قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 11:33
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تلقى أحد السيكولوجيين العراقيين دعوة للمشاركة في مؤتمر لعلم النفس تنظّمه الجمعية النفسية الأردنية بالتعاون مع الاتحاد الدولي لعلم النفس التطبيقي..يعقد في عمان أواخر نيسان وأوائل أيار الحاليين.
وقد بعث الرجل بورقته الموسومة : " التعصب في المجتمع العراقي- مدخل لثقافة السلام " فجاءه الرد بعدم إدراجها ضمن أعمال المؤتمر دون ذكر الأسباب . ومع أن الرجل ليس سياسيا وليس له هوى مع هذه الطائفة أو تلك ، أو هذا الدين أو ذاك ، فأنني اطلعت على ورقته فوجدت أنه يحلل ما يجري الآن بين العراقيين بعلمية وموضوعية ، ويدعو الى أن يكون للسيكولوجيين العرب مساهمة جدية في إشاعة ثقافة السلام في العراق .
وكنت أود أن أكتب عن هذا الموضوع ، لكن صاحبنا أغنانا بردّ نقتطف منه الآتي :
( ...إن مؤتمركم يناقش دور علم النفس في تحديات العصر . ونسألكم بالله :
هل توجد قضية في المنطقة تشكّل تحديا أكبر وأخطر من القضية العراقية في الوقت الراهن ؟!.
أم أن اللجنة العلمية الموقّرة تحسب أن فجائع العراقيين لا تعني السيكولوجيين العرب ، وتعدّها مسألة سياسية عراقية خالصة ، وأن الابتعاد عنها أسلم ؟. وأنها ربما تعدّ موضوعا مثل :
" تنشيط الذاكرة عند الفئران " يرطن به أجنبي ، أهم من قضية التعصب والطائفية التي أزهقت أرواح عشرات الآلاف في العراق وهجّرت أكثر من مليون؟!. أو أنها ، من حيث تدري أو لا تدري ، تتجاهل أو تقلل من خطرها الكارثي على دول الجوار والمنطقة ، بل والعالم أيضا ؟!.
كان بودنا أن يكون لنا حضور في مؤتمركم ، نحن السيكولوجيين العراقيين الذين توجعنا قضية (27) مليون إنسان عاشوا (27) سنة من الكوارث والفواجع ، وأن يكون لمؤتمركم دور في التخفيف عن معاناتهم بوصفهم بشرا قبل أن يكونوا أشقاءكم !.
ليس لنا سوى أن نقول :
· شكرا للدكتاتورية
· شكرا للاحتلال
· شكرا للطائفية
لأنها أفرزت ثلاثة أصناف من السيكولوجيين العرب :
· سلفيون ، ملتزمون بالنص السيكولوجي ، ورافعون لشعار : ابعد عن السياسة و...
· تابعيون ، يأخذون المعرفة من غيرهم ، ويعدّون علماء النفس الغربيين أنبياءهم .
· وتنويريون ، يوظّفون علم النفس في خدمة قضايا شعوبهم ، ويبصّرون الناس بأسباب
معاناتهم .
نأمل أن يكون المشاركون بمؤتمركم من الصنف الثالث ، مع وافر التقدير والاحترام ).
ويظل السؤال :لماذا يبقى السيكولوجيون العرب – إلا ما ندر – بعيدين عن هموم شعوبهم وحاصرين عقولهم في قوالبها الأكاديمية ؟!.
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