|
الاضطرابات السلوكية للأطفال العراقيين ... بين الأسرة والدولة والمجتمع
ساجد شرقي المشعان
الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 11:51
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
إن تقييم واقع الطفل العراقي لايمكن فصله بأي حال من الاحوال عن الواقع الذي يعيش فيه وعن الاحداث العنيفة القريبة منه سواء اكانت من الداخل أي حالة تعامل الوالدين مع الطفل لضغوطات الحياة بسبب الوضع الاقتصادي والنفسي والاجتماعي او السياسي للعائلة ، او جهل الوالدين بأبسط اساليب التعامل اللطيفة والصحيحة والسليمة مع الطفل الحدث ، أو نرى المجتمع عامة يجهل ابسط مضامين لائحة حقوق الانسان كما هو في الممارسة اليومية للانفجارات التي تستهدف كل شيء وانتشار الظاهرة المسلحة ، واستغلال بعض الاشخاص الاطفال في كثير من الاعمال اللااخلاقية وتردي الرعاية الاجتماعية وسوء التغذية والتشرد هذه كلها مشاهد يعيشها اغلب اطفال الشعب العراقي قي الوقت الراهن.. ونحن نعتقد ان السبيل الوحيد لمعالجة هذه الحالات ان تأخذ مؤسسات المجتمع المدني دورها لتفعيل دور الرعايا الاجتماعية والصحية والاهتمام بالعلوم الانسانية وتطبيقها على ارض الواقع ، وايجاد برنامج يؤدي الى الحد من هذه الظواهر على المدى البعيد ..فكل طفل عندما ينشا تكون أمامه فرصتان متاحة تسهم في تكوينه السلوكي والنفسي في حياته الاولى هي البيت والثانية هي المدرسة ، وتوالي الفرصتان لايعني إمكانية التبادل بينهما كما لايعني عزل تأثير الواحد منهماعن الاخر ، بل ان التوافق بينهما امر ضروري لاقامة حالة من التوازن بين فعل الواحد منهما وفعل الاخر ولهذا يقتضي اقامة اكبر قدر ممكن من التعاون بين العائلة والمدرسة لتحقيق هذه الغاية واذا لم تتحقق فأن الطفل يستغل اضعف المجالين سواء اكان ذلك البيت او المدرسة لممارسة انحرافه عن النهج السوي في السلوك ، ونحن نعتقد ان المدرسة اكثر من البيت تعطي فرصة للطفل ان يظهر كما هو في مستواه العقلي ومزاجه وسلوكه في اللعب او تعامله مع الاخرين . من هنا لابد ان تكون هناك وقاية من خلال الاجراءات والخدمات الطبية والاجتماعية والتربوية والنفسية التأهيلية التي تعمل على الحيلولة دون حدوث اعتلال او ضعف عام عند الانسان ومنع تطور العجز والتغلب عليه والحيلولة دون تطورة الى حالة عامة ، لذ يجب وضع برامج وقائية تهدف الى تفادي مشكلات معينة حتى يتجنب حدوثها ، ولعل تفادي المشكلات والاضطرابات السلوكية من الامور ذات الاهمية الكبيرة ، فضلا عن ذلك ان المشكلات المتعلقة بالطفل نفسه وكذلك مايتعلق بالوالدين ومنها مايتعلق بالاسر عامة تكلف المجتمع جهودا كثيرة . وهي بالتأكيد تؤثر سلبا على الطفل منها: * عدم القدرة على التعلم * عدم القدرة على اقامة علاقات شخصية مع الافراد والمعلمين والاحتفاظ بها *ظهور السلوكيات غير الناضجة وغير الملائمة في ظروف واحوال عادية * شعور عام ومزاج يعكس عدم السعادة والاكتئاب ..... الخ ولعل الوقاية من هذه الاضطرابات السلوكية عند الاطفال لابد من معالجة الجذور المتعلقة بالتنشئة الاجتماعية والتي يجب ان تبدأ كالاتي : *الاجراءت الصحية قبل مرحلة الزواج ويعد هذا الأجراء أهم الطرق وأكثرها فاعلية حيث تعود فائدتها الى افراد المجتمع كافة كون تحديد الجينات كما اثبت علميا يجنب الكثير من الاضطرابات النفسية ذلك لدورها الهام في ذلك .**الإجراءات الصحية في مرحلة ماقبل الحمل ***الإجراءات الصحية في مرحلة الحمل ****الإجراءات الصحية في مرحلة الولادة *الإجراءات الصحية في مرحلة بعد الولادة *****أهمية استغلال وتوظيف التربية والتعليم لممارسة العمل الوقائي من الدرجة الاولى ، كما ان المقررات الدراسية تساعد في تحقيق هذا الهدف وذلك بالتخطيط المسبق سواء للمناهج العلمية او طريقة ايصال المعلومة . وكذلك يمكن للوالدين اتباع مجموعة من الاجراءات الوقائية الى جانب ذلك لتجنب مثل هذه الاضطرابات منها :*تجنب الممارسات والاتجاهات الخاطئة في تنشئة الاطفال **العمل على الإقلال من تعرض الاطفال لنماذج العنف المتلفزة ***العمل على تنمية الشعور بالسعادة وبث روح التعاون مع الاخرين ****العمل على خفض مستوى النزاعات الاسرية وعدم اضهارها امام الاطفال *****توفير أنشطة بدنية ايجابية للاطفال *****تنظيم وترتيب بيئة الطفل ..
ولعل ما يسهم بشكل فعال اضافة الى المؤسسات المختصة ، هي مؤسسات المجتمع المدني بتنوع تخصصاتها من خلال بث الوعي وتنمية القدرات وتشكيل قوة ضغط على السلطة والدولة لتعزيز هذه الادوار والمتطلبات التي تؤسس لمعالجة وتقليل مشاكل الاطفال المرتبطة بنواحي الحياة المختلفة في المجتمع ، فضلا عن العمل على نشر المدارس المتخصصة لتعليم الابناء اداب التصرف وحسن السلوك وزيادة الوعي الثقافي والاندماج بالمجتمع يقابل ذلك اصلاح المؤسسات التربوية والاكاديمية بصورة جدية والاعتماد عليها بشكل اساس في التربية وتنمية القدرات وتفعيلها لتأخذ الطفل بيده وتشعرة هو جزء هام واساسي في المجتمع .
#ساجد_شرقي_المشعان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني …الحقائق المعاصرة وا
...
-
المصالحة .. المسائلة ..إلى أين ؟
المزيد.....
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
-
أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه
...
-
أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
-
-وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس
...
-
الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
-
بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة
...
-
بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
-
قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
-
المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا
...
-
المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا
...
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|