مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 11:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مؤتمرات تجميل الإرهاب , والجريمة ..؟
فصل الصيف على الأبواب .. والشتاء والربيع ليسا كالمعتاد , غيّرا وكسّرا الرتابة والتقليد , وثارا على الثوابت , هذا العام كان عاما بلا ربيع ..
التفسّخ يتصاعد .. يعلو , ينمو , يرتفع في ازدياد الحرارة . الجو مشبع برائحة البارود و العفن والقذارة , والجراثيم المزمنة والمستحدثة تنشط في كل لحظة , والفضاء سموم ..
تراكمت الجثث .. المستشفيات استغاثت , المقابر ( المدافن ) احتجّت , أضربت , الأكفان نفذت , والسفارات امتلأت بالمهاجرين..
الأحزاب , النقابات , الهيئات , والتنظيمات , الإحتجاجات أين ..؟؟
القتلة كثر .. جيوش تلو جيوش , وميليشيات ( الموت والتدمير والتهجير ) كالفطر السام , ولدت أو استنبتت أو استوردت أو ورّدت من كل حدب وصوب , وبؤرة وكهف ومرتع للجريمة لكسب الجنّة بالقتل أو ممن يحصدون الملايين ؟؟
توافد القتلة .. من كل بقعة ودولة قريبة وبعيدة , عدوّة وصديقة , متطرّفة ومعتدلة , مؤمنة وغير مؤمنة , جائعة فقيرة أو متموّلة ومموّلة , سارقة أو واهبة , منفّذة أو هاوية , جارة أو قاعدة عدوّة ..
الكل سواء .. بالجهل والعلم وأحدث التكنولوجيا , بالخيانة , باللاإنسانية , باللاضمير .. أخلاق تحت الأقدام , والمال إلاههم الأوحد ..
الكل يحلم بالمال والنفوذ والسلطة ( الكرسي للأبد ) أو لأمد , أو صورة , يحلم بالحكم وتأدية الدور المناط له أو المرحلة – في منتهى الطاعة والصرامة والبطش أو الخداع !!؟؟
الكل سيصبح أميرا .. لا يهم , المهم أنه فوق الشعب يجلس ويطير كالخفّاش ..
ويصفّق له المكمّم والأسير , الجائع والفقير كأنه " صقر قريش " منه الهواء , وله الشهيق والزفير ..
......
العالم يجتمع اليوم مشروماّ في ( شرم الشيخ ) أم ملتئما ..؟
كاذبا أم صادقا ..؟ إنسانية أم مصالحا ..؟ إرادة أم عنوة ...؟
عالم موبوء .. بالخطايا والأخطاء , بالدسائس والأنانية والجشع , مهووس بالمال ورأس المال والشركات والمسروقات والإستهلاك ونهب الشعوب الفقيرة المستعبدة والمستضعفة وذبحها وترويعها .. وتهجيرها – تهجيرها من ثرواتها وجناتها المسروقة لتجمع لها المعونات والإغاثة لإبعادها عن أرضها إلى اللارجعة واللاعودة ...؟؟؟؟
عالم ... تسوده الهيمنة والنهب والإستعمار , والتفرّد بالحصّة الكليّة , الحصة الكبرى حصة الأسد في غابة حيوانات يفترس ويغتصب بالقوّة , يأكل قبل الاّخرين .. والباقي فضلة العظام .. ومشاريع إنتقام ..
......
ماجت الأحداث .. والهزّات .. والإنهيارات ..
انهارت سقطت الشعارات الكاذبة , المحلية والدولية منذ عقود .. وما زالت تتجدّد بتغليفها بشعارات العولمة والإرهاب أو الممانعة أو ضرورة إستقرار أنظمة الإستبداد أو أي شعار اّخر للإستسلام تبتكره ثقافتهم وخطابهم وعقولهم المريضة المهزومة بفعل اللاشرعية التي تدوسها بجزمتها العسكرية .. أو مصطلحات قاموس الهيمنة الأمريكية الصهيونية الإسرائيلية الأكثر عدوانية وبطشا وتسليحا وعسكرة ..
وما زالت ( المؤتمرات ) تعقد لإنقاذ وتجميل الوجوه المهترئة المشوّهة والملوثة بالفعل والممارسة والوقائع والحقائق .. والواقع أليم ... ولا من يناضل بصدق لتبديل مهرجانات التمثيل على الشعوب ..
ولا من ينهض بهذا الواقع الأسود وتغيير وجهه القبيح الشائخ الكالح الثقيل .. كجبال اقتلعت و افترست غاباتها .. ثوبها الأخضر المعطّر .. أصبحت تضاريس جرداء تعمل فيها عوامل الحت والتفتيت والتعرية من كل فصيل وريح .. وطائفية واتجاه وغريب ..
....
صراعات .. مواجهات .. تصريحات وموجات تترية , صعودا وهبوطا , باردة وحارة , نارية وأحيانا عنترية حسب الطلب والتوقيت ..
أعياد تمر كما الجمر .. تحرق من لا يعيش جوهرها , معناها , أهدافها ..
أعياد دينية وطنية قومية طبقية إجتماعية وشعبية .. كل يوم ذكرى وكل يوم حدث فاقد التألق والمعنى والمعايشة .. كما تكون الكتلة المترابطة وحدة وعملا وطموح ..
إنتخابات هنا وهناك .. تعيشها الشعوب أعراساّ للحريّة ومهرجانات فرح ومحاضرات .. نقد وتقييم ومطالب , وبهجة وتجمعات ..
أما عندنا .. فالإنتخابات مسرحيات مكرّرة لتكريس الإستبداد مضحكة مبكية , يحرمون شعوبنا من إنسانيتها , من التمتّع بحريتها وأبسط حقوقها وفرصتها الوطنية التضامنية لتنشيط الأفكار والرؤى والأطروحات ..
أين التظاهرات والمطالب على أبواب المعامل والمصانع والجامعات والمدارس ؟
أين الزينة والفرح والمشاركة والديمقراطية والأجواء الطبيعية الحرّة في الإنتخابات والأعياد والمناسبات .. التي خلقت لأجلها .. لكي توحّدنا تجمعنا تحفّزنا تدفعنا لنعمل أكثر نتفاعل أوسع ننهض من الأغلال والأحزان والصمت الطويل ..
.....
التخدير التخدير مطلوب .. ليبقى الشلل يلف المنطقة , يجتاح الصفوف , لتنام الحقوق لتغفو على الرفوف وتستباح البلاد ..
التخدير التفجير ثم التهجير .. الحروب الخراب التهديم الرحيل التعطيل .. نزيف الدماء نزيف العقول والأبرياء .....
التخدير مستمر هكذا .. سياسة متبعة قديمة جديدة لتبقى الشعوب دون حراك واعتصام أو ثورة واحتجاج أو تغيير لتبقى في حالة غيبوبة مرضية مستديمة معطلة الإحساس والوعي والحركة – حتى النزول من السرير واستنشاق الهواء النظيف ممنوع عليها فتح النوافذ والإتصال ببعضهم البعض وحتى تحية الجيران والأصدقاء أعيادا ومناسبات وكل ما يمت للتاّخي والإنسانية مغلق ومؤجل لدينا هكذا مطلوب من ( الأوطان العصرية المستأجرة أو المؤجرة ) أن تبقى مغلقة وفاقدة الحركة والنشاط أو الإقتلاع ليعود الغرباء ... للإستيطان ..
نحن في قمّة التعطيل والألم الطويل ..
حزن .. حزن .. حزن بل أحزان بالأطنان , دماء دماء أجران أجران .. أحزان أحزان .. يومية سنوية عصرية .
لا صراخ لا صيحة ولا صحوة .. ولا إنفجار ولا عصيان لنركل الخديعة والحرقة والصمت والغثيان , لنخرج من بين المطرقة والسندان ( إرهاب أمريكا والصهيونية والأنظمة الإستبدادية ) وخراب الأوطان ..
