أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - الثورة المعلوماتية و الاتصالية : تعميق الهوة بين التقدم و التخلف















المزيد.....

الثورة المعلوماتية و الاتصالية : تعميق الهوة بين التقدم و التخلف


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 577 - 2003 / 8 / 31 - 03:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 

مجتمع المعلومات, مفهوم أضحى شائع التداول بل أصبح من الأهداف المنشودة من طرف صناع القرار ببلادنا.

وقد صاغ «دانييل بيل" فكرة عن المجتمع ما بعد الصناعي( مجتمع المعلومات), اذ صنفه إلى ثلاثة كيانات : اجتماعية, سياسية, ثقافية. فالكيان الاجتماعي تشتمل على النواحي الاقتصادية و التكنولوجية و نظم العمل, والكيان السياسي يعنى بتوزيع السلطات, أما الكيان الثقافي فيهتم بالمعاني و الرموز. وكل هده الكيانات تحكمها محاور. فالبناء الاجتماعي يحكمه المحور الاقتصادي و الكيان السياسي يحكمه محور المشاركة و الكيان الثقافي يحكمه محور إبراز الذات و الهوية.

و على ضوء هدا التصور تتغير أدوار الأفراد في المجتمع, كما تظهر أنماط جديدة للسلوك و تنشأ علاقة تنافسية بين الكيان الاجتماعي و الكيان السياسي مادام مجتمع المعلومات قائم على تطور البناء الاجتماعي و بروز الجوانب المعرفية مما يسحب البساط من تحت أرجل النخبة السياسية. وكل هدا من شأنه تكريس النزعة الفردانية.

إذن يبدو أن مجتمع المعلومات يتمحور حول عملية المعرفة كضابط اجتماعي و كموجه لعمليات الإبداع و التغيير مع إعطاء الأولوية للتوجه المستقبلي القائم على البحث العلمي و الوعي الفردي لمتطلبات الغد و تنمية روح الابتكار.

فأين نجن من كل هدا؟ وما هو دور المعلومات في اتخاذ القرار عندنا, ومن ثمة الوصول إلى مرحلة التطور الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي من خلال استفادة مجتمعنا من الشبكات المعلوماتية؟ وأين مجتمعنا في مجال إدارة و تدبير التكنولوجيا كأحد الجوانب الأساسية في نجاح الجهات و المؤسسات التي توظف التقنيات المعلوماتية؟ وهل مجتمع المعلومات حقيقة قائمة الآن في المجتمع المغربي؟

فما يمكن قوله في هدا الصدد هو أن المجتمع المغربي مازال لم يصل بعد إلى ما يمكن نعته بالظاهرة المعلوماتية و دلك لعدم تغلغل انتشار أدواتها بشكل منظم في مختلف قطاعات المجتمع سواء المؤسسات أو على مستوى فئات المجتمع.علاوة على أن المغرب لا يزال يعتمد على استيراد جميع مكونات التقنيات المعلوماتية و عدم وجود صناعة معلوماتية بالمعنى الإنتاجي ببلادنا.

ولا يخفى على أحد أن الثقافة تؤدي دورا هاما في عملية مواكبة التطور الحاصل في مجال ألمعلوماتي لأن هناك ارتباط بين درجة انتشار تكنولوجيا المعلومات و حدوث تبعات و تأثيرات ثقافية في طرق التفكير و الأداء العلمي. وهكذا في ظل استخدام الحاسوب يمكن إعادة الاعتبار لقيمة إدارة الوقت, كما يمكن استعمال البريد الالكتروني للتخاطب و التواصل. لكن انتشار نمط الثقافة المعلوماتية يحتاج أصلا إلى عوامل مساعدة مثل مستوى التعليم و مضمونه, كما يحتاج إلى مستوى معين من الدخل يضمن درجة حد أدنى معينة من القوة الشرائية.

شهد العالم ثورة معلوماتية و اتصالية شاملة دخل معها عصر ما بعد الثورة الصناعية. ولقد ارتبطت الأقمار الصناعية بالحواسب لتشكيل شبكة الانترنيت التي بدأ العمل بها مند 1975 في وزارة الدفاع الأمريكية(البانتاغون) ثم أدخلت إلى الميادين الأكاديمية و الاقتصادية وغدت الآن مصدرا للتجارة و الربح. وبفضل ما وفرت هذه الثورة يتم اختراق الدول و الجماعات عبر العالم بواسطة الإعلام الفضائي. وهكذا تراجعت الحدود و الاعتبارات الجغرافية أمام تدفق المعلومات عبر شبكة الاتصالات حتى أصبحنا نسمع عن دبلوماسية الأقمار الصناعية.

وفي هدا الإطار لوحظ تراجعا مهولا لسيادة الدولة في مجال الإعلام’ بحيث لم يعد من الممكن حاليا إخفاء أي خبر ولو محلي عن الرأي العام اذ لو عارضت الحكومة نشره.

إلا أن المستفيد الأكبر من ثورة الاتصالات و المعلومات تظل بالدرجة الأولى الشركات العابرة للقارات حيث ساعدتها للتفاعل مع مختلف الأسواق في أية لحظة. كما ساهمت هذه الثورة لتحقيق اختراقات واسعة النطاق لثقافات و حضارات الشعوب. كما ساهمت هده الثورة في تعميق الهوة بين التقدم و التخلف و زادت من تفاقم هدا البون الشاسع أصلا بين البلدان الصناعية الكبرى و الدول النامية إن على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.

إذا كان الاختلاف حق فالحوار و التواصل ضرورة أكيدة

أكثر من جهة أضحت تنادي بفتح الحوار الجدي و المسؤول للنظر في مجمل من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ومن المعلوم أن الحوار و التواصل يحتجان إلى ثقافة الحوار و هي ثقافة ظلت غائبة على امتداد عقود, الشيء الذي عاق إثراء الخبرة لدى الأجيال – ثقافيا و حضاريا و سياسيا اجتماعيا – و كان الحوار, لو أسس فعلا و فعليا, من شأنه أن يساعد على اٍتساع آفاق النظر و التأمل و استبصار مستقبل البلاد, و لكان من شأنه جعل الأجيال يمتلكون القدرة على التعاطي للشأن الإنساني الخاص و العام في مختلف المجلات و بفعالية كبيرة و ثقة أكبر في المستقبل.

ولعل السبب الأكبر في ذلك يعود إلى الحساسية العالية إزاء فتح الملفات الكبرى, فكانت مقتضيات ترك الوضع على ما هو عليه تدفع إلى إبعاد و تهميش الحوار و تجاهله أحيانا بالمطلق. إلا أن تجاهل الحوار أدى إلى نتائج وخيمة على مجمل التجربة ماعدا في حدود ضيقة لا تتناسب مع المجهودات المبذولة و مع ضخامة الانتظارات التي دامت ما يناهز نصف قرن.

و بفعل غياب الحوار كانت الحسابات المتصلة بأشخاص هي السائدة عوض الحسابات المتصلة بالشأن العام و المؤسسات و الأفكار و البرامج و المناهج. و بالطبع هذا النمط الأول من الحسابات لا يحتاج لحوار خلافا للنمط الثاني من الحسابات, فذلك النمط كان يتعامل بعقلية "هذا معي و هذا ضدي" و لا وسط بين الأمرين.

و ها نحن اليوم نعاين تلك الحقيقة التي ظلت مغيبة – عمدا أو جهلا, وعيا أو بدون وعي- وهي القائلة إذا كان الاختلاف حق فالحوار و التواصل ضرورة أكيدة و مؤكدة.

 

 

 



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنس....المال ....العاطفة أساليب الموساد في تجنيد عملائها
- المقاطعة ….والمصالح الإسرائيلية ببلادنا
- منظومة الرواتب والأجور إلى متى هذا الحيف ؟
- العلاقات الإنسانية
- الإصـلاح الاقـتـصـادي ومـدلـولـه
- أضرار النشاط الريوعي على البلاد و الاقتصاد و العباد
- تعليم حقوق الإنسان والتربية عليها
- مقاهي الانترنيت استطلاع للرأي
- موقع السوسيين في الركح السياسي بالمغرب
- استراتيجية الهيمنة الأمريكية
- حـــق تـقـريــــر الـمـصـيــــــر فـي نظر الجـمعية المغربية ...
- لحظات مع أبراهام السرفاتي
- الحـق فـي الإعـلام والـحـق فـي الاتـصال
- الفساد و الشفافية
- الأحزاب والتواصل السياسي
- هل الكرامة ممكنة في ظل الهيمنة الصهيوامبريالية؟؟
- الايياك- وجه من وجوه اللوبي الإسرائيلي بأمريكا
- المسلسل الديموقراطي ببلادنا...من أين....وإلى أين ؟
- محاكمة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
- تكنولوجيا الاتصال … ظاهرة العصر


المزيد.....




- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...
- ترامب يدرس تعيين ريتشارد غرينيل مبعوثا أمريكيا خاصا لأوكراني ...
- مقتل مدير مستشفى و6 عاملين في غارة إسرائيلية على بعلبك
- أوستن يتوقع انخراط قوات كورية شمالية في حرب أوكرانيا قريبا
- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - الثورة المعلوماتية و الاتصالية : تعميق الهوة بين التقدم و التخلف