أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - كوارث الكولسة وكولسة الكوارث -مؤتمر شرم الشيخ نموذجا














المزيد.....

كوارث الكولسة وكولسة الكوارث -مؤتمر شرم الشيخ نموذجا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ ثلاثينيات القرن العشرين وهذه المنطقة الموبوءة بالنفط وجملة ما تكرس من تواطؤات عالمية على شعوب هذه المنطقة جراء نفطها وثرواتها الاخرى وموقعها الجيوسياسي من جهة اخرى,
ونحن في كل سنة او سنتين نشهد مؤتمرا لوقف العنف في هذا البلد او ذاك بدءا من فلسطين مرورا بلبنان والصومال والان العراق. وكأن شيئا لم يتغير حيث لابد من وجود بؤرة توتر دائم في هذه المنطقة. على الرغم ان دولا ليست قليلة حاولت وتحاول الخروج من هذه الشرنقة العنيفة. وفي اجواء هذا المؤتمر الذي يعقد اليوم في شرم الشيخ من اجل الوضع في العراق. خرج تقرير وزارة الخارجية الاميركية حول الارهاب والذي يضع ايران وسورية في مقدمة الدول الداعمة للارهاب. لا بل ذهب التقرير الى ابعد من ذلك حيث اشار الى احتمال تورط مسؤولين سوريين باغتيال الراحل رفيق الحريري. ومن ثم تلاه تصريح الامين العام للامم المتحدة في ان السياسة السورية تشكل خطرا على لبنان بعد فشل مبعوثه الخاص نيكولا ميشيل في جولته اللبنانية الاخيرة. هذه الاجواء جعلت من وزيرة خارجية اميركا تلمح الى امكانية عقد لقاء ثنائي مع وزير الخارجية الايراني على هامش هذا المؤتمر وعقد لقاء اخر مثله مع السيد وليد المعلم وزير خارجية سورية, الذي استبق رئيسه المؤتمر والقى خطابا متحديا حول فشل مشروع الشرق الاوسط الجديد واعتبر ان الهم السوري الان ليس داخل سورية فسورية لاخوف عليها ! بل اعتبر ان همه الان هو ما يحدث على حدود سورية وخارجها لان الاخرين فشلوا في عزل سورية. وهذا يعيدنا الى ان الكوارث في المنطقة تبدا من كواليس اما جاهلة بحقيقة المنطقة او متجاهلة لحقائق هذه المنطقة نتيجة لمصالحها, هذه المصالح التي لم تكن ولن تكون متوافقة على ايجاد حلول جذرية للنزاعات في العالم عموما وفي هذه المنطقة خصوصا, المحصلة المعلن عنها لهذا المؤتمر هي قيام عراق ديمقراطي يؤمن بشرعة حقوق الانسان. وفق ماجاء بوثيقة العهد الدولي الخاصة بالمؤتمر. اننا تعودنا في هذه المنطقة دوما على معادلة مهمة : تأتينا الكوارث من خلف الكواليس وعندما يفشل المعنيون بحلها يعيدونها الى الكواليس مرة اخرى لتنتج صيغا كارثية جديدة. وليس ما يلوح في الافق حول قيام توافق ايراني اميركي سوى بداية لكارثة اكثر ضراوة بحق شعوب هذه المنطقة بمافيها الشعب الايراني الذي يعاني القمع والفقر والتمييز الديني والطائفي والقومي والحقوق انساني. والنتيجة اذن : من يحاور من ? سؤال على المتواجدين في المؤتمر عدم الاجابة عنه لانهم يعرفون بعضهم جيدا جدا ! وكل طرف يعرف ماذا يريد الطرف الاخر منه. كل هذه الارادات المتضاربة تريد كولسة كوارثها التي سببتها لنا نحن المهمشون من شعوب المنطقة. ان الاطراف التي لها مصلحة في دوامة العنف هذه لديها فعلا وقولا اشكالياتها الخاصة والعميقة :السلطة في ايران وسورية واسرائيل وادارة بوش التي تحاول مواجهة جبهات عدة فتحتها عليها من دون حسابات دقيقة. ودول اخرى همها مثل هم الدول الاولى. فتقرير فينوغراد الاسرائيلي يوضح ايضا من جهة اخرى عمق المأزق الاسرائيلي الذي امسكه اليمين ولا يريد افلاته قبل ان يحول المنطقة الى رماد ويعيش احبتنا اليهود فوق رماد او بركان بعد ان يبتلعوا الارض والشجر والانسان. ولم يتعظ احبتنا اليهود مما جاء في تقرير فينوغراد وتراهم الان يفكرون بطريقة عسكرية للرد على هذا التقرير ربما في عملية قضم مزيد من الاراضي الفلسطينية, انه مثلث الموت : ايران واسرائيل ومعهما بعض من سلطات عربية نخرها الفساد حتى اصبح هو نقي عظامها المولد لكل ازمات شعوبها وسلطاتها معا وتريد تصديرها عبر بوابات العنف المفتوحة من الصومال الى العراق الى فلسطين ولبنان المرشح الاتعس حظا. اخوتنا في الخليج منقسمون ايضا وهم العارفون بحقيقة الامور في قدرة مثلث الموت على انتاج الارهاب في ظهرانيهم ! وربما يعرفون اكثر من ذلك بكثير ولكنهم ايضا لهم همومهم الخاصة. والمطلوب في النهاية بعد هذا المرور الخاطف والسريع على اجواء المؤتمر و اعادة الكارثة العراقية الى المكان الذي انتجها وهو الكواليس ليست القضية قضية تامر وماشابه بل هو عجز اخلاقي وقيمي وسياسي تثبته يوما بعد يوم بعض من نوايا المؤتمرين ومصالحهم.
لفت نظري في النهاية خبر طريف منشور في قناة الجزيرة يقول: وكانت الحكومة العراقية قد اعترضت على تضمين جدولة انسحاب القوات الاجنبية من العراق في مشروع البيان الختامي للمؤتمر. وفي خضم التحضيرات للمؤتمر اقنع الوفد العراقي مصر بالا يتضمن البيان الختامي اي دعوة الى وقف اطلاق النار في العراق طيلة ثلاثة اشهر. انتهى الخبر.
هنالك من يدعو لوقف لاطلاق النار من الاطراف العربية ويتبعه جدولة لانسحاب القوات الاميركية من العراق. ان وقف اطلاق النار اعادة مهمة للقضية العراقية الى كواليس السلطات التي همها فشل اية تجربة ديمقراطية في المنطقة لان وقف اطلاق النار يعني مزيدا من فتح النار ومزيدا من المؤتمرات ومزيدا من تاجيل ما تستحقه هذه الشعوب من كرامة واستقرار وتنمية وقضاء على الفساد.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة التركية ماذا نريد من الإسلاميين ؟
- وأد علني للديمقراطية تجربة المعارضة السورية
- حنين العدالة أم ماركسية مقولبة ؟ملاحظات على الوثيقة التأسيسي ...
- آخر العنقود في عائلة معتقلة أنور البني 5 سنوات سجن
- الشعب السوري أمريكي
- معارضة وموالاة سورية في محنة
- سوري في الكنيست من أجل السلطة لا من أجل السلام
- نحو كتلة ديمقراطية سورية
- أساس الفتنة السلطة فوق الدولة
- ثقافتنا شفهية والمكتوب منها شمولي
- مؤتمر الأقليات في زيورخ خطوة نوعية ولكن؟
- الفساد في سورية نظام وليس ظاهرة
- الأشقاء العرب قبل القمة وبعدها رسالة من مواطن عربي
- إرهاب قطاع خاص وثقافة قطاع دولة
- الإسلام ليس حاكما ولن يكون
- المرجعية الكردية في سورية بين القومي والديمقراطي
- لبنان الشقيق والدولة الصديقة
- أمريكا عدوة نفسها
- الدرس الكوري الشمالي بعد ليبيا
- هل المشكلة في أن أمريكا تدعم الديمقراطية ؟ 2


المزيد.....




- رجل حاول إحراق صالون حلاقة لكن حصل ما لم يتوقعه.. شاهد ما حد ...
- حركة -السلام الآن-: إسرائيل تقيم مستوطنة جديدة ستعزل الفلسطي ...
- منعطف جديد بين نتنياهو وغالانت يبرز عمق الخلاف بينهما
- قرارات وقرارات مضادة.. البعثة الأممية تدعو الليبيين للحوار
- سعودي يدخل موسوعة -غينيس- بعد ربطه 444 جهاز ألعاب على شاشة و ...
- معضلة بايدن.. انتقام إيران وجنون زيلينسكي
- بيان روسي عن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
- -كتائب المجاهدين- تستهدف القوات الإسرائيلية بقذائف هاون من ا ...
- إعلام عبري يكشف عن خرق أمني خطير لوحدة استخباراتية حساسة في ...
- ليبيا.. انتقادات لتلسيم صالح قيادة الجيش


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - كوارث الكولسة وكولسة الكوارث -مؤتمر شرم الشيخ نموذجا