أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد فهيم - كتاب اللاكتمال















المزيد.....

كتاب اللاكتمال


محمد فهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1908 - 2007 / 5 / 7 - 10:26
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كتاب اللاكتمال
" يجب أن تتقبل الاحتراق بلهيبك، إذ كيف تريد أن تتجدد دون أن تتحول إلى رماد "
نيتشه /هكذا تكلم زرادشت
صدر عن " بدايات " للطباعة والنشر والتوزيع بسورية، كتاب " الهوية غير المكتملة " في القطع المتوسط ، للشاعر العربي الكبير والمفكر الكوني المختلف والاستثنائي أدونيس ،بالتعاون مع الروائية الفرنسية شانتال شواف وعربه عن الفرنسية حسن عودة .
هناك دوما ضوء خلاق يشع من النص الأدونيسي شعرا وفكرا ،يطاردك ويترصدك في سفرك الإشكالي صحبة أبجديته القلقة الشاهرة لعصيانها المدني والعلماني ضد الآلة الجهنمية للمؤسسة سواء أكانت سياسية ، دينية ، أو معرفية ، شرقية أو غربية . تلك حرب كونية يعلنها الشاعر المفكر لتقويض دولة الألفية الثالثة ،في سيرورة قتل الأب والشيخ و تحطيم القبيلة والطائفة والمقدس وربما " استئصال العائلة ". وتأسيس "مجتمع الأصدقاء"، واستشراف انتصار الجسد والشعر، وانتصار النور والضوء.
كتاب "الهوية غير المكتملة " يتخذ شكل مجالسة وحديث ذو شجون وعمق مع المبدعة الفرنسية شانتال شواف ،تتقد في ثناياه قضايا الإبداع ، الدين ،السياسة والجنس . وقبل انقذافك في هذه العوالم الجوهرية تنتصب أمامك عتبات/مؤديات النص المتوهجة.
" الهوية غير المكتملة "تبدو لي كعتبة أشد التهابا، فاجعة وصاعقة، إعلان عن الهوية المبتورة، الكسيحة،أو ربما عن تشوه في الانطولوجيا العربية سياسيا ، انتربولوجيا ، أو ربما جسديا أيضا .
لوحة الغلاف ، عتبة لونية أشد إشراقا وبذخا ، أبدعها المختبر الأدونيسي حيث النسب توأمي بين الشعر والتشكيل ، وكأن لقائهما الوجودي كان " عيدا " يشبه إلى حد عميق لقاءات أدونيس و شفيق عبود المنسحب بهدوء من هذا الوجود الأشد رداءة وزيفا. لوحة الغلاف تأسيس لنمط إبداعي جديد،بوح مغاير حيث الجسد الشعري يحف البصمة اللونية كسرادق أبجدي يحتفي بكل هذا الضياء القادم من "تاريخ العين واليد " كأن اللون يتقلد في جيده الأيقونة الشعرية كاشفا عن خلطة جمالية صميمية .
ومضة الكاتبة الفرنسية شانتال شواف ،عتبة أخرى ملتهبة ومنغرسة على مشارف "الهوية غير المكتملة " ، تحملك إلى حيث طقس المقهى الثقافي ، هاهنا في " الفلور " والدوماغو" ، مرت عصابات احترفت ترويج اللوحة والقصيدة والبيانات الفلسفية العابرة للقارات ،الآن هنا يتوهج "صوت " أدونيس كي يخلخل الكيان ، والصنمية والطابوهات المتناسلة و "يحررك " من خسوف الهوية وجحيمها،ممتطيا مجرة الفكر الكونية .
النص الادونيسي مضاء بشرارات صوفية غير أنها "ملحدة " ، هوذا انقلاب درامي في تاريخ الفكر الصوفي وتأسيس لصوفية كونية غير لاهوتية ، أو ربما لصوفية مدنية علمانية .أرى أنها قلب للنظام الكوني السائد حيث يستحيل فيها الإنسان إلى "مركز للكون ". إنها ثورة حقيقية ضد الجهاز المفاهيمي والمعرفي القابع في ذواتنا كصنم آيل " للأفول " ،هذا إعلان عن انبثاق صوفية الألفية الثالثة ،صوفية الحداثة البعدية تتعايش مع الانترنيت وتكنولوجيا المعلومات. في هويتننا "غير المكتملة " يهدم أدونيس أوثان الصوفية الدينية .