أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - إصلاح الخطاب الإسلامي..!؟















المزيد.....

إصلاح الخطاب الإسلامي..!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1908 - 2007 / 5 / 7 - 12:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( البنا نموذجاً )..!؟
بعض المحسوبين على العقلنة، والعلمنة، و ( النقدنة )..! وقعوا في السنوات الأخيرة ضحايا ملهاة مفكري الموجة الإسلامية الإصلاحية وهم أصحاب الدعوة إلى إصلاح الخطاب الإسلامي بالرغم من معرفتهم بالفشل الذريع الذي لاقاه أسلافهم المصلحين والذين كانوا مخلصين في دعواهم.! وهذا الأمر يشير إلى استحالة إصلاح ما هو معطوب في أساسه.!؟ ومن أولئك ( المحسوبين ) عددٌ من الرياديين الذين وصل بهم الحال هذه الأيام إلى المساومة على كل ما هو راهن أو مستقبلي في التفكير النقدي المطلوب، و قد تأتت هذه المساومة بعد أن تبين لهم كما بدا مدى الصعوبة وأحياناً المجازفة في تخطي هذه المرحلة التاريخية المعقدة والتي التي تشهد مداً دينياً غير مسبوق.!
المفكر الإسلامي ( جما البنا ) واحد من هؤلاء المفكرين الإسلاميين الإصلاحيين الذي يرطن له بعض المفكرين الحداثيين..! الرجل تمِّيز فعلاً بجرأة يُحسد عليها في كثير من المواضع التي يجري من حولها اللغط الحاصل حول إمكانية إصلاح الخطاب الإسلامي..! ومع أن هذه الجرأة اقتصرت على تناول الموضوعات من حيث الشكل وليس في الجوهر، فقد أغرت أصحابنا في انتظار المستحيل من هؤلاء المصلحين.!؟
يقول البنا في آخر مقال إصلاحي له تناول فيه قضية الحدود في الشريعة الإسلامية والتي تتعارض مع شرعة حقوق الإنسان وكافة المواثيق الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان: ( في الشريعة الإسلامية آثام تعد «من كبائر الإثم والفواحش كالزنا، والخمر...الخ، وسنَّ لها الإسلام حدوداً ولكن هذين الإثمين مغلقين أي لا يمارسان علناً وبالتالي لا يمكن إقامة الشهادة على وقوعهما )..! و ينقل بضعة أحاديث وحكايات ليدلل على حالات التساهل التي جرت أيام الخلفاء الراشدين في التعامل مع مرتكبي هذين الإثمين.! ويبالغ في الادعاء حيث يقول: (( إن الإسلام يكره العقوبة، وأن هذا الكره وصل بالقاضي لأن يلقن المتهم الإنكار فيقول مثلاً «أسرقت.. قيل لا»؟، فيقول لا، فيتركه (فقه السنة للشيخ سيد سابق). ولم يكن الرسول سعيداً بتوقيع عقوبة قطع يد سارق وعندما شاهد توقيع هذا الحد قيل إن وجهه تغير كأنما ذر عليه الرماد (مسند الإمام أحمد))) . وحاول البنا البناء على هذه الأحاديث لتعزيز مشروعية، وإمكانية وجود خطاب إسلامي إصلاحي متصالح مع المواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان ولكن، كيف يمكن أن يفلح هو أو غيره من أصحاب الوهم الإصلاحي هذا وهم يعتمدون ذات المصادر الفقهية التي يعتمدها غالبية الإسلاميين.!؟ ولا فرق في ذلك برأينا نحن إن كانت تلك المصادر قرآنية أم فقهية..!؟ ففي الوقت الذي يرمي البنا حجره سيكون هناك آلف وتسعمائة وخمسة من خطباء الجمعة يشرحون صدور مريديهم بالأحاديث التي تؤكد العكس..! وسيردون عليه وعلى غيره بمئات الأحاديث المضادة المتناثرة في أمهات المراجع الفقهية ومنها على سبيل المثال:
