أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عبدالله نورالدين - لماذا لم اكتب منذ زمن















المزيد.....

لماذا لم اكتب منذ زمن


حسين عبدالله نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1907 - 2007 / 5 / 6 - 04:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ اكثر من شهرين لم اكتب والسبب ان بعض كتاب الحوار المتمدن يحولون دون كتابتي. من ابرز هؤلاء الدكتورة وفاء سلطان وغيرها من ذوي الجرأة والرأي الحر. اقول يحولون دون كتابتي بل يمنعوني الكتابة وذلك لأنهم يكتبون ما يدور في خلدي معظم المرات.

لا اقصد التشهير بهؤلاء الكتاب الكبار ولكن اقصد انني عندما اقرأ لهم افقد الرغبة في الكتابة لأنهم كتبوا قبلي وسبقوني. انهم يكتبون اشياء تفتح الذهن وتثري العقل وتغني النفس وتدفعني للقول: كفى الله المؤمنين القتال.

لقد اجادت وفاء سلطان وفتحت عقلي على فكرة كانت تراودني منذ زمن بعيد جدا ولكنني لم اكن اقدر على تحديدها ووضعها في اطارها الصحيح الى ان كتبت هذه السيدة القديرة عن البداوة عند العرب وعقلية البدوي الغازي الذي علمه دينه الغزو والسلب.

عند هذه النقطة وجدتني اقول لله درك يا وفاء سلطان كم اجدت في التشخيص وكم نجحت في وضع الاصبع على الجرح النازف. نعم انه دينهم ونبيهم. وهذا ما نعيشه يوميا بل وكل ساعة ونحس به ونشعر كم يحاصرنا ويشدد الخناق علينا.

نعم هذه هي حال امة العرب والمسلمين. بدوان تربوا وتعلموا (هل قلت تربوا؟ وتعلموا؟) بل نشأوا او تنشأوا على ان العالم رهن غزوهم وحلال لسلبهم ونهبهم وملك يمينهم.

لم يتغير حال العرب والمسلمين من الف وأربعمئة سنة. ما زالوا بدوا يفكرون بعقلية البدوي الذي يعيش في الصحراء ويركب الجمل. انهم بدو لم يبنوا المدن ولم يضعوا قوانينها بل جاؤا اليها ليسكنوا فيها وينقلون اليها عقليتهم وتقاليدهم وطرق معيشتهم.

يهمهم نظافة البيت من الداخل حيث يجلسون ويتسامرون اما الحارة اما الشارع فلا يهم . انهم يرمون فيه وعليه قاذوراتهم وأوساخهم ونفاياتهم ولا تهتز لهم شعرة.

عندما ارى احدهم يقذف بعلبة الكولا من شباك السيارة تقفز الى ذهني وفاء سلطان وكاني بها تقول: انظر الم اقل لكم انهم بدو؟

وعندما ارى هؤلاء الرعاع يقودون سياراتهم وكانهم يقودون جمالهم ارى وفاء سلطان تشدني من اذني وتقول لي: انظر قلت لكم انهم بدو.

انهم يقودون سياراتهم كما لو انهم يركبون الجمل. فالجمل ليس له اضاءة ولا غماز ويسير في الارض دون قوانين وضعت من قبل المتمدنين الذين صنعوا السيارات ووضعوا لها قوانين تسير عليها. فتحوا لها الشوارع ووضعوا الخطوط الممتدة والمتقطعة والبيضاء والصفراء. عندما يقود احد من ابناء شعبنا سيارته فانه يترك كل ما تعلمه (هذا ان تعلم) وراء ظهره وينسى ماذا تعني اشارة ممنوع الوقوف او ممنوع الدوران او ممنوع التجاوز. تجد العربي في الشارع عندما يكون وراء مقود السيارة يحاول ان يكسب أي متر من ارض الشارع وكانه في غزو ونهب وسلب. لو وجد امامه مجرد متر من الفراغ بين سيارتين فانه يريد ان يقحم سيارته بينهما دون أي اعتبار للقوانين او للاحترام او حتى دون فهم او ادراك انه يريد بعد ذلك ان يغير اتجاهه. لا يهم ما دام بإمكانه ان يكسب هذا المتر او هذين المترين من الفراغ.

عند باب احدى المدارس الكبيرة في عمان، بل امام البوابة مباشرة ثمة اشارتان فوق بعضهما البعض الاولى ارشادية اجبارية للاتجاه نحو اليمين والثانية اجبارية مانعة للتوجه الى اليسار. ولكن ماذا يحدث؟ لقد راقبت يوما ماذا يفعل السواقون. لقد هالني ان ست عشرة سيارة خرجت من المدرسة كلها اتجهت الى اليسار رغم الاشارتين المذكورتين.

