أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - العراقيون في الشتات الحريري!














المزيد.....

العراقيون في الشتات الحريري!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1908 - 2007 / 5 / 7 - 12:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


-1-
تقول الإحصائيات غير الرسمية، بأن هناك ما يقارب من أربعة ملايين عراقي في الشتات، منتشرين في العالم العربي (سوريا والأردن على وجه الخصوص) وفي أوروبا والدول الاسكندنافية وكندا واستراليا وأمريكا الشمالية والجنوبية. وأن غالبية هؤلاء من النخب الفنية والثقافية والاقتصادية والتعليمية. ورغم أنهم يعيشون في الشتات الحريري المريح، وخاصة من يعيش منهم في الدول الغربية وفي الدول الاسكندافية، إلا أنهم يشكون من الغربة، ويتألمون من هذه الغربة، كما يشكون من سوء المعاملة، وقلة الموارد المالية. ومنهم من وقف بالأمس في السليمانية أمام الرئيس مام جلال في "مهرجان المدى الثقافي"، وطلب المعونة والغوث. وعجبت من الرئيس مام جلال، كيف تجاوب مع طلبهم، ووعد بمساعدتهم. وكنت أتوقع بدلاً عن ذلك، أن يطالبهم بالعودة الى وطنهم وإلى الأماكن الآمنة فيه وما أكثرها.
فالارهاب لا يجتاح كل العراق، وأماكن العنف والارهاب -كما رأيت وسمعت - ليست في كل العراق، وانما في أماكن محصورة ومحددة فقط، وهي في طريقها الى الزوال.
-2-
عجبت من عدد العراقيين الكبير، الذي نزح من العراق ومعظمهم كما قلت من النخب ومن طبقة الأفندية.
لم يهاجر الفلاحون العراقيون من العراق، وتمسكوا بالأرض والحقل.
ولم يهاجر العمال العراقيون، وتمسكوا بالشاكوش والأزميل العراقي.
ولم يهاجر الفقراء والمعدومون والمسحقون من العراق.
هاجرت الأموال، وهاجر أصحاب الثروات. وهاجرت العقول، وأصحاب الكلمة والريشة والقلم. وتركوا جميعاً العراق ورائهم للارهاب الديني، والارهاب الطائفي، وراحوا يبكون على العراق من بعيد، ويندبون ويتحسرون على العراق من بعيد.
-3-
بعد التحرير، وبعد التاسع من نيسان المجيد 2003 ،كنا نتوقع عودة الكثير من النخب السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية الى العراق. ولكن يبدو أن جمال الطبيعة، ودعة الحياة، ونظام المجتمع والديمقراطية في الغرب، قد أغرى هذه النخب بالبقاء حيث كانت في عهد الطغيان الديكتاتوري السابق، وبعد زوال العهد الديكتاتوري زاد عدد العراقيين في الشتات نتيجة للتعصب الديني وارتفاع وتيرة العنف والارهاب.
بعد التحرير، كنا نتوقع من كبار الشعراء والفنانيين والرسامين والكتاب العراقيين أن يعودوا الى العراق ليثروا الحياة الثقافية العراقية، ويكتبوا بأقلامهم ويرسموا بريشهم العراق الحر الجديد، وأن تعثرت العودة الى مناطقهم ومدنهم، فهذا بلدهم اقليم كردستان الجميل والخلاب الآمن. ولكن يبدو أنهم استملحوا دعة الحياة في الدول الغربية على الحياة العراقية. فلم تعد بغداد بغداداً بعض أن انفجرت القنبلة الدينية الاجتماعية، وارتدت أغلب السيدات العراقيات العباءات السوداء والحجاب الذي ازدادت نسبته في العراق بعد التحرير، نتيجة لطغيان الشارع الديني. وكأن العراق تخلص من الطغيان السياسي لكي يقع في الطغيان الديني المتعصب والمتشدد الذي حول اجزاء من العراق الى دولة طالبان أخرى، بحيث لم يعد أحد قادراً على الجلوس في مقهى أو في مطعم في شارع أبي نواس ببغداد، يأكل السمك "المسقوف"، ويشرب، ويغني الموال العراقي، والمقام العراقي، ويشاهد مختلف زفات الأعراس العراقية، وعروض الأزياء، كما فعلنا نحن أمام نافورة فندق الشيراتون في اربيل، وكأننا في عراق آخر.
