|
لماذا لا يعترفون بنصر حزب الله..؟؟
يونس العموري
الحوار المتمدن-العدد: 1907 - 2007 / 5 / 6 - 04:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أما وقد أسدل الستار على ماهية النتيجة الفعلية لعدوان تموز على لبنان واتضحت الحقائق ككل ولم يعد هناك مجالا للاجتهاد وبانت وانكشفت حقيقة الحدث ومجرياته ومسارات المنحنى الفعلي للحرب والعدوان والي أين وصلت الأمور في خواتمها وبالتالي كانت انجلاء الأحداث وبان حدت فعل الهزيمة والانتصار وذلك من خلال حسم هذا الأمر والذي جاء في طيات تقرير فينوغراد المرحلي والأولي المتحدث بكل وضوح عن هزيمة إسرائيل في هذه الحرب مانحا القسط الأكبر من علنية التقرير لحقيقة واقع هزيمة الجيش الإسرائيلي في هذه الحرب... الأمر الذي يعني بكل بساطة أن ثمة انتصار قد تحقق في هذه الحرب وببساطة الأشياء أيضا فإن الطرف الأخر من معادلة الحرب والمتمثلة بالمقاومة الوطنية اللبنانية (حزب الله) قد سجل نصرا لا يقبل التفسير أو التأويل أو محاولة التطويع وتسميته بشيء أخر غير المسمى الفعلي له.. بمعنى أن تقرير فينوغراد قد حسم الجدل على الساحة الإسرائيلية أولا وعلى الساحة اللبنانية ثانيا وعلى الساحة الإقليمية ليقول بكل وضوح أن ثمة انتصارا قد تحقق في هذه الحرب.. وهذا الانتصار لصالح حزب الله والمقاومة الوطنية اللبنانية والسؤال الذي يطرح نفسه هنا.. لماذا لا يعترف البعض من اللبنانيين والكثير من الأنظمة العربية الرسمية الحاكمة بهكذا انتصار..؟؟ ولماذا لا يسمون الأشياء بمسمياتها الحقيقة والفعلية... ؟؟ وهل بالإمكان تفسير فعل الهزيمة الإسرائيلية إلا بالهزيمة أو النصر اللبناني إلا بالنصر ولماذا يكون للهزيمة أب.. وللفشل والإخفاق أب.. بينما فعل الانتصار في القاموس بعض القوى اللبنانية وأنظمة الحكم العربية لا يوجد له أب...؟؟ اعتقد أن تقرير فينوغراد قد جاء ليضع حدا للجدل الذي ظل دائرا في كل الأوساط العربية وتلك اللبنانية حول ماهية فعل الانتصار والذي يرفض الكثير ممن يرتبطون بالأجندة الإقليمية الأمريكية وبالتالي الإسرائيلية تسميته انتصارا تاريخيا للمقاومة اللبنانية وللبنان الشعب والجماهير.. وهذا بحد ذاته معاكس ومتناقض وحركة التاريخ.. فحينما يفشل العدوان على شعب من الشعوب من البديهي أن يسجل الانتصار لصالح الشعب المقاوم بكل قواه ومؤسساته وفعالياته الشعبية والحزبية الوطنية.. إلا إذا كان ثمة من يرتبط بفعل العدوان أو انه قد راهن على العدوان ونتائجه على الصعيد المجتمعي الداخلي للبنان وهذا برأيي ما دفع ويدفع الكثير من القوى اللبنانية وتحديدا تلك المنضوية في إطار تحالف قوى 14 آذار من عدم الاعتراف بنصر حزب الله... وما يؤكد هذا الاستنتاج هو هذا الإصرار من قبل تلك القوى حتى بعد إصدار تقرير فينوغراد على أن لبنان لم ينتصر ومحاولة الالتفاف على الكلمات وبالتالي تطويع منطق الأشياء كأن يُقال مثلا (أن إسرائيل قد هُزمت نعم لكن لبنان لم ينتصر...) في محاولة لتبهيت فعل النصر بحد ذاته اعتمادا على حجم الخسائر اللبنانية سواء أكانت تلك البشرية أو المادية وكأن فعل النصر أو الهزيمة يُقاس بتلك الأداوت وهم يدركون تمام الإدراك أن المقاومة الوطنية قد سجلت نصرا تاريخيا يكاد يكون الأول في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي... إلا أن هذا الإصرار برأيي له الكثير من الدلالات والمعاني والتي بالضرورة لها انعكاساتها على مجمل الخارطة السياسية الإقليمية الحاكمة اليوم في المنطقة العربية والتي بلا شك أنها مرتبطة بالمشروع الأمريكي ككل على اعتبار أن فعل الهزيمة أو النصر جزء من صراع النفوذ في المنطقة التي لطالما ظلت ممانعة للفعل الشرق الأوسطي الجديد كمشروع من مشاريع الهيمنة الأمريكية على المنطقة من خلال القوة الضاربة إسرائيل وملحقاتها من الأنظمة العربية وكل تلك القوى السائرة الفاعلة والدائرة