أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تقي الوزان - تلك هي المسألة














المزيد.....

تلك هي المسألة


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1907 - 2007 / 5 / 6 - 13:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تلام الحكومة وكأنها كائن قائم بذاته , وليس تابعة لعملية المحاصصة , وكل وزير يقوم بتنفيذ مصلحة الطرف الذي يمثله اولاً . وليس لتنفيذ برنامج الحكومة اولاً , وحزبه يستفيد من بعدها . وهذا احد الأسباب الرئيسية لبقاء استمرار الحكومة معتمدة على رعاية الوجود الامريكي , مثل اي قاصر لم يبلغ سن الرشد .
واللوم في بقاء العراق يتخبط في هذا الوضع يقع على من تمثلهم هذه المحاصصة من احزاب طائفية وقومية , وليس على قوات الاحتلال التي يهرع اليها ممثلوا هذه الاحزاب في كل صغيرة وكبيرة . والتعكز في تبرير استمرار تدهور الوضعية لايمكن تحميله على الجانب الامريكي فقط , واعادة ترديد : حل الجيش , والاجهزةالامنية , واعتماد الطائفية والقومية في تقسيم المكونات العراقية , وكل الاخطاء التي رافقت عملية اسقاط النظام المقبور , هذا النواح لايجدي نفعاً في اعادة البناء . وكذلك التبريرات التالفة مثل : لولا جرائم البعثيين و" القاعدة" لما تنامت المليشيات الشيعية وفرق الموت , وكأن البعض من هذه المليشيات لم يكن موجوداً قبل اكثر من عشرين عاماً , أوممارسة السرقة , والأعتداء على الناس العزل , وارتكاب انواع الجرام, ومصادرة حرية الناس , وتحويل المدن الى حسينيات وجوامع . ما علاقتها بجرائم البعثيين والسنة التكفيريين و"القاعدة" ؟ ألم تخدمهم هذه الجرائم وتضعهم على قدم المساوات مع احزاب ومليشيات الشيعة . هذه السلوكيات هي التي نزعت الثقة , وفرضت ان تطلق وبتأثير دول الجوار السني " وثيقة عهد وطنية للمصالحة الشاملة في كل ربوع العراق بأستثناء تنظيم القاعدة" . والمقصود " في كل ربوع العراق" للتخفيف من مع كل البعثيين , هذا ما صرح به وزير خارجيتنا هوشيار زيباري يوم 20070503 على هامش مؤتمر " شرم الشيخ " , وهذا يعني انتهاء متابعة البعثيين مهما كانت جرائمهم .
وفي الجانب الآخر , يجري التهليل لكل نزعة قومية متعصبة تعمق جذور الأنفصال – الغير طبيعي – خارج حدود الحق المشروع لطموحات الشعب الكردي في فيدراليته الحالية , وتشكيل دولته القومية لاحقاً مع اطراف باقي كردستان . أو استغلال الفجوات التي لم تكتمل بعد بجعل الفيدرالية نظام سياسي تمارسه الجماهير العراقية بتلقائية . هذا التهليل هو الذي يسلب الارادة من القيادة القومية للأحزاب الكردستانية من الدخول بكل طاقاتها لايجاد حل جذري للأزمة العراقية . فهي ثاني أكبر مجموعة في ادارة وتوجيه العراق , ومئة في المئة بأدارة وتوجيه كردستان , وهذا ثبت في الدستور , وأصبح من غير المعقول ترديد المخاوف التي رافقت سلب الحكومات العربية المتعاقبة على السلطة في العراق للحقوق القومية الكردية .
أن مؤتمر " شرم الشيخ " يلزم الحكومة انجاز المهمة الأكبر لأعادة النهوض بالعراق , مثل المصالحة , وحل المليشيات , ومراجعة الدستور وغيرها , مقابل الدعم الدولي لها . والحكومة بوضعها الحالي وسط كوابح المحاصصة الطائفية والقومية عاجزة عن انجاز الشئ البسيط من هذا الألزام كما اثبتت التجربة . والامريكان يضعون الحكومة العراقية في هذا المؤتمر امام أمرين لاثالث لهما , اما النجاح والنهوض بتنفيذ الألتزامات , أوالفشل , وكشف عجز هذه التوليفة الطائفية والقومية التي تقود السلطة امام انظار العالم . وتعلق كل أخطائها على شماعة فشل العراقيين , وتتخلص من الاحراج في الاقدام على خطوات أخرى تستعيد بها " السيادة " من العراقيين , بتأييد دولي جديد , وقرار من الامم المتحدة مرتاً أخرى .
أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق قائمتي " الائتلاف " و "الكردستانية " لكونهما تقودان السلطة . وما لم تتفهم أحزاب " الائتلاف " التفريق بين المصلحة الوطنية العراقية وبين مصلحة الفرس العراقيين , وليس المقصود العراقيين المتحدرين من اصول فارسية , بل العرب والاكراد والفرس والتركمان العراقيين الذين يلتحمون بالمشروع القومي الايراني المتلبس بثوب الطائفية الشيعية . فهؤلاءلاتهمهم مصلحة العراق , بل المشروع الايراني فقط . ويخطئ من يعتقد ان المشروع الايراني هو النووي فقط دون الرغبة الايرانية بالأستحواذ على المنطقة برمتها .
وما لم تتفهم القيادة القومية للأحزاب " الكردستانية " بأن حلم قيام الدولة الكردية لن يتحقق الا عبر مرحلة – واشددعلى كلمة مرحلة – قيام العراق الحرالديمقراطي الفيدرالي الموحد .
وما لم تتم معالجة هذين القضيتين بشكل جذري , والأستعجال بتصفية انعكاساتهما السلبية, تبقى باقي
الخطوات مثل انسحاب حزب "الفضيلة" , والتغييرات الوزارية وغيرها رغم اهميتها , لن تتمكن من انجاز تحقيق التزامات الحكومة امام المجتمع الدولي . والعراقيون يدركون جيداً ان مصلحتهم تتوافق مع مصلحة النظام الدولي الذي تقوده اميركا في هذه المرحلة , ولا نستطيع ان نعيد بناء الدولة , ونعيد تنظيم مجتمعنا من دون هذا التوافق . والنظام الدولي لن يسمح بأستمرار وجود انظمة طائفية مثل النظام الايراني , وان لم يستطع من ازاحته , فسيعاديه على طول الخط .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آمال لن تندثر
- السباق مع الزمن
- آمين يارب العالمين
- جيش الأحتلال العزيز
- طائفية بعض العلمانيين
- دوّامة الطريق
- فرصة قد لايجود الزمان بمثلها
- مشاريع الحلقة المفرغة
- الأنسحاب البريطاني والرؤيا الأمريكية
- لماذا الأصرار على حكومة - أنقاذ وطني - ؟!
- حتى لاتتكرر مصادرة القرار الوطني العراقي
- الفشل الايراني ومستقبل العراق
- لايزال الخيار الوطني بين اليدين
- عسى أن تتوحد الجهود
- بين الأنقاذ و-المنقذ-
- جيب الصاية الأمريكي
- حبل الأحتلال
- تناقض الدروب
- مشاريع في طريق التنفيذ
- بين الفيدرالية والتصويت في البرلمان


المزيد.....




- في دبي.. شيف فلسطيني يجمع الغرباء في منزله بتجربة عشاء حميمة ...
- وصفه سابقًا بـ-هتلر أمريكا-.. كيف تغير موقف المرشح الذي اختا ...
- كوبنهاغن تكافئ السياح من أصدقاء البيئة بالطعام والجولات المج ...
- بوتين خلف مقود سيارة لادا أثناء وصوله إلى افتتاح طريق سريع ب ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لقصف مواقع تابعة لقوات كييف باستخد ...
- إسرائيل.. شبان من الحريديم يعتدون على ضابطين كبيرين في الجيش ...
- ماذا تخبرنا مقاطع الفيديو عن إطلاق النار على ترامب؟
- إصابة 3 إسرائيليين في إطلاق نار في الضفة الغربية، والبحث جار ...
- مؤيدو ترامب يرون أن نجاته من الموت -معجزة إلهية-
- جو بايدن: أخطأتُ بالدعوة -لاستهداف- دونالد ترامب


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تقي الوزان - تلك هي المسألة