أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - شهيد الاعتدال والوحدة الوطنية















المزيد.....

شهيد الاعتدال والوحدة الوطنية


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 577 - 2003 / 8 / 31 - 03:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


وقع آية الله السيد محمد باقر الحكيم، مع عدد كبير من شيعة النجف، ضحية أبشع جريمة إرهابية تقترف منذ سقوط طاغية العراق الهارب من حساب الشعب. لقد دفع الشهيد الغالي حياته ثمنا لنضاله الطويل من أجل خلاص شعبه من الطغيان الفاشي، واسترداد حريته التي سحقها جلاوزة صدام، ودفع مع عائلته الكريمة أغلى الأثمان في النضال الصعب ضد الطاغية المهزوم. وساهم الشهيد بسياساته ومواقفه العقلانية والواقعية الحكيمة بدوره الكبير في توحيد القوى المعارضة لصدام، وشارك بفعالية وبنشاط في لقاءاتها المستمرة خارج العراق، تاركا جانبا الخلافات والفوارق الإيديولوجية والسياسية بين الأحزاب والتيارات الوطنية العراقية. ومنذ عودته للعراق المتحرر بعد 9 نيسان، كانت مواقف الشهيد وحزبه تدعم تيار الاعتدال السياسي والديني، وتشجب التطرف والمزايدات السياسية للمتطرفين. وبعد مشاركة حزبه في المجلس الانتقالي استعد للتفرغ للشؤون الروحية التي هو من أعلامها.

 ترى أية جريمة وحشية وبربرية هذه التي تفجر السيد الحكيم وحرسه والعشرات من الخارجين معهم توا من صلاة الجمعة في الحرم الحيدري الشريف! وأية نذالة وخسة ومنتهى الجبن والهمجية هذه التي يتميز بها المنفذون ومن حرضوهم ودربوهم ومولوهم لتدمير العراق وقتل العراقيين بسيارات مفخفخة هائلة التفجير؟ من هؤلاء المجرمون غير عصابات الطاغية والإرهابيين العرب المتسللين بالمئات، ومهم كل وحشية التطرف، وبراكين الحقد والكراهية، و"فن" التفخيخ الذي تتابع جرائمه منذ حين!

 حقا إنها لفاجعة كبرى لشعبنا بجميع طوائفه وأديانه وقومياته وتياراته الوطنية. وإنها لخسارة أليمة لمجلس الحكم، وضربة لجهود التحالف في حماية الأمن وثمن فادح من أثمان سوء الأداء الأمريكي في المجال الأمني منذ سقوط الطاغية نتيجة عدم الاستعداد الكافي والتخطيط السليم لتوقعات ما بعد الحرب وحتمية انهيار النظام ومعه الدولة ومؤسساتها. وهي ضربة لنهج الاعتدال الحكيم الذي اتبعه الشهيد الحكيم رغم تحريض المتطرفين، الذين تداخلوا مع فلول صدام التي راح أفرادها يلبسون العمائم وينسبون أنفسهم للحوزة العلمية؛ وهذا ما كانت قد فضحته أكثر من مرة بيانات المرجعية الشيعية العليا للممثلة بالسيد السيستلني وصحبه من آيات الله في المرجعية.

 جرائم بعد أخرى والوتيرة تتصاعد والأثمان أغلي، لاسيما تدمير مقر الأمم المتحدة ومقتل دي ميلو والعشرات معه، ثم محاولة اغتيال السيد محمد سعيد الحكيم، أحد أركان المرجعية، وانتهاء بالجريمة الأكثر بشاعة وخطورة وجنونا، جريمة تفخيخ سيارة الشهيد السيد محمد باقر الحكيم وقتل العشرات من الناس، ومعهم العدد الكبير من الجرحى. أجل، أية نذالة وهمجية ووحشية، وهل من يفعلون ذلك غير من يريدون نشر الفوضى الشاملة، والتدمير المستمر، ومحاولة اغتيال الشخصيات العراقية الواعية والمعتدلة والحريصة على مصالح الوطن ووحدة شعبنا، وهي الشخصيات التي تتعامل مع واقع الوجود العسكري للتحالف بواقعية وبوعي كامل للوضع وتعقيداته والظروف الداخلية والدولية، والتي تسعى لحل مشكلة التواجد الأجنبي بحنكة ودراية سياسية عالية، وبالأساليب الدبلوماسية والحوار السلمي، حال مرور المرحلة الانتقالية وبناء العراق الجديد. إن المستهدف هو شعبنا وأماله في الحياة الجديد الحرة الكريمة، وقادته المدركون العاملون لتعزيز الوحدة الوطنية ولبناء عراق جديد، بالضد من تيارات التطرف والغوغائية التي تشجعها علنا بعض الفضائيات العربية، وبعض دول الجوار. ومن الغريب أن مرجعا شيعيا عربيا، لا يجرؤ منذ عشرين عاما أو أكثر على حرية التعبير غير ما تريده عاصمتان معروفتان [إحداهما تحتل بلاده دون تسمية الاحتلال" الأخوي"احتلالا!]، يستخلص من الفاجعة الكبرى أنها ستزيد العراق "المظلوم والمحتل عزما"على التخلص من أيدي كل "العتاة". فهل تراه يقصد بالعتاة والطواغيت عصابات صدام وحلفائه الجدد، وهو الذي نادى قبل الحرب وبعدها بوجوب "الجهاد" مع قوات صدام؟! أم هو مجرد تحريض جديد لاستخدام العنف ضد التحالف في العراق الذي لولا قواته لظل العراق تحت الجزمة الصدامية وبلد المجازر والمقابر الجماعية!؟ ومثل هذا التحريض هو ما تروج له الفضائيات المعروفة والدعايات الهائجة لبعض عواصم الجوار. وهل لا يعلم المرجع الجليل أن الشهيد الحكيم كان يدعو دوما في صلاة الجمعة للتهدئة، ويدين عمليات قتل جنود التحالف؟! وهذا أيضا ما نادى به في صلاته الأخيرة بالحرم الحيدري الشريف قبل دقائق من اغتياله الإجرامي البربري. أم المرجع اللبناني الموقر يدين ضمنا نهج الحكيم في الاعتدال الحكيم؟؟

 إن المطلوب والمأمول بعد هذه الكارثة التي حلت بنا برحيل الشهيد، أن يستنبط كل قادة السياسة والرأي والنخب الدينية دروسا سليمة وسريعة، والمطلوب أن يستوعب المجلس الانتقالي مغزى الفاجعة، وأن تدرك إدارة التحالف مدى التقصير والتخبط اللذين وقعا منذ التاسع من نيسان، لكي تعالج الوضع باتخاذ التدابير الفاعلة والفورية، وبإعطاء المجلس صلاحيات اكبر بالرغم من ان صلاحياته الراهنة كبيرة حقا. ولابد من إدراك المجلس تقصيره الخطير بتأخير تشكيل الوزارة، وأن ينبذ أعضاؤه الكرام التسابق على الحصص الوزارية والخلاف حول نصيب كل حزب وجهة وفقا لمعايير خاطئة من دينية ومذهبية. والمواطنون من جانبهم لا بد من أن يدركوا واجباتهم في حفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة ومكافحة نزعات العنف والتطرف الديني والمذهبي والتحلي بالتسمح وتعلم الصبر دون ترك واجباتهم في المطالبات السلمية بحل مشاكلهم الملتهبة.

 سلاما سلاما للذكرى العطرة للشهيد الكبير السيد محمد باقر الحكيم وجميع من استشهدوا معه على أيدي المجرمين، أعداء الشعب العراقي.

 ولتصبح الفاجعة حافزا للقوى والنخب السياسية والدينية والثقافية العراقية، المؤمنة بهدف العراق الديمقراطي والمتسامح والموحد لمضاعفة الجهود وشحذ اليقظة لتذليل كل الصعاب، ولاستئصال عصابات الإرهاب وتيارات وعقليات التطرف الدموي، ولقطع الطريق على محاولة عودة الفاشية والاستبداد بأشكال جديدة أو قديمة!



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ديمقراطية علمانية
- الحقد المسعور على الشعب العراقي
- اول رئيس وزراء في العهد الجمهوري.. كان وسطياً دفعه الشارع وا ...
- أوقفوها في مهدها الوافدة الطالبانية في العراق !!
- أمريكا والعراق بعد صدام
- هل يريدونها طالبان عراقية؟
- العراق بين التدخل الإيراني ومخاطر التخريب الصدامي
- وقفة تحليلية لمسائل عراقية ملتهبة
- لقاء الأضداد حول العداء لأمريكا بحجة العراق!! لا للحرب.. أجل ...
- شباط 1963 : دم وعبر!
- الإسلام و العلمانية
- الدولة الديموقراطية علمانية..
- النفط والأزمة العراقية
- مواقف مؤسفة لمثقفين عرب
- قراءة استشفافية لمؤتمر المعارضة في لندن
- سقطة مثقف عربي
- جناية الشعب العراقي على العرب والمسلمين
- قرار يتجاهل موضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان العراقي
- القضية العراقية واليسار الأوروبي
- عراق التعايش


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - شهيد الاعتدال والوحدة الوطنية