|
مؤتمر دعم الديمقراطية في اربيل
جواد كاظم الديوان
الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 11:36
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تجمعت قوى تقدمية، شيوعية واشتراكية وقومية واسلامية ديمقراطية في مؤتمر دعم الديمقراطية (10-12/ نيسان 2007)، وتدارست اشكاليات التيار الديمقراطي في العراق. لم تحقق القوى الديمقراطية نصر فعال في الانتخابات، وحصدت القوى الاسلامية التقليدية بمختلف فئاتها معظم المقاعد. وحددت عندها المحاصصة شكل واتجاهات الحكومة والدستور (الديباجة والمادة 41 وتوزيع الثروة وغيرها، اضافة الى تاكيد العديد من المنابر العالمية على ضرورة انجاز التعديلات الدستورية)، فهناك فجوة كبيرة بين ما يحصل في العراق وما يعيشه العالم المتحضر حيث كان يحلم الديمقراطيون. بعد زوال ديكتاتورية البعث وصدام بفعل الدبابة الامريكية، ورث الشارع العراقي ديكتاتورية اخرى، ومنها مثلا تحديد نغمات الموبايل (اعترض الخاطفون على نغمة هاتفي النقال- سيمفونية- ويحاسب حرس جامعة البصرة الطلبة على نغمات الاغاني في الهواتف النقالة كما اشارت لذلك عدة مقالات في المواقع الالكترونية)، ومنع طلبة الجامعات من الانشطة الاجتماعية (اعتدى مسلحون على طلبة كلية الهندسة في جامعة البصرة وقتلوا طالبا في السنة النهائية واصيبت طالبة مسيحية بالعمى ولم يعاقب احد على تلك الجريمة وبررها نائب المحافظ وقتها على الفضائيات بان السفرة كانت في شهر صفر)، وتحدد زي النساء وحجابهن بالاجبار فاصبح العفاف مقاس اقمشة فقط!، وتحدد زي الرجال كذلك (تمنع بعض الجماعات في المناطق التي تسيطر عليها او الشوارع ارتداء الجينز وقصات شعر والشورت وتم اعلان ذلك في حرم جامعة الانبار). وهدد البعض دور السينما وفجروا محلات بيع المشروبات الروحية، وحطم وزير النقل بنفسه زجاجات الويسكي الثمينة في السوق الحرة في مطار بغداد لتدفع الحكومة تعويضا للشركة البريطانية العاملة. والعديد من التصرفات التي تعكس تحكم نفر برقاب الملايين ليتعدى ذلك الى امورا اكثر خطورة. غزا الجهل ارض الرافدين كثير السرايا مستجاش الكتائب وغياب التيار الديمقراطي وتشتته سهل الانتقال لصفحة اخرى من الخطف والتهجير والقتل على الهوية والتحكم بالجامعات (رافق ذلك قتل الاساتذة واختطافهم). وعندما اضحت ظاهرة، برزت ادانة خجولة من رجال الدين. لقد امتشق نكرة من القوم اسلحتهم يدافعون عن الدين والعرض (كرر صدام هذه العبارة في الدفاع عن شرف العراقيات). في كل محلة هناك من له تاريخ قديم مع الشرطة والمحاكم للمخالفات والجنح والجنايات واشكاليات مع السكان (ذوي الشخصية الاعتدائية) ويعيشون على هامش الحياة لا يتعامل معهم الناس. فاصبحوا قيادات (امراء) في التنظيمات الارهابية اي ذوو حضوة اجتماعية (مكانة مرموقة) ولهم اموال من التبرعات والهبات وفدية المخطوفين وبيع اثاث المهجرين وتاجير منازلهم، فقد اكتسبوا لقب المجاهدين (باستطاعتهم استخدام السلاح في القتل او القتل بطريقة مرعبة مثل قطع العنق والذبح) وتنقل هذا اللقب الفضائيات وفرسانها، ولذلك شاع التفسير الحرفي للنص المقدس وعبث بذلك الجهلة ليحركوا هؤلاء النكراتز اصبح هؤلاء نموذجا من المحلات السكنية، فقد اقتدى بهم وطاعهم المراهقون، حيث يمثل هؤلاء النكرات جانبا مما يسمع المراهقون في الفضائيات ومن قصص التاريخ لصورة البطل، فتكونت لهم قوة ضاربة من المراهقين. عانى المراهقون في العقدين الماضيين من جهل تام، فتعطل الانتاج الادبي الا من مدح القائد الضرورة، وذكر مناقبه ونياته في تحرير القدس عبر ايران والكويت (انما الاعمال بالنيات...). وترك النظام السابق الشعب عرضة للمجاعة ابان حروبه والحصار الاقتصادي (انتشر سوء التغذية والولادات بوزن ناقص والخدج) ولذلك علاقة وثيقة بانتشار الانحرافات السلوكية في المجتمع بين المراهقين فسهل تجنيد المراهقين للممارسة العنف. اتجه الشعب نحو التيار الديني بكل طوائفه لتحقيق امنياته في التطهر من اثام المرحلة السابقة، وهكذا كانت