|
الاسلام هو الحل
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 1904 - 2007 / 5 / 3 - 11:39
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
دار هذا الحوار بين اثنين من معارفنا ، وهما صديقان مصريان : أحدهما مسلم والآخر مسيحي . المسلم لصديقه المسيحي : ما لك زعلان جدا هذا اليوم ؟؟! المسيحي : كيف لا أحزن ؟ هل يعجبك ما يحدث بمصر من اضطهاد ديني لا تقره الانسانية ولا شريعة ولا دين رحيم ولا قانون عادل ؟؟!! ماذا حدث ؟ ألم تسمع عن حوادث اعتداء المسلمين علي المسيحيين في دير مواس وفي بني سويف ، هدم واتلاف ، و قبلها حوادث قتل وحرق ونهب وسلب ، وآخر حاجة عاوزين يهدموا 30 منزل مسيحي لاقامة معهد أزهري ؟؟!! أيرضيك هذا؟ المسلم لصديقه المسيحي : لا طبعا لا يرضيني ، وهذه المشاكل والمظالم سببها معروف ويجب أن تحل وحلها موجود . المسيحي ( بلهفة ) ايه الحل ؟!! نريد الحل ، ولا نجد حلا حتي الآن .. المسلم : الاسلام هو الحل . المسيحي : كيف ؟ المسلم : انك تسلم .. المسيحي ( مندهشا وقد بدأ يرتاب من صديقه ) : أسلم ؟! ، أسلم ازاي يعني ؟! المسلم : ألا تعرف تسلم ازاي ؟ يعني تبقي مسلم .. المسيحي : مسلم ! مثل من ؟ المسلم : مسلم مثل محمد .. المسيحي : محمد ؟! أي محمد .. ؟ المسلم : محمد .. .. أنور السادات .. رئيس مؤمن ، وبطل الحرب والسلام . ومسلم عاش تقيا ورعا . المسيحي : وأقول ل " رشاد عثمان " : اسكندرية أمانة في رقابتك يا حاج رشاد ؟؟؟!!! ، وأبيع مصالح بلدي لشاه ايران وأعطيه اللجؤ دونا عن كل رؤساء العالم الذين حرصوا علي مصالح بلادهم ، وأقبض الثمن ، وأقول انها مصر ومكانة مصر ؟؟!! ، وأسيب شقيقي ، يجمع ثروة طائلة بطريق غير قانوني .. المسلم لصديقه ( مقاطعا ) .. أعرف كل هذا والناس تعرف ما هو أكثر منه ولكنك ستكون " مسلم " تستطيع الوصول للرئاسة بأية طريقة ولن يعترضك أحد ، تنبسط وتجوز بناتك ، واحدة لابن قمة الاقطاع في البلد ، والتانية لابن أكبر رأسمالي في البلد ، وتتصاحب علي السلطان قابوس وشاه ايران ، وغيرهم وهذا سيعطي لابنك فرصة للثراء وامتلاك طائرة خاصة .. وأشياء كثيرة لا يمكن أن تتاح لك في مصر مهما كانت عندك من القدرات والمواهب طالما أنك مسيحي ، الا لو أصبحت مسلم وموحد .. فلماذا لا تسلم و توحد ؟ أم أن السادات لا يعجبك ؟! المسيحي : لا بصراحة لا يعجبني .. المسلم : بلاش السادات .. اسلم وتكون مثل : محمد .. المسيحي : محمد من ؟؟؟ المسلم : محمد .. . حسني مبارك . المسيحي : وأسيب السرقة في البلد عيني عينك وولادي يشاركوا كل اللصوص ، ولا أعين في المواقع الكبري الا أقل الكفاءات ، واللي أغلبهم من أصحاب الزمم الخربانة والضمائر المعدومة .. وأشعلل الفتن الطائفية وتبفي حريقة في البلد ؟! المسلم : بلاش .. بلاش هذا كمان .. تسلم وتكون مثل : محمد .. المسيحي : محمد من ؟ أي محمد ؟! المسلم : محمد ... فتحي سرور ..، رجل دكتور وأستاذ كبير في القانون ورجل مسلم بحق ، مسلم صحيح . المسيحي : وبعد ما أمسك وزير تعليم وأخرب التعليم ، أمسك رئيس مجلس شعب وأظلل علي الأعضاء الذين حصلوا علي العضوية بالرشوة والتزوير ن وأشتغل ترزي قوانين عند الحكومة والحاكم ؟! واكون أستاذ للقانون وَأضرب بأحكام القضاء عرض الحائط ولا أنفذ أوامر القضاء بفصل أعضاء البرلمان الكذبة المزورين ؟! المسلم : بلاش هذا كمان .. اسلم وكن مثل : محمد .. المسيحي : محمد من ؟؟ المسلم : مثل " محمد حبيب العدلي " ، رجل مسلم ووزير داخلية ، ولكنك كمسيحي مهما بلغ اقتدارك وكفاءتك كضابط ل فمن المستحيل أن تصل لمنصب وزير داخلية ، حتي لو رأيت حلمة أذنك ، الا اذا كنت مسلم وموحد ، فلماذا لا تسلم وتوحد كهذا الرجل الطيب المسلم الموحد ؟! المسيحي : وأفعل مثله ؟ أترك رجال الشرطة يضربون القضاة بالحذاء ويسبون رجال الأديان الأخري ولا يحترمونهم ، وأكون أنا أول وزير داخلية تتم في عهده عمليات اغتصاب المعارضين بأقسام الشرطة واغتصاب الصحفيات في الشارع وتجري عمليات تعذيب أبناء الشعب ، وتصور بالفيديو ؟؟!! المسلم : أربعة محمدات ، وكلهم مسلمون طيبون ألا يعجبك محمد واحد من الأربعة ؟! انني لا أريد أن أقول لك يمكنك أن تكون مسلما مثل الشهيد البطل صدام ، لأنني أعرف بأنك لا تحب صدام ، وستكلمني عن أشياء صغيرة مثل المجازر التي ارتكبها والفظائع التي اقترفها أولاده وأقاربه والنهب الذي نهبه من دماء شعب العراق ، أعرفك ستقول عنه الكثير رغم أن الرجل ظل مسلما محافظا علي اسلامه وبقي لآخر لحظة متمسكا بالقرآن في يده حتي وهو علي حبل المشنقة . .. ولا أريد أن أقول لك كن مسلما مثل :الأخ العقيد قائد ثورة الفاتح العظيم ، لأنك سوف تقول كما الجميع : مجنون ليبيا .. رغم أن الرجل مسلم ويساعد الاسلاميين في كل مكان ويسعي لنشر الاسلام بين الهنود الحمر وفي أدغال افريقيا ، وعموما ما دمت لم تقبل المحمدات الطيبين الذين ذكرتهم ذلك ولم ترض أن تسلم وتكون مسلما مثلهم ، فما رأيك في أن تسلم وتكون مثل محمد الأصلي .. الأصلي خالص .. المسيحي : أنت تعرف بأنني لا أحب الحروب ولا أقبل اشعال الحروب لأقتل وأيتم الأطفال وأرمل النساء وأثكل الأمهات ، وأسمي ذلك فتح من الله ونصر مبين ، وأنه جهاد ونشر دعوة ! وأنه في سبيل الله – والعياذ بالله - ..! المسلم : دعنا دعنا ، خلينا في بلدنا خلينا في مصر أم الدنيا .. ما رأيك في أن تسلم وتكون مثل : محمد ...؟ المسيحي : محمد من هذا هو الآخر ؟؟؟ المسلم لصديقه : انه " محمد صفوت الشريف " .. شغل منصب وزير الاعلام المصري ، وهو الأمين العام للحزب الحاكم بها .. انه رجل مسلم ، حسن الاسلام ، ولا ينقصه الا الحج وربما يكون قد أدي الفريضة وهو الحاج محمد بالفعل وانا لا أدري .. المسيحي : ( بانت عليه علامات الأسي ونظر لصديقه نظرة عتاب طويل ولوم ) كده .. كده .. عيب كده عيب ! أنت هكذا .. عيب عليك ! المسلم : ( وقد شعر بغضب صديقه بشدة ) أنا آسف ، أنا آسف .. لم أكن أقصد ، انسي .. انسي ، وٍاقول لك : المسيحي : ماذا ستقول بعد ؟! أما زالت لديك قوالة أخري ؟! المسلم لصديقه : لا أظن سيكون لك اعتراض في هذه المرة : تسلم وتكون مثل : محمد .. المسيحي : محمد ، من ..؟ المسلم : مثل محمد كمال الشاذلي ، عمل زعيما للأغلبية البرلمانية ، ووزيرا شئون مجلسين في وقت واحد - وليس مجلسا واحدا – الشعب والشوري . المسيحي : وكل ما المعارضة تقدم استجواب عن فساد أو انحراف في مجلس الشعب أقوم أدافع عنه بفصاحة وطلاقة ؟!! أهذا ما تريده لي ؟!! ، و أتخصص في الدفاع عن الحكومة وعن الظلم بالباطل .. أهذا ما تريده لي ؟!! المسلم : ولا هذا أيضا يعجبك ؟! رجل مسلم وتقي ولا يعجبك ؟! بسيطة ولو أنك أجهدتني ، أشوف لك واحد تاني . المسيحي : لسه فيه تاني ؟؟؟!! المسلم لصديقه : يا عم اصبر شوية خلينا نضبظ لكم الحل .. المسيحي لصديقه : طيب أنا صابر معاك ، وصابرعليك .. المسلم لصديقه : شوف يا سيدي : الاسلام هو الحل ، عليك أن تسلم وتكون مثل محمد .. المسيحي : طيب ، أنا صابر ... محمد .. من ؟ ، الذي تقصده هذه المرة ؟! المسلم لصديقه : محمد سيد طنطاوي ، فضيلة الامام الأكبر ، شيخ الجامع الأزهر ، الرجل السمح وصاحب الفتاوي التي تيسر الدين ولا تعسره . المسيحي : معني ذلك أنك تريد مني أن أقف أمام الله في صلاة كل عيد ، وأنا عارف ومتأكد من أن الواقف بجانبي مباشرة هو حاكم ظالم ! دون أن أستحي من الله ! وأكون عارفا بأن طوب الأرض في مصر يشكو من ظلم الحاكم الواقف بجانبي في الصلاة ؟؟ هل تريد مني ألا أستحي من لله ؟! المسلم لصديقه المسيحي : لقد انتقيت لك أكبر وأعظم محمداتنا ، أطيب محمدات .. أفلا يعجبك ولا محمد واحد منهم ؟! خلاص ، احنا عوزين نحل مشكلتكم في الاضطهاد ، والاسلام هو الحل ، كل واحد منكم يختارله محمد .. يعجبه ، اللي يعجبه ، ويسلم ويكون مسلم مثله . وهكذا تحل كل مشاكلكم ، ومن يستطيع أن يكون رئيسا للجمهورية منكم سوف يكون وموضوع الدين لن يمنعه مادام مسلما وموحدا .. ، ومن يريد أن يكون وزيرا للداخلية أو الدفاع أو رئيسا لمجلس الشعب ، أو أي منصب حساس ، لن يجد أمامه مشكلة الدين ..و يقدريسرق أو ينهب أو يزور انتخابات ، حسب شطارته ومهارته المهم لا أحد سيقف أمامه عقبه بسبب الدين مادام هو مسلم وموحد ، واللي يحب منكم يبني مسجد علي يمينه مسجد وعلي شماله مسجد وقدامه مسجد ! ويجمع له تبرعات قد تكاليف المسجد 4 مرات : حلال عليه ، ولن يعترضه أحد لأن بيوت الله في الأرض هي المساجد ولأنه مسلم وموحد .. وهكذا يرفع عنكم الظلم وتكفون عن الشكوي ليلا ونهارا بأنكم مضطهدون ، وسيوفر لكم تكاليف المؤتمرات الكتيرة .. ونحن نستريح من شكاواكم ، نعم : الاسلام هو الحل . المسيحي لصديقه المسلم : طيب والبلد بعد ما نسلم كلنا ؟؟ ماذا عن البلد ؟ المسلم : بلد من ؟! المسيحي : مصر بلدنا كلنا ، كيف سيكون حالها بعد أن نسلم ونبقي كلنا مسلمين؟ المسلم : ( بعد حيرة وبصوت خفيض ) أبدا .. لا شيء ، كل ما في الأمر ان نسبة الفساد سترتفع من 10 : 15 % ، ونسبة الخراب سوف ترتفع بزيادة 10 أو 15 % ، بس .. المسيحي لصديقه المسلم : أتري البلد ينقصها فساد أو ينقصها خراب ؟؟؟؟؟ المسلم لصديقه : ليس المهم هو أن تفسد أو تصلح ، ولا أن تخرب أو تعمر ، المهم نكون كلنا متساويين .. المهم أن نعيش معا في تبات ، في تباااات . المسيحي ( بلهفة ، طالبا التأكد ) : تبات ونبات ؟؟؟ المسلم ( يشيح في وجهه صائحا ) يا جدع تبات بس .. النبات ييجي منييييين ؟؟ تبات من غير نبات . المسيحي وصديقه المسلم :( يضحكان معا من تلك الكوميديا الغبراء ) ------- المقال القادم : علي هامش مؤتمر الأقاليات والمرأة بزيوريخ / الحلقة 11 -------
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ - 10
-
علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ – 9
-
علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ / 8
-
علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ 7
-
علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ 6
-
علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ 5
-
علي هامش مؤتمرالأقليات والمرأة في زيوريخ 4
-
علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة في زيوريخ 3
-
علي هامش : مؤتمر الأقليات وحقوق المرأة في زيوريخ 2
-
علي هامش مؤتمر الأقليات وحقوق المرأة في زيوريخ 1
-
أهل الأقلام وأهل الأموال
-
من أوجد مؤتمرا لكل أقليات الشرق الأوسط وشمال افريقيا ؟
-
-تحية لوزير الثقافة المغربي - المغرب و .. مصر
-
مطربة الأغاني الصبوحة : أميرة سالم
-
كلمتي في مؤتمر حقوق الأقليات بالشرق الأوسط
-
وصايا علمانية
-
صور أبلغ من المقالات
-
رد علي رسائل القراء
-
عن نشر كتاب الشرق يعوي / ردا علي رسائل القراء
-
الي سفير مصر في موريتانيا
المزيد.....
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|