نداء فارس محمود الى جماهير الناصرية حول إشتداد الصراع للسيطرة على المجلس البلدي !

فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 575 - 2003 / 8 / 29 - 03:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 يا جماهير الناصرية الداعية للحرية !

 

مثلما تعلمون لقد صعدت جماعة الفضلاء وعلى رأسها (( الشيخ أسعد الناصري )) في الأسابيع المنصرمة هجمتها على المجلس البلدي في مدينة الناصرية  الذي تحتكره جماعة سياسية إسلامية أخرى ، إذ قامت في البداية بتظاهرات متواضعة وتحركات  سياسية، و قد أحتد هذا الصراع ليبلغ درجة التقاتل ، حيث هددت هذه الجماعة رئيس المجلس  بهدر دمه و حرق منزله و غيرها من أساليب بربرية ، إن لم يستقل من منصبه ، الأمر الذي حدا به الى اللجوء الى قوات الشرطة الإيطالية لحماية حياته.

.

وراح كـــلا الطرفان يصــف بعضهما البعض بـ : (( موالات البعث )) (( العمالـــــــة )) (( الخيانة )) وغيرها من أتهامات. لقد ترك هذا الصراع آثاراً على الصعيد السياسي للمجتمع.

 

لا يمت هذا الصراع بإي صلة الى حياة جماهير الناصرية، أنه ليس صراع من أجل تحسين الأوضاع المعيشية والحياتية للجماهير، و لا من أجل أضافة قطعة رغيف أخرى الى مائدة الناس البائسة، ولا من أجل حل معضلة البطالة (( السرطانية )) ولا من أجل أن تنعم الجماهير بالحرية وحق الأختيار، ولا من أجل سعادة الشباب و رفاههم، ولا من أجل أشاعة أجواء الأمان و الهدوء، و لا من أجل أن تنعم المرأة المسلوبة الأرادة بحقوقها و حرياتها و أن تحمي دونيتها كرامتها في هذه الاوضاع المناهضة للمرأة تماماً، و لا من أجل مساواتها التامة بالرجل، و لا من اجل أعادة الأطفال الى طفولتهم و مـــدارسهم و منع تشغيلهم، ولا من أجل حق الجماهير في إقرار مصيرها السياسي و حل سبيل إدارة المجتمع ،و لا من أجل أشاعة الحريات السياسية و الحقوق الفردية و المدنية. أنه صراع لا يتعلق بكل هذا .

 

أنه ليس صراع جبهة ( دعاة الديمقراطية ) جبهة أسعد الناصري، بوجه دكتاتورية سيد ناصر، أنه ليس بصراع (( الجماهير المغيبة )) ضد نخبة تحكم بمعزل عن إرادة الناس

 أنه ليس صراع من أجل إسترداد الحق و الارادة للجماهير أن هذه محض إدعاءات كاذبة، مضللة و مغرضة.

 

فبخلاف كل إدعاءات أسعد الناصري و جماعة الفضلاء و تلك المجاميع الهامشية  الصغيرة التي تتحـــــــدث عن نفسها بوصفها ممثلة (( الجماهير )) و (( الحــــــــــــق )) و (( الديمقراطية )) و ….. الخ

فان هذا الصراع، هو صراع بين نخبيتن متعاديتين، و معاديتان  بنفس الدرجة، لجماهير الناصرية، أنه صراع من أجل السلطة، صراع منبعه سخط جماعة أسعد الناصري و جماعة الفضلاء - التي لا يعلم أحد سر فضلها أو تفضيلها على عموم الناس-  على المجلس البلدي الذي حرمهم من أي حصة، أنه صراع سياسي من أجل الإستيلاء على المجلس البلدي.

 

 فليس أسعد الناصري أكثر ( ديمقراطية) من سيد ناصر، كما أنه ليس مؤمناً أكثر من غريمه بحق الجماهير في التدخل اليومي لتحديد مستقبلها، أنه حين يتحدث عن ان (( جماهير الناصرية لا تريد هذا المجلس )) يقصد (( أننا لا نريد هذا المجلس )) ، أنه صراع نخب تسلطيه، نخب هامشية  متعطشة لنيل المكانة و السلطة و التزعم، تسعى لفرض نفسها و بالضد من أرادة الجماهير، و كسلطة عليها.

 

 أنه صراع نخبة غير راضية على نخبة أخرى جراء طردها من الحكم والتزعم، فمن الذي خول الناصري الحديث نيابة عن الجماهير؟! من أين أستمد هذا الحق ؟! أنه ليس ممثلاً لها.  بقدر ما هو الحال عليه مع المجلس الراهن أن المجلس الذي في مخيلة الشيخ أسعد هو غير شرعي بقدر ما هو عليه مجلس سيد ناصر، أن أستمد الأخيـــــــــــر (( شرعية )) مجلسه بالتفويض الأمريكي و الحراب الأمريكية ، فأن الأول أستمده من(( شرعية)) القسر و العنف و هدر الدم .

 

(( أن خروج 6 من أعضاء المجلس البلدي الراهن مستسلمين، منكسي الرؤوس معلنين أستقالتهم تحت ضغط هدر الدم لهو دليل على مدى (( الشرعية )) التي يتمتع بها مئتي متظاهر من جهة و على الروح الديمقراطية (!!) لهذه الجماعات !! لقد صادر كلاهما حق الجماهير في الاختيار كما تنكرا لأي دور لها أو حق .

 

أيتها الجماهير التحررية في الناصرية !

 

ان المجلس البلدي الراهن لا يمت بأي صلة لحياتكم و رفاهكم او بتحقيق آمالكم ، ليس هذا و حسب بل حرابه موجهة ضدكم.  أن تجربة الأشهر (3-4) الأخيرة لهي خير شاهد على ذلك. أنه يفتقد الى أدنى شرعية، لا تسمحوا لجماعة أخرى ليست أقل أنتهاكاً لحقوقكم و حرياتكم أن تتعكز على سخطكم، و توظف نقمتكم و غضبكم لتصب الماء في طاحونة مصالحهم الخاصة والضيقة، مصالحهم المعادية لمصالحكم. لا تسمحوا لهم أن يتحدثوا بأسمكم، يجب سحب البساط من تحت أقدام كلا الجماعتين، يجب أنهاء تحكمهم القسري و هيمنتهم على حياتكم.

 

 يجب أن تسلم أدارة مدينة الناصرية الى ممثليكم الحقيقيين، شكلوا مجالسكم في الأحياء و المحلات، المعامل والمصانع، المدارس و الجامعات… و أنتخبوا ممثليكم الذين هم المعبرين الحقيقيين عن مصالحكم و آمالكم و تطلعاتكم بحياة أفضل. يجب أن يكون المجلس البلدي مجلس الممثلين الحقيقيين للجماهير، مجلس إلادارة المباشرة و الحرة و الواعية للجماهير، مجلس التدخل اليومي لرسم ملامح مجتمع اكثر انسانية و عدالة و أمن .

فارس محمود

عضو المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العمالي العراقي
21 /8/2003

 

 

 

#فارس_محمود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات