أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نادية عبد العزيز - في ذم الشعب السوري














المزيد.....

في ذم الشعب السوري


نادية عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 1903 - 2007 / 5 / 2 - 12:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في زيارته الأخيرة لدير الزور و(منحه) بلدياتها ما قيمته ثلاثة ملايين دولار، وقف السيد الرئيس بشار الأسد على الشرفة التي كان يقف عليها والده منذ زمن. الشرفة الإسمنتية الخالية من أية لمسة جمالية أو فنية أو معمارية والمرتفعة فوق رؤوس المهللين المبهورين بأن الأسد بنفسه هنا.

لأي سبب يمكن لهذه الحشود أن تأتي مستقبلة ومهللة. هل هو كرم الضيافة الذي يدفع الإنسان الفطري ليكون بشوشا حتى مع الضيف الثقيل. أم هل هي مدفوعة من قبل عناصر الأمن ورؤساء البلديات وأمناء الحلقات الحزبية.. أم هل هم مجددا طلاب المدارس وموظفو المؤسسات الحكومية والخاصة الذين (يجب) عليهم القدوم وإعلان الوفاء. أم أن المسألة هي تماما كما قالت لي مرة إحدى الصديقات حين كنا نناقش السنة الماضية سقف الحرية الذي فرض على مسلسل سوري يعرفه الكثيرون وهو (غزلان في غابة الذئاب). قالت الصديقة إن أهم ما قدمه المسلسل هو تعريف الشارع السوري بجرائم السلطة وما اقترفه ويقترفه أقرباء وأسرة الأسد الابن والأب. وهي تعني أن سكان المدن الداخلية والشرقية لا علم لهم بما ترتكبه المافيات السورية في الساحل وفي المدن الكبيرة.. ويبقى السؤال: مالذي يعرفه إذا المواطن السوري؟

يعرف المواطن السوري جيدا أن فلسطين أرض مسبية وأن أهلها شردوا وخطفوا تحت أنظار العالم كله. وأن إسرائيل تبعد بضع خطوات عنهم. وأن مشروعها التوسعي يضم سوريا وأنهم بفضل القيادة الحكيمة وانتصارات تشرين والقوات المسلحة في منأى عن الخطر.. هل يعرف المواطن السوري ماهو الأمان؟

يعرف كذلك أن الويلات التي يعاني منها العراق من عنف وطائفية وموت يومي حدثت مباشرة بعد انهيار النظام الحاكم وفقدت تماسكها فور تدخل الأجنبي... هل يعرف المواطنون السوريون معنى الحياة ومعنى الوطن؟

يعرفون أن حزب البعث رفع شعار الاشتراكية والديمقراطية منذ الأزل.. هل يعرف المواطن السوري ماهي الديمقراطية وماهي الاشتراكية؟

يعرفون الجوع الذي تعاني منه مناطق الحروب والبلدان الفقيرة... فهل عرفوا يوما ماهو الشبع؟؟

يقبع السوريون تحت جهل مهيمن ومخيف.. تحت نسب أمية وبطالة متفشية. تحت كبت ديني وأسروي واجتماعي. تحت اضطهاد سياسي واستبداد حكومي. تحت الفساد الآخذ بالازدهار وتحت نفاق وسائل الإعلام وضحالتها.

إن التقارير التي أصدرتها مراكز الإحصاء في سوريا وإن بعدت عن الحقيقة بعد الأرض عن زحل.. والتي تشير إلى انخفاض درامي في نسب الأمية. فإنها لم ولن تقدر على عكس مأساة الجهل ولا جدوى التعليم وضآلة المكتسبات المعرفية حتى لأصحاب أعلى الشهادات في سوريا. لا يرتبط التعليم بالواقع ولا بأي نسبة مشجعة. المناهج تمجد القائد وتزور التاريخ وتزين الدين وتدعي مساواة المواطنة حتى بين الرجال والنساء!!! فماذا يقول الواقع؟

الإعلام يعلن البراءة والبطولة والعالم كله يتهم ويتساءل ويندد؟؟؟

الصحف تحتفي وتهلل وتحتفل. والبلد يتآكل وينهار ويتفتت.

الكتب تعلم البطولة والصدق والمواجهة.. والزمن زمن القفز من النوافذ والمظلات!!

الشرطة في خدمة الشعب.. والرئيس الراحل حافظ الأسد لم يرد لأحد أن يسكت عن الخطأ والنواقص.. بينما سجون بلاده تعج بالمعارضة وبخيرة المثقفين الذين لم يريدوا شيئا آخر غير الإشارة للخطأ والنواقص؟

هل أنتجت كل هذه الظروف إنسانا أعمى؟؟ هل حولتنا إلى حمقى ووشمت في خلايانا العصبية وإلى الأبد تعاريفا جديدة للأشياء لا يعرفها أحد غيرنا ولا يتفق أحد عليها سوانا.

الشعب لا يعاني من فصام... إنه ميت وغير موجود.

الشعب لا يعاني من الفقر ولا المرض ولا الجهل ولا الفساد. انظروا إليه كم سعيدا وهنيا وهو يهلل لبشار الأسد في زيارته (التاريخية) لدير الزور





#نادية_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوادث السير في سوريا.. مأساة يمكن تفاديها
- عن الصورة الإعلامية لزيارة نانسي بيلوسي للنظام السوري في دمش ...
- كبوات الصحافة العربية في تحليلها للحرب الإسرائيلية


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نادية عبد العزيز - في ذم الشعب السوري