أحزان تغلّف القلب والعقل .. والصمت عنوان داخل الحواجز والجدران ..
الصمت .. مفتاح .. ضائع .. الاّه .. مصلوبة
أبواب مغلقة .. هكذا المؤتمرات تعقد داخل الجدران
لتبقى الحرب .. والأمن .. والسلام .. كرة .. بيد المؤتمرين أو المتاّمرين ...؟
.. ..
أين نحن من إنساننا الجريح .. إنساننا الذبيح .. المدفون دون ضريح ..؟
الجالس في الأقبية والإنفرادية .. في المنفى , دون مأوى , ودواء , أو ثوب وغطاء , أوكتاب وغذاء ؟؟
أين نحن من الإقتلاع والتدمير والإغتصاب والتسفير أو الإحتلال والعويل ؟
من الترحيل والتهجير والإبعاد والأصفاد والفساد والإستبداد , من التفتيت والتكفير من التغيير
التغيير في التاريخ والعلاقات والتقاليد والثقافات الإنسانية الأصيلة هويتنا نشأتنا تراثنا فنوننا خطواتنا أخوّتنا .. مصالحنا وجودنا ..
تخريب البيت الأسرة الحي المدينة .. الوطن الممزّق المستباح المعطّل في كل مؤسسة وساح ..؟
أين نحن سائرون ؟
إلى أية هوّة .. ومنحدر .. وجرف .. وشير .. نحن سائرون ؟؟
نحن ذاهبون ...؟؟
......
أطبّاء التجميل .. في " مقهى الإنترنت " .. في " بلاج " شواطئ بحورنا..
يجتمعون في ( معهد تجميل الشرق الأوسط ) على ضفاف البحر الأحمر , لتجميل الجرائم والإرهاب وثقافة القمع والعنف والموت والفوضى الخلاّقة وتعطيل دورة الحياة في مجتمعاتنا التّواقة للحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان الطبيعية ..
يجتمعون لتجميل الجرائم والإرهاب والإستبداد والطائفية وكل قبح العالم , القمع وسيطرة جشع وتوحش الشركات عابرة القارات وأساطيل القواعد البحرية ومخازن السلاح لتطويق وتركيع الشعوب المبعدة عن القرار السياسي .. في تقرير مصير بلادها وأنظمتها السياسية والإقتصادية التي تراها في مصلحة الأوطان ..
يجتمعون لتجميل الوجوه الوسخة والتي ازدادت وتراكمت طبقة الأوساخ النووية والنفطية والمافياوية واللصوصية بما ينتج عنها من غازات ودخان ووحول وفحم وفضلات الموائد والطهي ..
تجميل الكراسي ( الكراكوزية ) المهترئة المخلّعة – ولا من يزيحها بمكنسة يدوية ريفية وليست كهربائية !!؟
هنا المصيبة .. والمأساة , وعلامات الإستفهام ؟؟
كراسي تعمّدت بالدم أكثر من مرّة , تتوضّأ بالدم كل يوم بل كل شروق شمس ومغيب لها جلسة رومانسية في شرفات قصورهم أو قاعاتهم المظلمة فوق القمار .. يشربون كأس الإنتصار على أشلاء الضحايا الذين هاجروا أو ماتوا أو ما زالوا في قبور جماعية - بحاجة لمحاكم شعبية تدين القتلة والجلاّدين – لا يزال تحت شرفاتها عبيدا أو عبيد يصفّقون وتلقى لهم فضلات العقود , ونفايات موائد العروش المسروقة من قوت الفقير , وعظام أسماك القرش .. من بحارنا اللؤلؤية الغنية بكل أسفار القوافل ..
