أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وديع شامخ - الثقافة العراقية والوزير السوبرمان















المزيد.....

الثقافة العراقية والوزير السوبرمان


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 1908 - 2007 / 5 / 7 - 10:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لطالما تمنيت ان يعيش المثقف والمبدع العراقي عموما بعيدا عن أيّة وزارة او نقابة او اتحاد ، بعيدا وجيبه فارغ من زحمة " الهويات" التي تؤطره . بعيدا عن بيت المال، وبيت الدعوة ، وبيت المهرجان ... بعيدا عن الشيطان.وبعيدا جدا عن السلطان!!
تمنيت ان يكون المبدع العراقي مواطنا اولا لايحمل اي امتياز او منّة من احد، فردا كان ام مؤسسة.
تمنيت ان يكون المبدع العراقي في كافة الحقول، مواطنا يحمي قامته وأمنه وخبزه وخمره، دستور دائم عادل ومنفتح، في بلاد النفط والكبريت والماء والسمك الوفير، في بلاد الشمس والتمر الشهي ، تمنيت ان يكون للمبدع العراقي طعمه الخاص ولونه الخاص ورائحته الخاصة . جغرافية جسده ًُتحددها نصوصه، وخطواته واثقة بقامته المجتهدة والمثابرة ، سيمياؤه ماثلا على قلوب محبيه، الحالمون مثله بمجتمع سعيد ، تمنيت ان يبقى المبدع العراقي كما هو الانسان أبدا ... مُكرما محترما ، مصانا .. ان يكون رأسماله الكلام وبضاعته غير مغشوشة ، تمنيت ان لا يصل الحال بالثقافة العراقية الى حد التراشق والتحاسد والتنابز.. والتهالك على حيازة صندوة المال لنقابة او منظمة لا نعلم من خوّلها للحديث عن الثقافة العراقية بعمومية وهلامية مطلقة.. تمنيت ان يكون العراقي أولا " كلّ عراقي" له الحق في تأسيس عالمه الشخصي دون وصاية أو عهدة " عمرية كانت أم أموية أم بعثية أم جهادية ، ام احتلالية، ام مراهقة وطنية"
كنت وما زلت أحلم واتمنى بثقافة بلا وزارة " الا تعلمون ان السيد عبد الرزاق الحسني مؤلف تاريخ الوزارات العراقية لم يكتب سطرا واحدا - حسب علمي- عن وزير ثقافة ساهم في تغييرحكومة مثلا.. بينما حال الواقع يقول أن قصيدة للجواهري كفيلة باسقاط حكومة، ويومها كان الزهاوي والرصافي والحبوبي والجواهري بلا هوية نقابية تحميهم من سلطة تحدّ من حريتهم وتكبل عقولهم .فكان الرصافي شاعرا وعضو برلمان، والزهاوي فيلسوفا وشاعرا متمردا، والجواهري شاعرا وصحفيا ومناضلا وووو.. دون وزارة وأيضا دون " غرامشي ومثقفه العضوي" .
اليس الاحرى بالمثقف النأي عن اشتراطات حقول السياسة والمكيدة ! اليس الابداع وطول عمره المديد والسرمدي مشروعا فرديا قبل كل شيء.
، ولكن ما الحال "والجود من الموجود". حسنا فلتكن للثقافة وزارة رغما عنا ، كما كان للمثقفين وزيرا منهم في تجارب الشعوب التي خرجت من الظلمة الى النور، وانتهى عهد الوزير الزيتوني وفيلق الثقافة وفصيل الاعلام ، وقاطع الابداع للجيش الشعبي.
فلتكن وزارة الثقافة تحت وصاية وزير شيوعي او شيعي ، سني أو ما شاء الله .. لكن عليه ان لا يتحسس من ابناء وزارته واسم وزارته كما كان سيء الذكر " غوبلس" يضع يده على مسدسه كلما سمع بكلمة ثقافة.
فجاء وزير شيوعي فقلنا مرحبا خرج من " قدر المحاصصة" لحمة شهية ، فتولى امانة الثقاقة واجتهد واقصيّ لانتهاء صلاحية حكومته ، وجاء آخر " يشبه في الاسم مبدعا عراقيا " ولكنه شبيه " بس بالاسم"
