أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - مسلمون بالإكراه














المزيد.....

مسلمون بالإكراه


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 11:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحكم الذى صدر مؤخرا وأعطى "الرخصة" لوزارة الداخلية بعدم تغيير ديانة المسيحى الذى أسلم، ثم عاد إلى اعتناق المسيحية مرة ثانية.. حكم فى غاية الخطورة ، ويتطلب دق أجراس الخطر للتحذير من كوارث وشيكة يمكن أن تأتى على الأخضر واليابس إذا لم نهرع إلى إطفاء شراراتها الحارقة.
فهذا الحكم يتناقض – أولا – مع أحكام قضائية سابقة أعطت الحق للمواطن المسيحى الذى اعتنق الإسلام ان يعود الى ديانته المسيحية وكأن شيئا لم يكن.
وهذا الحكم يتناقض – ثانيا – مع أحد المبادئ الإسلامية الرئيسية التى تؤكد أنه "لا إكراه فى الدين" .
فهذا الحكم معناه أن من دخل حظيرة الإسلام – لسبب أو لآخر – أصبح "مجبرا" على الاستمرار فى حمل هوية الإسلام حتى لو كان ذلك مخالفا لضميره ومكنون نفسه.
وهو بهذا حكم يقدم أكبر إساءة للإسلام حيث يصوره –زورا وبهتانا- كدين قائم على الإكراه والإجبار.
وهذا الحكم يتناقض – ثالثا- مع مبدأ دستورى، هو حرية العقيدة، حيث يهدر هذا الحق الدستورى الذى كنا نتصور أنه اصبح مستقرا فى الأذهان، فإذا بهذا الحكم القضائى يأتى لينسفه نسفا إذ يجبر أحد الأشخاص على الانتماء لدين بعينه على عكس إرادة ورغبته.
وهذا الحكم يتناقض – رابعا- مع مبدأ "المواطنة" الذى تحمسنا جميعا لتعزيزه فى التعديلات الدستورية الأخيرة، فهذا المبدأ يعنى أن يكون المصريون متساوون أمام القانون فى الحقوق والواجبات. لكن التطبيق بموجب هذا الحكم القضائى وأمثاله – يجعل المصريين أحرارا فى نبذ أديانهم طالما أنهم يهجرونها لصالح الدخول فى حظيرة الإسلام، بينما يغلق الباب أمامهم بالضبة والمفتاح إذا قرر بعضهم التفكير فى العودة إلى دياناتهم السابقة!
وهذا الحكم يخلق – خامسا- العديد من المشاكل العملية المربكة والسخيفة فى آن واحد، منها – مثلا – أن يصبح بعض المصريين "مسلمون" رغم أنفهم على الورق امتثالا لحكم المحكمة، بينما يذهبون إلى الكنيسة للصلاة وفق الشعائر المسيحية ووفقا لحرية الضمير!
ثم تخيل أن هذا المصرى الذى هو مسيحى وفقا لرغبته، لكنه أصبح مسلما وفقا لمشيئة القاضى، وقع فى هوى فتاة مسلمة، وذهب للزواج منها "على سنة الله ورسوله" وعلى يد مأذون .. فماذا يكون الحل لهذه المفارقة؟!
ثم تخيل أن مصريا مسيحيا لم يدخر جهده لتوفيق أوضاعه بعد أن أسلم ثم عاد إلى المسيحية وطرق كل الأبواب "الوطنية" لتغيير ديانته فى البطاقة الشخصية، واستنفد كل الوسائل القانونية بهذا الصدد، لكن دون جدوى ودون سميع أو مجيب، ولم يعد أمام هذا المواطن المسكين سوى اللجوء الى منظمات حقوق الإنسان المحلية والأجنبية .. هل نترك الموضوع الأصلى وقتها ونتشبث بحكاية نشر غسيلنا "الوطنى" أمام "الأجانب" ناهيك عن الاستقواء بهم. فلماذا لا نحل الأمر من البداية بأيدينا وداخل الجماعة الوطنية حتى نقطع الطريق على الاجانب الذين يتلمظون للتنطع على شئوننا الداخلية؟!
وهذا الحكم يفند – سادسا- كثيرا من الكلام الضخم والفخم الذى قيل دفاعا عن استمرار المادة الثانية من الدستور دون تعديل، استنادا الى القول بانها موجهة للمشرع وليست موجهة الى القاضى.
فقد رأينا أكثر من قاضى يصدر أحكاما لا سند لها سوى المادة الثانية، وفى اعتقادنا أن هذا الحكم لن يكون الأخير طالما ان المادة الثانية باقية.
إننا – والحال كذلك – إزاء وضع خطير، يهدر مبدأ المواطنة، ويفتئت على حرية العقيدة، ويهدد السلام الأهلى والوحدة الوطنية، ويكرس التدخل غير المبرر للدولة فى حرية الضمير وهذا ليس شأنها ولا أحد وظائفها.
وستبقى مثل هذه الأمور "خميرة عكننة" للوطن والأمة إلى أن نعترف بأنه لا مناص من فصل الدين عن الدولة، وبأن الدولة الديموقراطية العصرية لا يمكن إلا أن تكون دولة مدنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وبدون ذلك سنظل فى هذه المتاهة الوهمية، نخرج من "نقرة" لنقع فى "دحديرة".. دون مبرر معقول أو سبب منطقى.






#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوبة دوت كوم
- .. وأخيراً تحدث أحمد عز!
- وصف مصر.. بالأرقام 5
- وصف مصر.. بالأرقام 3
- الإسرائيليون يحاولون إعادة احتلال سيناء.. بالاستثمار
- لوغاريتمات راجى عنايت!
- وصف مصر .. بالأرقام 2
- وصف مصر .. بالأرقام 1
- الحكومة تفضل وضع نفسها موضع الشبهات!
- أمين »الإنسان« وأباظة »الوزير«
- قتل الإبداع.. القاسم المشترك الوحيد بين العرب!
- كعب داير .. للبروفيسور الذى داس على ذيل الحمار
- هل الإعلامي .. صديق الإرهابي؟
- مداهمة -الدبلوماسية-المصرية فى العراق
- عيش .. وملح !
- الأحزاب والنشاط السياسى داخل الجامعة.. العقدة والحل
- ملاحظات شاهد عيان للاستفتاء الحزين
- رغم كل شئ :مصر مازالت بخير
- هل نستعيد أمجاد النقل البحري لعصر محمد علي؟!
- ميلودراما مصطفى البليدى


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - مسلمون بالإكراه