أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي مراد - جرس للدخول إلى البوابة الماركسية الإنسانية في ذكرى ميلاد كارل ماركس : 5/5/1818















المزيد.....

جرس للدخول إلى البوابة الماركسية الإنسانية في ذكرى ميلاد كارل ماركس : 5/5/1818


سامي مراد

الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 12:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ولدت من رحم القرن التاسع عشر فلسفتان متناقضتان الأولى الوضعية ومؤسسها عالم الاجتماع الفرنسي أوجست كونت وهي ذات فلسفة جامدة متنكرة لدور الفلسفة كمنهج للمعرفة وتغيير العالم الموضوعي والثانية الماركسية ذات الفلسفة العلمية المتحركة التي جاءت ليس فقط لتفسير العالم بل لتغييره أيضا ، لذا كان لزاما على التيار الفكري التنويري الإنساني الحديث أن يحسن تقديرها وتثمينها.
من منا قانع بوضعه الإنساني وبالمجتمع الذي يعيش فيه وبالعالم الذي يحيط به؟ من منا لا يريد البديل للوضع المأساوي الذي يجتاح البشرية اليوم؟ الماركسية تقدم لنا منهجا في التفكير من أجل التغيير للأفضل ولصالح الغالبية العظمى من أبناء البشرية.
مؤسس الماركسية ومنظرها الاول كارل ماركس هو على المستوى الإنساني ينطبق عليه قول الشاعر المسرحي الإنجليزي الذي يعتبر في مصاف الأدباء العالميين على لسان أحد شخصياته المسرحية : ( لقد كان إنسانا كل الإنسان ولن أجد له مثيلا أبدا ). كان إنسانا ثوريا قبل كل شيء ومناضلا بعناد وإصرار في سبيل الإنسانية ، وأحد الشخصيات الفذه التي شغلت مكانا متقدما جدا في حقول العلوم والنشاط الاجتماعي على حد سواء فحقيقته كعالم وحقيقته كمناضل اشتراكي تسيران جنبا الى جنب . رفيق دربه فريدريك إنجلز يقول: كما اكتشف داروين قانون تطور الطبيعة العضوية اكتشف ماركس قانون تطور التاريخ الإنساني .
توصل إلى الشيوعية ليس بسبب تأملات وجدانية بل لقيامه بدراسة تاريخ المجتمعات البشرية والاقتصاد السياسي والفلسفات العالمية وكان مواطنا عالميا يعمل حيث يكون ويتواجد ، فعمل في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وإنجلترا في الصحافة والسياسة والفكر والفلسفة ، كما أنه كان محبا للرياضيات فقد كتب مؤلفا في حساب الكميات المتناهية في الصغر وله أهمية تذكر.
كان يرفض عبادة الفرد رفضا أخلاقيا مبدئيا فرفض التزلف والتملق للقادة السياسيين والحكام وألغى من النظام الداخلي للجمعية السرية الشيوعية التي انتسب إليها كل ما يسهم في عبادة القائد أو جعله مقدسا .
إنه مؤسس الشيوعية العلمية والفلسفة المادية الجدلية والمادية التاريخية والاقتصاد السياسي العلمي وغدا فيلسوف الطبقة العاملة العالمية.
بدأت نظرته للعالم تتشكل في جامعة برلين بألمانيا فتمسك بالأفكار الثورية الديمقراطية وكتب أول مؤلف له في الفلسفة وهو رسالة دكتوراة بعنوان (الاختلاف بين فلسفة ديمقريطس الطبيعية وفلسفة ابيقور الطبيعية) ، لكن كتابه ( بؤس الفلسفة ) كان باكورة إنتاج الماركسية.
لقد أثر على أفكاره الفلسفية الصراع الطبقي الذي لمسه في أوروبا وأدى إلى اكتشافه الدور التاريخي للطبقة العاملة وحتمية الثورة الاجتماعية .
كتب مع صديقه إنجلز(المانفستو: البيان الشيوعي ) ووصفا فيه الخطوط الرئيسة لصورة العالم الإنساني الجديد وجاء فيه : (إن الشيوعيين يكافحون في سبيل الطبقة العاملة وفي سبيل أهدافها مباشرة ويدافعون عن مستقبل الحركة الشيوعية ) وألمحا إلى تهديد الشيوعية للأنظمة البرجوايزية التي تحطم إنسانية الإنسان وتجعل العمال غرباء في أوطانهم لأنهم يعيشون في ظروف غير إنسانية ورفعا شعار ( يا عمال العالم اتحدوا ) .
الماركسية هي منهج أفكار ماركس ومذهبه وفلسفته التي استقاها من التيارات الفكرية الرئيسة الثلاثة في القرن التاسع عشر والتي تنتمي إلى البلدان الأكثر تطورا في العالم اقتصاديا في ذلك الوقت وهي : الفلسفة الكلا سيكية الألمانية ، والاقتصاد السياسي الإنجليزي، والاشتراكية الثورية الفرنسية .
لقد تبنت الماركسية المفهوم المادي للتاريخ والفلسفة الجدلية الدياليكتيكية المادية المناقضة للفلسفة المثالية الهيغلية التي ترى أن الحركات الفكرية والاجتماعية مصدرها الفكرة وتعود إلى الاله ، أما ماركس فيراها انعكاسا لحركة المادة أي للاقتصاد منقولة إلى دماغ الإنسان . ودعم ماركس المقولة التي تؤمن بأن وحدة العالم ليست في كيانه بل في ماديته التي أثبتتها تطور طويل للفلسفة وعلوم الطبيعة. لقد كتب مقالا بعنوان(في نقد فلسفة الحقوق عند هيغل) كشف فيه لأول مرة الدور التاريخي للبروليتاريا ووصل إلى النتيجة القائلة بحتمية الثورة الاجتماعية وضرورة توحيد الطبقة العاملة وكانت له نظرة عامة علمية إلى العالم وصاغ بطريقة منهجية نظرة جديدة لهذا العالم . إن المادية الجدلية والتاريخية فلسفة علمية وفهم تاريخي للطبيعة والمجتمع كما أنها تحتوي على مفاهيم عن الوجود والمعرفة النظرية والممارسة واعتبرت الإنسان مركزا للكون . ليس هناك من أمر نهائي ومطلق مقدس أمام الفلسفة الدياليكتيكية وليس شيء قادر على الصمود أمامها غير الحركة التي لا تنقطع ، حركة الصيرورة والفناء، حركة التصاعد أبدا دون توقف من الأدني إلى الأعلى .هذه الفلسفة نفسها ليست إلا مجرد انعكاس هذه الحركة في الدماغ المفكر ، والدياليكتيك نفسه هو علم القوانين العامة للحركة سواء في العالم الخارجي أو الفكر البشري..
اما الاقتصاد السياسي فيقول فيه ماركس : إن الناس يقيمون علاقات معينة فيما بينهم ضرورية ومستقلة عن إرادتهم أي دون رغبتهم أثناء الإنتاج الاجتماعي ، ومجموع علاقات الإنتاخ يؤلف البناء الاقتصادي للمجتمع ، ويقول أيضا : ليس إدراك الناس هو الذي يحدد معيشتهم بل إن معيشتهم الاجتماعية هي التي تحدد إدراكهم وهذا ما نلمسه اليوم في البون الشاسع للفكر الإسلامي مثلا في أفغانستان والفكر الإسلامي في لبنان نتيجة للفروق الهائلة في المستويين الاجتماعيين بينهما، فالنظرة التاريخية المادية الجديدة لماركس أخذت بدراسة الظروف الاجتماعية لحياة الجماهير لأول مرة واعتبرت الناس هم صانعو تاريخهم .
لقد اكتشف ماركس قانون تطور التاريخ البشري وقال عنه ما هو إلا تاريخ صراع بين الطبقات المعادية( الطبقة المستغلة والطبقة المستغلة )بفتح الغين وكسرها وهذا الصراع هو القوة المحركة السياسية لجميع التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية المتناحرة، وفي دعمه لنظرية الصراع الطبقي قال : إن تاريخ كل مجتمع إلى يومنا هذا عدا مجتمع المشاعية البدائية لم يكن سوى تاريخ صراع بين الطبقات ، صراع ينتهي بانقلاب ثوري يشمل المجتمع بأسره ، فمن المعلوم أن كل مجتمع تتصادم فيه مطامح البعض مع مطامح الاخرين وأن الحياة الاجتماعية الملآنة بالتناقضات تكشف لنا عن الصراع بين الشعوب والمجتمعات بعضها ضد بعض من ناحية ، ومن ناحية أخرى صراع داخل الشعوب والمجتمعات نفسها.
اكتشف أيضا قانون القيمة الزائدة الذي يقول أنه في درجة ما من تطور إنتاج البضائع يتحول النقد إلى رأسمال يتراكم باستمرار وصاحب العمل يستغل العمال بشراء قوة عملهم الإنساني بقيمة هو يحددها كما يحدد قيمة أي سلعة وأيضا يحدد لهم وقت العمل وساعاته الضرورية اجتماعيا لإنتاج البضاعة ، كما يحدد نفقات إعالة العمال وأسرهم ، لكن العمال يشتغلون بقيمة أكبر مما يعيلون أسرهم ، أي يشتغلون أوقات عمل زائدة يعطي إنتاجا زائدا لا يدفع صاحب العمل الرأسمالي أجرا عليه للعمال ، فيأخذ القيمة الزائدة من جهودهم باستغلالهم مما يخلق الثراء في طبقة والشقاء في طبقة اخرى .
كانت تجربة الثورات البرجوازية في القرن التاسع عشر كالثورة السيليزية في ألمانيا واشتراكه في الصراع الثوري في أوروبا ودراسة كومونة باريس من خلال ما كتبه عن الحرب الأهلية في فرنسا ذات أهمية كبرى في تطوير ماركس للنظرية الثورية الاشتراكية وصراع الطبقات وضرورة تحالف العمال والفلاحين كما جاء في كتابه(الصراعات الطبقية في فرنسا )
كان يعتقد ماركس أن المجتمع الرأسمالي سيتحول حتما إلى مجتمع اشتراكي لأن رأس المال المتراكم لدى البرجوازية سيقابل بطبقة تناضل ضدها هي الطبقة العاملة(البروليتاريا ) بهدف الاستيلاء على الحكم وهذا ما سماه ( دكتاتورية البروليتاريا ) وعند الانتقال إلى المجتمع الاشتراكي ستلغى الطبقات ومن ثم ستضمحل الدولة بعدها يغدو المجتمع شيوعيا ، وعندها تتحول المعادلة غير الإنسانية التي تجعل إنسانا يعمل ولا يملك مقابل آخر يملك ولا يعمل ، إلى معادلة إنسانية تجعل من كل إنسان أن يعمل حسب مقدرته ولكل إنسان أن يأخذ أجرا حسب عمله في ظل الاشتراكية ، ومعادلة أكثر إنسانية تجعل من كل إنسان أن يعمل حسب جهده ولكل إنسان أن يأخذ حسب حاجته في ظل الشيوعية.
أزعم أن الماركسية هي الفلسفة الوحيدة التي تستطيع أن تضع حلولا جذرية لمشاكل البشرية من فقر وجهل ومرض وظلم واستبداد، وهي الوحيدة التي تستطيع أن تقود المجتمع إلى العدل الاجتماعي والمساواة والديمقراطية والحرية السياسية والاجتماعية والفردية ، وتستطيع تحرير المرأة من عبوديتها أو إرادتها المستلبة في المجتمعات البطريركية الأبوية السائدة في جميع المجتمعات البشرية بلا استثناء.
كما أنني أزعم أن مساواة المرأة مع الرجل لن تتحقق مهما بذلت الحركات الاجتماعية والنسوية ومؤسسات المجتمع المدني من جهد ونشاط وفاعلية (مع كل الاحترام والتقدير لها ) ومهما أقرت المؤسسات الاجتماعية والتشريعية قوانينا لإنصاف المرأة
ما دامت المجتمعات البشرية مجتمعات طبقية تزخر بالفوارق الطبقية، أما في ظل المجتمع اللا طبقي كالمجتمع الشيوعي الذي تدعو إليه الماركسية يكون بالإمكان ،أن نصل إلى المساواة الحقيقية بين البشر عموما وبين الجنسين خصوصا .
إن قضية تحرير المرأة قد تعرضت لها الماركسية وأشارت إلى العلاقة بين الرجل والمرأة فهي تدعو إلى العلاقة المتكافئة تماما بين الزوجة والزوج في الحقوق والواجبات ، وتكون مؤسسة الزواج مبنية على أساس الحب الحقيقي لكلا الطرفين دون ضغوطات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو دينية فالشريكان يقبلان العيش معا بإرادتهما الحرة فقط ، وعندما يريدان الإنفصال عن بعضهما البعض يوفر لهما المجتمع رغبتهما دون رهبة أو خوف من العادات والتقاليد البالية أو سطوة القيم السائدة أومفاهيم العيب والحرام ، ويستطيع كل منهما اختيار الشريك الآخر بكل حرية . على النقيض من هذا نلمس اليوم أن مؤسسة الزواج هي عبارة عن صفقة تجارية وما يسمى بعقد الزواج والمهر وكل طرق الزواج المختلفة يدل على أن المرأة مجرد سلعة تباع وتشترى يدفع فيها الرجل مالا فيستأثر بجسد المرأة وتكون إرادته في الغالب هي القانون الذي يسري في الأسرة وتكون المرأة تابعة للرجل ليس إلا ، فلا تستطيع العيش بحرية وبإرادة حرة في غالب الأوقات والحالات.
لقد أثر ماركس ومازال يؤثر على البشرية، وانتشار أفكاره وتبنيها ما يزال جاريا في مختلف دول العالم ، فالكثيرون يعلنون انتماءهم لمباديء وقيم ماركس الإنسانية التي تسعى إلى التقدم والحرية والعدالة الاجتماعية الإنسانية الحقيقية التي تحترم فيها إنسانية الإنسان .


مصادر البحث
1) ماركس وانجلز : بيان الحزب الشيوعي
2) انجلز : اصل العائلة والملكية الخاصة والدولة
3) لينين: مصادر الماركسية الثلاثة واقسامها المكونة لها



#سامي_مراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقلانية ابن رشد في مواجهة روحانية الغزالي


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي مراد - جرس للدخول إلى البوابة الماركسية الإنسانية في ذكرى ميلاد كارل ماركس : 5/5/1818