وليد حكمت
الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 11:56
المحور:
الصحافة والاعلام
ضمن حلقة جديدة من حلقات المسلسل الحكومي الاردني المستمر الذي يتبنى ملاحقة الصحفيين وتقييد حرياتهم الصحفية والتعبيرية والضغط عليهم وتكثيف الرقابة المستمرة عليهم اقدمت الحكومة الاردنية قبل ايام على مصادرة صحيفة المجد اثناء مجريات الطباعة لاسباب اعتبرتها الحكومة موجبة لمصادرة تلك الصحيفة والتي طالما تعرضت للضغوطاتوالمضايقات الحكومية مرارا وتكرارا بقصد تبني مواقف معينة تخدم السياسات الحكومية بالدرجة الاولى وتعمل على فرضها قسرا على عقول وتوجهات عامة المواطنين الاردنيين
في عهد هذه الحكومة والتي بدت وكانها تضرب بعرض الحائط مواد الدستور الاردني المتعلقة بتعزيز الحريات الصحفية والتي جاءت تقارير منظمات حقوق الانسان الدوليةمن قبل محذرة من تراجع تلك الحريات التي من شأنها ان تساهم في خلق ظروف اصعب بحق الصحفيين الاردنيين الذين باتوا يعانون الامرين جراء تلك القوانين والتشريعات والممارسات التي تخفض من سقف حرياتهم وصلاحياتهم لتصب تلك الممارسات في صالح جهات معينة و ولصالح سياسات واملاءات خارجية ترضخ لضغوطاتهم وتجبر على تبني وجهات نظرهم ولتثبت حسن النوايا لدى الجهات الدولية التي تتبنى مواقف ثابتة متعلقة بالشأن اللبناني والسوري والعراقي والعربي هذه المواقف تخدم بطبيعتها الامبريالية العالمية ومخططاتها ومصالحها
ان التدخل السافر الذي طال صحيفة المجد قبل ايام خلال طباعتها والعمل على مصادرتها لكونها تبنت موقفا واضحا بشان توضيح بعض التحليلات التي تتعلق بالعملية السياسية القائمة بين فتح وحماس جاء من باب التعبير عن الراي بالطرق العادية الطبيعية ليؤشر بطبيعة الحال على مدى تفاقم هذه الممارسات والضغوطاتبحق الصحافة الاردنيو والصحفيين الاردنيين ولقد عوقبت المجد من قبل على جرأتها وصدقها وموقفها الواضح تجاه قضايا امتها باعتقال رئيس تحريرها الاستاذ فهد الريماوي الذي يدفع بين الحين والآخر ثمن حرية الرأي وثمن مواقفه القومية والعربية وثمن اخلاصه لامته من خلال مقالاته التي تعبر عن المشاعر الوطنية الاردنية في وقت عصيب اتجهت فيه الحكومة الاردنية الى تبني السياسات الفردية والارتماء في احضان الولايات المتحدة بدون قيود او ضوابط تراعي الثوابت الوطنية والعربية
غير ان الحكومة باجراءاتها التي تسعى بها الى تقييد حرية الرأي والتعبير والرقابة المكثفة والضغط المستمر على الصحفيين من اجل الرضوخ الى وجهات النظر الحكومية والالتزام بسياساتها والخضوع لقراراتها التي عادة ما تكون في صالحها وضد مصالح الشعب الاردني لترسخ القناعات لدى الكثيرين بمستوى التراجع الكبيرالذي حققته تلك الحكومة في مجال وأد حرية الرأي للصحفيين الاردنيين مما يمهد الى النكوص السريع والتردي في هوة الاحكام العرفية الديكتاتورية
#وليد_حكمت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