وجاءت اخبار الوزير الجديد الخارج من ذات الخانق المحاصصي وما ترسب في قعر " قدرها" من سخام ولطام ، وقيل ان الرجل بدأ عهده بأحتلال مبنى الوزارة عسكريا والى غيرها من شنيع الافعال الطائفية وليس آخرها ما نشره وكيله الاقدم الجابري من مصيبة وغسيل لا تتحمله حبال " الديمقراطية الصوتية.
ومع محنة المثقف المبدع العراقي وأمنياته التي تغاير امنياتي التي اوردتها عليكم حالما بمستقبل حر للعراق ، عراق يحكمة دستور ينظم حقوق الناس وواجباتهم اولا ، وقوة تنفيذية تحرس تطبيق دستورهم " عصارة عقدهم الاجتماعي". والكل متساوون امام هذا العقد الجميل، لا فضل لاديب على عتال ولا حق لشاعر على نجار. وليذهب الجميع الى تأسيس منظمات مجتمع مدني ، لكل فئة أو جماعة كما هو حاصل في تجارب شعوب العالم المختلفة.
ان خروج المثقف العراقي من سلطة الوزارة يعني اولا خروجة الاكيد من ربقة تبعات السياسة وهيمنتها الاخطبوطية.في بلد مثل العراق، الذي مات فيه الديكتاتور ولا حاجة بنا الى العزف ثانية على اوتار ربابة مؤسساته الوهمية.
فما بال اصحابي واخوتي من المبدعين والمشتغلين في الحقل الثقافي العراقي ، ما لهم يتمنون وزيرا باصرار ويتمنون وزارة في شهية نادرة يرتبون لها البيت ويصنعون مواصفات لوزير وهم الذين ذاقوا الأمرين من تجارب الوزارت العراقية في شقيها الثقافي والاعلامي. سابقا ولاحقا.
ففي استطلاع ل"صحيفة الصباح" اجراه الصديق الشاعر حسين علي يونس " الصعلوك" سابقا والصحفي حاليا، !.. يقرّ الاخوة عينة التحقيق على الشروط التالية لوزير الثقافة: "ان يكون له دراية بالثقافة وان يكون متفتحاً على الاراء المختلفة بصرف النظر عن كونها غير متطابقة مع وجهة نظره، ان يكون مؤمنا بصراع الافكار وان يكون لديه ستراتيجية لا تتقاطع مع الثقافة وان يعمل على مبدأ العدالة والتسامح فما احوجنا الى هذين الشرطين. ان يكمل عمل الاخرين وان يكون لديه علاقة طيبة مع الادباء"و ان يكون الوزير من الوسط الادبي والثقافي اعتقد ان تجربة فرنسا ممكن تكرارها داخل العراق لقد سبق لديغول ان كلف الروائي اندريه مالرو بادارة الوزارة رغم ان فرنسا لم يكن فيها انذاك وزارة للثقافة فلقد استحدث ديغول هذه الوزارة من اجل مالرو كنوع من التكريم اتمنى ان يكون عبدالرحمن طهمازي هذا الوزير او محمد خضير او فاضل العزاوي او سركون بولص، اعتقد ان ذلك ليس بالشيء المستحيل وان يكون متعاطفا مع المثقف ودوره الذي جنـح الى المغيب منـذ سـنوات طـوال" و"ان يمتلك ثقافة موسوعية وثراء معرفيا، وان يمتلك رؤية للمستقبل لا ان يكون خاضعا متوسلا بالماضي في البحث من حلول لمشكلات اللحظة الراهنة ان يكون مؤمنا بالحداثة منحازا لثقافة التغيير ان يسهم في تفعيل دور المثقف للمشاركة في صنع القرار السياسي، وان يسهم في توفير لقمة العيش الكريمة له وحمايته والدفاع عنـه، ان تحقيق هذه الامور اجد انها في حكم المستحيل" و"لا نريد من الوزير الجديد ان يحول الوزارة الى ثكنة عسكرية والى وكر للقتلة اتمنى ان يشرع الوزير الجديد بتشغيل ورش الابداع التي سبق للوزير السابق مفيد الجزائري ان عمل عليها قبل ان يعطلها من جاؤوا بعده" وان