جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 11:32
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ألأنسان يمارس ألأشياء قبل أن يطلق عليها المسميات فمثلا لم يسم ألأنسان الصوت الصادر من حركة الباب بأزيز ألا بعد سماعه صوت ألأزيز ولم يسم صوت خرير الماء بألخرير ألا بعد أن سمع من حركة سقوط ألماء صوتا يحدث ألخرير,فمثلا كلمة حيا ألأنثى وألتي تشير الى الجهاز التناسلي للأنثى كانت تعني الخلق بفعل ألرحم ولما تطور ألانسان تطور معه ألاستعمال وكانت هذه الكلمة تخدم ألمجتمع الزراعي لها أما أليوم فأنها لا تعني ما كانت تعنيه في السابق وهي أليوم تعني الجهاز التناسلي في ألوقت ألذي تخلى به ألانسان عن أعتبارات معانيها السابقة
واليوم عرف ألأنسان المتحضر كلمات جديدة لم تكن هذه الكلمات مستعملة من قبل وهذه الكلمات مثل:
الاشتراكية
الشعب
الاسرة
المجتمع
التطور
الجنس
العامل
البرلمان
الشعب
الشخصية
الثورة
....الخ
فألأشتراكية لا تعني التساوي بألأجور فقط ولكنها تعني أشياء أهم وأبلغ من كل ذلك فهي تعني أيضا ان من مهام الحكومات العمل الأجتماعي بجانب العمل السياسي .
وكلمة الشعب لم تعرفها الشعوب القديمة ألا ماكان يعني منها التعبير العام عن الناس واللغة القديمة كانت أرستقراطية وأقطاعية وليس للشعب أي أهمية بل كانت ألأهمية للنبلاء وألأسياد والحكام والملوك, ولكن بعد دخول ألأنسان العصر الصناعي وتحسين ألأنتاج أصبح للشعوب أهمية غير عادية وأصبح للشعب بفضل انتشار العلم قدرة عظيمة على مقاومة الأستبداد والظلم والطغيان , وهذا الشكل من الشعوب لم يكن معروفا لا ولا على صعيد العمل النظري.
وكلمة ألأسرة لم تكن مستعملة عند المسلمين وعند الشعوب ألأخرى اي بالمعنى العلمي لها اليوم بعد أن تطورت ألأخلاق والعادات والتقاليد والعلاقات الأسرية الجديدة وتحسين النظرة للجنس .
وكلمة المجتمع ككل أو كمجتمع كتلي صناعي لم تكن تلك الكلمة معروفة أو دارجة واليوم هنالك تمييز علمي بين كلمة الناس القديمة والشعب الجديدة والمجتمع ألأحدث استعمالا للتفسير الفردي والجماعي وألأعراق الثقافية ألأثنية .
والبرلمان الذي كان مجلس شورى أصبح اليوم مجلس معارضة يراقب ألأداء الحكومي ويحاسبه على أخطاءه .
وكلمة الشخصية ألأعتبارية والعضو العامل في المؤسسات وألأحزاب السياسية .
وكلمة الثورة :التي كانت تعني قطع رأس الملك تشارلز والبصق في وجه خسته ونذالته والمعنى العربي للثورة الذي يعني الفتنة , أصبح هذا المعنى اليوم أرهابيا ودمويا ولا يستند الى حقوق المحاكمات العادلة وبفضل تقدم وسائل نشر ثقافة حقوق ألأنسان أصبح مع هذه الظاهرة نوع ثوري جديد للتغيير لا يعني قطع الرؤوس بل يعني ألألتحاق بأنماط جديدة من التفكير والأنتاج .
أن الحياة الكريمة للأنسان كفلتها الحقوق المدنية الجديدة فألعامل الذي كان ينتج السلع بشكل بسيط جدا كانت حياته أيضا بسيطة جدا وصحته هزيلة جدا ولم يكن يتمتع بصحة جيدة بسبب ضعف انتاجه من السلع,ولكن اليوم أختلف اسلوب ألأنتاج الجديد بفضل تدخل المصانع وبهذا التدخل تم حسم القيمة الزائدة لتحسين حياة التعليم والرعاية الصحية.