نشاطات خاصة طمعا في تطهير النفس من الاثام، واي نفس بدون ذنوب وتضاعفت ابان الحصار الاقتصادي. فقد يُعجز التفكير ذكر محاسن وقد يخجل القرطاس ذكر المثالب ان تجمع القوى الديمقراطية لتحديد اليات عمل مشترك او مواقف مشتركة مما جرى ويجري في العراق، ورغم صعوبة ذلك العمل فقد حقق نتائج ونجاحات مثمرة. فكان الاتفاق على تاييد تطبيق المادة 140 من الدستور في قضية كركوك، والعمل على حملة لالغاء المادة 41 التي تخص المراة. وتشكيل لجنة تحضرية لمؤتمر قادم في بغداد. وساهم الاكاديميون بدور متميز في الصياغة او التوفيق بين وجهات النظر المختلفة. وساهمت احزاب ديمقراطية مثل الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي والحركة الاشتراكية العربية وتجمع الاسلاميين الديمقراطيين اضافة الى دور الحزبين الكرديين، بشكل فعال في نجاح المؤتمر. كما اضفت الاحزاب نكهة خاصة، فهناك العديد من الديمقراطيين من يعمل بشكل مستقل، بل هناك تكتلات يشار لها بالمستقلين! وربما برز هذا الاتجاه نتيجة الاحباط من تشظي التيار الديمقراطي. مرت التوترات في المؤتمر وتجاوزها اعضاء المؤتمر ومنها قصة الدكتور كاظم حبيب (اشارت لذلك عدد من المقالات). وكان للاستاذ البرزاني رئيس اقليم كردستان دورا متميزا في افتتاح المؤتمر او في ندوة مناقشة فاظهر صبرا متميزا وسعة صدر وتقبل كل الاحاديث ورد عليها بشكل مقنع وتبنى قضايا مهمة، فاثر على بعض من تشنج في الجلسات ليقدم اعتذار وليتجاوز الاشكاليات. كان المؤتمر تمرينا للديمقراطيين في مناقشة المواضيع الحساسة، ولم يكن تمرينا في الخطابة. وكان تجربة في تحمل الراي الاخر حيث تعود البعض على التذمر منه (صدرت جريدة الاهالي/ الحزب الوطني الديمقراطي الاول تذم المؤتمر وتنظيمه ولجنة دعم الديمقراطي في العراق وبالاسماء). الا انه انتقد البعض الاخر ضعف الاهتمام الاعلامي بالمؤتمر حيث التعود على انشغال الاعلام بكل جهد حتى وان لم يثمر. بذل الشيخ ضياء الشكرجي جهدا متميزا، وحرصا على نجاح المؤتمر حيث برز الاتجاه الاسلامي الديمقراطي. ان نشاط الشيخ الشكرجي اوضح بجلاء ان التمثيل العددي لا يفرض رأيا في المؤتمرات بقدر جهد الاشخاص على المعالجة وقابلياتهم على طرح الافكار. تشظى التيار الديمقراطي كثيرا وتعددت احزابه دون اي تغيرات في جوهر برامج العمل او حتى الانظمة الداخلية، بل ان اشخاصا هاجموا احزابا عريقة وقياداتها قبيل انعقاد المؤتمر في دعوة لتشكيل حزبا واحدا لكل الديمقراطيين (نشر موقع كتابات مثل هذه الخطابات). وحفلت المواقع الالكترونية بالعديد من المقالات حول المؤتمر وسلبياته في تمثيل كل الحركات الديمقراطية او الاشخاص او المواضيع التي ناقشها. ان كل الاراء تدفع باتجاه انضاج الافكار لمرحلة قادمة اخرى. وياحبذا لو اتسعت صدورنا لكل كلمة وتحرر قلمنا من البذاءة. ان التيار الديمقراطي في سباق مع الزمن حيث التغيرات السريعة في العراق، ومسؤولية الوطن والشعب تفرض تحقيق انجازات لبلورة دور واضح للتيار.
#جواد_كاظم_الديوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصحة والبيئة في العراق: مؤتمر في عمان تنظمه جامعةستوني بروك
المزيد.....
-
استعانوا بطائرات هليكوبتر.. كاميرا تُظهر إنقاذ مئات المتزلجي
...
-
عبدالملك الحوثي: لن نتوقف عن مهاجمة إسرائيل مهما كانت الضغوط
...
-
ضابط شرطة يطلق النار على كلب عائلة ويقتله.. وخلل فني في كامي
...
-
تحطمت فور ارتطامها بالأرض واشتعلت.. كيف نجا بعض ركاب الطائرة
...
-
إعلام حوثي: إسرائيل قصفت مواقع في صنعاء والحديدة.. ولا تعليق
...
-
رويترز عن مصادر: نظام الدفاع الجوي الروسي هو الذي أسقط الطائ
...
-
إعلام عبري يكشف تفاصيل جديدة عن تفجيرات إسرائيل لـ-بيجرات- ح
...
-
نائب أوكراني: زيلينسكي فقد ثقة الشعب والقوات في بلاده
-
مقتل العشرات ونجاة آخرين إثر تحطم طائرة ركاب في كازاخستان
-
قوات -أحمد- الروسية: الجيش الأوكراني يتحصن عند أطراف مقاطعة
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|