|
يوم العامل، و لكن أين هى الصناعة
نادية المفتى
الحوار المتمدن-العدد: 1902 - 2007 / 5 / 1 - 13:01
المحور:
ملف الاول من آيار -العلاقة المتبادلة مابين الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني
أنا أبعد الناس عن السياسة بمفهومها المعاصر، السياسة التى أفهمها و تقنعنى هى ممارسة المقولة التى قالها أيا من كان فى عمر بن الخطاب "حكمت فعدلت فأمنت" أما العلاقات القائمة على المصالح دون أى إعتبار لمبدأ أو أخلاق فتعد فى نظرى "نخاسة" و ليست بال "سياسة" مطلقا. كان لابد من تلك المقدمة قبل أن أدلى بدلوى فى موضوع بجسامة إتحادات العمال و الأحزاب و النقابات التى هى أساس العمل السياسى الذى لم أنخرط فيه يوما، فأكثر من كونى عضوة " و النبى بلاش تحذفولنا تاء التأنيث بأه و بلاش خيابة، آل يعنى دى المساواة، طب بس إلغوا إذن "ولى الأمر" ع الباسبور" عضوة بنقابة المهندسين المصرية التى كانت لوقت قريب موضوعة تحت الحراسة و إشتراكى لبعض الوقت فى جمعية العفو الدولية و التى لم يتعد نشاطى بها أكثر من كتابة خطابات مناشدة لإطلاق سراح السجناء ثم تركتها بعد ذلك لإنى لم أشعر بجدواها، أو رغبتى فى الإنخراط فى حزب الخضر المصرى قبل إختفاؤه من على الساحة لظنى أنه قد يكون له نفس نشاط و تأثير حزب الخضر الألمانى مثلا و بالطبع كنت خاطئة فى ظنى، بغض النظر عن التوقيعات و المناشدات و كتابة الشعر السياسى و القصص ليس لى أى نشاط سياسى سوى كونى مشاهدة معذبة بما يجرى على الساحة العربية من عمالة بكل ما فى الكلمة من معان و على الساحة الدولية من هضم و تفتيت لمنطقتنا و الجميع نيام أما اليقظين فهم ضيوف محتفى بهم لأقصى درجة على معتقلاتنا من درجة المليون نجمة فى التعذيب. الآن و بعد تلك المقدمة أعتقد أنى سوف أتناول مجموعة الأسئلة التى طرحتها الجريدة بالتعليق واحدا تلو الآخر 1- سؤال الجريدة: هل تمارس الأحزاب السياسية المختلفة دورا إيجابيا ولصالح حركة الطبقة العاملة إذا ما عرفت نفسها كأحزاب عمالية أو مدافعة عن حقوق ومصالح العمال؟ التحزب عامل مهم داخل صفوف الطبقة العاملة كما تقول الكثير من الأحزاب...هل تعتقد بضرورة وجود حزب عمالي يهتم بقضايا التنظيم والإضرابات ويدفع بالعمال للخوض في الصراعات السياسية والاجتماعية لرسم مصير المجتمع؟ إجابة: لا، لا أعتقد بضرورة وجود حزب عمالي يهتم بقضايا التنظيم والإضرابات، و لكن بوجود "إتحاد" عمالى يدفع بالعمال للخوض في الصراعات السياسية والاجتماعية، فالحزب غالبا ما يقوم على مذهب معين و المذاهب السياسية تختلف عند البعض و إن إجتمعوا على مهنة واحدة، فليس بالضرورة أن يكون العامل شيوعى أو إخوانى أو وفدى أو حتى صاحب أى مذهب سياسى، و لكن أعتقد أن العمال جميعهم يتفقون على ضرورة حصولهم على حقوقهم (كما حدث عندنا فى مصر و أثلج صدورنا جميعا لأقصى درجة بالرغم من عدم وجود إتحاد حقيقى يمثلهم) و هذا ما يكفله لهم الإتحاد الذى يأتى أفراده بإنتخابات حقيقية تعبر عنهم و ليست مزورة، و قد يأتى الإشتغال بالسياسة بعد ذلك على أساس الكفاءة و الرغبة فى صالح المجموع و ليس بالضرورة على أساس مذهب سياسى موحد، "حكمت فعدلت فامنت" وتلك هى كل القضية، إن بيئة المصنع هى الرحم الحقيقى للعمل السياسى، فى