يكون متفهما لواقع الثقافة المتردي وان يعمل على دعم المثقفين بعيدا عن التعصبات الدينية والحزبية وان يوفر الحد اللازم من فرص العمل للمثقفين وان يهتم بالموسيقى وبالكتاب بشكل اساسي"ونحن "بحاجة الى رجل شفاف يملك من التجربة ما يجعله دقيقا في تبيان بواطن الامور. وان يتجاوز اللون والمـذهب والعـرق والدين لان الثقافـة فعـل عولمي" و" المهم ان يكون هذا الوزير من حصة العراق وليس لطائفة او كتلة او حزب، وان يحترم الثقافة ولا يعتبر الباليه والموسيقى والمسرح حراماً، وان يستطيع سماع يوسف عمر وداخل حسن ويقرأ علي الوردي ومحمد باقر الصدر، ولا يكفر ضياء الشكرجي او اياد جمال الدين، ولا يفتي باحراق كتب ابن عربي او هادي العلوي او ابن رشد ويحترم الفرقة السمفونية العراقية ويرعاها" وقبل كل شيء ان لا يكون محباً للطائفية ومنزوياً تحت لوائها المقيت، ثانيا ان يكون مثقفاً لكي يدرك معنى وجوهر الثقافة بانها المنبر الاساسي لكل الشعوب المتقدمة" والخ.. من الامنيات النبيلة والصادقة للمبدعين العراقيين ..
اني اذ احترم رغبة المثقفين والمبدعين العراقيين الذين شملهم الاستطلاع ولكني ارى ان يكون المثقف رائيا ومتبصرا وواقعيا في قوله " فهل يا ترى يستطيع اي وزير ان يحمل هذه الصفات السوبرمانية واليوتوبية المقترحة -التي ارشح لها وزيرا في مملكة الفارابي مثلا!-، وكيف يمكن ان يحوز هذا الوزير هذه المواصفات وهو اصلا يجيء الى الوزارة من مفقس المحاصصة النتن، اليس بالحري ان تتكاثف الجهود لتخليص هذه الوزارة بالذات من ربقة المحاصصة ، طالما انها وزارة غير سيادية وغير مهمة بالمرة بل تافهة بنظر الغرماء السياسيين وإعترافهم الصريح . ليتركواالمعنيين بالشأن الثقافي والاعلامي، وهم بلا شك من شتى الملل والنحل العراقية، -اذا كان لابد من وزارة اصلا - ان ينتخبوا وزيرا يمثلهم لاسيما وان الوزارة جهة تنفيذية تحتاج الى شخص يمتلك الكثير من المهنية لادارة شؤون هذا الحقل البالغ الخطورة في حياة الشعوب ولاسيما والعراق اليوم احوج ما يكون الى الكلمة النبيلة والجمال والموسيقي والمسرح والسينما ، لأن كل هذه الاداب والفنون هي التي تضطلع بمهمة تربية الانسان على العيش بسلام ومحبة.



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحضور الإبداعي خلف علامات استفهام الواقع رواية غايب لبتول ا ...
- حوار مع الفنان التشكيلي العراقي هاشم حنون
- ريشة تغني
- حوار مع المسرحي العراقي حازم كمال الدين
- دريد السبتي ... المغامرة في الطرق على أبواب الإبداع
- أصفق بحرارة ليدي
- نواب العراق بين الملا عبود الكرخي والرصافي
- الشاعر خزعل الماجدي...لا يوجد أدب داخل/ أدب خارج ، هناك أدبا ...
- قراءة في رواية
- الخفافيش تزقزق في المرايا
- المعرفة والادب
- اديب كمال الدين يبحر بحروفه بحثا عن الحرية والحياة
- ما تيسر لمن ؟
- في الطريق اليّ
- الفن التشكيلي العراقي ابداعا ونقدا
- دور المثقف العراقي في المرحلة الراهنة
- الطريق الى الوليمة العارية
- أسرار الحكاية الجديدة
- الوجود في ظلمة النفق
- أيام على اسفلت البلاد


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وديع شامخ - الثقافة العراقية والوزير السوبرمان