في هذا الفلك الشرق الأوسطي على مختلف مشاربها وتوجهاتها السياسية وحتى ارتباطاتها الاقتصادية وان كانت مغلفة بالكثير من الأحيان بأصباغ سياسية ديمقراطية ليبرالية أو حتى ما بات يعرف بالتيارات الواقعية السياسية كجزء من منظومة المفاهيم الليبرالية المستندة إلى التسليم بالأمر الواقع بالظرف الراهن والارتكان إلى الأطروحة الأمريكية للعبور إلى نادى الصداقة مع ساسة البيت الأبيض وبالتالي تسويق سياساتها والمراهنة على أطروحتها في المنطقة وان كانت من خلال العدوان وممارسة فعل القتل والتدمير للشعوب... وفي هذا السياق اعتقد أن الأنظمة العربية وتحالف قوى 14 آذار في لبنان لا يستطيع أن يعترف بنصر حزب الله في حرب تموز كونهم جزء من فعل العدوان بحد ذاته أي أن هذه القوى وتلك الأنظمة كانوا قد تسوقوا إلى حد بعيد مع فعل العدوان ذاته وكانت لهم رهاناتهم على نتائج العدوان على لبنان وهذا ما أكده مسار الحرب على مدار أيامه أل 33 بل إن الكثير من الحقائق قد تكشفت في هذا السياق حينما علمنا أن العدوان كان قد تم التحضير له مسبقا وبإيعاز أمريكي خدمة لمصالح البيت الأبيض في المنطقة وبتحريض بعض الأنظمة العربية وبمساندة الكثير من قوى 14 آذار.. الأمر الذي يعني أن معادلة الصراع في الحرب والتي فرضت نفسها قصرا قد تشكلت على النحو التي بانت عليه وبالتالي فإن فعل النصر أو الهزيمة له استحقاقاته على الساحة السياسية الوطنية الداخلية لكل قطر من أقطار التوليفة الإقليمية العدوانية ككلل.. وهذا على الأقل ما نشهده اليوم من تداعيات لنتائج الحرب على الساحة السياسية والحزبية الداخلية الإسرائيلية رأس الحربة في معادلة الصراع أثناء حرب تموز وهو الأمر الطبيعي حيث أن الاعتراف بالهزيمة له الكثير من التداعيات والارتدادات والاستحقاقات واجبة التنفيذ.. والاعتراف بالنصر من قبل القوى والأطراف السياسية أو من قبل الشريحة الحاكمة استحقاقات وارتدادات لها تأثيراتها الفعلية والدراماتيكية على الساحة الوطنية الداخلية وعلى مختلف الصعد والمستويات بشكل عام بالظرف الطبيعي وحينما يكون جزء من تلك القوى أو حتى تلك الشريحة الحاكمة متورطة بشكل أو بأخر بفعل العدوان ذاته فإن لذلك انعكاسات على المستوى الوطني عموما وهو على الأقل ما كشفت عنه مجريات العمليات الحربية ذاتها وتصرفات الأكثرية السياسية اللبنانية الحاكمة اقلها فيما يتعلق بمطالبة تلك الأكثرية بنزع سلاح المقاومة أثناء العمليات الحربية وفضيحة ثكنة مرجعيون أو فيما يتصل حتى بالنشاط الدبلوماسي الرسمي اللبناني أثناء الحرب وهو الأمر الذي يمكننا اعتباره تواطؤ غير مسبوق وفعل العدوان... بل إن الكثير من المعلومات أثناء الحرب وما بعدها كانت قد تحدثت من أن قوى لبنانية كانت قد طالبت بضربة عسكرية قاسمة لحزب الله... من هنا فإن تلك القوى وحتى الحكومة اللبنانية التي باتت فاقدة لشرعيتها ودستوريتها وميثاقيتها لا يمكنها الاعتراف بفعل النصر لحزب الله ولا يمكنها الإقرار بأن ثمة نصرا للبنان الشعب والمقاومة قد تحقق... ولعل الجزء الذي أُعتبر سريا في تقرير فينوغراد له علاقة بطبيعية التحضيرات اللوجستية والفعلية للحرب والذي لربما يكشف الكثير من خفايا العلاقات ما بين قوى لبنانية معينة وحكومة تل أبيب ما قبل العدوان او حتى أثناء العدوان وما بعده...
#يونس_العموري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في وقائع اطروحة الدكتور عزمي بشاره وفبركة الملفات الأمنية...
-
اولمرت والكلام السياسي وازماته الداخلية....
-
صراع المفاهيم وحرب المدركات والواقعيون العرب الجدد....
-
في تصريحات بولتون ودلالاتها
-
قراءة في الدبلوماسية الاسرائيلية هذه الأيام ....
-
رأي في موقف الجبهة الشعبية اتجاه حكومة الوحدة الوطنية...
-
ألمشهد السياسي الفلسطيني في زمن البلطجة
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|