يا لها من مأساة نعيشها نحن فقط , والعالم كل العالم الحاضر في المؤتمرات .. والغائب ,
الملوثة أيديهم والصامتين عن قول الحقيقة لكي يتغير وجه العالم , ووجه اللوحة السوداء التي ما زالوا يلعبون بها ويلونوها بالنفط والدولار وهتك الأسرار واغتصاب البلدان .. نخيلا زيتونا جولانا ومقدّسات .. وأديار ..
.....
هذه الكراسي الدموية المخلّعة .. بحاجة اليوم إلى ( نجّارين مموّلين معاهد تجميل ودور أزياء عصرية ) ومزادات وتجديد عروض إنشاءات – ليست للإنتاج والصناعة والتصدير والبناء – بل للإستمرار في اللعبة والتمثيل والتمويه ..
بحاجة إلى أصداف البحر .. أو أعشاب البحر لا فرق ليجددوا شبابهم .. ليرصّعوا خشب الموتى .. لتكون الإهرامات العصرية أكثر جاذبية وتلميعا " و خلود اّ " ...!؟
لأننا في عصر الصورة .. والسياحة .. وثقافة الإنترنت الرقمية ..
......
هل تدرون أيها القرّاء الكرام .. .. في رقبة كل مسؤول فيهم اّلاف الضحايا .. مئات المجازر – العنف والعث والدود منهم وفيهم ..؟
أمامهم محاكمات قانونية شعبية محلية ودولية .. لأن جرائمهم غير عادية , تفوق التصوّر والخيال .. والتخطيط .. والتنديد ..
ولأنها تسود الوجود وتمتد خارج الحدود .. والخطوط الخضر والحمر " ولا قوس قزح من الشرق للغرب حتى ينام المرء بأمان على الدرب " ..
أصبحنا بحاجة إلى خبراء مكياج .. وصانعي أقنعة جديدة متطوّرة بالجملة ..
للمعلّم والتلميذ والمدرّب والمخطّط والمنفّذ والمغرّر به أو عن سبق تصور وتصميم ..
المبدأ واحد .. الجريمة واحدة .. وإن غطّت العالم واختلفت الأساليب
وعمّت .. اخترقت القارات والحدود .. ومحت الجغرافية لتسود ثقافة العنف والجريمة والموت ..
.....
ليت المؤتمرات الدولية تعقد قبل اندلاع الحروب والكوارث , قبل الجرائم والويلات والخراب وتجاوز الشرائع الدولية وهيأة الأمم ومنطمات وبنود حقوق الإنسان .. قبل الإغتصاب ..
لتقول لا وألف لا للإرهاب الدولي والمحلي للجريمة والمجرم للقتل والإحتلال والتسلط للإستبداد الطويل .. للجرائم للتهجير للتدمير , للخطف للعنف للجوع للمرض لفناء الأرض .. والإنسان .
ألا يستطيع ( العالم المجتمع ) اليوم .. الصديق والعدو , الضد وال مع , العربي والكردي , الفارسي والأجنبي , الإسلامي وغير الإسلامي , الإخوة الأشقاء والجيران , البعيد والقريب , النووي وغير المسلّح , الدولة القارة والدولة في حالة تشكيل , المتوسطي والأطلسي , الأوربي الأفريقي الاّسيوي الياباني الصيني الروسي الأمريكي الكندي ووووووو...وكل دول العالم ..
ألا تستطيع كل هذه المجموعة والدول والمنظّمات والهيئاّت .. بكل ثقلها وقدراتها ونفوذها وترساناتها وأدوارها خلال 24 ساعة تنهي كل كل شئ .. الأزمات والكوارث والقضايا المركزية التي تخرّب وتعيق السلام والأمن للعالم وللمنطقة وللعراق خاصة موضوع المؤتمر والبحث والإجتماع اليوم ..؟
أن تعيد الأمن والأمان والعدالة والسلام الشامل الحقيقي و العادل ..
لتصبح منطقتنا أكثر جمالا وفرحا واستقرارا ومحبة .. أكثر سلاما .. وحرية .... !؟ مريم نجمه - لاهاي 3/ 5
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