وقت ما قد يكون فيه إجتماع أكثر من ثلاث أفراد يعد تجمهرا بمقاييس دولة بوليسية ما، لا يستطيع أيا من كان أن يمنع ألاف العمال من التواجد فى نفس المكان لعشر ساعات يوميا ستة أيام فى الأسبوع، إن بيئة المصنع إن صلحت هى كبيئة الجيش إن صلح، فالكل رفاق سلاح، الجيش يدافع عن الحدود و المصنع يدافع عن الخبز، ماذا يحتاجه أى شعب أكثر من هذا ليعيش مستقلا؟! لهذا أصبح تفتيت المصانع الكبرى ذات الإنتاج الحيوى مثل الحديد و الغزل و تحويل تلك الصناعات إلى ملكية خاصة لمؤيدى النظام حيث لا إتحاد عمال أو نقابة هى أساس سياسة الدول العميلة، و المعيار الوحيد للبقاء بجانب الكفاءة المطلوبة لتحقيق الربح هو الإلتزام بوجهة نظر "رب" العمل من حيث العمل السياسى أو عدم وجود رؤية سياسية على الإطلاق، و فى الواقع هى حالة أصبحت متواجدة فى جميع مجالات العمل و ليس فى المصنع فقط 2- سؤال الجريدة: كيف تنظر لقيام الاحزاب السياسية بتشكيل إتحادات ونقابات ومجالس عمالية و منظمات المجتمع المدني خاضعة لنهجها وآفاقها السياسية والتنظيمية ( من أجل الكسب الجماهيري , التمويل , ..... الخ ) ، هل أن ممارسة كهذه تصب في صالح الحركة المطلبية للعمال والكادحين والمناضليين الساعيين من أجل مجتمع مدني، أم أنّ لها آثار سلبية؟ إجابة: فى ظل عدم وجود ديمقراطية حقيقية أصبحت معظم الأحزاب و صحفها ماهى إلا ديكور لتجميل النظام و التنفيس عما يعتمل فى صدور العامة من غضب ضده، فا فيما عدا لبنان لا أعتقد بوجود معارضة فى شمال أفريقيا، ، بل تكتلات مذهبية قد ينبثق عنها تنظيمات مسلحة، و هذا على حد علمى و انا لست متابعة نهمة للسياسة الخارجية، مثال: إذا إعتبرنا المتواجدين على ساحة المعارضة يمثلون مئة بالمئة فنسبة المعارضين الحقيقيين فى رأيى تمثل أقل من عشرين بالمائة منهم عشرة بالمائة منهم داخل السجون، و بالتالى ما ينبع من مثل هذه الأحزاب لا يكون سوى محاولة لإستكمال المظهر العام للعمل السياسى، بأى حال من الطبيعى لأى حركة تسعى وراء التأييد الشعبى، و هو من أسس العمل السياسى، أن تحاول التوغل فى جميع مناحى الحياة و من أهمها بالطبع الأوساط العمالية بما تشكل من قطاع عريض فى المجتمع، فإذا كانت هناك حركة ما لها شعبية واسعة فى المجتمع سواء كان شعارها الإسلام أو الشيوعية، و سواء إتفقنا مع ما تمثله أم إختلفنا، من الطبيعى أن تحاول أن تكتسب أكبر قدر من أصوات المؤيدين فى مختلف المجالات سواء بتقديم خدمات أو توفير فرص للعمل. أما عن الآثار السلبية، فاعود بكم للبند السابق، حيث أن "رب" العمل دائما ما يبغى أن يكون كل رعاياه على دينه، فإن لم تكن على عقيدته و لو كنت كادحا، فخبزك أولى به من يدين بدين ربه، و هذا فى إعتقادى. 3- سؤال الجريدة:هل من الممكن ان تكون الأحزاب السياسية بديلا عن النقابات ومنظمات المجتمع المدني أو العكس؟ إجابة: لا، أصحاب نفس المهنة و لكن تختلف المذاهب، و لكن قد تتحول النقابات من فرط قوتها لبعبع للنظام، كما حدث فى مصر، ففى وقت ما وضعت نقابتى المهندسين و المحامين تحت الحراسة من فرط قوتهما و معارضتهما للنظام و أعتقد أن تواجد الإخوان بهما كان قد زاد لدرجة جعلت النظام يعمل على إجتثاثه لما يمثلونه من قوة لا يستهان بها فى مصر و لأهمية النقابتين فى حد ذاتهما، و بالرغم من عدم وجود علاقة لى بنقابتى المهنية تقريبا، فلم أذهب هناك منذ سنوات عدة، حتى الإشتراك يقوم البعض بالذهاب لسداده نيابة عنى، و لكنى أعلم علم اليقين و دون حتى الرجوع لما نشر من ضياع ما يقرب المليار من أموال النقابة أثناء مدة الحراسة، أن النقابة نهبت، فأنا أدعو الجميع لزيارة ناديا النقابة التى يفترض أنها تضم جميع بنائى مصر و من أكثر فئات الشعب دخلا، ناد فى الزمالك و ناد فى الجيزة غاية فى الإفتقار لكل شىء، حتى الموقع الذى يفترض انه على النيل، فى ناد الزمالك يشغل آخر شريط النوادى على الكورنيش و التى بعدها تبدأ المنطقة الشعبية فى الجهة المقابلة، أما الناد الآخر فى الجيزة فأمامه هنجر خالى يحوطه الحشيش العملاق الملىء بالحشرات من كل نوع. قارن هذا بنادى الشرطة و خدمته الممتازة و أسعاره الزهيدة و التى تماثل خدمة نادى الجزيرة الذى يتم دفع إشتراكه بالدولار و يفوق المائة ألف جنيه مصرى الآن و ليس ناد تدخله ببطاقة إنتساب لمهنة ما، و يقع ناد الجيزة فى أول شريط الكورنيش أمام فندق شيراتون الجزيرة الفاخر، أما نادى الشرطة بالزمالك فيشغل مساحة عظيمة و يقع على الشارع الرئيسى بالزمالك و هو شارع 26 يوليو و يشترك مع الأول فى خدمته و أسعاره، قارن بين هذا و ذاك لتعلم أنه فى ظل التوجهات القمعية لنظام ما، لا نقابة تهم و لا حزب يهم 4- سؤال الجريدة: هل من الممكن ان ينسق بين العضوية الحزبية وبين العضوية في النقابات ومنظمات المجتمع مدني دون أن يحاول الحزب السياسي عن طريق العضو الحزبي فرض خطه الحزبي على النقابات ومنظمات المجتمع المدني؟ إجابة: كل حزب يبنى على مذهب أو مبدأ معين، من البعيد عن الواقعية الإعتقاد بعدم محاولة المسؤلين عن حزب ما إكتساب الأصوات بأى طريق، و لكن ما أعتقده أن من الممكن فى حال توفر المناخ الصحيح و الرغبة فى الصالح العام أن يجتمع كل من جاء عن طريق إنتخابات شرعية على العمل لصالح الوطن، مهما كانت المعتقدات أو الأدوار مختلفة 5- سؤال الجريدة: هل من الممكن ان يكون للاتحادات والنقابات العمالية و لمنظمات المجتمع المدني دور ايجابي في التأثير على سياسات الاحزاب , وكيف من الممكن ان يتم ذلك , او العكس ؟ إجابة: بالتأكيد، فالنقابات و الإتحادات ماهى إلا تجمعات لمواطنين يحملون جنسية ذات الوطن و يعيشون سويا كل مشاكله و لكل منهم رؤية لما يمكن أن يحققونه لهذا الوطن و يحققه لهم و قد يتفق كل جمع منهم على رؤية ما و لكن ما يجمعهم جميعا فى تلك النقابة هو الإرتقاء بمستولا معيشتهم و مهنتهم، فالطبيب يريد الإرتقاء بمهنته و ما يتبع ذلك من زيادة فى التجهيزات الطبية و إمكانات المستشفيات و الرعاية الصحية للمريض و الأبحاث العلمية، و المهندس يبغى توفير أسعار أقل لمواد البناء حتى تكثر حركة التعمير و تزيد فرص العمل لأعضاء نقابته، و عضو نقابة التجاريين يبغى كثرة الإستثمار حتى تزيد الأموال فى البنوك، ألا تعد النقابات فى هذا الحال قوة لا يستهان بها لابد أن يخطب ودها الأحزاب؟ ألا يؤثر كل هذا فى الوطن و يعمل على إرتقاؤه؟ ففى حال توافر القيادة الواعية النظيفة اليد، و هو عنصر نادر هذه الأيام، تلك التكتلات يمكنها أن ترسم سياسة الدولة خصوصا فى حال أن إتحدت تلك القيادات و لم تسع وراء الزعامة كما نر فى أحوال كثيرة 6- سؤال الجريدة: يشكل تدخل الأحزاب السياسية الموجودة على صعيد العالم العربي في عمل النقابات والاتحادات العمالية ومنظمات المجتمع المدني الاخرى، نقطة ضعف كبيرة في تاريخ الحركة العمالية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني ، كذلك فان صراعات أجنحة وأقطاب ما داخل حزب معين ، أو مع الأحزاب الأخرى سرعان ما تنتقل آثارها على النقابات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني وتدفعها لخسارة الكثير من مواقعها الاجتماعية كحركات منظمة وقادرة على مواجهة قوى الاستغلال والاستبداد ..كيف ترى استقلالية النقابات و منظمات المجتمع المدني وعدم خضوعها للبرامج والشعارات الحزبية؟. إجابة: و النبى بلاش نكلم على أحزاب كأنهم حبة كتار يعنى و كلهم بيشاركوا ف الحكم و يعنى بقى النقابات لها دور و الأحزاب كلها أحزاب بجد، هوه حزب الحكومة و خلاص إللى بيحكم، محنا قولنا مافيش ديمقراطية و الحكاية ديكور، و نفتقر للقيادة نظيفة اليد، و الحكومة مبتعملش حساب لحد لا للنواب المنتخبين بشرعية و لا نقابات و لا مقاطعة إنتخابات و لا إستفتاءات و لا مصلحة وطن و لا حاجة، و آخرها تعديل الدستور الهزلى إللى حصل و كأن الناس كلها ف وادى و الحكومة ف وادى تانى خالص، الأغلبية الصامتة صامتة و إللى بيعارضوا بجد قليلين أوى عشان يعملوا فرق، فين إحنا من أسبانيا، كمجرد مثال، اما القاعدة فجرتلهم القطر و ماتلهم 200 نفر مش ألف ف ألف ف كام مياية زى ماحصل ف القطر و العبارة و قصر الثقافة، خرجوا الشارع لحد ما شالوا خوزيه ماريا أثنار و سحبوا قواتهم م العراق، معندناش حاجة مندى بتحصل، مع إن و كما كتبت فى أحد قصائدى الصغننة " من ذا الذى يسأل زيدا فى عبده إذا كان العبد ده سايبله ماله و مال أبوه، مع إن العبد ده لو ريح دراعه على رقبتك يا زيد، عضمك كله ينكسر و لا حد يقول إلحقوه"، هى عزبة و دول جماعة المنتفعين و خلاص، و كل الحكومات و الملكيات الشرق أوسطية كده، أما ست "نزيهة" تبقى تحل عنا حيبقى فى ديمقراطية بجد و الحاكم يبقى له مدة محددة ف الحكم زى كل البلاد العادية، إحنا هنا عندنا آلهة مش حكام. كفاية كده لحسن بقوا بيقبضوا ع إللى بيكتبوا ع الإنترنت، كتابة القصص أسلم، و ياريت ماحدش يحبكها أوى ف موضوع النحوى، كتر خير الدنيا إنى مكتبتش عمى و لا خالى المرة دى
#نادية_المفتى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرأة فى الإسلام
المزيد.....
-
العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب
...
-
ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا
...
-
الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ
...
-
صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م
...
-
كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح
...
-
باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا
...
-
شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
-
أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو
...
-
زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
-
مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد
المزيد.....
|