أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - العلم العراقي














المزيد.....

العلم العراقي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 1910 - 2007 / 5 / 9 - 11:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما سأتحدث عنه ليس له علاقة بالسياسة إنما يخص سيكولوجية العلم الوطني بوصفه يتضمن رموزا، وتحليل الرموز هو من اختصاصنا لما لها من دلالات نفسية مستقرة في لاوعي الجماعة أو الشعب أو الأمة . ولذلك يفشل الكثير من الفنانين التشكيليين الذي يكلفون بتصميم أعلام وطنية لأنها لا تمثل الرموز المستقرة في لاشعور من يمثلهم العلم الوطني .
ومنذ عام 2004 كان هنالك موقفان من العلم العراقي الحالي، لكل منهما حججه المنطقية ومبرراته النفسية . الأول يمثل المصّرين على بقائه، وحجتهم في ذلك : أنه العلم الذي يحمل رموزا ظلت دلالاتها باقية فيه منذ ظهور الدولة العراقية وتعاقب النظم الجمهورية . وأنه العلم الذي حاربوا تحت ساريته ودافعوا عن الوطن ولفوا به شهداء العراق . وأنه العلم الذي يشدنا تاريخيا ووطنيا ونفسيا برموز عن أعظم دولتين ظهرتا في تاريخ العرب والإسلام ( الأموية والعباسية، والعلويين أيضا ). وأنه مطرّز بلفظ الجلالة " الله أكبر " وهذا ما يمنحه القدسية .
أما الموقف الثاني فيرى أصحابه ضرورة استبداله بعلم جديد، وحجتهم في ذلك : أن هذا العلم أجرى عليه رئيس الدولة السابق تعديلا بإرادة فردية دون أخذ رأي الشعب، حتى صار يسمى باسم رئيس الدولة " علم صدام " لا باسم العراق . وأنه اقترن بظلم طاغية مستبد، وأنه كان يرفع على أشلاء العراقيين، كما حصل في حلبجة بكردستان والجبايش في الجنوب . وأنه اقترن عند العراقيين بالحروب والكوارث . فضلا عن أنه محمّل برموز صريحة تذكّر بشعار حزب دكتاتوري هي النجوم الثلاثة التي يرون أنها ترمز الى ( الوحدة والحرية والاشتراكية ).وأن الإبقاء عليه يعني تزكية ضمنية للنظام السابق فيما الناس – على رأيهم – يريدون أن ينسوا ذلك الكابوس الذي جثم على صدورهم خمسا وثلاثين سنة .
وما دام الفريقان بهذا التشدد والإصرار، فأن الحل يكون بتصميم علم وطني جديد. وسوف يشتد الجدل والنقاش في مجلس النواب بشأن رموزه، لا سيما اذا أصّر الفرقاء على تضمينه رموزا دينية أو قومية . فيما نرى أن شرط قبوله بأن يكون محمّلا برموز تمثل دلالاتها كل العراقيين . وبالرغم من أن اللاشعور الجمعي للعراقيين واسع وعميق ومحمّل بالغزير من الرموز، فأننا نشير الى ثلاثة منها ينفرد بها العراق هي:
انه أول من اخترع الكتابة " التقاط الخط المسماري بوصفه رمزا للعلم والثقافة ".
وأنه أول من سنّ القوانين " التقاط مسلّة حمورابي رمزا للعدل والحق والأمن ".
وأنه أول من تصدّر قائمة العجائب السبع "الجنائن المعلقة بوصفها رمزا للإعمار والخضرة والرفاهية ".
وما هو رائع في العراق أن فيه ثلاث حضارات رائدة توزعت على كل أرضه : واحدة في الشمال وأخرى في الوسط وثالثة في الجنوب . وأنه يمكن جمعها برموز . وطبيعي أن توظيف كل هذه الرموز يحتاج الى لوحة، غير أن الفنان يمكنه اختزال هذه الرموز وتكثيفها . وإذا ما احتوى العلم العراقي هذه الرموز فأنه، عندما يرفع، سيعزف على أوتار اللاشعور الجمعي لدى العراقيين بسمفونية يرددها الجميع بإيقاع واحد، وشعور نفسي واحد، وانتماء مفعم بالحب لهذا ( الرمز –العلم ) الذي ينبغي أن يرى فيه كل عراقي انه يمثل الوطن ..العراق بكل أهله.
ويبقى أن نقول إن العراقيين جزعوا من الحروب، فنرجو أن يكون علمهم الوطني نظيفا من كل ما يذكّرهم بها، لاسيما اللونين الأسود والأحمر .
*رئيس الجمعية النفسية العراقية






#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب.. وقراءة الطالع
- جيل الفضائيات
- أغلقي عينيك وفكّري في إنجلترا
- السيكولوجيون العرب وتحديات العصر
- الحزن المرضي ... والشخصية العراقية
- 10% فقط. ..نزيهون في العالم
- مرض الكراهية
- مصيبتنا ..فيروسات ثقافية!
- كردي ما اعرف ... عه ره بي نازانم !
- حصة العراقي بالنفط ... والدستور
- العراقي وسيكولوجية الرمز
- الشخصية العراقية تخطّئ علم النفس!
- العراقيون...وسيكولوجية الحاجة إلى دكتاتور!
- يا أعداء أمريكا ... اتحدوا لتدمير بغداد !
- تعدد مرجعيات الإرشاد لدى العربي بين العلم والخرافة
- الحقيقة ...عند الحاج غيلان !
- العراقي : هل صار مكروها عالميا ؟!
- هاملت شكسبير تحليل لشخصيته وتردده
- العراقي ... و الخوف
- كلب بافلوف !


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - العلم العراقي