-4-
طبعاً، أنا لا أدعو كافة العراقيين في الشتات الى العودة الى اقليم كردستان العراق، فهذا الاقليم - في ظني – بامكاناته السكنية والصحية والتعليمية الآن، لا يحتمل كل هذا الكم الكبير من العراقيين في الشتات، كما أن لبعض العراقيين في الشتات ارتباطات ومصالح. اضافة الى أن نظام الحياة العام المريح في الغرب خاصة، قد عوّد العراقيين على طراز معين من العيش، من الصعب أن يلقوه الآن في اقليم كردستان. ولكن العراقيين الذين يعيشون في الجوار العربي وفي مصر، سوف يلقون في بلدهم كردستان العراق راحة واطمئناناً وأماناً أكثر مما يلاقونه في دول الجوار التي بدأت تجأر بالشكوى مما سببه العراقيون من ارتفاع اسعار العقار والمواد الاستهلاكية وزحمة الطرقات. في حين أن اقليم كردستان بمساحته الواسعة (80-85 ألف كم مربع) وبعدد سكانه الحاليين (5و3 مليون) وبطبيعته الخلابة، وبأمنه وأمانه، قادر على استيعاب ما لا يقل عن اثنين مليون من العراقيين في الشتات، وخاصة الذين يعيشون في دول الجوار تحت تهديد الترحيل، أو عدم تجديد الاقامة، أو المنع من دخول هذا البلد أو ذاك. وكأن المواطن العراقي الآن قد أصبح الآن طاعوناً، أو سُلاً، ينأى عنه الجميع، بعد أن كان سمناً وعسلاً يُلحس حتى اللحسة الأخيرة، من رأسه حتى أخمص قدميه.
السلام عليكم.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا الآن في العراق!
- الإرهاب ضد الحداثة وليس ضد الوجود العسكري الأجنبي
- ما هذا العراق النادر العجيب؟
- لكي لا تتكرر حملات الأنفال
- الارهاب لم يَعُدْ عراقياً وإنما عربياً ضد زهرة الحداثة
- شهر التهجير والتحرير
- في ذكرى قيامتك الرابعة: بغداد: ستظلين ذهب الزمان
- الفاكهة المحرّمة
- إنها الشرعية الدولية وليست الوصاية
- لماذا الشقائق في منظمة الأقليات؟
- لكي لا ننام على الاسفلت مرة أخرى!
- سألوني عن العراق والديمقراطية
- بعض معوقات تقدمنا الحضاري
- الشيخان وحوار الطرشان
- هل يُصلح المليار ما أفسده العطّار؟
- محرومون يستحقون الصدقة!
- ليبراليون متشائمون
- Happy Valentine’s Day
- القرضاوي -الضرورة- يستنجدُ بالكُرد لإنقاذ العراق!
- Star Academy 4


المزيد.....




- الجامعة العربية: لبنان يعاني كثيرا
- روسيا تطرد صحفيا نمساويا ردا على عدم تمديد النمسا إقامة صحفي ...
- مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج يعود إلى أستراليا حراً طليقا ...
- الهولندي مارك روته أمينا عاما لمنظمة حلف شمال الأطلسي
- تبادل أسرى حرب بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إماراتية
- -نقطة تحول حرجة-.. شولتس يحذر من صعود الأحزاب اليمينية والشع ...
- يورو 2024: هل ستتمكن ألمانيا من تجاوز الدور ثمن النهائي هذه ...
- مخاوف كبرى في إسرائيل من حصول مصر والسعودية على -سلاح نووي- ...
- مصر.. تطورات جديدة في -مذبحة رستم- المروعة وأول صورة للمتهم ...
- وزارة الطوارئ الروسية تتفقد مياه سيفاستوبول بعد هجوم صاروخي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - العراقيون في الشتات الحريري!