يقول النبي المرسل محمد: ( اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث ومن لم يجتنبها فقد عصى الله ورسوله ) رواه الطبراني وهو حديث صحيح ومدعوم بالآية القرآنية: (( ومن يعص الله ورسوله ويتعدَّ حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين ) ويدعم الرسول أكثر في الحديث عن مدمني الخمر (( إذ يشرب عبد من عبيدي جرعة من الخمر إلا سقيته مثلها من حميم جهنم ) و(( لا تعودوا شراب الخمر إذا مرضوا )) و(( لا تجالسوا شراب الخمر ولا تعودوا مرضاهم ولا تشهدوا جنائزهم وإن شارب الخمر يجيء يوم القيامة مسوداً وجهه مدلعاً لسانه على صدره )) وعدد لا يحصى من مثل هذه الأحاديث النبوية بالرغم من وجود الخمر في الجنة بدلالة الحديث: (( من شرب الخمر في الدنيا يحرمها في الآخرة )) ورد في الصحيحين. فكيف يمكن أن يجري إصلاح ذات البين بين المصلحين وأولئك المتمسكين بكل ماء جاء في السنة حول مسألة بسيطة وغير مهمة كهذه.!؟
يقول البنا: جاء عن عقبة بن عامر، أنه كان له جيران يعاقرون الخمر، فجاءه غلامه
فأخبره بأنه سيدعو الشرطة، فقال عقبة: لا تفعل، عظهم وهددهم قال إني نهيتهم
فلم ينتهوا وأنا داع لهم الشرطة ليأخذوهم، فقال عقبة: ويحك لا تفعل فإني سمعت
رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول «من ستر عورة فكأنما استحيا موءودة في
قبرها».
ولكن هل يمكن مقارنة مثل هذا التصرف الشخصي لعقبة بما ورد من أحاديث صحيحة عن عبد الله بن
عمرو: (( إن الخمر أكبر الكبائر )) رواه الطبراني والحاكم، وقد روى مسلم عن جابر أن الرسول
قال: سيسقي الله شارب الخمر ( عرقاً ) من نوع خاص اسمه طينة الخبال..! ولما سئل عن هذا
المشروب الغريب قال: إنه (عرق ) خاص بأهل النار.!؟ إن الشارب مهدد بأشد العقوبات بغض النظر
عن انكشاف أمره أم لا.! روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال:
(( مدمن الخمر كعابد وثن ))
و (( إذا مات مدمن الخمر ولم يتب لا يدخل الجنة )) رواه النسائي وعن ابن عمر (( ثلاثة قد حرَّم الله
عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق لوالديه والديوث ))
وروى جابر بن عبد الله أن رسول الله قال: (( ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا ترفع لهم حسنة إلى السماء
العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى عنها
والسكران حتى يصحو )) وروى هذا الحديث الخطير ـ الذي فيه إشارة واضحة لا لبس فيها عن موقف
الرسول من العبودية والمرأة ـ الطبراني وحبان والبيهقي وابنا خزيمة.! ثم نقول أخيراً للسيد المصلح
أن العقوبة لم تقتصر على المدمن الذي إذا شرب متخفياً هانت القصة كما تدعي فانظر في هذا الحديث
الذي رواه أبو داود والإمام أحمد بسند صحيح من حديث ابن عباس وابن حبان في صحيحه والحاكم:
(( لعنت الخمر بعينها وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة
إليه وآكل ثمنها )).
فقل لنا إذن: كيف يمكن إصلاح مثل هذا الخطاب دام إصلاحك..!؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحوة الماركسية..!؟
- شقة السيد الرئيس..!؟
- أنور البني.. سلاماً وعزاء..!؟
- عن المقدسات والغربلة والذي منه..!؟
- أم علي ومجانين العراق..!؟
- المعدَّلون جينياً.. وحلم التغيير ..!؟
- وليد جنبلاط وشيراك بن حمزة..!؟
- وماذا عن مرشحي ( هدوليك ) الأحزاب..!؟
- ملحق انتخابي..!؟
- المستنخبون البررة..!؟
- مجلس الشورى الليبرالي..!؟
- زمن العداوات القبلية..!؟
- فن الصفاقة والإست حقاق..!؟
- القمة ولسان أم علي..!؟
- حديث العرافين..!؟
- براءة اختراع سورية..!؟
- محكومون بالأمل..!؟
- انتخابات دايت..!؟
- العبودية المقدسة..!؟
- موقع الحوار المتمدن.. وتسونامي الإعلام..!؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - إصلاح الخطاب الإسلامي..!؟