في بعض الشوارع هناك ثمة فراغ على اليمين لحالات الطوارىء فتجد السواقين يسيرون فيها وعند نهايتها يحدث الازدحام؟ على ماذا يدل هذا الامر. اليست هي عقلية الغزو والسلب والنهب؟

اذا ما دخلت على مكتب للاتصالات او مؤسسة حكومية وكان هناك اناس يقفون في طابور فلا بد ان يأتي احدهم او احداهن لاقتحام الطابور في فعل غزو فاضح دون أي تأنيب ضمير . وعندما افكر في هؤلاء اتذكر وفاء سلطان وأقول فعلا لقد قالت لنا وفاء سلطان انهم بدو انهم يعيشون في عقلية الغزو والنهب.

ينشا المسلم ويتربى على ان نساء العالم ملك يمينه ما دام يستطيع ان ياتيهن اجورهن بالمعروف. مرتان شاهدت ذلك بنفسي. في اوروبا، كان برفقتي شاب نيجيري مسلم. اراد ان يفتش عن نساء بغض النظر عن أي شيء. وعندما ناقشته في الموضوع وقلت له ان هذا زنا وهو حرام قال لي على العكس انه امر عادي لم يحرمه القران. (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)

الامر نفسه تكرر في اليابان عندما كان برفقتي شاب ايراني. بمجرد انتهاء الاجتماعات الرسمية طفق يبحث عن نساء. قلت له حرام وزنا قال لا انه امر مسموح في الدين.

عندما تجتمع عقلية الغزو والنهب والسلب مع عقلية راكبي الجمال فان المجتمع يصبح رعاعا لا فائدة منه ومجرد قطيع يتنافس على ما يشبع الغرائز دون أي تفكير في الابداع او المساهمة في الحضارة الانسانية حتى في ادنى وابسط مستوياتها.

انظر اليهم كيف يتهربون من دفع ما يستحق عليهم من ضرائب ورسوم وكيف انهم مستعدين ليشحذوا لمجرد الكسب دون تعب. انهم يشحذون الوظائف والمساعدات والتعيينات والعلاج وحتى كل شيء من اجل انهم يريدون مكاسب رخيصة سهلة دون أي جهد. وصدقت وفاء سلطان عندما تحدثت في هذا الشأن في احدى كتاباتها وشفت الغليل من هذا الشعب الكسول الذي تعيش فيه عقلية الغازي ونفسية الناهب الذي يشتهى مقتنى غيره.

الشعب العربي المسلم كما تقول وفاء سلطان بحاجة الى ثقافة تصقله من جديد. تبنيه من جديد. تحرث عقله بزراعة جديدة تجعله يعترف بان العالم يتسع للجميع وانه لم يعد بإمكانه السلب والنهب بناء على ما يعلمه له دينه ونبيه.

تحية الى الدكتورة وفاء سلطان التي تعرفت عليها فقط من خلال كتاباتها في الحوار المتمدن. لم يكن لي حظ مشاهدتها على الجزيرة ولكني تمكنت من مشاهدة ذلك الحوار على احد مواقع الانترنت. لقد سحرتني جرأتها وقوة منطقها وصلابة شكيمتها في مواجهة عقليات متحجرة ما زالت تعيش في اوهام الغزو والسلب وعصر الحريم.

كانت قوية للغاية في طرح افكارها ورؤيتها وما زالت كذلك متالقة في كل ما تكتبه اذ تكشف الستار عن المخفي المستور الذي يخجل كثيرون في الحديث عنه وكشفه رغم انهم يعرفونه ويعانون منه.




#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان مكة مرهون بنتائجه
- هل يقدر السنيورة على ما عجز عنه سابقوه؟
- سبعة و سبعون
- وقل جاء الحق وزهق الباطل
- موت رئيس والضلال الذي كنا فيه
- حزب الله في الشارع
- الديمقراطية الأردنية ثغرات وأمنيات
- ويفعلون ما يؤمرون
- السباق نحو الهاوية: لبنان، ماا شبه الليلة بالبارحة
- في يوم الذكرى: لن يخفنا الارهاب ولن يوقف حياتنا
- هل اقتربت النار من دمشق
- غزوة منهاتن في الذكرى الخامسة
- انه الإرهاب من جديد
- بعد أن صمتت المدافع: أي نصر وأي هزيمة
- النفق المظلم ومغامرة حزب الله
- أين الله
- مهرجان التحريض والتطاول
- هل وقعت حماس في فخ القاعدة
- الاخوان المسلمون وشعرة معاوية: حانت ساعة الحقيقة
- نقص الإرهابيون واحدا


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عبدالله نورالدين - لماذا لم اكتب منذ زمن