وانتشرت النقابات المهنية والعمالية وأصبحت تدافع عن حقوق العمال وأصيح للعامل والشعب معا قيمة غير عادية وانتقل لقب صاحب الجلالة من الملوك الى الصحافة والشعب.
من هذا المنطلق علينا أن نعلم جميعا أن كلمة الشعب جديدة في ألأستعمال من حيث اللفظ والمعنى العام لها , وفي القرآن جاء أستخدام كلمة ألأمة على خلاف أستعمالاتها الشهيرة هذا اليوم والآية التي تقول:ان هذه امتكم أمة واحدة,فسرت تفسيرين الأول على أعتبار أنها توكيد لفظي بمعنى أمتكم امتكم, والثاني على أعتبار نصبها كحال بمعنى :أمتكم أمة مجتمعة وكلمة مجتمعة لاتفيد المعنى الأصطلاحي للمجتمع المدني.
أن أللغة الجديدة اليوم تختلف دلائلها عن دلائل اللغة القديمة فألشعب وعوام الناس لم تكن لديهم لغة تحترمهم وكان من خسة ونذالة بعض ألأدباء أن أقترحوا
على صناع القرار في عصرهم:عدم بيع الورود للعمال والمساكين وحجتهم في ذلك:ان الزهور أجل وأرفع من أن تتناوله أيدي العمال وألمساكين.
وأن لغتنا العربية جميلة جدا ولكنها لم تنشىء في مجتمع صناعي بل نشأت في محتمع أقطاعي وزراعي قديم كانت قد تنكرت للحقوق المدنية للناس وللمرأة وللعمال حتى أن اللغويين أهملوا كتابة ياء ألنسوة في أكثر قواعد أستعمالها.
وأللغة كائن حي, وأللغة أليوم كائن حي جديد, وفي لغة المجتمع اليوم دماء حيه وأجساد حية أيضا ,أما أللغة القديمة والسلفية فهي دماء فاسدة وتضر بألحقوق المدنية هذا ان كنا حتى اليوم نحاول أن نجعلها في داخل خدمة المجتمع المدني ألحديث ولم نخرجها من تلك ألخدمة.
ويفتخر ألأنكليز بثورتهم الصناعية ألهادئة وغير الطائشة ويفتخر ألألمان بثورة ألأصلاح الديني وتلك الثورتان عملتا معا على قمع لغة ألأنجيل اللاتينية وأحدثتا نهضة شمولية واسعة وغيرت كثيرا من المفاهيم ألأجتماعية على صعيد حرية التفكير وألحقوق المدنية ,واستعملتا لغة حديثة وحية, ونحن ما زلنا نعيش مع لغة سلفية لذلك مؤسساتنا المدنية مؤسسات قمعية لانها تستعمل لغة وتشاريع قديمة ترفض الدخول في الديمقراطية وتعيق حركات التقدم بفضل ماتقدمه من دعم سري وعلني للعقول القديمة لأن أستحداث أي تغيير يهدد المصالح القديمة للمستفيدين من ألأنظمة ألقديمة .وتعمل ألمؤسسات ألرجعية على أعاقة أي تقدم أجتماعي بمقابل ذلك تقمع ألأجهزة ألحكومية كل المثقفين وتكفرهم وتعتبرهم زنادقة خارجين عن ألأصول ألقديمة, وهذا نوع من التفاهم بين ألمؤسسات والحكومات فكل واحد منهم يحمي ألآخر,فألسلفيين يقمعون المثقفين الذين يهدفون الى التغيير وبألتالي فهم يحمون المستفيدين من أللغة القديمة لما بها من دعم وتأييد لمصالح المتسلطيين اجتماعيا .
وبألتالي فأن أللغة القديمة تقمع أللغة ألحديثة واستعمالاتها ألديمقراطية
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