عــرب ويــن .. وطنبــورة ويـــن ) وحز في انفسهم ان لااحد منا استطاع ترجمته لهم بالانكليزية واحتجاجا على ذلك خاطوا شفاههم وامتنعوا عن الكــــــلام .
#ابو_فادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