أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اميرة بيت شموئيل - هويتنا الاشورية وتهمة التعصب والعنصرية














المزيد.....

هويتنا الاشورية وتهمة التعصب والعنصرية


اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 576 - 2003 / 8 / 30 - 09:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تعتبر الكتابة بحق، منحة سماوية للبشر من حيث انها تعتبر حلقة وصل الاجيال بعضها بالبعض، والمفتاح للكثير من التساؤلات والاسرار والعبر التي يستند عليها الجيل الجديد في مسيرته. فلولا اللوائح والكتب التاريخية التي تصور احداث عالمنا الماضي، لما تسنى للحاضر معرفة خطواته اللاحقة. ونحن في هذا الجدل (التسمية والهوية الاشورية) نرى الكثير من المؤرخين، بلوائحهم وكتاباتهم، يضعون النقاط على الحروف وبوضوح.

ومع هذا نؤمن بحرية التعبير وحق الجميع في تغيير وتبديل واضافة ما يشاءوا على انفسهم. فمثلا لم نقف ضد طارق عزيز ومجموعته البعثية، عندما اختاروا التسمية العربية لانفسهم، ولكننا وقفنا ضد محاولات هذه الزمرة لفرض اية تسمية علينا، غير تسميتنا.

اتذكر عام 1977 واثناء عملية التعداد العام، رفض مسؤول التعداد التسمية الاشورية التي سجلناها في فقرة القومية، وطلب الينا تغييرها بالتسمية العربية. وقد حدثت بيننا وبينه مشادة كلامية، فعندما اصرينا على التسمية الاشورية، بادر المسؤول قائلا: "لماذا لا ترغبوا بتسجيل انفسكم كعرب، ما الخطأ في العرب؟" فاجابه رب العائلة:" ليس هنالك اي خطأ في العرب، ولكننا ببساطة لسنا عربا. نحن اشوريون... الجار حسين الذي يعيش في المقابل منا، عربي، والجار تحسين على يميننا تركي وعلى اليسار هنالك جارنا حمه الكردي، وجميعنا نتبادل المودة والاحترام لسنوات واولادنا ايضا تربوا منذ الصغر على الالفة والمحبة وعدم التفرقة وهم يلعبوا وحتى يناموا احيانا في دورنا دون خوف او حذر. لو كان هنالك خطأ في اي منهم، لما اقمنا علاقات الصداقة والجيرة الطيبة معهم."

اصر المسؤول ، ورغم اقتناعه، على موقفه قائلا:" العرب والاكراد يشكلان أعلى نسبة للسكان في العراق، والباقي يجب ان ينضووا تحت جناحيهما، لا نريد لوطننا التفكك اكثر من هذا" (على اعتبار ان وجود التسمية الكردية تفكك لابد منه).

بهذا التفسير الركيك والملتوي خلف الوطنية ، برر المسؤول البعثي سياسة حزب البعث في اغتصاب حقوق القضية الاشورية والالتفاف على امحاء التسمية الاشورية في العراق. طبعا لم نقبل بهذا المنطق واصرينا من جانبنا على عدم استبدال حرفا واحدا من اجاباتنا عن انفسنا في قسيمة التعداد، وعدم اعطاء اي حق لاحد بالتلاعب بهويتنا القومية واجوبتنا عن انفسنا، لاننا اعلم بها من غيرنا، بالرغم من تحذير المسؤول لموقفنا.

وقد كان موقفنا القديم هذا احد النقاط التي ابرزتها مديرية الامن والاستخبارات اثناء استجواباتها لنا عام 1984-1985 ، بالاضافة الى مواقف اخرى، منها عدم انتساب اي من افراد عائلتنا (11 نفر) الى حزب البعث واستضافتنا لشخصيات من الاحزاب الممنوعة والمقاتلين في كركوك والشمال وغيرها.

 كذلك، لم نقف ابدا ضد من اختار التسمية الكلدانية لنفسه وشرع مؤخرا بتنظيم مؤسسات واحزاب التف حولها مؤيديه، وهكذا مع التسمية السريانية وغيرها، ولكننا نقف دائما بوجه من يحاول جردنا من التسمية الاشورية واستأصالنا من تاريخ اباءنا المتوغل الجذور في ارضنا. فمن يريد تغيير اسمه ومن يريد ان يضيف او يطرح حروف على اسمه او يركبه او يعقده كيفما تشاء مصلحته الذاتية، او فهمه للتاريخ ، ليفعل، ولكن ان يفرضها علينا، هذا ما لا نقبل به اطلاقا. فلسنا نحن من فقد هويته في متاهات الخلافات الكنسية والسياسية الحزبية والمنافع الشخصية. نحن ولدنا بهوية اشورية ودافعنا عنها وعن وطننا العزيز في احلك المحن ووقفنا بوجه كل مؤامرات استأصالنا منهما او استأصالهما منا، دون المساس بارادة حاملي الهويات الاخرى في الوطن. حتى البعثيين المعتدين، لم نمس هويتهم بسوء. وما زلنا نحتفظ بهويتنا لحد اليوم، وما زالت علاقات المودة والاحترام سارية بيننا وبين جميع العراقيين الشرفاء واصحاب الحقوق الانسانية المشروعة في الوطن.

حملنا للهوية الاشورية، لم يمنعنا ابدا من فتح ابوابنا امام العلاقات والصداقات والعمل المشترك والمتبادل في سبيل خدمة وطننا، الذي نعتبر انفسنا جزءا لا يتجزأ منه. اتحدى اية شخصية عراقية استقبلت في منزلها وساعدت بامكانياتها المادية والمعنوية، الكم الاثني الهائل من العراقيين مثلما فعلنا نحن. فمن المطارنة والقسس من الكنيسة الكلدانية والسريانية والشرقية القديمة والحديثة، الى الشخصيات العربية والكردية والتركمانية (وطبعا من بينها السنة والشيعة) واليزيدية والصابئة، الى الشخصيات الحزبية (الشيعية والكردية والشيوعية وغيرها) والمستقلة المختلفة، الى المقاتلين في الشمال. هذا الكم الهائل من العراقيين، وجد دائما الترحيب والاحترام والملاذ الامن سواء في دارنا في كركوك او في دارنا في الشمال. فأين تكمن العنصرية والشوفينية في هذا الموقف؟؟؟

نعم، كنا وما زلنا نتصدى لمن تظهر لنا خيوط عمالته وتجاوزاته على حقوقنا الانسانية وقضيتنا الاشورية والعراقية على حد سواء، فاذا كان هذا ما يؤخذ علينا كتهمة وطبيعة عنصرية وشوفينية، فما اجملها من تهمة. 

 



#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع العراقي... من اجل مجتمع مدني
- اليزيديون .. التسمية والانتماء الحقيقي... رسالة الى القاضي ز ...
- الاشوريون يحتجون على التركيز على التمثيل الديني وليس القومي
- هل حقيقة ان طارق عزيز لم يشارك في الجرائم التي اقترفت بحقنا ...
- لااصدق بموت عدي وقصي
- انتخابات مجلس الحكم الانتقالي جاءت متجنية على حق تمثيل القوم ...
- الارض لله ، تمتلكنا جميعا ولا يمتلكها احد
- الشمولية والتجديد في موقع الحوار المتمدن
- العدالة ، مع تحياتي الى الدكتور منذر الفضل
- صدام ونظرته الى السلطات الامريكية الثلاث - التشريعية، التنفي ...
- الرد الامريكي لعدي صدام ... -املئها في السجن وبمعرفتك-!!
- من هم المشاغبون ؟؟؟
- اما آن الأوان وهذا الظلم ان يجمعنا تحت سقف الوطنية؟؟
- البعثيون كالحرباء، يغيرون ألوانهم حسب الظروف
- علماء أم عملاء....؟؟؟؟
- الشعب الاشوري... سجين بألف سجان
- السياسي... يعانق المرأة في المصاعب ويرفسها في المكاسب
- انشاء لجان ثنائية لتقريب وجهات النظر وتثقيف الجماهير، كفيل ب ...
- لماذا لا تحاكم ساجدة خير الله طلفاح بسرقة المجوهرات الاثرية؟ ...
- الحاجة الى صحافة وفضائية عراقية حرة


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اميرة بيت شموئيل - هويتنا الاشورية وتهمة التعصب والعنصرية