|
المرأة وعنف الرجل، إلى متى ؟
صباح الشرقي
الحوار المتمدن-العدد: 1907 - 2007 / 5 / 6 - 13:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حسب التقرير الصادر من" تقرير إحصاء المغرب المؤرخ فى 26/3/2007" فقد أفادت أرقام الإحصاء الذي أقيم بدعم وتوجيه من كتابة الدولة المكلفة بالأسرة والطفولة، والأشخاص المعاقين في المغرب بمشاركة جمعيات مدنية تعمل في نفس الاختصاص، حول ظاهرة العنف الممارس على النساء وذلك بأخذ عينة بين الفترة من 26/12/2005 إلى 13/10/2006 عبر الاتصال بالرقم الأخضر بهدف التوجيه والتوعية والمساعدة القانونية والنفسية، إذ وصل عدد المكالمات إلى 1600 شهريا بمعدل 54 اتصال يومي. وتبين بعد الفرز والتدقيق أن 94 %من المتصلين عبر هذا الخط من الضحايا أنفسهن، و 3.1 % من أفراد عائلة الضحية، و 0.01 % من الأصدقاء أو الجيران.وبينت هذه الدراسة أن العدد الكبير من ضحايا العنف هم من المدن الكبرى وصلت النسبة إلى 94 % منها %33 مقسمة بين العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، فآس مراكش وأكاد ير، إذ تمثل الدار البيضاء وحدها 11.7% من هذه النسبة.
وبعد التدقيق لوحظ أن 95% من الحالات المسجلة تمثل العنف داخل الأسر، والحالة تشير أن الأزواج يشكلون 87.9 %من هذه النسبة.والباقي 4.7 % يشكل اعتداء خارج إطار الزوجية 3.2 %اعتداء ممارس من طرف احد أفراد العائلة.
وأمكننا من خلال التقرير نفسه تلخيص أسباب العنف بما يلي: العنف القانوني : ( عدم الإنفاق، الإهمال و الحرمان ...) 41.2 % العنف الجسدي : ( الضرب، الحروق، التشويه، والمطاردة ...) 30.8 % العنف النفسي : ( الإهانة والتهديد أللفضي ...) 18 % عنف آخر: ( التحرش الجنسي ، الاغتصاب والمضايقات في العمل...) 9 % العنف الاقتصادي:( الاستحواذ على الأجرة أو الممتلكات الشخصية...) 0.8 %
ويلاحظ المتتبع لتفاصيل التقرير سابق الذكر أن العنف الجنسي أكثر حالات الاعتداء
داخل الأسر حيث يصل إلى 41 % متمثلا بالعنف القانوني ، و أكثر حالات الاعتداء الممارس من طرف زميل أو رئيس في الشغل أو شخص من المؤسسة يمثل 35.8 % متمثلا بالعنف الجسدي 24.8 % ثم القانوني 17.6 %ثم العنف النفسي 16.4 % وأخيرا العنف الاقتصادي 5.5 %.
بإلقاء نظرة متفحصة على أعمار الضحايا، نجد أن العنف الممارس على أكثر النساء تتراوح أعمارهن بين 19 – 34 سنة، وسن المعتدين بين 25 – 34 سنة، ويوضح التقرير أن الأكثر عرضة للعنف هن من المتزوجات.
إذا نستشف بما لا يقبل تأويلا أن المرآة تعني من العنف داخل الأسر مهما بلغ مستواها الدراسي أو الثقافي أو المهني رغم كل ما حققه الإنسان من تقدم هائل في كافة المجالات والأصعدة، ولا ننسى معايشته للحداثة وعصر العولمة ومع ذلك وللأسف الشديد نلاحظ أنه لازالت تخيم عليه مظاهر الهمجية في المعاملة والجاهلية في التصرف في كثير من الأحيان والمواقف تجاه أقرب الناس له وهى زوجته ؟!! وهذا قد يكون ناجما عن رواسب ومخلفات في العقول القديمة والجديدة على السواء !! وكأنها تأبى أن تفقد تلك العادات السيئة، رغم تغيير الرداء الذي ترتديه باستمرار.
إن استمرار العنف ضد المرأة هاجس يثير الغضب والتخوف حيث اتسعت رقعته وأصبح يشمل ثقافات العالم جميعا و منها أيضا ما تسمى بالدول المتقدمة، ولم تعد مقتصرة على العالم الثالث وحده، فالعنف أصبح لغة التخاطب الحديث خصوصا حين يحس المرء بالعجز من إيصال صوته للآخر ولو كان رأيه على صواب أو على خطأ ؟؟. وللتدليل على ما نقوله نورد بعض الإحصائيات المتنوعة ثقافيا وجغرافيا تساعد في إيصال الفكرة بوضوح وهى على سبيل المثال:
50% من نساء فلسطين تعرضن للضرب على الأقل مرة واحدة في السنة، 47 % من نساء الأردن يتعرضن للضرب بصفة دائمة، 30 % من نساء أمريكا تعرضن للضرب من قبل أزواجهن،95 % من نساء فرنسا تعرضن للضرب وأن 54 % من نساء الجزائر تعرضن للضرب من قبل أزواجهن ،وأشارت بعض الإحصائيات في نفس المجال أن 60 امرأة في البرازيل تتعرض للضرب كل دقيقة ، في المغرب : 27795 ألف امرأة تعرضت للعنف خلال 10 اشهر !!.
وفى النهاية لا يسعنا إلا أن نلجأ إلى الحديث الشريف ( اتقوا الله عز وجل في النساء فإنهن عوان بين أيديكم). عوان: أسيرات وقول رسولنا الكريم علية الصلاة والسلام " ومازال جبريل يوصيني بالنساء حتى ظننت انه سيحرم الطلاق ". وعن أمير المؤمنين قوله ( إن المرآة ريحانة وليست بقهرمانة ) ( الاستهتار بالنساء حمق )
لما كانت المرأة عماد الأسرة، وكل بناء لا يستقيم عماده فهو إلى الانهيار حتما ،فإننا ننتظر من أن تمنح لهذا الكائن البشري حقه الذي وهبته لها الفطرة، واقره لها الفكر والعقل السليم، وقبل هذا كله ما كفلته لها قوانين السماء العادلة، من رحمة ورفق وحسن معاملة، وان توضع في مكانها الطبيعي وان ترفع عنها بعض القيود التي كبلتها نتيجة لعادات سيئة ، وتقاليد عمياء بعيدة عن الثقة وحسن المعاملة، وحبذا لو تنتهي ولو تدريجيا بعض الهواجس الذكرية المتوارثة في عقول الرجال والبعيدة كليا عن تعاليم ديننا السمح وفضائل مجتمعاتنا الرحيمة والمتسامحة والإنسانية ، والى الرجال نتوجه بالسؤال إلى متى ؟؟......
29/3/2007
#صباح_الشرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقولة زواج المثقفين هل بالفعل أزمة ثم فشل ؟
-
جرائم قتل الأزواج أسباب وحلول
-
قضايا وحقوق المرأة هي كذلك قضايا الرجل والمجتمع معا
-
هل الصحافة تفسد الأدب..... ؟؟؟
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|