الإصــــــلاح ضرورة وطنية ملحة

الديمقراطي

الحوار المتمدن-العدد: 577 - 2003 / 8 / 31 - 03:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

من الامور الواضحة تماماً هو ان الوضع في سوريا بما هو عليه الآن بات بحاجة ماسة الى إصلاح جذري يمتد لكافة مجالات الحياة ، وهذا هو مطلب الشعب السوري بأسره ، وجميع القوى و الاحزاب السياسة داخل الحكم وخارجه بما فيها قطاعاً واسعاً من قواعد حزب البعث الحاكم ذاته . وقد اشار الرئيس بشار الاسد في بداية ولايته الى عزمة بإجراء تغيير جوهري على هيكلية السلطة ومضمونها حيث قال بضرورة وجود الرأي الآخر و التعددية السياسية في البلاد ، اي اعتماد النظام الديمقراطي البرلماني حسبما فهم من خطاب السيد الرئيس  .....
ومن الواضح ايضاً ان ما تطالب به القوى و الاحزاب السياسية و الوسط الشعبي بوجه عام من اصلاح ليست مسالة مزاجية أو اغتنام الفرصة من اجل تسلم السلطة وانما هو حاجة وطنية ملحة ونتيجة طبيعية لما آلت اليه الاوضاع في البلاد من تردٍ في المجال الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي ، وما حصل من تطورات هامة على الصعيد العالمي بعد انتهاء الحرب الباردة ، وبروز ظاهرة الديمقراطية و الدفاع عن حقوق الانسان التي اضحت سمة مميزة لهذه المرحلة ، وقد اضيف في الفترة الاخيرة الى هذين العاملين عامل مهم آخر وهو ما حدث من تطورات في العراق خاصة بعد سقوط نظام الدكتاتور صدام حسين ، وتاثير هذا الحدث على مجمل الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وبشكل خاص على سوريا لكونها تجاور العراق من جهة ، وترتبط معه بعلاقات ثنائية خاصة من جهة ثانية .......
ورغم المطالبة الملحة للجماهير الواسعة من ابناء الشعب السوري ، واصرار القوى و الاحزاب السياسية بإحداث التغيير والاصلاح المطلوبين ، ومبادراتها الايجابية من اجل توفير الارضية الملائمة لتحقيق ذلك في جو من الهدوء يسوده التعاون و الثقة المتبادلة بعيداً عن التشنج و الكراهية الا ان الاوضاع ظلت كما هي ولم يطرأ عليها اي تبديل على عكس ما كان متوقعاً ، الامر الذي ولَّد خيبة أمل كبيرة لدى المواطنين ، و الاعتقاد السائد عندهم هو ان التلكؤ في تنفيذ الاصلاح لم يكن له اية مبررات موضوعية سوى ان هناك جهات تنتفع من الوضع الحالي ، وهي تبذل جهوداً استثنائية لعرقلة الاصلاحات المطلوبة حتى لا تفقد مراكزها وتخسر المصادر التي تدر عليها الاموال من دون حساب .
 ان المصلحة الوطنية تقتضي اتخاذ خطوات جادة على طريق إحداث التغيير في البلاد و السير بخطى حثيثة نحو الامام حتى يتم القضاء على الامراض الاجتماعية و المسلكية المتفشية في اجهزة الدولة ومؤسساتها ، واجراء الاصلاح الضروري الذي من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية ، وترسيخ دعائم الامن و الاستقرار اللذين نعمت بهما سوريا .
ومن الواجب ان ندرك بان التباطؤ و التسويف في هذا المجال لم يعد مقبولاً اكثر مما كان حتى الآن وان كل وقت اضافي يمر دون تنفيذ الاصلاحات المنشودة يزيد من تراكم السلبيات وخطورتها على المجتمع و الوطن ، اما الذين يعمدون الى عرقلتها وتأخيرها وإنْ لزمنٍ قصير على امل ان تتغير الظروف لصالحهم ، فهم انما يهدفون الى كسب الوقت وعدم الاذعان للامر الواقع الذي لابد وان يفرض نفسه عاجلاً أم آجلاً مهما بذل هؤلاء من محاولات لوقف عجلة التطور .....

جريدة الديمقراطي الجريدة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا العدد 447 أواخر أب

#الديمقراطي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات