أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - يا أصحاب القلوب الرحيمة....مهلاًً !!!















المزيد.....

يا أصحاب القلوب الرحيمة....مهلاًً !!!


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 11:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد سمعت كثيرا أن من العطاء والسخاء من يقتل , ولكني أيقنت هذا فعلا بعد أن تلامست معه عن قرب.
فكثيرا ما نجد التسارع على فعل الخير والتبرع , الجميع يمارس هذه الفضيلة بكل الحب , وكثيرا ما نجد الباحثون عن فعل الخير فلا يكتفي البعض بفعل الخير لدى المعارف والأهل ولكنه يتسابق عليه بين كافة سكان القرية أو المدينة أو يبحث عنه في مدن أخرى.
وكثيرا ما نلاحظ السخاء في التبرع للجمعيات , والتي بدورها تساهم في نفقات الأسر الفقيرة,وكثيرا ما نجد المتبرعون لجمعيات لا نعرف عنها شيء. وأيضا نجد متبرعون لأشخاص لا نعرف عنهم شيء , وفي الحقيقة جمال هذه الفضيلة وروعتها هو العطاء من غير بحث أو تدقيق , فالعطاء من أجل العطاء فقط,دون أي محاولة لمعرفة الشخص أو الجهة الموجه لها العطاء , ولكن هناك أشياء كثيرة مستجدة في حياتنا من حيث استغلال هذا العطاء ,,, فتجد من يستغل العطاء في الإدمان والخمور والمسكرات , ومن يستغله في تمويل جماعات محظورة تستورد السلاح والمتفجرات لقتل الآمنين من البشر, وهناك من يستغل هذا العطاء لزيادة ثراءه مختلسا منه لحساباته الشخصية ,,.
لهذا هناك سؤال لا أعرف له إجابة :
هل نقدم العطاء لمن يسأل متجاهلين تماما كيفية استغلاله ؟
أم نقدم العطاء في قنوات توجيهية لاستغلاله الاستغلال الامثل؟
لإجابة هذا السؤال بالاختيار الأول أو الثاني له سلبيات وايجابيات , فالأول تطبيق بسيط روحاني , يتناسب مع روح الوصية , ولكنه يسبب مخاطر لكيفية استغلال هذه الأموال .
والثاني يدخل الوصية لطرق فلسفية عالمية تفقد روح العطاء , ولكنه يوجه هذا العطاء للاستغلال الأمثل.
وقبل الحكم في هذا أم ذاك إليك عزيزي القارئ حدث تم فعلا بدون مغالاة أو تأويل , وليس بقصة من نسج الخيال , وليس بقصة متوارثة من حكايات ألف ليلة وغيرها!!!
لقد وفدت أسرة من بلد بعيد , تتكون من:
زوج ـ شاب قوي البنية , في مقتبل العمر في الثلاثينيات من عمره , موظف في الحكومة , فقد بصرة بسبب تعاطي الخمر والمخدرات , والسلوكيات الشاذة ,,
زوجة ـ جميلة صغيرة السن في العشرينات من عمرها , تحاول أن تعيش حياة كريمة , في موضع مطامع من أصدقاء السوء معرفة زوجها, لا تعمل!! فهي ست بيت فقط , لا تحمل شهادات تعليمية.
ابنتان ـ أكبرهن ستة سنوات والصغرى أربعة سنوات.
ابن ـ ولد حديثا بعد فقد الأب بصره.
وفي الحقيقة تقدم هذا الأب نادما عما بدر منه في حق نفسه وفي حق أسرته ,وسرعان ما حظيت الأسرة باهتمام غير عادي من جميع المؤسسات الخيرية , وقد حظيت هذه الأسرة باهتمام أيضا من كافة أصحاب القلوب الرحيمة .
وأسباب هذا الاهتمام واضحة للجميع وهي:
1ـ مساعدة الزوج على نفقات الحياة والخروج من مستنقع الإدمان والخمور , ليحيا حياه كريمة , ومساعدته أيضا في سداد ديون كبيرة , تورط فيها من السلوك البطال.
2ـ مساعدة الزوجة لتجد زوجها في حالة أفضل , بالتالي يتلاشى خطر الضعف أمام مغريات أصدقاء السوء .
3ـ مساعدة الأسرة لجمع شملها في شقة تم استئجارها لها , وتمت رعاتهم أسريا وروحيا ومعنويا.
وفي الحقيقة كانت هناك استجابة غير عادية في صلاح الأسرة , وكافة أعمال أهل الخير تكللت بالنجاح .
لتجد عدو الخدمة والمتربص لكل نجاح , والذي هو شيطان الكبرياء !!! يتغلغل في نفوس أصحاب القلوب الرحيمة , فحدث سباق غير عادي وسخاء غير عادي , وأموال كبيرة تأتي شهريا بل يوميا , مع عينيات كثيرة وغالية الثمن , والجميع يمارس هذا بصورة فردية , دون تنسيق الهيئات والأشخاص مع بعضهم البعض, والكل يصب في جيوب هذا الشاب , ليجد نفسه وفي وقت قياسي يملك الكثير من النقود , والكثير من العينيات والتي تجعله غير محتاج لشرائها .
ونظرا لكثرة الماديات التف حوله أصدقاء السوء أو هو بادر وبحث عنهم , ليقع مرة أخرى فريسة الخمور والإدمان والسلوك الشاذ .
ولكن سيل العطاء مازال كما هو ليتمادى هو أكثر في سلوكياته المتعفنة.
وقد توافد عليه كثير وكثير من المرشدين الروحيين لنصحه والعمل على رده عن طريقه , ولكن القدر لم يمهلهم كثيراً
فرغم كل هذا العطاء والسخاء وقع في ديون مع من يتعامل معهم من تجار ومدمني المخدرات, ليحدث بينهم على ما يبدو أشبه بمشاجرة , تكون نتيجتها, طعن هذا الشاب بسكين , ثم تم الإجهاز عليه وذبحه , وإلقائه في ترعة .
فيترك أرملة في مقتبل العمر ويترك ثلاثة من الأبناء ضحايا ,,, ولكن ضحايا لمن!! أنا لا أعرف!!! ضحايا لأصدقاء سوء , أو لشرطة المخدرات والتي تترك العنان لتجار المخدرات والمدمنين يلهون كما يشاءوا, أم لأصحاب القلوب الرحيمة الذين تشدقوا على هذا التعس بكل هذه الأموال , والتي بدورها ردته ثانية لحياه هو قد تركها بالفعل , أم لا هذا ولا ذاك ولكن كما يقول المثل .... ذيل الكلب !!
ولكن الأخيرة ليست في قاموس الخدمة لأن الله يريد أن جميع الناس يخلصون , إذا لا فقدان للرجاء في إصلاح طريق أي شخص مهما يكن طريقه!!!
لهذا من منبري المتواضع هذا والذي لا أملك غيره أدعو أصحاب القلوب الرحيمة... تمهلوا , لا يغرنك عدو الخير بمحبة الفقراء , لأنه بالرغم عن أهمية المال في حياتنا , فهو أيضا شر يمكن أن يودي بحياة أشخاص لسوء الاستغلال , أو لسهولة الحصول عليه .
لذا أرى ومن وجهة نظري الشخصية , لابد من التنسيق بين المؤسسات الخيرية , لكافة الأديان ولكافة الطوائف , حتى لا يتلاعب البعض بالأديان مستغلا سخاء العطاء.
فمثلا الكنيسة والجمعيات الخيرية المسيحية تتكفل بالأسر المسيحية فقط , والإسلامية كذلك تتكفل بالأسر المسلمة , وإذا حدث ارتداد ديني يدرس جيدا لألا يكون هذا الارتداد هدفه مادي فتفقد الأديان روحانياتها, بل تفقد هيبتها لتصير موضع تلاعب من البعض.
والتنسيق بين المؤسسات الخيرية بعضها البعض , لتقوم جمعية ما لأعمال البر في توفير العينيات , والمؤسسة الثانية لتوفير احتياجات المدارس فقط , والمؤسسة الثالثة لتوفير احتياجات المقبلين على الزواج , ...... والمؤسسة الأخيرة للمساعدات الشهرية ... بحيث لا يعطى مجال للتلاعب بأموال هذه المؤسسات , فالتخصصية واجبة لأنها تؤدي لجودة الخدمة , ونبذ روح الكبرياء.
أما من جهة الأفراد المتصدقين من أموالهم , إيداع هذه الأموال مهما كانت بسيطة أو كبيرة لدي حساب المؤسسات الخيرية والتي منها الكنيسة والجامع ,, والبعد كل البعد عن تمويل الجماعات المحظورة بحجة جمع الصدقات.



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يحكم حاكم بما لا يؤمن به؟!!
- لماذا هذا الإتلاف؟
- كان كمازح في أعينهم
- انتحار عقرب
- دقلديانوس المغرب والجزائر والأقليات الدينية على الأبواب
- الإسلام السياسي والرق في السودان
- الكمال الذي نبتغيه
- لعبة التعمية
- مصلحة الفرد والمصلحة العامة
- 21مارس عيد الأم!! بل عيد الحب
- جلباب الفقير
- الحرية في السعودية
- الديموقراطية والتوازن الاجتماعي
- لماذا كُسِرت لوحتي؟
- مولود جديد
- الفأر الملك
- مكتبات نظيفة خاوية من القراء
- الحقيقة المستغيّبة في حادث أرمنت
- حتى الأحلام ليست من حق المصري الشريف
- من أجل عراق أفضل


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - يا أصحاب القلوب الرحيمة....مهلاًً !!!