صوفية الفقهاء ،أكثر رجال الدين بعدا عن الله ،إذ أن الصوفية الدينية تبعدنا عن الله انطولوجيا وجوهريا ، بدل أن تقربنا إليه ، حيث تغيب الله وتحجب صورته ، كمن يؤسس تاريخيا ودينيا للغياب الفادح للإله ، ويقحم علاقة الكائن بالله "كجوهر للكون " في جحيم الانفصام. القراءة المعتمة للنص المقدس ،تشوه صورة الله كما الكتب المقدسة حين تنفي " التجلي " الإلهي ،والعقل حينما يعجز عن إدراك " اللامرئي " واللامحدود ". بينما الله في صوفية الألفية الثالثة "لامتناهيا" ، منفتحا ومتجليا في كل شيء ،يصير تحولا لا ثباتا، وأشد عمقا من أن تدركه القراءة /الوظيفة التي يحترفها الكاهن والفقيه والأصولي والحاكم والأكاديمي .. وبصيغة أشمل المؤسسة التي تشرعن الاستبداد وتعيد إنتاجه. بيد أن الصوفية الادونيسية تجذر العلاقة مع الله ،في انتماء علني إلى "وحدة الوجود " بروح الألفية الثالثة، و" ترفع الحجاب " على الله ، والحيف عن ابن عربي الما بعد حداثي وتحضنه في احتفاء وبهاء .على ضوء هذا، بدا لي أن "الهوية غير المكتملة " دعوة صاخبة إلى إعادة الرؤية في علاقتنا مع الله ،وانبجاس "روحانية الألفية الثالثة " تخترق الأدب والشعر والجماليات وربما الدين ذاته والكون برمته .
بدا جليا في المنظومات الدينية أن العنف يستحيل إلى سلوك " مقدس" تدميري للإنسان والكينونة ، إلى حد الإلغاء الانطولوجي للأخر المختلف دينه ،وإلهه ،أو فكره ،من منطلق " التصور " المشوه حول الله حيث يتم إعادة إنتاج هذا السلوك الماغولي وشرعنته على الأرض تاريخيا في قوالب وأشكال متناسلة " دفاعا عن الله " (( ويزعم كل دين بأن إلهه هو الأفضل. كما يشن كل دين الحرب دفاعا عن إلهه.غير أن الله قادر وحده كما أعتقد على الدفاع عن نفسه.لذا فهو ليس بحاجة إلى جنود ودبابات ،وحاجاته اقل أيضا إلى انتحاريين وفدائيين للدفاع عن نفسه )).-1- أرى على ضوء ذلك ، بأن العنف منغرس ومكرس جذريا في الدين ،كعنف مؤسسي منظوماتي ادلوجي غير أن هذا النمط من العنف يتجلى كونيا وتاريخيا ويتجذر اجتماعيا وسياسيا .
كتاب " الهوية غير المكتملة " فوران نقدي تفكيكي، لطالما اعتبر نقدا للمؤسسة ، نقد " كل ما هو ممأسس ، وهو ما يشبه -كما أعتقد - نقد ميشيل فوكو للمؤسسات في الغرب ، مع اختلاف في الخصوصية المجتمعية والفكرية . أولى تمظهرات هذا النقد الادونيسي الجارف ، هدمه لمؤسسة الأب بما أنها استنساخ لصورة الإله ، وهي بهذا المعنى ، إلغاء للتعدد والاختلاف واغتيال " للأنوثة "
وفي هذا السياق يندرج النظام السياسي العربي الاستبدادي " الكلياني " كمؤسسة أبوية مطلقة ، الحكام داخلها مجرد آلهة وطنية بامتياز وبأحجام متباينة غير أنها تدعن "للأبوية الأمريكية " كإله فيدرالي وكوني عولمي في الوقت ذاته ، في ظل سطوة " الشر المحض" على الإنسان والأشياء .
يفكك أدونيس المعمارية الداخلية العربية "لتقويض " الأبوية والعائلة المتآكلة للمضي نحو " مجتمع ديمقراطي " ظل مغيبا ومجهولا. فيما يتجلى الغرب محتضنا ومحصنا وراعيا لأعداء الديمقراطية من الظلاميين حتى يظل المجتمع العربي ، منغمسا في " رجعيته "خارج الوجود و "التاريخ" .فيما تبدو لبنان جغرافية " طائفية قبلية " حيث اللامواطن، أو ربما حيث اللاوطن.





#محمد_فهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهافت الغنوشية و فقهاء الإرهاب إلى الشهيد مهدي عامل
- اللايقين
- النورس الأزرق


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد فهيم - كتاب اللاكتمال